عبد القادر طاش: دور الإعلام الغربي فى تشويه صورة المسلمين

عبد القادر طاش

استضاف الإعلامي أحمد منصور الدكتور عبد القادر طاش أستاذ الإعلام ورئيس تحرير صحيفة عرب نيوزفى حلقة من برنامج الشريعة والحياة بثت بتاريخ 14 ديسمبر 1997، للحديث عن أسباب تشوه صورة المسلمين في الإعلام الغربي، وطبيعة الصورة المشوهة للمسلمين لدى الغرب بين الرؤية الفردية وانعكاس الثقافات القديمة، إضافة إلى مدى مشاركة الإعلام العربي في رسم صورة ذهنية سيئة عن المسلمين.

في بداية الحلقة أكد الدكتور عبد القادر طاش أن ظاهرة صناعة الصورة المشوهة للإسلام وللمسلمين في الإعلام الغربي ليست ظاهرة إعلامية محضة، وإنما هي ظاهرة ثقافية اشتركت فيها وسائل متعددة ومنابر ثقافية وتوجيهية ساهمت إلى حد كبير في صنع هذه الصورة وتداولها وترسيخها في الوجدان الغربي.

واستبعد الدكتور طاش أن تكون الصورة المشوهة عن المسلمين صناعة فردية لأشخاص شاركوا في تداولها، وأوضح أن هذه الصورة النمطية تمتد إلى جذور تاريخية وفكرية قديمة رسختها منابر ثقافية وتوجيهية كالكتب المدرسية والكتب المقدسة لدى المسيحيين والدراسات الاستشراقية إضافة إلى الموسوعات العلمية والقصص والروايات والدراسات الاستراتيجية، كما شاركت وسائل الإعلام في تداول هذه الصورة وإعادة إنتاجها

وأرجع الدكتور طاش أسباب تشويه صورة المسلمين في الإعلام الغربي إلى عداء الغرب الحضاري والديني والعرقي للحضارة الإسلامية، حيث يؤمن الغربيون بتفوقهم وباستعلائهم العنصري والحضاري، كما أنهم ينظرون إلى الحضارات الأخرى نظرة ازدراء وتقليل من شأنها، خاصة مع الحضارة الإسلامية التي استطاعت أن تكون ندا ومنافسا قويا للحضارة الغربية

وانتقد طاش مشاركة الإعلام العربي في تشويه صورة المسلمين لاعتماده في نقل الأخبار على وكالات الأنباء الغربية بشكل رئيسي، وعدم القدرة على الانتقاء وقراءة ما بين السطور ومعرفة خلفيات المواد الإخبارية التي تحمل الرأي والفكر، إضافة إلى تدريب وتهيئة الكوادر الإعلامية العربية وفق القيم الإخبارية الغربية

وحول جهود المسلمين في الرد على تشويه صورتهم في الغرب أشار الدكتور طاش إلى ضعف الجهود الميدانية لتقديم الصورة الحقيقية عن الإسلام وتفنيد الشبهات المثارة حوله وتقديم الصورة البديلة الحسنة للمسلمين، كما حث الجاليات الإسلامية على التفاعل مع المجتمع الغربي وعدم الانعزال والتقوقع على أنفسهم

نص الحلقة

– مصطلح وسائل الإعلام وما يشمله من أدوات
– طبيعة الصورة المشوهة للمسلمين لدى الغرب بين الرؤية الفردية وانعكاس الثقافات القديمة
– إلى أي مدى يشارك الإعلام العربي في تشويه صورة المسلمين
– أسباب تشويه صورة المسلمين في الإعلام الغربي
– جهود المسلمين في الرد على تشويه صورتهم في الغرب

أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله، وأهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج (الشريعة والحياة)، حيث نتناول اليوم أحد الموضوعات التي تشغل بال الكثيرين لا سيما المسلمين المقيمين في الغرب وهي صورة المسلمين في وسائل الإعلام الغربية، فقد دأبت وسائل الإعلام الغربية على وصف المسلمين بالتخلف والجهل تارة وبالإرهاب والتعصب تارة أخرى، فما هي الأسباب التي أدت إلى تبلور هذه الصورة لدى وسائل الإعلام الغربية؟ هل الصراع بين الشرق والغرب لعب دوراً في تكوين هذه الصورة، أم أن سلوكيات المسلمين وواقعهم المعاصر قد ساعد على ترسيخها لدى الغربيين؟

هذه التساؤلات وغيرها أطرحها على ضيف حلقة اليوم الدكتور عبد القادر طاش (أستاذ الإعلام ورئيس تحرير صحيفة عرب نيوز التي تصدر في المملكة العربية السعودية وتوزع في أنحاء العالم العربي) مرحباً دكتور عبد القادر

د.عبد القادر طاش: أهلاً وسهلاً.

أحمد منصور: دكتور، حتى ندخل مدخل واضح بالنسبة لمفهوم وسائل الإعلام هلاَّ صنفت لنا أو وضحت لنا مصطلح وسائل الإعلام الذي تندرج تحته العديد من وسائل الإعلام الغربية، ما هي وسائل الإعلام التي نقصدها في مصطلح وسائل الإعلام.

مصطلح وسائل الإعلام وما يشمله من أداوت

د.عبد القادر طاش: بسم الله الرحمن الرحيم، طبعاً وسائل الإعلام المقصود بها هي وسائل الإعلام الجماهيرية التي تبث إلى قطاعات عريضة من الجمهور وهو ما يسمى بالمصطلح الإنجليزي maskodions ولا شك أن هناك وسائل متعددة تدخل ضمن هذا التصنيف يأتي على رأسها الصحافة المطبوعة، ثم وسائل الاتصال الإلكترونية: الراديو والتليفزيون، وكذلك الآن هنالك وسائل جديدة لا شك أنها بدأت تزاحم وسائل الإعلام التقليدية الجماهيرية وبدأت تأخذ لها مواقع متقدمة ومؤثرة وبخاصة في البلدان الغربية من أهمها -طبعاً- وسائل الشبكات.. شبكات المعلومات الدولية كالإنترنت و.. وغيرها، وكالات الأنباء -أيضاً- لا شك أن لها دوراً كبيراً في تغذية وسائل الاتصال الجماهيرية بالكثير من المواد التي تشكل الصور المختلفة سواء بالنسبة لنا كعرب ومسلمين أو بالنسبة لبقية أنحاء العالم، لأن وكالات الأنباء هي التي تقوم بملاحقة الخبر في أي مكان ثم تقدم التقارير التي تعتمد عليها وسائل الاتصال الجماهيرية، وبخاصة تلك التي قد لا تمتلك لها مراسلين خاصين بها في مناطق الأحداث الساخنة، وأيضاً في المناطق التي قد لا تمثل أهمية كبيرة من الناحية الاستراتيجية أو المصلحية بالنسبة لكثير من البلدان الغربية.

أحمد منصور: نعم، طيب لو قلنا الصحافة، لو قلنا التليفزيون والإذاعات، لو قلنا وكالات الأنباء، لو قلنا الإنترنت ووسائل التقنية الحديثة، هذه الوسائل تختلف في أسلوب تقديمها وأسلوب تناولها، هل صورة المسلمين نمطية وشبه ثابتة لدى هذه الوسائل وتقوم كل وسيلة بالتعبير عن هذه الصورة النمطية الثابتة بأسلوبها الخاص، أم أنها أيضاً متغيرة ما بين وسيلة وأخرى؟

د.عبد القادر طاش: في العموم أستطيع القول من خلال الدراسة والتحليل الواقعي بأن الصورة تكاد تكون واحدة أو متشابهة متقاربة في جميع الوسائل، قد يختلف مدى التشويه في هذه الصورة من وسيلة إلى أخرى، من.. ربما من بلد إلى آخر أيضاً وفقاً للعلاقة القائمة بين هذه البلدان وبين العالم الإسلامي والمصالح أيضاً المتبادلة بين الطرفين، لكن في العموم نستطيع القول بأن هناك صورة نمطية ثابتة إلى حدٍ كبير تُتداول في وسائل الإعلام المختلفة في الغرب، وهذا الحقيقة يقودني إلى القول، من خلال الدراسة التي قمت بها في هذا الميدان لسنوات عديدة ومتابعتي لهذا الموضوع، بأن ظاهرة صناعة الصورة المشوهة للإسلام وللمسلمين في الإعلام الغربي ليست ظاهرة إعلامية محضة، وإنما هي أوسع من ذلك، هي ظاهرة ثقافية وقد اشتركت فيها وسائل متعددة، ربما نستطيع القول بأن منابر ثقافية وتوجيهية متعددة في المجتمعات الغربية ساهمت إلى حد كبير في صنع هذه الصورة وفي تداولها وفي ترسيخها في الوجدان الغربي.

أحمد منصور: لنسأل في هذا الجانب سؤال أكثر وضوحاً وتحديداً: هل هذه الصورة صناعة فردية وانعكاس لآراء شخصية وفردية من قبل الذين يعبرون عنها سواء كانوا صحفيين أو سينمائيين أو تقنيين أو غيرهم، أم أنها انعكاس لثقافات وخلفيات ومجتمعات ومؤسسات حريصة على أن تكون صورة المسلمين مشوهة وبهذه الطريقة؟

طبيعة الصورة المشوهة للمسلمين لدى الغرب بين الرؤية الفردية وانعكاس الثقافات القديمة

د.عبد القادر طاش: من الصعب، بل من المستبعد أن.. أن يقال بأنها صناعة فردية تعود إلى الأشخاص الذين يشاركون في تداول هذه الصورة، الصورة في رأيي.. أعمق من ذلك لأنها تمتد إلى جذور تاريخية وفكرية عميقة وليست صناعة حديثة، إن صح التعبير، الإعلام هو مجرد وسيلة يشارك الآن في تداول هذه الصورة، في إعادة إنتاجها، في الترويج لها، لكنها كانت موجودة من قبل واستمرت لقرون متعددة ومختلفة، شاركت فيها -كما قلت- منابر ثقافية وتوجيهية متعددة بدءاً بالكتب المقدسة لدى المسيحيين إلى الدراسات الاستشراقية، إلى الكتب المدرسية أيضاً، الموسوعات العلمية، القصص والروايات، بل حتى الأغاني الشعبية، بل ربما أيضاً الدراسات الاستراتيجية التي كانت في الماضي وما تزال أيضاً اليوم تبني على تلك الصور التي أنتجت في السابق، بل لعل من الطريف أنني أطلعت قبل فترة قصيرة إلى.. على كتاب ألفه (حسن مرايس) عن صورة العربي في الفكاهة الفرنسية حتى الفكاهة المتداولة الشعبية بين الناس استخدمت كوسيلة من وسائل تشويه صورة العرب و-بشكل خاص طبعاً- قيم العرب والأفكار التي يؤمنون بها، وهذا الكتاب -الحقيقة- يقدم لنا نماذج للفكاهة المتداولة في المجتمع الفرنسي والتي تعبر عن هذه الصورة النمطية المشوهة التي تقدم للعرب في.. في ذلك.. ذلك المجتمع، فالحقيقة هي ظاهرة ثقافية لها امتدادها التاريخي ولها أيضاً دوائرها التي أسهمت في صناعتها، وأنا أؤكد على قضية صناعة هذه الصورة، بمعنى أنها لم تأتِ عبثاً،ولم تأتِ بمجرد اجتهادات من هنا وهناك، وإنما هي صناعة لها أصولها، لها جذورها، لها صناعها، لها أهدافها، وتستمر في خلال هذه القرون المتعددة في التاريخ.

