أحمد منصور يكشف أسرار معركة تحرير حماة

من أمام جبل زين العابدين، مفتاح الحماية الطبيعية الاستراتيجية لمدينة حماة على مدار التاريخ، وأحد أبرز قلاع النظام النصيري الطائفي في المنطقة الوسطى، يسلط أحمد منصور الضوء، في السابع من ديسمبر 2024، على أسرار معركة تحرير حماة.
أحمد منصور

من أمام جبل زين العابدين، مفتاح الحماية الطبيعية الاستراتيجية لمدينة حماة على مدار التاريخ، وأحد أبرز قلاع النظام النصيري الطائفي في المنطقة الوسطى، يسلط أحمد منصور الضوء، في السابع من ديسمبر 2024، على أسرار معركة تحرير حماة.
وأكد منصور في روايته، أن من يسيطر على هذا الجبل يستطيع أن يسيطر على حماة ومن ثمَ حمص والطريق إلى دمشق، لافتاً إلى أن قوات نظام الأسد كانت تتمركز خلف الجبل أو فوقه.

وأضاف أن استراتيجية إدارة العمليات العسكرية كانت تتلخص في قيام أبناء كل مدينة بتحريرها، مشيراً إلى أن حافظ الأسد دمر حماة وقصفها بالطائرات في فبراير من العام 1982، وقتل أكثر من أربعين ألفا من أهلها، وهجّر أو أعدم أو طارد باقي سكانها، وأن بعض مناطق المدينة لازالت مُهدّمة حتى اللحظة.

وكشف منصور خطة إدارة العمليات العسكرية في التضليل والهجوم، ودور قوات العصائب الحمراء في استهداف قوات النظام النصيري التي على الجبل وتصفيتها، لافتاً إلى انتظار الأهالي للثوار واستقبالهم بالورود والاحتفاء بهم، فيما كانت باقي قوات المعارضة تتوجه لحمص ودمشق، والنظام الدولي يتهيأ لسقوط نظام الأسد.

وذكر أحمد منصور، أن استراتيجية معركة حماة ستُدّرس في الأكاديميات العسكرية مستقبلاً، وأن العبارة التاريخية: “من يمتلك جبل زين العابدين يمتلك مدينة حماة وحمص والطريق إلى دمشق” ترسخت مجدداً.

نص رواية أحمد منصور عن أسرار معركة تحرير حماة

السلام عليكم
أنا الآن خلفي جبل زين العابدين الذي يعتبر الحماية الطبيعية الاستراتيجية لمدينة حماة على مدار التاريخ.
من يسيطر على هذا الجبل يستطيع أن يسيطر على حماة ومن ثمَ حمص والطريق إلى دمشق، لأن هذا الطريق الذي خلفنا هو الطريق إلى دمشق. يمر بحلب ثم حمص ثم يصل إلى دمشق بعد ذلك.
كانت قوات النظام الطائفي في دمشق تتمركز خلف هذا الجبل أو فوق هذا الجبل والجبل له شقين يتحكم في مدخل المدينة.
ولا يستطيع أحد أن يتجاوزه.
استراتيجية معركة فتح حماة قامت على عدة محاور رئيسية.
المحور الأول هو الإعداد الكبير للمعركة والإعداد بدأ باستراتيجية عسكرية من خلال إدارة العمليات العسكرية. قامت على أن أبناء كل مدينة تم احتلالها من النظام وهُجّر أهلها هم الذين يكونون في مقدمة القوات التي تفتتح وتدخل إلى هذه المدينة. فالذي افتتح حلب كانوا في المقدمة أبناء حلب، وهذه في المقدمة أبناء مدينة حماة لأن أهل حماة يسكنون فيها ولم يخرجوا منها ولم يغادروها. فكانت استراتيجية إدارة العمليات العسكرية قائمة على أن لا يتضرر أهل حماة ولا تدمر المدينة مرة أخرى بعدما دمرها حافظ الاسد في العام 1981 بالطائرات..
قصفها بالطائرات وقتل أكثر من أربعين ألفا من أهلها. ولا زالت بعض المناطق في حماة، حينما ندخل إليها مُهدّمة حتى الآن منذ أحداث 1982 ولم يترك بيتا في حماة إلا وقد اعتقل من أبنائه، أو أعدمهم أو هجرهم أو هربوا . فشتت أهل حماة كلها. هذا الجبل كان يتواجد عليه النظام ويقول لن تستطيع إدارة العمليات العسكرية أو المعارضة الدخول إلى المدينة طالما نحن نسيطر عليه.
إدارة العمليات العسكرية وضعت خطة عسكرية واستراتيجية.
عسكرية مليئة بالخداع الاستراتيجي.
استخدموا هذا الطريق كطريق للإشغال أو للتضليل او للهجوم الجانبي وليس الرئيسي.
ثم جاء الهجوم الرئيسي من المنطقة الشرقية ومن المنطقة الغربية التي كان النظام لم يتحسب من المجيء إليها.
ومع ذلك قامت معركة استمرت أكثر من يوم كامل 24 ساعة وكانت معركة طاحنة. وقد شاهدتم على مدار الطريق أعداداً كبيرة جداً.

