التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل

يستعرض أحمد منصور، مع مدير مركز الزيتونة للدراسات محسن صالح، مسألة التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية و”إسرائيل”، وخلفياته ونتائجه، لاسيمّا خلال انتفاضة القدس.
محسن صالح

يستعرض أحمد منصور، مع مدير مركز الزيتونة للدراسات محسن صالح، في حوارهما في برنامج “بلا حدود” الذي بُث في أبريل 2016، مسألة التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية و”إسرائيل”، وخلفياته ونتائجه، لاسيمّا خلال انتفاضة القدس.

لا يتوقف التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، حتى في أشد اللحظات توترًا، ومن أبرز نتائجه الحالية قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، تعيين حسين الشيخ مهندس التنسيق الأمني مع الاحتلال، وأحد أهم رافضي خيار المقاومة والمواجهة، نائبًا له في رئاسة منظمة التحرير، وفي رئاسة دولة فلسطين.

ويهدف الجانب الإسرائيلي، من خلال التنسيق الأمني، إلى إحباط “العمليات المسلحة” وتقويض المقاومة الفلسطينية، بينما سعت السلطة الفلسطينية دومًا إلى استخدامه في إضعاف المعارضة الجماهيرية، وتكريس وجودها في الحكم، حتى تحولت إلى حالة وظيفية تخدم نهج الاحتلال أكثر مما تخدم مصالح الشعب الفلسطيني.

وأضاف أن نحو 43% من موظفي السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية هم أعضاء في الأجهزة الأمنية، ويُصرف عليهم ما نسبته 40% من ميزانية رواتب السلطة.

وعن الخسائر الإسرائيلية خلال انتفاضة القدس، قال صالح:

  • تم تنفيذ 1516 عملية خلال الأشهر الخمسة الأولى من الانتفاضة.
  • سجلت إصابات مباشرة بين الإسرائيليين في 296 عملية.
  • 77% من المجتمع الإسرائيلي لم يعد يشعر بالأمن.
  • 80% من سكان مناطق الانتفاضة لا يخرجون من منازلهم.

وطالب صالح القيادات الفلسطينية بالارتقاء إلى مستوى طموحات الشعب الفلسطيني، والانسجام مع أجندة المقاومة..

مقتطفات من حوار أحمد منصور مع محسن صالح عن:

التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل

قال مدير مركز الزيتونة للدراسات محسن صالح إن انتفاضة القدس ستتجاوز التحديات التي تواجهها، مؤكدا أن المسار العام لحالة المقاومة الفلسطينية صاعد رغم الصعوبات والعقبات.

وأشار إلى أن المقاومة الفلسطينية والانتفاضات تهز الأساسين اللذين يقوم عليهما المجتمع الإسرائيلي وهما الأمن والاقتصاد، في مقابل حالة من الصمود يقدمها الفلسطينيون، لافتاً إلى أنها تُعيد توجيه بوصلة الأمة إلى عدوها الأول، وأن انتفاضة القدس الحالية تصب في هذا الاتجاه، غير أنها تواجه العديد من العقبات.

وتوقع صالح تجاوز الانتفاضة والعمل المقاوم للتحديات التي تواجهما، مؤكدا أن المسار العام للحالة المقاومة صاعد رغم الصعوبات والعقبات.

خسائر الإسرائيليين

وعن الخسائر الإسرائيلية في انتفاضة القدس، قال صالح إن هناك 1516 عملية تمت خلال الأشهر الخمسة الأولى من هذه الانتفاضة، من بينها 296 عملية أدت إلى إصابات مباشرة بين الإسرائيليين، وتعتمد هذه العمليات كلها على العامل الفردي.

ورغم إشارة صالح إلى أن الخسائر الإسرائيلية قد تبدو قليلة، فإنه أوضح أنه عند الأخذ في الاعتبار أن إسرائيل تقوم على الأمن والاقتصاد، فإن الانتفاضة الحالية تتسبب في حالة من الهلع في مجتمعها، حتى أنه وفقا لأحد استطلاعات الرأي الإسرائيلية، فإن 77% من المجتمع الصهيوني الإسرائيلي لم يعد يشعر بالأمن.

استنزاف المجتمع الإسرائيلي

وأضاف أن حشد إسرائيل لعدد كبير من قواتها لمواجهة الانتفاضة يعني حالة من الاستنزاف للمجتمع وهو ما انعكس على السلوك الإسرائيلي، حتى أنه مرت أوقات كان 80% من سكان بعض المدن التي تحدث فيها عمليات للانتفاضة لا يخرجون من بيوتهم، فضلا عن خسائر سياحية كبيرة وغير ذلك.

انتفاضة الحجارة

وأوضح أن لكل انتفاضة ما يميزها، فالانتفاضات تأخذ شكلا موجيا ولا تتوقف، وفي حين تميزت الانتفاضة الأولى بأطفال الحجارة، وميّز الاستشهاديون الانتفاضة الثانية، فإن الانتفاضة الثالثة هي انتفاضة السكاكين.