أحمد منصور: دكتور، بالنسبة للبعد الزمني لهذه الصناعة أيضاً هل هو حديث يعني ما هو ثابت في أذهاننا أو من خلال الرصد الحالي نجد أن معدل تشويه الصورة مرتفع بالذات خلال السنوات الخمس الأخيرة على وجه الخصوص تطور.. تطورت الصورة الكريهة أو الصورة الغير مقبولة بالنسبة للعرب والمسلمين بشكل ظاهر جداً، وأصبح حتى لدى كثير من الطلاب ومن الناس الناس العاديين في الغرب أن المسلم هو المتطرف، هو الإرهابي، هو المتخلف، هذه الصورة تطورت، لكن حضرتك الآن يعني بتذكر أن هذه الصورة مؤسساتية قائمة على دراسات وعلى يعني مجتمعات تغذيها، هل معنى ذلك أن هذه الصورة لها بعد تاريخي وليست وليدة رد الفعل لما يحدث الآن؟

د.عبد القادر طاش: أولاً: أنا أؤكد على الملاحظة التي ذكرتها وهي صحيحة وهي أن مدى هذا التشويه والترويج لهذه الصورة لا شك أنه قد اتسع في الآونة الأخيرة وأصبح أكثر انتشاراً وتمدداً، والسبب في ذلك – في رأيي- أن وسائل الإعلام الجماهيرية أسهمت في نقل هذه الصورة التي كانت في السابق ربما كانت محصورة فيما يمكن أن نسميه بالنخبة، الآن أصبحت أكثر جماهيرية وشعبية، والفضل في ذلك لوسائل الإعلام التي نقلت الصورة من.. من ذلك النطاق الضيق التي كانت محصورة فيه، نطاق الدراسات الاستشراقية، أعداء الإسلام الذي.. والدوائر المعادية للإسلام، الآن أصبحت أكثر شعبية، أصبح المواطن العادي، الفرد العادي وهو في بيته يلم بهذه الصورة و.. ربما تتكون عنده هذه المواقف ضد العرب والمسلمين بأنهم إرهابيون وبأنهم أصحاب عنف وبأنهم متخلفون إلى آخره، ليه؟ لأن وسائل الإعلام هي التي أسهمت في.. في هذا الأمر، لكن الظاهرة ظاهرة لها امتدادها التاريخي ولها جذورها، بدءاً بالمرحلة الأولى عندما بدأ الاحتكاك بين الحضارة الإسلامية والغرب، سواء كان على شكل صدام مسلح أو قبل ذلك حتى عندما بدأ اللاهوتيون وأصحاب المصالح في الكنائس بترجمة القرآن الكريم ومحاولة تشويه مبادئ الإسلام خوفاً من زحف الإسلام، وبخاصة في القرون الوسطى التي كانت تسمى القرون الوسطي عندهم وكان الإسلام لا شك أنه يمثل بالنسبة للكثيرين ربما تحدياً فكان لابد من إيقاف هذا الزحف عن طريق تشويه صورة الإسلام لدى أتباع هذا.. ، ثم جاءت المرحلة الصليبية ولا شك الصدام المسلح الذي كان أدى إلى أذى كبير جداً، أدى إلى تسميم العقل الغربي وزرع هذه الصورة النمطية الكريهة للإسلام وللمسلمين في النفسية الغربية، ولا شك أن كثيراً من الصور التي جاءت بعد ذلك إنما بُنيت على تلك الصورة الأساسية و..

أحمد منصور[مقاطعاً]: يعني عفواً رغم مرور القرون ظلت أو ظل تأثير الحروب الصليبية كامناً في النفسية الغربية ويُغذَّي ويُنمَّى ولم يتم معالجة هذا الأمر بحيث يعني حتى بين الدول الغربية كان هناك صراعات سرعان ما يحدث أو تحدث مصالحات وتنتهي الأمور، الحروب الصليبية مضت عليها قرون، لكن لازالت النفسية الغربية راسخ في ذهنها أحداث الحروب الصليبية كما تشير حضرتك الآن؟

د.عبد القادر طاش: هذا لا شك فيه أن ما.. ما حصل في الحروب الصليبية وأيضاً بعد ذلك كان له تأثيره الكبير، كان عاملاً مؤثراً وقوياً وحياً ويقظاً ما زال في العقلية الغربية، وحتى في تلك المجتمعات التي لم تشارك في الحروب الصليبية، فلو أخذنا مثلاً الولايات المتحدة الأميركية، المجتمع الأميركي كمجتمع لم.. ليس كالمجتمع الأوروبي الذي شارك في الحروب الصليبية وتكونت عنده هذه العقلية، لكنها أيضاً انتقلت إلى.. إلى.. إلى تلك المجتمعات والمجتمعات الجديدة، وما زالت تؤثر في صياغة هذه الصورة.

أحمد منصور: لم يمر الصورة..

د.عبد القادر طاش: لكن ربما يكون أقل حدة مما هو في المجتمع الأوروبي أقصد في النفسية الأوروبية، ولكن معالم هذا التراث المتراكم من العداء للإسلام ما زال موجوداً حتى في المجتمعات الجديدة في المجتمع الأميركي.

أحمد منصور: هو حضرتك أشرت إلى نقطة ربما أيضاً في معرض حديثك في بداية الحوار وأشرت لها هو أن يعني مستوى العداء وطبيعته وشكله ومستوى الصورة أيضاً وتشويهها بتختلف من مجتمع غربي إلى آخر، وهذا كان سؤالي الذي ربما أجبت عن جانب منه فيما يتعلق بالمجتمع الأميركي؟ هل حينما نطلق مصطلح صورة المسلمين في وسائل الإعلام الغربية نضع الإعلام الأميركي مع الإعلام الأوروبي في ميزان واحدا أم أن هناك اختلافاً إلى حدٍ ما في صورة المسلمين في الإعلام الأوروبي بسبب خلفيات الحروب الصليبية التي أشرت إليها؟

د.عبد القادر طاش: أنا من خلال اطلاعي لا أجد فرقاً كبيراً ربما يكون هناك بعض التنوع في.. في هذه الصورة، في مدى الحدة والروح العدائية، ولكن في العموم من وجهة نظري هناك تشابه كبير وتقارب في.. في.. في المعالم الرئيسية لهذه الصورة المشوهة وفي تناولها في وسائل الإعلام سواء كانت الأوروبية أو الأميركية.

أحمد منصور: دكتور، فيه نقطة أيضاً هامة أشرت لها في معرض الحديث هو وكالات الأنباء كمصدر، من المعلوم حتى في كل وسائل الإعلام العربية أن وكالات الأنباء الغربية هي مصدر رئيسي في صناعة الأخبار وفي إعدادها، هل تعتقد أن كثرة الزخم والتناول و.. وربما تصوير المسلمين بين حتى ثنايا الكلام والعبارات كان له تأثير على العقلية العربية التي تتلقى هذا وتبثه إلى العرب في أنها تأثرت إلى حدٍ ما بهذا الأمر وفي هذا يتحمل المسلمون أيضاً جزء من المسؤولية في تشويه صورة أنفسهم عن طريق الترجمة أو النقل الحرفي، أو التأثر بما تبثه وكالات الأنباء الغربية، وأنت رئيس تحرير لصحيفة تصدر باللغة الإنجليزية؟

إلى أي مدى يشارك الإعلام العربي في تشويه صورة المسلمين

د.عبد القادر طاش: لا شك أن هذا التأثر موجود وبخاصة أن وسائل إعلامنا وصحفنا في الغالب الأعم تعتمد اعتماداً كبيراً على وسائل.. على وكالات الأنباء الغربية بشكل رئيسي، وربما ليس الاعتماد بحد ذاته عيباً إلا إذا كان اعتماداً كاملاً، لكن تبادل الأخبار واستقاء الأخبار من هذه الوكالات لا شك أنه أمر إيجابي، إنما المشكلة الرئيسية -كما ذكرت- يتمثل في القدرة على الانتقاء، القدرة على أيضاً قراءة ما بين السطور ومعرفة خلفيات هذه المواد الإخبارية التي تأتينا أو التقارير أو حتى المقالات التي تحمل الرأي وتحمل الفكر، للأسف الشديد نحن مشكلتنا في العالم العربي والإسلامي أننا إما أننا لا نحسن الانتقاء والاختيار، وإما أن كوادرنا الإعلامية تدربت وتهيئت وأُعِدت وفق القيم الأخبارية الغربية، ومن هنا أصبحت قد تؤدي هذه الأعمال وتتورط في.. في النقل الحرفي لوكالة الأنباء ليس عن سوء قصد أو.. أو نية، وإنما لأن هذه هي طبيعة التكوين الإعلامي الذي تكونت عليه خلال فترات الدراسة، خلال فترات الممارسة والعمل.

أحمد منصور: إذن المسلمون يتحملون جانباً من المسؤولية وهذا أيضا يجعلني أسأل بوضوح: الآن كافة الجوانب التي تناولناها تُلقي بالمسؤولية على الغرب في صناعة هذه الصورة من خلال الأنماط التي تحدثت عنها والبعد التاريخي الذي أشرت إليه، لكن أما تعتقد أن المسلمين أيضاً يتحملون جانباً في تشويه صورة أنفسهم لدى الغربيين سواء من خلال أدائهم وسلوكياتهم أو من خلال واقعهم الحضاري،أو من خلال السلوكيات التي يقومون بها كمسلمين مغتربين في ديار الغرب؟

د.عبد القادر طاش: المسؤولية الرئيسية في رأيي تقع على الغرب، لأن الغرب هو الذي صنع هذه الصورة، فهذه هي المسؤولية الأولى والأساسية، ما يصدر عن المسلمين سواء فيما يتعلق بضعفهم الحضاري أو ما يتعلق بتصرفاتهم وسلوكياتهم سواء في داخل المجتمعات الإسلامية أو في بلدان المهجر في.. في الغرب، هذه عوامل مساعدة لا شك أنها تسهم في تعزيز وترسيخ الصور الموجودة أصلاً في العقل الغربي وربما تؤدي إلى نوع من إعادة التأكيد عليها، لكنها ليست هي العامل الرئيسي لأن العامل الرئيسي هو..