العصائب الحمراء

وشاهدنا من المدرعات والآليات التي لا زالت موجودة..
بخلاف الآليات والمدرعات الكبيرة التي ربحها الثوار..
صعبت في إدارة العمليات العسكرية.
هناك كتيبة إسمها العصائب الحمراء، هذه ليست قوات خاصة وإنما خاصة الخاصة.

في منطقة إدلب أسسوا كلية عسكرية قبل أكثر من عامين وخرجت دفعات كثيرة وكانوا يدرسون..
كانوا يعتمدون على نوعية المقاتلين، وعلى التدريب العالي لهم، وعلى المعدات ذات التأثير وعلى المعنويات العالية.
وأن هؤلاء سوريون يقاتلون من أجل استرداد بلادهم التي سرقها منهم النظام الطائفي العلوي.
قاموا بالهجوم على القوات التي على هذا الجبل وقاموا بتصفيتها.
وكانت في نفس الوقت بينما كان النظام مشغول بالدفاع والهجوم من هذا الطريق على اعتبار أنه الطريق الأساسي.
لكن الطريقين الأخرين كانت القوات الأساسية لإدارة العمليات تدخل منهما فاستطاعوا الدخول إلى المدينة التي كان أهلها.
ينتظرون الثوار حتى يدخلوها بالزغاريد، وكانوا ينتظرونهم بالورود، وكانوا بدورهم.
دخلوا فاتحين دون أن تمس المدينة بشيء.
وانهار النظام وسقط وانسحبت فلوله إلى حمص التي لا زالت معركتها قائمة.

معركة حمص

ونحن اليوم في يوم السبت السابع من ديسمبر، معركة حمص على وشك أن تنتهي إن شاء الله ربما قبل نهاية هذا اليوم. وكذلك معركة دمشق التي بدأت إدارة العمليات العسكرية تهاجمها من الجنوب ومن الشمال، وبدأت كثير من الخلايا التي كانت أعددتها للدخول إلى دمشق في التحرك
والنظام الدولي كله بدأ يتهيأ لسقوط النظام في دمشق.

جبل زين العابدين


هذه استراتيجية المعركة، وكيف أنهم استطاعوا أن يضعوا خطة عسكرية تدّرس في الأكاديميات العسكرية واستفادوا منها لكيفية اقتحام المدن ودخولها دون إيذاء أهلها مهما كانت حصينة حتى لو كانت محصنة بجبل تاريخي عتيق مثل هذا
حينما تقرأون في تاريخ حماة تجدون عبارة استراتيجية مهمة جداً : “من يمتلك جبل زين العابدين يمتلك مدينة حماة وحمص والطريق إلى دمشق”
الآن نحن سندخل إلى حماة والرسالة القادمة لكم من حماة إن شاء الله.

Total
0
Shares
السابق
أحمد منصور

أحمد منصور يوثق فرحة الحماصنة بالتحرر من نظام الأسد

التالي
فاضل العزاوي

فاضل العزاوي ج7: فضيحة إيران جيت وخسائر الحرب العراقية الإيرانية

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share