عبد الله النفيسي :الانتخابات الكويتية و أسباب افتقاد القوى السياسية الكويتية لخطة سياسية واضحة (2)

تناول د. عبد الله النفيسي أستاذ العلوم السياسية الكويتي، مع الإعلامي أحمد منصور فى حلقة برنامج “بلا حدود” التي تم بثها بتاريخ 23 يونيو 1999، الحديث حول أسباب افتقاد القوى السياسية الكويتية لوجود مشروع سياسي واضح ، وأسباب الضجيج السياسي المرتفع في الكويت، و على أي أساس تقوم العلاقة بين الناخب والمرشح ؟ و ما دور الحكومة الكويتية في الانتخابات؟

وتحدث الأكاديمي و السياسي الكويتي عبد الله النفيسي في الجزء الثاني من حواره مع الإعلامي أحمد منصور في برنامج بلا حدود، عن افتقاد القوى السياسية في الكويت للمشروع السياسي، كما تطرق إلى دور الحكومة في العملية الانتخابية.
وأكد النفيسي أن هناك غياب المشروع السياسي للقوى السياسية، سواء للحركة الدستورية أو لليبراليين، ولكن أيضا الحكومة ليس لها مشروع سياسي وتخطيطي، موضحا أن المشروع السياسي يطالب به المجتمع السياسي عندما تتحقق فيه ميزتين وهي غير موجودة في الكويت.
وأوضح النفيسي أن تشكيل الوزارة خارج إرادة التكتلات السياسية، حتى ولو تمكنوا من جميع مقاعد مجلس الأمة، فرئيس الوزراء له الحق في تعيين وزراءه من خارج المجلس.
وأشار النفيسي إلى أن 14% فقط من الكويتيين لهم حق الانتخاب، مشيرا إلى أن النسبة المتبقية، نصفها أي ما يعادل 43% تقريباً من السكان، حتى الآن لم يعطوا حق التصويت من الرجال، وهذه بالطبع ثغرة كبيرة في تجربتنا النيابية.
وعن قضية شراء الأصوات أوضح النفيسي أن شراء الأصوات موجود في كل أنحاء العالم، وموجود في تجارب ديمقراطية عريقة مثل الهند، حتى الولايات المتحدة، فيها شراء أصوات، حتى في أوروبا الغربية فيه شراء أصوات، لافتا إلى اتهامات لجهات الحكومية في هذا.
وعن تصوره للبرلمان القادم، قال السياسي الكويتي أتصور أنه لن يختلف كثيراً المجلس القادم عن تركيبة المجالس السابقة، ستكون في هذا المجلس قلة معارضة ذات صوت مرتفع، وأغلبية موالية.
واختتم النفيسي بأن مستقبل الديمقراطية والعمل السياسي في الكويت مربوط بالاستراتيجية الأميركية العليا، لافتا إلى أن الأميركان يحرصون على شيوع التجارب النيابية المحكومة بمصالحهم، بمعنى أن يضغطوا على دول مجلس التعاون الخليجي لانتهاج تجربة سياسية نيابية محدودة ومحكومة بمصالحهم.

نص الحلقة

أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج (بلا حدود). فيما يقترب الثالث من يوليو -موعد إجراء الانتخابات البرلمانية الكويتية- ترتفع حرارة الأجواء الانتخابية في الكويت، وحرارة متابعاتها في أنحاء شتى من العالم، باعتبارها واحدة من التجارب البرلمانية المتميزة في العالم العربي، ومع ما قدمناه في الحلقة الماضية عن التيار الليبرالي اليساري القومي فإننا نستكمل اليوم خريطة القوى السياسية على الساحة الكويتية والمتمثلة في التيار الإسلامي بشقيه السني والشيعي. فالإسلاميون الذين بدأت مشاركتهم السياسية في الانتخابات البرلمانية الكويتية للمرة الأولى عام 81 أصبحوا الآن قوة يصعب تجاوزها في المعادلة السياسية على الساحة الكويتية، ولم يقفوا خلال السنوات الماضية عند المشاركة البرلمانية فحسب، بل تخطوا ذلك إلى المشاركة في الحكومة، فشارك إسلاميون بارزون ينتمون إلى تيارات مختلفة في حكومات كويتية متعاقبة، ربما كان أبرزها حكومة العام 92.