أحمد منصور[مقاطعاً]: لكن يعني لما نحمل الغرب المسؤولية وهو ليس مسؤولاً عن أنه يحسن صورتنا من المفترض أن الغرب له حضارته وله ثقافته وله أيدلوجية ونحن لنا.. إذا إحنا ضعفنا عن أن نقدم أنفسنا إلى الناس بشكل جيد فهو ليس مسؤولاً عن ذلك.

د.عبد القادر طاش: لأ، هو.. هو مسؤول من حيث صناعته لهذه الصورة الكريهة، لكن نحن مسؤولون في عدم قدرتنا على أن نغير في هذه الصورة، على أن نُسهم في توضيح بعض الملامح التي يمكن أن.. الإيجابية التي يمكن أن تقدم، لا شك أن هناك تقصيراً وقصوراً لدى المسلمين في مواجهة هذه الصورة ومحاولة تغييرها وإيجاد صور بديلة لها، فهذان مستويان مختلفان في رأيي: المسؤولية في صناعة الصورة الكريهة، والمسيئة للمسلمين هي صناعة غربية،ولكن التقصير في تغيير هذه الصورة في محاولة -على الأقل- تحديها ومحاولة تفريد ما فيها من أغاليط ومن أخطاء هذه لا شك أنها مسؤولية إسلامية نحن قصرنا فيها كثيراً ولا نزال، وأعتقد أن هذه واحدة من الهموم الكبيرة التي لا نزال نعاني منها.

أحمد منصور: نعم، دكتور، هذا بالنسبة للمسلمين بشكل عام، لكن المسلمين الذين يعيشون في الغرب بشكل خاص أما تعتقد أن العزلة الشعورية التي عاشوها خلال العقود الماضية وعدم قدرتهم على التفاعل في المجتمعات الغربية التي انتقلوا إليها على خلاف أسلافهم من المسلمين الذين تفاعلوا مع المجتمعات التي هاجروا إليها ونقلوا لها الإسلام بشكل جماعي كما حدث في جنوب شرق آسيا، أما تعتقد أن هذه العزلة أيضاً قد ساعدت على زيادة تشكيل هذه الصورة بالنسبة للمسلمين؟

د.عبد القادر طاش: طبعاً المسلمون الذين أقاموا في الغرب سواء في الماضي أو في الحاضر لا شك أن قضية العزلة كان لها ربما بعض المسوَّغات في محاولة المحافظة على الهوية الإسلامية، محاولة الحفاظ على معالم الشخصية الإسلامية، لكن.. وهذا جانب إيجابي ينبغي أن.. أن يقدر، ولكن المبالغة في ذلك إلى الحد الذي يجعل المسلمين ينعزلون ويعيشون فيما يمكن أن نسميه بالجيتو لا شك أنه ضار، وأنه.. ونحن الآن لا شك أننا نعيش بعض ثمرات تلك العزلة وذلك التقوقع، الصورة النمطية اشتد أوارها، انتشرت بشكل أكبر، والمسلمون المقيمون في الغرب ربما لم يكن لهم دور كبير في مواجهتها، لكن في.. في السنوات الأخيرة نشهد هناك نوعاً من التغير في هذا الاهتمام، بدأنا نرى في الولايات المتحدة الأميركية – بشكل خاص – نوعاً من الخروج من هذا.. من.. من هذه العزلة ومحاولة إنشاء مؤسسات إسلامية تسهم في التفاعل مع المجتمع الأميركي، في محاولة تغيير الصورة الموجودة بطريقة إيجابية، صحيح أن جزء من هذه المهمة هي ملاحقة الصور.. الصور الموجودة وتفنيد الأغاليط التي فيها، محاولة توضيح.. لكن أيضاً إلى جانب آخر هذه..

أحمد منصور: دكتور عبد القادر، كنت تتحدث عن دور المؤسسات في الولايات المتحدة وفي الغرب التي بدأت الآن تقوم بدور فاعل في تحسين صورة المسلمين في المجتمعات الغربية، تفضل.

د.عبد القادر طاش: الحقيقة -كما قلت- أن هناك عدداً من المؤسسات بدأت الآن تأخذ المبادرة في الاهتمام بهذا الموضوع، وذلك من خلال أمرين، الأمر الأول هو ملاحقة التشويهات التي تصدر عن وسائل الإعلام الأميركية، بشكل خاص، ومحاولة الضغط على هذه الوسائل بالاحتجاج، بالمكالمة، بمحاولة التفاهم أيضاً مع هذه الوسائل، وأعتقد أنها نجحت كثيراً مثلاً، مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية.

أحمد منصور: الأميركية..

د.عبد القادر طاش: (كير) قامت بجهود موفقة وكبيرة جداً في ملاحقة عدد..

أحمد منصور: استخدمت القانون الأميركي في رفع قضايا و.. نعم.

د.عبد القادر طاش: وهذا الذي ينبغي أن يكون، لأن هذا الأمر هو متاح لكل مواطني الولايات المتحدة الأميركية.

أحمد منصور: وهذا يؤكد على ضرورة سعي المسلمين المقيمين في الغرب على فهم المجتمعات التي يقيمون فيها وقوانينها واستخدام هذه القوانين للحصول على حقوقهم وتحسين صورتهم في المجتمع.

د.عبد القادر طاش: هذا صحيح، وأيضاً تزويد الجانب الآخر، الذي تقوم به هذه المؤسسات هو تزويد وسائل الإعلام الأميركية ومنابر الثقافة والتوجيه فيها بالكثير من المعلومات التي تحتاج إليها هذه الوسائل لبناء صورة بديلة لما هو موجود من.. من.. من صورة نمطية سيئة عن الإسلام وعن المسلمين.

أحمد منصور: هذا يؤكد -أيضاً- الجانب اللي أكدنا عليه وهو المسؤولية الملقاة على عاتق المسلمين من أجل السعي لتحسين هذه الصورة دكتور، ما هي -في تصورك- الأسباب التي أدت إلى تشكل أو تكون هذه الصورة النمطية السيئة عن المسلمين لدى الغربيين من خلال وسائل الإعلام الغربية؟

د.عبد القادر طاش: كما سبق أن ذكرت أن هذه الظاهرة هي ظاهرة ممتدة في التاريخ، ولذلك ليست هي ظاهرة محدودة، من هنا فإن القول بأن هناك عاملاً واحداً هو الذي أدي أو.. أو سبباً واحداً أدى إلى تكوُّن هذه الصورة أعتقد بأنه بعيد عن الواقع، هنالك مجموعة من العوامل والأسباب التي تضافرت لصنع هذه الصورة.

أحمد منصور: أهم هذه الأسباب؟

أسباب تشويه صورة المسلمين في الإعلام الغربي

د.عبد القادر طاش: منها ما هو تاريخي، هذا التراث الذي ذكرته بدءاً بأول احتكاك بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية في الشرق الإسلامي، لذلك يقول البروفيسور هشام شرابي في تحليله لهذه الظاهرة بأن المسألة ليست مسألة جهل، قد تكون المعلومات متوافرة، وكثير من الذين يصنعون هذه الصورة السيئة الحقيقة ليسوا جُهَّالاً بحقيقة الإسلام وبحقيقة المسلمين، ولكن هناك نمط من المعرفة تراكم عبر القرون فيه جذور تمتد لعداء حضاري.. عداء ديني في.. في بعض الأحيان، عداء عرقي، لأن الغربيين في.. في مجملهم يؤمنون بتفوقهم وباستعلائهم العنصري والحضاري، ومن ثم فإن أي ثقافة أو حضارة ليست لا تمت ولا تنتمي إلى الحضارة الغربية ينظرون إليها نظرة ازدراء ونظرة تقليل من شأنها، ومن هناك فإن من السهولة أن تصنع صور نمطية سيئة لأي حضارة لا تتوافق مع الحضارة الغربية، وإذا رجعنا إلى التاريخ ورأينا أن الحضارة الإسلامية ربما تكون هي الحضارة الوحيدة التي استطاعت أن تقف نداً للحضارة الغربية، أن تنافس الحضارة الغربية، ومن هنا فإن مقدار التشويه الذي نال الحضارة الإسلامية والمسلمين في الغرب، هذا المقدار كبير جداً، وأتذكر بأن البروفيسور (جاك شاهين) وهو من أبرز الذين درسوا صورة العرب وصورة الإسلام في الإعلام الغربي وفي الإعلام الأميركي بشكل خاص، كان يقول بأنه من خلال دراساته العديدة التي استعرض فيها مئات الأفلام السينمائية، مئات البرامج التليفزيونية، حتى الرسوم المتحركة للأطفال، الكتب الهزلية المسلية، من خلال كل هذه الدراسات قال إلى.. أو توصل إلى خلاصة تقول بأنه إذا ذكر العرب أو المسلمون في الغرب وفي أميركا بشكل خاص تذكر كل المعايب الموجودة في.. للإنسان في.. وهذا كله..

أحمد منصور[مقاطعاً]: تذكر بعلم أم بجهل؟ يعني هل الغربيين أيضاً الذين.. من خلال احتكاكك بالصحفيين الغربيين وحواراتك مع الأساتذة الغربيين، وحتى أنت رصدت في أكثر من كتاب كتبت عن هذه الصورة وهذه الظاهرة، يعني هل هذه الصور.. حضرتك بتؤكد الآن أنها بعلم ومن خلال ثقافات معينة موجودة، لكن هناك رؤى أخرى بترى أن الجهل ربما يكون سبب رئيسي الجهل بحقيقة الإسلام وبصورة المسلمين الحقيقية ربما تكون سبب رئيسي في هذه الصورة.