انتفاضة بلا رأس

وعن ما يميز الانتفاضة الحالية، قال صالح إنها ترتبط أكثر بالجيل الشاب العابر لحدود التنظيمات، بالإضافة للمبادرة الفردية التي لا تنتظر الفصائل الفلسطينية، كما أن الانتفاضة الحالية “بلا رأس” إذ يغيب عنها القيادة وهو ما أدى لاستمرارها دون أن يتمكن الاحتلال الإسرائيلي من استهداف قيادتها.

وأكد أن مما يميز الانتفاضة الحالية هو حجم المشاركة الكبيرة من الفتيات الفلسطينيات.

وأشار إلى أن الجيل الذي يقود الانتفاضة الحالية هو ما كان يُطلق عليه “جيل أوسلو”، في إشارة إلى أنه نشأ تزامنا مع اتفاقية أوسلو وما بعدها، وهو جيل تصفه بعض استطلاعات الرأي الفلسطينية بأنه الأكثر اعتراضا على الاتفاقية، مشيرا إلى أن الطفل الفلسطيني يقدم نموذجا رائعا للمقاومة.

ووصف ردَّ الشباب الفلسطيني خلال الانتفاضة الحالية على انتهاكات الاحتلال بأنه “رد واع وناضج ويعرف ما يريد ومستعد للتضحية ومستعد للمبادرة الفردية”. ولفت إلى أن عمليات الانتفاضة تركزت في القدس، مما جعلها تأخذ هوية الدفاع عن المدينة المقدسة والمسجد الأقصى.

مستقبل السلطة الفلسطينية

وعن مستقبل السلطة الفلسطينية، قال صالح إنها وصلت إلى طريق مسدود، فبدلا من أن تتطور من سلطة إلى دولة على الأراضي المحتلة عام 1967 تحولت إلى حالة وظيفية تخدم الاحتلال الإسرائيلي أكثر مما تخدم مصالح الشعب الفلسطيني.

وأضاف أن مشروع التسوية وصل إلى طريق مسدود، وأن نحو 70% من الفلسطينيين يعتبرون اتفاق أوسلو “ميتا”، وأن نحو 50% من الفلسطينيين يطالبون بحل السلطة.

دور الأجهزة الأمنية في ضرب الانتفاضة

وقال صالح إن نحو 43% من موظفي السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية أعضاء في الأجهزة الأمنية، ويُصرف عليهم 40% من رواتب السلطة، لافتا إلى نسبة أفراد الأمن إلى الفلسطينيين في الضفة هي 43 لكل ألف نسمة، بينما النسبة العالمية لا تتعدى ثلاثة لكل ألف نسمة.

ورأى صالح أن المقاومة والانتفاضة الحالية تُوحد الشعب الفلسطيني بغض النظر عن الانتماءات السياسية.

وطالب القيادات الفلسطينية أن ترتقي إلى مستوى الشعب الذي يُقدّم هذه التضحيات الغالية، مؤكدا أن هناك شبه إجماع فلسطيني على ضرورة وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال.

وعن مستقبل انتفاضة القدس، قال صالح إنها تواجه ثلاثة تحديات، هي: تحدي الاستمرار في ظل الضغوط الهائلة لوأدها، وتحدي الانتشار في ظل محاولة حصارها، وتحدي الاستثمار السياسي لها في الاتجاه الصحيح؛ في ضوء محاولات حرفها أو توظيفها بشكل خاطئ أو تقزيمها بما يخالف تطلعات الشعب الفلسطيني.

وشدد على ضرورة أن تتجاوز الانتفاضة الحالية هذه التحديات حتى تحقق أهدافها، ومؤكدا أن المسار العام لحالة المقاومة صاعد رغم الصعوبات والعقبات.

محاور الحلقة

00:00 مقدمة ..

01:40 مميزات ومظاهر الانتفاضة الفلسطينية ..

06:23 مشاركة الشباب والأطفال في الانتفاضة رغم الصعوبات والقمع..

12:08 خسائر الإسرائيليين.. 14:10 إحصائيات الشهداء والمصابين..

16:41 خسائر إسرائيل من الناحية الأمنية والاقتصادية..

21:11 تقرير مصور عن انتهاكات إسرائيل..

24:52 رد فعل أهالي الشهداء على هدم بيوتهم..

26:50 الاحتلال يستخدم السلطة الفلسطينية لإحباط الانتفاضة ..

31:18 انفاق إيرادات السلطة على الجانب الأمني..

34:45 توحد الشعب الفلسطيني على الانتفاضة والمقاومة..

36:57 مستقبل السلطة الفلسطينية..

40:49 هوية الانتفاضة وتسميتها ..

43:34 التقرير السنوي الفلسطيني الذي يصدره مركز الزيتونة..

46:46 مستقبل الانتفاضة..

Total
0
Shares
السابق
الشيخ أحمد ياسين

جذور الخلاف بين السلطة الفلسطينية وحماس

التالي
عبد اللطيف عربيات

أسباب الصدام بين النظم العربية والحركات الإسلامية

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share