تساؤلات عديدة حول خريطة القوى السياسية الكويتية، وخريطة التيارات والحركات الإسلامية منها بشكل خاص، أطرحها في حلقة اليوم على المفكر والمحلل السياسي البارز، وأستاذ العلوم السياسية الدكتور عبد الله النفيسي، والدكتور النفيسي عضو سابق في البرلمان الكويتي، ويعتبر واحداً من أبرز المفكرين والمحللين السياسيين الكويتيين، مرحباً يا دكتور.

د. عبد الله النفيسي: أهلاً وسهلاً.

أحمد منصور: وأشكرك على المشاركة معنا في برنامج (بلا حدود).

د. عبد الله النفيسي: وأنا أشكرك على دعوتك.

أحمد منصور: أبدأ معك من الخريطة السياسية العامة، هناك ما يقرب من 400 مرشحٍ -تقريباً- في الانتخابات البرلمانية الكويتية يتنافسون على 50 مقعداً، ما هي الخريطة التي يتوزع عليها هذا العدد الهائل من المرشحين؟

د. عبد الله النفيسي: بسم الله الرحمن الرحيم، فعلاً كانوا 400 وكسور انسحبوا عدد لا بأس به منهم، والآن فيه –تقريباً- 370..

أحمد منصور: نعم، كويس قريبين يعني.

د. عبد الله النفيسي: نعم، أنا عندي إشكالية مصطلح هنا، أنت تتكلم عن القوى السياسية، القوى السياسية مصطلح يحمل في طياته أكثر مما تتحمله الحالة الكويتية، القوى السياسية هي التكتلات اللي ممكن تؤثر على خيارات النظام السياسي واتجاهات النظام السياسي، هذا غير موجود عندنا في الكويت، ليس في الكويت هذه المجموعات أو التكتلات اللي بتؤثر على خيارات النظام السياسي.

أحمد منصور: ما هي الأشكال -إذن- الموجودة في الكويت؟

د. عبد الله النفيسي: أنا بأسميها مجموعات سياسية وليست قوى، المجموعات السياسية هي التكتلات بين الأفراد التي ممكن أن تؤثر على .. وتحمل مرئيات ومنظورات مغايرة لمنظورات الحكومة وليست النظام، وفرق كبير ترى بين الحكومة والنظام.

أحمد منصور: بإيجاز ما هو الفرق في الكويت -بشكل خاص- بين الحكومة والنظام؟

د. عبد الله النفيسي: ليس هناك في الكويت مجموعة سياسية تختلف مع الأخرى في موضوع النظام والولاء للنظام.

أحمد منصور: نستطيع أن نقول أن كافة القوى الموجودة أو التجمعات السياسية كلها تقبل بالنظام ولا تعارضه؟

د. عبد الله النفيسي: هذا ما أشعر به، وهذا ما تؤكده وثائق كافة المجموعات السياسية.

أحمد منصور: هذا شكل متفرد -أيضاً- من أشكال العلاقة ما بين القوى السياسية وما بين النظام في أي دولة أو الحكومة في أي دولة من الدول؟!

د. عبد الله النفيسي: لا شك، ولذلك الانتقادات في الكويت لا توجه للنظام، إنما توجه -عادة- للحكومة، ولا تطالب بتغيير النظام، إنما بتغيير الحكومة، وهذا أمر فيه شبه إجماع بين الكويتيين عليه.

أحمد منصور: لو رجعنا للخريطة أو للقوى أو للتجمعات؟

د. عبد الله النفيسي: نعم، المجموعات ممكن لو استعرضنا البرلمانات منذ 62 إلى برلمان 96 –مع وضع الاعتبار للتقطعات والتعرجات في التجربة- سنلاحظ إنه فيه (المنبر الديمقراطي) اللي هي ائتلاف بين مجموعات من العلمانيين الذين يؤمنون بفصل الدين عن الدولة، من قوميين وليبراليين وبعض اليساريين السابقين ذوو النظرة أو المرئيات الماركسية، فيه عندنا مجموعة السلف في الكويت اللي هي تمثل تكتل بين متدينين في الكويت يتخذون مرجعية دينية ويلتزمون بها.