د. عبد القادر طاش: لكون هذه الظاهرة- كما قلت- ظاهرة حضارية ممتدة في التاريخ، لذلك لا نستطيع أن نقول بأنها.. بأن مصدرها مجرد الجهل، أو أنها في كل.. كل.. كلها أنها كلها مرتبطة أيضاً بتقصد وبطريقة عمدية، لكن هنالك جهل -ولا شك- لدى عامة الناس، المواطن العادي أو الفرد العادي في المجتمع الغربي قد لا تكون عنده الخلفية الكافية عن المسلمين ومن هنا فإن تكوُّن هذه الصورة لديه قد يكون عفوياً بغير.. بغير قصد، لكن من الذي يصنع الصورة؟ نحن نتكلم عن الذي يصنع الصورة، الذي يصنع الصورة في رأيي ليس جاهلاً، وإنما يصنعها عن عمد وعن قصد إلا في حالات قليلة جداً ربما تبني على.. على جهل، ربما تبني على معلومات مغلوطة أيضاً، لأننا نعلم أن الصحفيين الغربيين والإعلاميين الغربيين في الغالب يعتمدون على المعلومات، لا يقدمون برامج أو تقارير دون أن تكون لديهم معلومات.

أحمد منصور: صحيح، نعم..

د. عبد القادر طاش: ومن هنا فإن المعلومات قد تكون موجودة ولكنها قد تكون معلومات مغلوطة، قد تكون معلومات خاطئة تبنى أيضاً أو تؤخذ من مصادر حتى قد تكون مغرضة، ومن هنا يأتي دور اللوبي الصهيوني في تغذية وسائل الإعلام الغربية بالكثير من المعلومات التي تشوه صورة الإسلام وتضر بمصالح المسلمين وهم ناشطون في هذا الجانب.

أحمد منصور: يعني هل حجم.. هل حجم تأثير اللوبي الصهيوني من خلال وسائل الإعلام التي يسيطر على الكثير منها لاسيما، في الولايات المتحدة، هو حجم ضخم وكبير، أم أنه مبالغ فيه أيضاً وأن الصورة النمطية التي أشرت إليها ربما يشارك فيها الجميع سواء كانوا صهاينة أو غير صهاينة؟

د. عبد القادر طاش: نحن لا -نريد فعلاً- أن نبالغ في هذه المسألة كما يفعل البعض ويضخم الدور الصهيوني، ولكن في الوقت ذاته أيضاً لا نهمل هذا.. هذا.. هذا العامل لأنه عامل مهم، فالصهاينة هم المستفيدون بالدرجة الأولى من تشويه صورة الإسلام ومن الترويج لهذه الصورة في المجتمعات الغربية، ولا شك أن بعض المؤسسات الصهيونية وبخاصة في الولايات المتحدة الأميركية مؤسسات دراسات استراتيجية أو Think Tank بيوت خبرة موجودة في أميركا هي التي أسهمت بدور كبير في الترويج -مثلاً- لمقولة الخطر الإسلامي، بأن هناك خطراً وأن العدو القادم الإسلامي بعد أن أنهارت..

أحمد منصور: سقوط الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة.

د. عبد القادر طاش: الحرب الباردة، فلاشك أنهم يستفيدون من ذلك، فمن هنا نقول إن لهم دوراً وهذا الدور -كما قلت- يلعبونه بذكاء شديد، فهم في كثير من الأحيان يقومون بتغذية وسائل الإعلام بالمعلومات، وهذه هي النقطة التي نجد فيها تقصيراً وقصوراً كبيراً من جانبنا، نحن مشكلتنا الكبرى أننا لا نقدم المعلومات، وكثير من الصحفيين الغربيين مثلاً من خلال احتكاكي بهم يشتكون من أننا لا نوفر لهم المعلومة.

أحمد منصور: وهذا يؤكد أيضاً مسؤوليتنا -كمسلمين- عن هذه الصورة.

د. عبد القادر طاش: بالضبط.. بالضبط. نعم.

أحمد منصور: دكتور، تسمح لي نبدأ في تلقي المكالمات الهاتفية.

د. عبد القادر طاش: نعم.

أحمد منصور: معي الأخ صلاح الدين من أبو ظبي.

صلاح الدين: السلام عليكم.

أحمد منصور: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

صلاح الدين: أشكركم على هذا البرنامج الممتاز صراحة يعني.

أحمد منصور: شكراً يا أخي.

صلاح الدين: أنا بس عندي سؤال للدكتور يعني.

أحمد منصور: اتفضل.

صلاح الدين: نحن نلاحظ أن بعض الوسائل العربية يعني هي التي تفتعل مشاكل بين الدول، على سبيل المثال نلاحظ أن الصحف المصرية يعني شنت هجوم على قطر إبان استضافتها لمؤتمر الدوحة، فلماذا عندما نختلف يعني نفسد الود اللي بيننا يعني؟ إحنا ما نختلف لكن ما نفسد الود ليش؟ شكراً.

أحمد منصور: شكراً يا صلاح. الدكتور أحمد النجار ألمانيا.

د. أحمد النجار: السلام عليكم.

أحمد منصور: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

د. أحمد النجار: يا أخي الموضوع ينقسم إلى ثلاثة أعمدة، العمود الأول: وهو دور الكنيسة الكاثوليكية في العداء للإسلام، العمود الثاني: دور اليهودية العالمية في العداء للإسلام، والدور الثالث هو دور العالم العربي الذي أيضاً يشوه صورة الإسلام، لأنهم عندما تجري أي مشكلة في.. في البلاد العربية فيأخذون بها ويقولون هؤلاء هم المتطرفون الإسلاميون، وهذا هو الخطأ، أما من ناحية الإعلام فلو نظرنا إلى ما تقوله الكنيسة الكاثوليكية منذ القدم وهي تعادي الإسلام، فالصحافة الغربية تأخذ مستقاها من هذا المجال، ومن.. ومجال الاستشراق هو أيضاً يُعادي الإسلام، وإذا نظرنا إلى المنظر اليهودي فهناك ما كتب(صموئيل هنتنجتون) في أميركا.

أحمد منصور: نعم، عن صراع الحضارات.

د. أحمد النجار: بأن القرن القادم هو العداء بين الحضارات وهو ما يهيءَّ له لدى الخارجية الأميركية، فيجب علينا أن نوجه هذا الاتجاه إلى هذه الأعمدة الثلاثة وجزاكم الله خيراً.

أحمد منصور: أنت ربما لو تابعت يا دكتور لو جدت نحن يعني ما خرجنا كثيراً عن الأشياء التي أشرت إليها، الأخ أبو جننتي من الدوحة.

أبو خبتي: نعم، السلام عليكم.

أحمد منصور: وعليكم السلام.

د. عبد القادر طاش: عليكم السلام.

أحمد منصور: أبو خبتي.

أبو خبتي : أي أبو خبتي.

أحمد منصور: نعم، تفعل يا أخي.

أبو خبتي: لو سمحت سؤالي استفسار أول شيء وبعدين تحديد السؤال.

أحمد منصور: تفضل.

أبو خبتي: نحن نرى ما يقوم به الغرب من تشويه الإسلام ، ولكن المسلمون لا يردون على ذلك بأي طريقة ولا يدافعون ويوضحون صفات وأفعال المسلمين ولا يوضحون عيوب الغرب، هل يمكن استخدام الرد بالمثل أو أن هناك طرق أفضل من ذلك؟ وشكراً.

أحمد منصور: شكراً لك. دكتور، السؤال الأول من صلاح الدين يقول: أن يعني عملية تشويه الصورة أحياناً بتتم ما بين العرب بعضهم وبعض عن طريق بعض الحملات الصحفية التي تقوم في حال الخلافات السياسية في هذا الجانب، هل لك تعليق على هذه النقطة؟

د. عبد القادر طاش: والله هذه طبعاً قد.. قد لا تكون ذات صلة وثيقة بموضوعنا، لا شك أن استخدام الإعلام في الإساءة إلى بعضنا بعضاً ليس.. ليس أمراً محموداً، ولكن نحن نتكلم عن تشويه صورة الإسلام في الغرب وفي وسائل الإعلام الغربية، ونتمنى على وسائل إعلامنا العربية أن تسهم في صد هذه.. هذا الهجوم على الإسلام وعلى المسلمين ومحاولة تقديم- كما قلت- صورة مضيئة وجيدة وإيجابية عن المسلمين في الغرب.

أحمد منصور: لعل هذا يتعلق بسؤال أبو خبتي الذي يقول: المسلمون لا يردون فهل يمكن الرد بالمثل؟ وأعتقد أن هذا أضعف الإيمان يعني.

جهود المسلمين في الرد على تشويه صورتهم في الغرب

د. عبد القادر طاش: نحن ذكرنا.. نحن ذكرنا بأن هناك محاولات بدأت سواء في الولايات المتحدة الأميركية أو في بعض حتى في البلدان العربية في محاولة للرد ومحاولة تفنيد الأغلاط، ولكن أنا أعتقد أنه الأهم من ذلك أيضاً محاولة تقديم الصورة الحقيقة للإسلام، جهودنا في هذا الميدان قليلة ومحدودة، حتى الآن ليس عندنا مثلاً وسائل إعلام عربية وإسلامية توجه بلغات الغربيين أو غيرهم من الأمم الأخرى لتقديم صورة حقيقة عن الإسلام لهم، على الأقل نبرئ زمتنا في أن نقدم لهم ما عندنا ثم بعد ذلك نرى ما.. ما هو التأثير الذي يمكن أن يحدثه مثل هذا التقديم للصورة البديلة بدلاً من أن نستمر في مجرد الشكوى ومجرد التنديد بما يقوم به الغربيون، أما إذا كان المقصود بالرد بالمثل بأن نشوه نحن صورتهم فأعتقد أنه هذا ليس السلاح الذي يؤدي إلى النتيجة المرجوة، وعلى كل حال نحن أيضاً لدينا تشويه للغرب أيضاً في جوانب كثيرة في مجتمعاتنا، لكن طبعاً ليس بالصورة التي يشوه بها الغرب.

أحمد منصور: هذا ربما كان يدفعني إلى سؤال- وأنت رئيس تحرير لصحيفة تصدر بالإنجليزية وموجهة بالدرجة الأولى إلى الغربيين أو غير العرب المقيمين في العالم الإسلامي وتوزع على نطاق واسع حتى تصل إلى بعض الدول الأوروبية- في المقابل ما هي صورة الغربي في وسائل إعلامنا خاصة الموجهة لهم؟

د. عبد القادر طاش: نعم، لأ، نحن الحقيقة الصورة التي تقدم هي صورة- في رأيي- واقعية كثيراً في وسائل إعلامنا، وهذا ليس انحيازاً لوسائل الإعلام العربية، ولكن أعتقد بأنها تقدم صورة جيدة ومتوازنة.

أحمد منصور: هل لأنها تنقل من وسائل الإعلام الغربية نفسها؟

د. عبد القادر طاش: لأ لأنه نحن أيضاً عندنا نوع من الانتقاء والاختبار ومحاولة تقديم الصورة المتوازنة، ليس معني ذلك أن.. أن نبرَّيء هذه الصورة من جوانب قد يكون فيها نوع من الأخطاء قد يكون فيها نوع من المبالغات، لكن إذا انتقلنا إلى الصورة الشعبية التي تسهم بها وسائل الإعلام العربية بشكل خاص ربما تكون هناك جوانب سلبية تقدم، مثلاً الغرب دائماً ينظر إليه على أنه -مثلاً- مادي، على أنه لا يحترم جوانب معينة في القيم الدينية أو القيم الاجتماعية، قد يكون جوانب منها صحيحة وواقعية، ولكن قد تكون أيضاً هناك بعض المبالغات وبخاصة عندما نذهب إلى الغرب ونعيش هناك نكتشف بأن هناك بعض الجوانب قد تكون فيها نوع من.. وهذا.. وهذا أمر طبيعي في كثير من المجتمعات، لأن- كما يقول علماء الاتصال- بأن الإنسان يعيش في.. في عالمين، العالم الأول: هو العالم المحسوس الذي يدركه بحواسه مباشرة، أنت عندما تذهب إلى مجتمع معين تنظر بعينك وتسمع بأذنك، ولكن عندما لا تكون في ذلك المجتمع فإنك تعتمد على وسائل وسيطة.

أحمد منصور: ما ينقل لك، نعم.

د. عبد القادر طاش: وطبعاً وسائل الإعلام اليوم أصبحت تلعب دوراً كبيراً في هذا الجانب، هذا هو العالم المنقول كما يقولون أو (Repated world) فلا شك أنك عندما تعتمد على هذه الوسائل ستنطبع في ذهنك صور ذهنية و..

أحمد منصور: ربما تختلف مع الواقع.

د. عبد القادر طاش: ربما تختلف عن الواقع.

أحمد منصور: الأخ عبد الرحيم ماضي من هولندا.

عبد الرحيم ماضي: السلام عليكم.

أحمد منصور: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

د. عبد القادر طاش: وعليكم السلام.

عبد الرحيم ماضي: جزاكم الله خير على ها البرنامج.

أحمد منصور: شكراً لك يا أخي.

عبد الرحيم ماضي: في الواقع أنا عندي تعليق وعندي سؤال إذا سمحت.

أحمد منصور: تفضل.

عبد الرحيم ماضي: تعليقي إنه لو قارنا وضع الإسلام والمسلمين في أوروبا حالياً بوضع اليهود قبل الحرب العالمية الثانية لوجدنا أننا نعيش (…) الواقع.. الكراهية مش.. مش كتير موجوده.

أحمد منصور: نعيش أي.. أي شيء عفواً؟

عبد الرحيم ماضي: نعم؟

د. عبد القادر طاش: نعيش.

أحمد منصور: لأ، لو تعيد الجملة الأخيرة مرة أخرى.

عبد الرحيم ماضي: الكراهية غير..هي الموجودة لكن مش بالشكل الفظيع اللي كانت تعيش به الجماعات اليهودية قبل الحرب العالمية.

أحمد منصور: يعني الكراهية للمسلمين المقيمين في الغرب أشبه ما تكون لكن ليس بنفس الصورة باليهود قبل الحرب العالمية الثانية؟

عبد الرحيم ماضي: أقل بكثير.. أقل بكثير، بينما أن الغرب كان قبل الحرب العالمية الثانية في كراهيته لليهود حتى إنه إذا كان يريد أن يحقر إنسان يقول له: روح أنت يهودي(..)، فالصهيونية والجماعات اليهودية وجدوا الإعلام ومهمة الإعلام في هذا الوضع، وبعد الحرب العالمية استغلوا كل شيء لمصلحتهم فسؤالي للدكتور.

أحمد منصور: عبد القادر.

عبد الرحيم ماضي: عبد القادر، متي يستيقظ الإعلام العربي وعلى الأقل أن يعمل بالجهد الذي قامت به.. الذي قام به الإعلام الصهيوني وحول فكر العالم جميعه من الفكرة السيئة إلى الفكرة الحسنة لليهود نفسه؟ هذا سؤالي للدكتور عبد القادر.

أحمد منصور: شكراً يا أخ عبد الرحيم. الأخ أبو أحمد من برلين.

أبو أحمد: أيوه، السلام عليكم.

أحمد منصور: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

أبو أحمد: جزاكم الله كل خير على هذه المناقشة الجميلة والموضوع الشيق.

أحمد منصور: شكراً لك.

أبو أحمد: يعني جزاك الله، يعني الحقيقة كما ذكر.. ذكرتم في معرض الحديث اللي هو من سنوات ماضية نحن نعيش في أوروبا من زمان أصلاً من 20 عاماً وفي الماضي لم نلاحظ إن الإعلام أو الصحافة أو أي شيء أو التليفزيون حتى هنا ما كانش بيجيب الإسلام بهذه الصورة السيئة للغاية والهجوم يعني مش قادر أنا أصوره، لأنه أصلاً كان.. كان هجوم أيام النازية على اليهود ذي ما قال الأخ اللي قبل مني، لكن الحقيقة اللي أنا بألاحظه إن الأخبار أو الإعلام الغربي بياخد بيستقبل الأخبار بتاعته السيئة من الإعلام العربي، أي يعني إن أنا أعتقد إن كلمة الإرهاب والإرهاب والإسلام والمسلمين دي ظهرت من الصحافة المصرية أو التليفزيون المصري أو السياسيين المصريين، وبناءً على هذا خدوها الغرب وقعدوا يتمحكوا فيها وكل شيء بدأوا ينسبوه للإسلام، لأن لو إحنا الصحافة العربية نفسها فرقت بين الإرهاب اللي بيحصل مثلاً في مصر أو في الجزائر ولم يصفوه بالإسلام والإسلاميين، وصفوه بالمنشقين، بأي شيء ما كان الغرب أخذ هذه الكلمة ووضعها إنه هذا هو الإسلام، في كل جميع الأخبار يقولون الجزائر قالت، مصر قالت..

أحمد منصور[مقاطعاً]: يعني أنت أيضاً تتفق مع الأخ عبد الرحيم ماضي في مسؤولية الإعلام العربي وضرورة أن يقوم بدوره في تحسين صورة المسلمين وليس في تشويهها بما يبثه لوسائل الإعلام الغربية.

أبو أحمد: دا بالتأكيد يا أخي، وكمان نقطة كمان في يعني.

أحمد منصور: تفضل.

أبو أحمد: لو.. لو كل.. لو كل مسلم في البلاد الإسلامية له حقه في الكلام وفي المعارضة وفي كل شيء كان الغرب ذات نفسه احترام هذا الإنسان المسلم، هذا الإنسان العربي، لكن إنهم يعرفوا إن الإسلام.. إن المسلمين في.. في جميع بلادهم مضطهدين وليس لهم من.. من يتكلم، ليس لهم بابا زي ما يقولوا يعني يتكلم باسم المسلمين، فلذلك يفعلوا بالمسلمين ما يشاؤا، وهذه نقطة ضعف في الإسلام والمسلمين.

أحمد منصور: شكراً.

أبو أحمد: وندعوا من الله أن.. أن.. يجعل لنا بابا زي ما بيقولوا.

أحمد منصور: إن شاء الله مش..، شكراً يا أبو أحمد، دكتور، هم يكادوا يتفقوا في المسؤولية الملقاة على عاتق الإعلام العربي، وأنت على رأس إحدى وسائل الإعلام الكبيرة في العالم العربي، ما رأيك فيما طرح ومسؤولية الإعلام تجاه تشويه الصورة؟ والنقطة الثانية أيضاً عدم وجود الحرية التي تجعل الغربيين أيضاً لا يعطون احتراماً أو تقديراً بالنسبة للعالم العربي في تناولهم لقضاياه و.. يعني إبراز هذه الصورة المشوهة للمسلمين.

د. عبد القادر طاش: أنا أتفق وأختلف.

أحمد منصور: تفضل.

د. عبد القادر طاش: أتفق في أن هناك مسؤولية كبيرة على الإعلام العربي، وأن الإعلام العربي لم يستطع حتى الآن أن يسهم في تغيير الصورة وفي محاولة تقديم الصورة البديلة كما ذكرت من قبل، وهذا أمر ملحوظ وأعتقد بأن الإعلاميين العرب أنفسهم والمسلمين يعترفون به ويرون أن هناك قصوراً كبيراً، لكن المشكلة أن.. أنه ليست هناك محاولات جادة للخروج من.. من.. من هذا التقصير
إلى.. إلى.. وبخاصة الآن -والحمد لله- أصبح عندنا مجموعة كبيرة من القنوات الفضائية، الوسائل.

أحمد منصور: ما هي الأسباب؟ عدم التنسيق، أم عدم وضع هذا الأمر على الأولويات، أو عدم وجود استراتيجية سواء ثقافية أو فكرية كما لأي منظمات لديها وسائل إعلام أو دول أو حكومات؟

د. عبد القادر طاش: نعم، والله كل هذه الأسباب يعني مجتمعة، في رأيي حتى الآن لم تنضج رؤية متكاملة لعمل الإعلام العربي وبخاصة الإعلام الفضائي بشكل رئيسي، ربما بدأت في الآونة الأخيرة بعض الملامح التي نأمل إنها تنتهي إلى وضع تصور متكامل لإعلام عربي مؤثر، لكن تبقى نقطة مهمة جداً وهي أن ننتقل بعد ذلك إلى مخاطبة الآخرين بلغاتهم وبما يتناسب مع العقل الغربي، بما يتناسب مع العقل الآسيوي، بما يتناسب مع العقل الأفريقي في نقل هذه الصورة الحقيقية للإسلام وللمسلمين إلى الآخرين.

أحمد منصور: يعني لابد أن تدخل في إطار الاستراتيجيات الإعلامية العامة للأمة العربية والأمة المسلمة ضمن الأطر التنسيقية أو التنظيمية القائمة سواء من خلال جامعة الدول العربية أو المؤتمر الإسلامي أو غيرها من الوسائل التي تجعل المسؤولية مشتركة في هذا الجانب.

د. عبد القادر طاش: ما فيه شك هذا جانب لهم جداً.

أحمد منصور: معي الدكتور، تفضل.

د. عبد القادر طاش: عفواً، بس فيه نقطة أخري فيما يتعلق.. نحن مشكلتنا أيضاً نحن كعرب وكمسلمين في كثير من الأحيان أننا أيضاً نغرق ونبالغ في جلد الذات، عندما نتكلم عن صورة الإسلام في الغرب لا أعتقد ولا أتفق مع الأخ الفاضل.

أحمد منصور: هذه نقطة الاختلاف.