وفيه عندنا الحركة الدستورية التي هي الواجهة لتنظيم الإخوان المسلمين في الكويت، وهذا باتصور هذه حركة .. أستطيع أن أعتبرها حزب سياسي، ولها مكتبها التنفيذي، ولها مجلس شورى، ولها هيكلياتها الهرمية كأي حزب سياسي.

أحمد منصور: هذا غير متوفر في المنبر الديمقراطي، وحركة السلفيين أو التيار السلفي؟

د. عبد الله النفيسي: قد يكون متوفر في المنبر الديمقراطي، لكن السلف يرفضون اعتبارهم حزب سياسي، وهم –بالفعل- ليسوا بحزب سياسي، السلف مجموعة متدينة من الأفراد، عندها مرجعية دينية، وتلتصق بهذه المرجعية الدينية، وتحاكم وتحاكي مواقفها وفق الفتاوى، المفتي هو الوتد في السلف، بينما عند الإخوان، لأ مش المفتي.

أحمد منصور [مقاطعاً]: قائد التنظيم أو..

د. عبد الله الفنيسي [مستأنفاً]: المكتب التنفيذي، الأمير بتاع الإخوان، مجلس الشورى، يعني حزب سياسي بتخذ…

أحمد منصور [مقاطعاً]: لو تجاوزنا المنبر الديمقراطي على اعتبار إن الحلقة الماضية خصصت له وكان نائب..

د. عبد الله النفيسي [مقاطعاً]: طبعاً بالإضافة إلى ذلك -عفوا على المقاطعة يا أحمد- بالإضافة إلى ها الثلاثة -الحركة الدستورية، والسلف، والمنبر الديمقراطي- فيه القطاع الأعرض في المجالس السابقة، اللي هو قطاع البادية.. القبائل هذا -أيضاً- بتشكل مجموعات ذات أثر كبير في تاريخ التجربة النيابية في الكويت.

أحمد منصور: لكن هذه المجموعات أو مجموعات البادية أو المناطق الخارجية -كما تسمى في الكويت- هل هم منظمين تنظيم نستطيع أن نقول أنه تنظيم سياسي، أم أن تجمعهم تجمع اجتماعي قبلي أكثر منه سياسي تنظيمي؟

د. عبد الله النفيسي: من الخطأ إن إحنا ننظر إلى البادية بمنظار الخمسينيات، ثمة حراك سياسي وتطور فكري في البادية نشط، وأثبتوا خلال السنوات الأخيرة اللي تلت الغزو العراقي بأن عندهم يعني حاسة سياسية، وعندهم مقدرة فائقة على الاستدعاء السياسي، والحشد السياسي، والالتزام السياسي بمواثيقهم مع بعضهم البعض، لا بل صفقاتهم الانتخابية وتحركاتهم فيما بينهم تدل على أنه هذه قوى واعدة في المستقبل.

أحمد منصور: لكن على أي اتجاه فكري أو تنظيمي يمكن أن تضع البادية، الآن أنت عندك المنبر الديمقراطي قائم على فكر، وإن كان مجموعات مختلفة، والسلف قائمين على فكر، الإخوان قائمين على فكر، وإذا هناك أيضاً الشيعة.. الإسلاميين الشيعة -ولم نتعرض لهم- قائمين على فكر، البادية ما هو الفكر الذي يستندون إليه؟

د. عبد الله النفيسي: نقطة القوة في البادية هم أنهم ما يستندون على برامج يابسة وثابتة، ولذلك بيتمتعوا بمرونة الموقف وتحقيق المصالح العامة لهم أكثر من باقي الأطياف السياسية، بالعكس، أنا شايف إنه العمل السياسي –اليوم أحمد- في العالم أصبح يتجه نحو نظرية التيار السياسي وليس نظرية الحزب، نظرية الحزب نظرية تقليدية، وتقليدية وبائدة، اللي هي ضرورة وضع برنامج شامل للمجتمع، ووضع أهداف استراتيجية شاملة له.