د. عبد القادر طاش: نعم التي اختلف فيها وأقول بأنه ليس صحيحاً أن.. أننا نحن الذين صنعنا هذه الصورة، هذه الصورة -كما ذكرت خلال الفترة الماضية- أنها لها جذور تاريخية وفكرية وحضارية ليست بمثل هذا التناول القريب الذي.. ليست حديثة، فليس لها تلك العلاقة الوثيقة، أنا قلت بأن ممارساتنا قد تعزز هذه الصورة، وقد ترسخ هذه الصورة، لكنها ليست هي التي صنعت الصورة، وأنا أذكر مثلاً لذلك، قبل أيام قرأت مقالاً للصحف البريطانية الشهير (روبرت فيسك). والذي يتكلم عن دور الإعلام الغربي في وصم أي محاولة تقوم في العالم العربي، محاولة عنف أو إرهاب، وصفها على طول بأنها إسلام الإرهاب الإسلامي، قال بأنه حتى عندما وقعت بعض الحوادث مثلاً الحادثة الأخيرة في الأقصر، بعض الصحف البريطانية وصفتها بأنها الجنون الإسلامي، قال وعمل نوع من المقارنة، قال بأن هناك حوادث وقعت، مثلاً (جولد شتين) عندما… اليهود الذي قام بقتل المصلين في الحرم الإبراهيمي في عام 1994 لم يوصف عمله بأنه.

أحمد منصور: الإرهاب.

د. عبد القادر طاش: الإرهاب أو الجنون اليهودي.

أحمد منصور: صح، نعم.

د. عبد القادر طاش: وإنما قيل بأن هذا رجل مختل عقلياً حتى بُرر بأنه كان يعاني من.. من إرهاب العرب فهذا ردة فعل طبيعي.

أحمد منصور: وتم عمل نصب ضخم له الآن كل اليهود الذين يأتون من (بروكلين)..

د. عبد القادر طاش: وهذا الرجل الذي يقول ذلك هو صحفي بريطاني، ليس نحن الذي نقول ذلك، عندما تمت مذابح صبرا وشاتيلا لم يقال بأنه هذا.. هذه.. هذا إرهاب مسيحي ولذلك هنالك ازدواج في المعايير، الغرب عندما تقع أي حادثة في عالمنا العربي أو الإسلامي يصفه على طول بأن.. بأنه إرهاب إسلامي، ولكن لا يطبق المعيار ذاته عندما تقع حوادث أخرى، عندما وقع مثلاً تفجير (أوكلاهوما).

أحمد منصور: أوكلاهوما.

د. عبد القادر طاش: لم يُقل إنه هذا إرهاب مسيحي، مع أن الرجل الذي قام به ذكر بأن دوافعه كانت دوافع دينية وما إلى ذلك، لكن وضعت هذه الحادثة في نصابها الصحيح، هذا كل ما نطلبه من الإعلام الغرب، أن يضع كل الأمور في نصابها الصحيح ولا.. لا نريد أن.. أن نبرئ أيضاً بعض المسلمين قلة منهم من الذين يقومون بعمليات إرهابية أو.. أو.. أو أشياء تسيء إلى الإسلام، لا نبرئ أنفسنا من.. من، ذلك ولكن أن ينسب ذلك إلى الإسلام كدين، وأن نجعل هذا الربط بين الإسلام وبين الإرهاب أو بينه وبين أي صفة من الصفات السلبية نعتقد بأن ذلك ليس منصفاً وأنه يُعمل بشكل متعمد للأسف الشديد، وهذه شهادات يقدمها الغربيون المنصفون أنفسهم وليس نحن، فكفى جلداً للذات، نحن لا بد أن نعترف بما عندنا من أخطاء ونقول بأنها تسهم في تعزيز الصور المسيئة ولكن..

أحمد منصور: لكن المسؤولية الأساسية يتحملها الغرب.

د. عبد القادر طاش: نعم. نعم.

أحمد منصور: دكتور سليمان من إيطاليا.

د. سليمان: السلام عليكم.

أحمد منصور: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

د. سليمان: جزاكم الله خيراً على هذا البرنامج يا دكتور.

أحمد منصور: شكراً يا دكتور.

د. سليمان: والله أن بدي أحكي بالنسبة للعداء فيما حكى فضيلة الدكتور إنه العداء فعلاً تاريخي، يعني لو أطلعنا على مسرحيات اللي في العصور الوسطي لـ(فولتير) كانت هناك مسرحيات تقدم وتعرض في جميع أنحاء مدن أوروبا عن.. عن.. ضد سيدنا محمد وتصفه بالشيطان الأكبر وإلى آخره، فهذا العداء عداء تاريخي ومش بهذه السهولة تغيير هذه العقلية، ولكن للأسف السبب هو إحنا المسلمين، لأنه فاقد الشيء لا يعطيه، إحنا لا نتبع المنهاج الإسلامي، يعني لا نتبع المبدأ الإسلامي اللي أعطانا إياه خالق الكون للأمة الإسلامية حتى.. حتى يبعثوه إلى البشر جميعاً، للأسف اللي بنلاحظ إنه جميع الدول الإسلامية لا تطبق الإسلام وهي دول علمانية ولا تمت للإسلام بشيء بكل مؤسساتها، بكل مفاهيمها ومشاعرها غير إسلامية، ففاقد الشيء لا يعطيه فأنا مش..

أحمد منصور: دكتور، أما تجد التعميم.. أما تجد التعميم فيه مبالغة زائدة كما أشار الدكتور في بعض التعبيرات يعني؟

د. سليمان: والله إنه الأمة الإسلامية وأنا باعتبرها أمة واحدة.. واحدة، وثقافتها ثقافة واحدة والشخصية الإسلامية شخصية واحدة، وأنا إذا بدي أقدم للشعب الأوروبي أو للشعوب الأوروبية الشخصية الإسلامية لازم أكون أطبق الإسلام على نفسي، أطبق الإسلام في بلدي في الأمة الإسلامية، فالأمة الإسلامية غير مطبقة للإسلام، ولذلك فيه عداء كمان في بلادنا ضد الإسلام ما بدهم إسلام، أمة ما بدها الإسلام كيف بدها تنتصر على شعوب تطبق الرأسمالية بحزافيرها وتصدر ثقافاتها الجميع العالم؟ ثقافات عن طريق الإعلام، عن طريق التليفزيون، عن طريق الفضائية فيه عن طريق الانشكلوفيديا، الأنشكلوفيديا الموسعة، إذا بتطلعوا على الموسوعة الأوروبية.

أحمد منصور[مقاطعاً]: دكتور، هل تسمح لي بأن أطلب من حضرتك أن يعني تجمع الفكرة حتى نتيح الفرصة لآخرين؟

د. سليمان: والله بس أنا بدي أحكي يعني.. يعني لو إحنا نطبق الأسلام زي ما كان سيدنا محمد وذي ما كانت الدولة الإسلامية تطبقه، فالشيء الوحيد اللي ممكن اللي هو الفكر الإسلامي يغزو العالم، غير هيك لن نستطيع ولم نستطيع وهذا مستحيل.

أحمد منصور: شكراً يا دكتور، الأخ أبو محمد من أيرلندا.

أبو محمد: آلو، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحمد منصور: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

أبو محمد: أخي، جزاكم الله عنا كل خير إن شاء الله.

أحمد منصور: بارك الله فيك.

أبو محمد: والله يتقبل منكم -إن شاء الله- هذا العمل الطيب.

أحمد منصور: شكراً لك.
أبو محمد: نريد يعني نسأل الدكتور -إن شاء الله- فيما يخص يعني الإعلام وحكم الإعلام في الغرب، فالا.. ألا يظن الدكتور أن المسلمين مقصرين في هذا الواجب؟ وبعدين عندنا المسلم هو بنفسه أليس من المسلم أن يكون هو بنفسه إعلام للغرب لما يتعامل مع الغرب، لما يخدم معاهم في أي عمل كان في الغرب؟ هو بنفسه لازم يكون إعلام يعني ولازم يكون قدوة للإسلام وللمسلمين في الغرب، سمعنا يعني نظر الدكتور إن شاء الله في هذا الموقف في هذا الموضوع. وجزاكم الله عنَّا كل خير.

أحمد منصور: شكراً يا أبو محمد، شكراً، دكتور سليمان أكد على اللي حضرتك أشرت ليه في الجانب الثقافي والتاريخي ومسرحيات (فولتير) التي كانت تُعرض في أوروبا وضرورة أن المسلمين يقوموا بمسؤولياتهم تجاه دينهم حتى يجبروا الآخرين، وحضرتك تطرقت لهذا الأمر، الأخ أبو محمد أيضاً يتكلم عن مسؤولية المسلمين المقيمين في الغرب عن تقديم صورة طيبة بالنسبة للغربيين المقيمين فيما بينهم حتى يجبروا أو يضطروا وسائل الإعلام لتحترمهم وتعكس الصورة الحقيقية لهم، في هذا المجال أريد أن أسأل: أما يمكن للمسلمين المقيمين في الغرب- رغم قلة عددهم وإن كانوا وصلوا إلى 70 مليون في أوروبا الغربية والولايات المتحدة وأميركا بشكل عام.. هل يمكن في حالة وجود تشويه معين للصورة لو قام 100أو 200 مسلم بإرسال رسائل احتجاج إلى صحيفة معينة مثل ما يفعل اليهود الآن كلوبيات، لو استشعر كل مسلم أنه لديه مسؤولية لتحسين صورته، دكتور، هل هناك جانب شرعي لابد للمسلم أن يسعى من خلاله إلى تحسين صورة المسلمين لو بكتابة رسالة وإرسالها عن طريق البريد كاحتجاج على هذا الأمر، وقد أثر في الولايات المتحدة من خلال المؤسسات؟

د. عبد القادر طاش: لاشك أن تصليح أو تصحيح الصورة في الغرب هي مسؤولية إسلامية من حيث كونها واجباً شرعياً، لأن المسلم يحمل رسالة وهذه الرسالة هي رسالة عالمية، ليست خاصة بنا، أي تشويه لهذه الرسالة لابد أن ندافع عنها، ولابد أن نزيل هذه.. هذا.. هذه الصورة السيئة عنها، لأن التشويه يضر باهتمام الناس في أي مكان في العالم لهذه الرسالة وبـ.. على الأقل معرفتها أولاً ثم تفهمها وقد يؤدي ذلك إلى اعتناق هذه الرسالة والاستفادة منها في.. في حياتهم، فهذه مسؤولية شرعية ولاشك، لكن هناك أيضاً جانب آخر هو الجانب الواقعي، نحن الآن لا نستطيع أن ننفصل عن الغرب، نحن والغرب في مركب واحد، ومن هنا مصالحنا متشابكة ومتداخلة، ومن ثم لا نستطيع أن نقول والله نحن نعيش في معزل والغرب يعيشون في معزل، لابد للعقلاء من الطرفين أن يحاولوا إيجاد جسور مشتركة يمكن من خلالها أن نتفهم وأن نتحاور، وهذا التفاهم وهذا التحاور ليس بالضرورة أن.. أن يعني أن يتخلى كل واحد منّا أو كل طرف عن دينه أو عن مبادئه أو عن قيمة، لأ، نحن نريد أن نقدم ما عندنا..

أحمد منصور[مقاطعاً]: القيم الإنسانية على الأقل.

د. عبد القادر طاش[مستأنفاً]: وما.. وما.. ويقدمون ما عندهم حتى يمكن أن يكون هناك نوع من التفاهم وإزالة العوائق التي تؤدي إلى مشكلات فيما بيننا، وأنا أعتقد أن واحدة من المسؤوليات التي تجب علينا إن إحنا أيضاً نحاول أن نقدم الإسلام للآخرين لا باعتباره وبخاصة للغرب حتى لا نخيف الغرب من الإسلام، أحياناً نحن مشكل.. عندنا أيضاً قدرة عجيبة على استعداء الآخرين علينا، وذلك من خلال تقديم الإسلام وكأنه.. كأنه وحش يريد أن.. أن.. أن يستولي على الآخرين وأن يجبرهم على ما لا يريدون أو يكرههم على شيء، أو نقدمه على أنه مناطح لهم ولحضارتهم وسيأتي لهدم هذه الحضارة وللقضاء عليها، الإسلام في حقيقته رسالة رحمة مهداة إلى العالمين جميعاً (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ).

أحمد منصور: فإذن الحوار.. الحوار مع الغرب جانب أساسي يجب أن يسعى له عقلاء المسلمين وعقلاء العرب أيضاً لتضييق هذه الفجوة التي لا تخدم الطرفين.

د. عبد القادر طاش: نعم، وأعتقد بأن هنا أيضاً مسؤولية كبيرة على الغربيين أنفسهم وعلى العقلاء منهم بشكل خاص في أن يوفروا المناخ الملائم للحوار، وقد.. وأعتقد أنه في الفترة الأخيرة هنالك بعض الدعوات التي صدرت من مفكرين ومن سياسيين ومن إعلاميين في الغرب منصفين درسوا الإسلام وعرفوه وأيضاً أدركوا مصالحهم، نحن لا نريد من الغرب إلا أن يدرك مصلحته، ومصلحته في أن يتحاور مع المسلمين، في أن يُقيم علاقة متكافئة وعلاقة جيدة وإيجابية مع.. مع المسلمين وهي مصلحتنا أيضاً.

أحمد منصور: نأمل أن.. نأمل أن يساعدنا الوقت للتفصيل قليلاً في هذه النقطة، الأخ أحمد حسن من ألمانيا.

أحمد حسن: السلام عليكم.

أحمد منصور: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

أحمد حسن: أنا بنحب نسأل حضرتك طبعاً بالنسبة.. آلو.

أحمد منصور: تفضل يا أخي نسمعك.

أحمد حسن: أيوه، نحب نسأل حضرتك بالنسبة للدكتور سليمان هذا سؤالي الأول، وسؤالي الثاني بالنسبة لموضوعنا الأساسي وهو مسألة تشويه صورة الإسلام، أما بالنسبة للدكتور سليمان الذي تحدث في المرة السابقة فهو قال أن الأمة لا تطبق الإسلام.

أحمد منصور: ما.. ما كان.. يا أخي ما كان عندنا الدكتور سليمان، كان عندنا الدكتور يوسف القرضاوي.

د. عبد القادر طاش: يقصد.. يقصد الأخ المتصل.

أحمد حسن: لا أنا أتكلم على الأخ.

أحمد منصور: آه نعم عفواً.. عفواً.. عفواً نعم.. نعم تفضل.

أحمد حسن: نعم، من فضل حضرتك تركز معي بعض الشيء.

أحمد منصور: مركز معاك، عفواً.

أحمد حسن: نعم، بالنسبة.

أحمد منصور: أنت قلت الذي تحدث في المرة السابقة عفواً، تفضل.. تفضل.

أحمد حسن: أنا أتكلم في المرة السابقة أي التي تسبقني في الحديث.

أحمد منصور: المكالمة السابقة تفضل.. تفضل.

أحمد حسن: نعم، هو قال إن الأمة هي أمة إسلامية ولكنها لا تطبق، والإسلام غير مرغوب في أرضه وفي بلده، وأنا أرى أن هذا الحق والأدلة على ذلك كثير، لا تتكلم بقي عن الصلح مع اليهود أو تبديد شرع الله عزوجل، أو الأستتار خلف ستائر الدين أو.. أو إلخ، ولكن يعني حضرتك يعني ما كنتش تتيح له المجال إن هو يتكلم بشكل أوسع، وهذا الذي نحب نلفت نظر حضرتك إليه لا أكثر من ذلك، بإذن حضرتك.

أحمد منصور: عفواً نعم، يعني هذا.. هذا الأمر يا أخ أحمد.. هذا الأمر يخرج عن نطاق الموضوع ونحن نؤكد على الإخوة المشاهدين دائماً أن تكون مداخلاتهم في إطار موضوع الحلقة حرصاً على الوقت، وعلى الإخوة الآخرين أيضاً الذين لديهم مداخلات وإلا فإننا نأمل أن نتيح المجال لكل شخص يريد أن تكون لديه فكرة بناءة أن يعبر عنها ولكن هناك أمور منظمة بنأمل من الإخوة إن هم في إطارها تكون مداخلاتهم، إذا كان لديك مداخلة في الموضوع تفضل بها.

أحمد حسن: نعم، بالنسبة لموضوع العداء مع الغرب وصورة الإسلام والتشويه وهذه المسائل هي كما قال الأخ الدكتور هي قديمة وقديمة جداً، ومنشأها أصله ديني مرة وعرقي مرات، والله – سبحانه وتعالى – لخص المسألة وقال : (وَلَن تَرْضَى عَنكَ اليَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) خدت بال حضرتك؟

أحمد منصور: يعني يا أخ أحمد أرجوك.. أرجوك يا أخ أحمد لأنه هناك آخرين ينتظرون وهذا تطرقنا له، هل لديك طرح جديد أو سؤال جديد لم نتطرق له خلال الوقت الماضي؟

أحمد حسن: بل لدي معلومة فقط مختصرة في كلمتين وأختصر على حضرتك الوقت.

أحمد منصور: نستفد بها، نستفيد بها تفضل.

أحمد حسن: لن يرضي نعم لن يرضي عنك الغرب وأن يحسن من صورة الإسلام، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين، والسلام عليكم.

أحمد منصور: شكراً لك الأخ أبو علي من (ويلز).

أبو علي: كان في تقديمك يا أخي هل.. عن.. عن المسلمين إنهم الغرب يقدمهم كمتخلفين وإرهابين إلى آخره، والحقيقة إنه هم كذلك يعني، أليس العرب و.. والغرب و الدول الإسلامية الأخرى متخلفة جداً؟ أليس في السودان 90% أمية، في مصر 70% أمية، أليس المغرب يصدر 2 مليار جنيه استرليني هيروين إلى آخره، أليست ديكتاتورية؟ إلى آخره، النقطة هم يستغلون هذه النقطة لذلك يجب أن نحسن، ليس أن نحسن صورة أنفسنا في زواق وإنما نحسن شكل أنفسنا الضمني، هذه نقطة، ولكن ليس كما تتخذ بعض الدول مثل مثلاً دُبي، الإمارات عندما بيضت وجهها ذهبوا الناس عراة على الشواطئ وكازينوهات ورقص وخمور.

أحمد منصور: هل ذهبت هناك يعني.. يعني أرجو أيضاً أن لا تبالغ وأن لا تذهب إلى ما الدكتور..

أبو علي: نعم يا أخي نعم يا أخي نعم أنا كنت..

أحمد منصور: اسمعني.. اسمعني يا أبو علي، أبو علي أرجو أن تسمعني، الدكتور عبد القادر قال لا نريد أن نبالغ في عملية جلد الذات وعملية نقل صور نقل صور يعني أكبر من أن تكون واقعية بالنسبة للأشياء التي نتكلم فيها، أنا أتيح لك المجال أن تتكلم، ولكن في إطار المعلومات الدقيقة، نحن نتحدث عن دقة المعلومات، فأرجو أيضاً أن تتحدث بمعلومات دقيقة وليس بمعلومات ممكن أن يكون وصلك جزء منها صحيح والجزء الآخر أضيف إليه، في إطار المعلومات الدقيقة أرجو يعني أن تطرح فكرتك بإيجاز.

أبو علي: فكرتي بإيجاز في إطار المعلومات الدقيقة أن وضعنا سيَّء للغاية، سؤالي هو: هل تم في الإعلام الغربي على مدى هذه السنين تشويه صورة الدولة الإسلامية أيام سيدنا عمر بن الخطاب؟ هذه نقطة. النقطة الثانية: هل أيدي الإعلام العربي الآن في يد علمانيين أساؤوا له جداً جداً جداً كما نرى من مسلسلات مدبلجة وكما نرى من برامج غنائية راقصة إلى آخره أساءت لنا في الغرب أصبحنا لا عرباً لا عجماً. وشكراً .

أحمد منصور: شكراً يا أبو علي. الأخ فضيل الغباري من الدوحة.

فضيل الغباري: آلو، السلام عليكم.

أحمد منصور: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

فضيل الغباري: بأرحب بالأخ أحمد منصور والضيف الكريم.

أحمد منصور: شكراً لك يا أخ فضيل.

فضيل الغباري: الله يسلمك ويخليك، وفي نفس الوقت أنا فيه عندي كم تعقيب وسؤال.

أحمد منصور: تفضل يا سيدي.

فضيل الغباري: الله يسلمك ويخليك، السؤال.. التعقيب كالتالي هو إنه نحن في الإعلام العربي.. الإعلام العربي -بشكل خاص- أحياناً يكون مردد للإعلام الغربي ولا ينقل الصورة الحقيقية ويشوهها، فإحنا أين نحن من قول الله تعالى (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ..)؟ إذاً هنا في تفسير هذه أنا أفهم كمسلم تفسير هذه الآية بإنه الإرهاب يساوي الجهاد في الآية القرآنية، وهناك فرق بين الإرهاب الذي ورد في هذه الآية القرآنية والجريمة السياسية. لذلك فالجريمة السياسية كما مثلاً يحصل في الجزائر وفي بعض البلدان العربية الإسلامية مستنكَرة من جميع الجهات سواء على مستوى العالم العربي أو في في العالم الخارجي، أما الجهاد فالمقصود فيه يعني إذا كان يقصد الغرب الجهاد كإرهاب كما يحصل مثلاً في.. في فلسطين المحتلة في حماس فهذا الشيء مرحب به لأنه الجهاد هو للعدو، ولذلك أنا بأسأل السؤال يعني: لماذا لا يركز الإعلام العربي -وخاصة العامل في الغرب- على أن الإرهاب الذي يساوي الجهاد للدفاع عن حقوقنا أمام العدو هو شيء محبذ وهو يعني يختلف عن الجريمة السياسية؟

أحمد منصور: أعتقد الدكتور عبد القادر أيضاً حمل الغرب مسؤولية في هذا الجانب، لديك سؤال قلت علاوة على التعقيب.

فضيل الغباري: هذا هو فقط إنه هنا لماذا لا نفرق بين الإرهاب بمعنى الجهاد والفرق بينه وبين الجريمة السياسية؟

أحمد منصور: شكراً لك، لو بدأنا من الأخير يا دكتور ونأخذ الـ..

د.عبد القادر طاش: نعم، طبعاً هنالك ما فيه شك فرقاً بين الجهاد المشروع أو الذي يقوم به من يريد استرداد أرضه أو الدفاع عن حقه الشرعي وبين العمل الإرهابي الذي لا يُفرق بين الأبرياء والمدنيين بشكل خاص ويستهدفهم بشكل رئيسي ويكون في النهاية مقصده مقصداً سياسياً، ولا شك أن الإعلام الغربي يقع في المحظور في المساواة بين هذين النوعين، وأي محاولة حتى وإن كانت مشروعة تعتبر إرهاباً، لكن لا شك أن هناك جوانب كثيرة من الإرهاب والعنف الذي قد يصوَّر في غير صورته الحقيقية، ونحن لا ينبغي علينا أن ننكر أن هناك حوادث إرهابية وحوادث عنف تقع نستنكرها نحن كمسلمين أيضاً، لأن ديننا هو يستنكر مثل هذه الأعمال، لكن الذي نركز عليه هو ألا ينسب هذا العمل الإرهابي للإسلام، لأن الإسلام -كدين- ليس له علاقة بهذه العمليات الإرهابية وهذه الأشياء التي تسيء إليه ولا شك أنها لا تتوافق مع مبادئه السامية وقيمه العظيمة و.. ،وهذه هي المشكلة التي نعاني منها، وكما قلنا سواء جاء هذا النسب من خلال وسائل الإعلام الغربية أو حتى من وسائل الإعلام العربية، نحن لا نرضى بذلك ونبرئ الإسلام من أي محاولات للإرهاب، وإجبار الناس على أشياء لا.. لا..

أحمد منصور: عملية جلد الذات ويعني إلقاء التهم علينا بإن إحنا فعلاً متخلفين وفعلاً نستحق الأوصاف التي تطلق علينا، ونحن ناس جهلاء يعني ترتفع لدينا نسبة الأمية، ونحن أبعد ما نكون عن الإسلام، ونحن لا نستحق أن نوصف بأننا مسلمين وأنها أمة مسلمة، هذه الأشياء -للأسف- يعني تستحوذ على عقلية كثير من.. من الناس وبعض الناس بيعتبروها أشياء منهجية ويطرحونها كما سمعنا في أكثر من مداخلة.

د.عبد القادر طاش: نحن.. نحن لا ننكر أن هناك تخلفاً في العالم الإسلامي، وأن هناك وهذه سنة الحياة في تداول الأيام بين.. بين الأمم، ولكن السؤال هو: هل نحن وحدنا في هذا العالم المتخلفون؟ نحن.. هناك أمم أخرى أيضاً متخلفة وتعيش في.. في.. في أوضاع سيئة ربما كثير منها أسوأ من الأوضاع التي نعيش فيها في عالمنا الإسلامي، ولكن مع ذلك لم يقم الإعلام الغربي بتشويه صورة هذه الأمم أو محاولة الإساءة إليها،، إذن القضية ليست قضية نحن الآن متخلفون فلذلك الإعلام الغربي يصفنا بالتخلف، هذا.. هذه الظاهرة كما قلنا هي ظاهرة قديمة ولها جذور ولها فكر يمدها و.. وعوامل سياسية واقتصادية وإعلامية تؤدي إليها، فمن من.. من غير الإنصاف أن نقول بأن تخلفنا هو الذي يقود إلى.. إلى هذا الباب، لا شك أنه التخلف أمر موجود في.. في ولكن لا.. لا نعتقد أن ذلك مبرراً ومسوغاً للغرب لأن يسيء إلينا لأننا متخلفون.

أحمد منصور: لدينا 5 دقائق وثلاث مداخلات نأخذها على سرعة، الأخ عمر الجزائري من إنجلترا.

عمر الجزائري: آلو.

أحمد منصور: تفضل يا أخ عمر.

عمر الجزائري: السلام عليكم.

أحمد منصور: وعليكم السلام.

عمر الجزائري: هذا سؤالي يعني أُوَجَّهه للمسؤول على هذه القناة بارك الله فيك

أحمد منصور: تفضل.

عمر الجزائري: يعني الحصة هذه حصة جيدة إن شاء الله وفيها.. منها استفدنا الكثير، لكن كان لي يعني وددت لو أن هذه الحلقة إن شاء الله كنت يعني حضرتها فيما يخص الحقيقية على حقيقة اليهود يعني، إحنا ما نعرفوش يعني شو صار الآن في.. في العالم من..

أحمد منصور: هذه قدمنا حلقة يا أخي في هذا الموضوع قبل الماضية، لو أنك كنت تتابع الحلقة الماضية وكان هناك مداخلة من الشيخ أحمد ياسين مع الدكتور يوسف القرضاوي، وقبل ذلك أيضاً في حلقة الإسراء والمعراج تناولنا هذا الأمر، تسمح لي حتى أعطي المجال.. حتى أعطي المجال للآخرين لقرب انتهاء الوقت، دكتورة نجلاء مسعود من إنجلترا.

نجلاء مسعود: أيوه، والله أنا لي مداخلة إن كل المسلمين استنكروا أحداث الإرهاب اللي حصلت في مصر، بس الحقيقة ما.. ما.. ما.. مفيش أي حد مالناش منبر هنا يعبر عن الاستنكار ده في البلاد الغربية، في إنجلترا مثلاً ما حصلش أي استنكار، بالعكس جم تاني يوم بالضبط وحصلت الحكاية دي جابو واحد في BBC radio يتكلم إن هو أيوه إحنا بنساند الحركة.. الحركات الإسلامية في كل مكان، وأيوه وإحنا بنبعت لهم فلوس، والراجل ده نفسه كان انضحك عليه وغرر به بطريقة ما وعمل برنامج كبير جداً في B.B.C عن إن هو إزاي هيتعامل لما يبقى أمير الدولة الإسلامية اللي تقام في إنجلترا، وهو إزاي هيقضي على ) سبايس جيرلز) ومش عارف وحاجات خيالية يعني.. يعني هم جابوه مبسوط علشان يقولوا للناس آدي يعني الإسلام ده حاجة يتخاف منها، آدي الراجل ده أيه هو بيحلم يعمله لما إنجلترا تبقي دولة إسلامية، فإحنا للآسف ما عندناش منبر حد يعبر منه عن الإسلام الوسطي وعن الإسلام الصحيح، ويرد بالقرآن والسنة على الأحداث اللي بتحصل دايماً، دي حاجة إحنا محتاجينها جداً جداً جداً يجب إن حد من.. من الأثرياء العرب اللي بيستثمروا أموالهم في. في الخيل وفي.. وفي القنوات الإعلامية وهكذا إن هو يعمل قناة إعلامية أو يشتري جورنال بحيث يوزع زي. زي “التايمز” مثلاً اللي بيسيطر عليها اليهود، يعبر عن.. عن المنظور الإسلامي في كل الكلام ده الإسلام الوسطي.

أحمد منصور: شكراً لك يا دكتورة، شكراً لك، دكتور في الدقيقة الباقية لو تعلق على ما ذكرته الدكتورة نجلاء.

د.عبد القادر طاش: الحقيقة ما فيه شك إن.. ذكرت أنا قبل قليل أيضاً إلى هؤلاء القلة الشاذة التي تسيء إلى الإسلام من خلال تقديم الإسلام بصورة أقرب إلى أن تكون وحشية منها إلى.. إلى.. إلى حقيقة الإسلام و..

أحمد منصور: وحرص وسائل الإعلام الغربية على إبرازهم كأبطال وكأصحاب فكر ومقابلات معهم.

د.عبد القادر طاش: لا ما فيه شك وسائل الإعلام الغربية لا نستغرب منها أن تقوم بتقديم أمثال هذه النماذج الشاذة كممثلين للإسلام وللعالم الإسلامي، ولكن الحقيقة التي ينبغي أن.. أن تقال إن هؤلاء لا يمثلون الإسلام، وأن ما يقدمونه لا.. ليس له صلة بالإسلام، وإدخال الصراعات السياسية والطموحات السياسية في.. في مسألة الإسلام واستغلال الإسلام في هذا الجانب أعتقد بأنه من.. من أشد الأشياء التي أضرت بالمسلمين في عصرنا الحاضر، وأدت إلى كثير من المشكلات، وأعتقد بأن الآن هنالك وعي كبير بين المسلمين لمحاولة تفنيد هذا الأمر ومحاولة الخروج منه لتقديم صورة أفضل للإسلام، وهذه- ولا شك- أنها مسؤوليتنا إلى جانب مسؤولية الغرب.

أحمد منصور: شكراً للدكتور عبد القادر طاش (رئيس تحرير صحيفة آراب نيوز) . ومشاهدينا الكرام، لم يبق لنا سوى أن نتقدم بالشكر الجزيل إلى ضيفنا الدكتور عبد القادر طاش (رئيس تحرير صحيفة آراب نيوز) كما نشكركم على حسن متابعتكم، في الأسبوع القادم إن شاء الله نتناول موضوعاً هاماً آخر هو ” الطب الإسلامي هل يصبح الطب البديل للقرن المقبل”؟

في.. في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج وهذا أحمد منصور يحييكم، والسلام عليكم ورحمة الله.

Total
0
Shares
السابق
يوسف القرضاوي

يوسف القرضاوي : واقع المسلمين في العلم والتكنولوجيا

التالي
علي عزت بيجوفيتش

علي عزت بيجوفيتش : تفاصيل حرب الإبادة ضد مسلمي البوسنة وأسباب قبوله اتفاقية دايتون

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share