أحمد منصور: لكن المجتمعات الديمقراطية كلها تحكم بالأحزاب لا تحكم بالتيارات؟

د. عبد الله النفيسي: الآن.. الآن لو نحاكي أو نحاكم حتى المجتمعات الأوروبية حتى المجتمعات الأوروبية ونتفحص أعمال الأحزاب -حتى الحاكمة- في أوروبا نلاحظ حرصها على أن تتحول تيار، ما الفرق بين الحزب والتيار؟

أحمد منصور[مقاطعاً]: مهم.

د. عبد الله النفيسي[مستأنفاً]: مهم جداً، الحزب -مثلما قلت لك- هو المجموعة اللي تضع برنامج شامل، التيار أبداً ما يضع برنامج شامل، يشخص المرحلة، ويحدد قضايا المرحلة، ويجمع الشتات حول قضايا المرحلة، يعني مثلاً عندنا في الكويت قضية الأمن الوطني، قضية الإسكان، قضية المخدرات.. قضية وطنية في الكويت، قضية الطلاق، قضية العنوسة، يعني هذه مشاكل بيعاني منها المجتمع الكويتي.

أحمد منصور: لكن كلها موجودة على جداول الأحزاب أو التجمعات السياسية الأخرى؟

د. عبد الله النفيسي: أدري، ولكن يختلف الأحزاب فيما بينهم على الأهداف الاستراتيجية، ولكن لو آمن الناس بنظرية التيار وعملوا وفقها لاستطاعت هذه المجموعات كلها أن تتفق على حل المخدرات، حل الإسكان، حل الخدمات، يعني القصد من الموضوع…

أحمد منصور[مقاطعاً]: اسمح لي هنا –قبل ما نتجاوز التيار- هل هناك أنظمة سياسية موجودة في العالم -الآن- تعتمد على نظام التيار الذي تشير إلى أنه النظام المستقبلي في الفترة القادمة؟ وسينقرض نظام الحزب كما أفهم من كلامك؟!

د. عبد الله النفيسي: لا، الآن فيه مدرسة جديدة في فرنسا تؤكد.. يعني فرنسا هي مبدعة الأزياء صح أوا لأ؟!

أحمد منصور: نعم والسياسة كمان.

د. عبد الله النفيسي: ومبدعة حتى في فلسفات السياسية، في السياسة، يعني مثلما إن الأزياء تتبدل وفق الفصول، يحرص الفرنسيون -أيضاً- بتطوير فكرهم السياسي، ولذلك طرحوا فكرة التيار، يعني الحزب الشيوعي الفرنسي -الآن- يطبق نظرية التيار، ولا يطبق نظرية الحزب، بدليل أن (مارشيه) وجماعته -الآن- دخلوا في أحزاب كثيرة…

أحمد منصور [مقاطعاً]: يعني تبقى برضه دكتور -عفواً- التجربة غربية، لكن -الآن- أنا أريد أفهم في إطار المجتمع الكويتي، وقضية التيار، وقضية البدو أو مجتمع البادية الذي يؤثر بنسبة عالية في صناعة القرار، وحتى في التواجد في البرلمان، نستطيع أن نقول أن نسبتهم كم؟ هؤلاء الذين أشرت إليهم الآن..

د. عبد الله النفيسي: البادية؟

أحمد منصور: نعم.

د. عبد الله النفيسي: كل المجموعات السياسية الحركة الدستورية، والسلف، والمنبر الديمقراطي لم يتجاوزوا في وقت من الأوقات ثلث البرلمان، لم يتجاوزوا.

أحمد منصور: والثلثان؟!

د. عبد الله النفيسي: والثلثين كانت من البادية.

أحمد منصور: حتى مؤيدي الحكومة، والتجار، و.. التيارات والقوى السياسية الأخرى التي تندرج تحت باقي مكونات البرلمان الكويتي؟

د. عبد الله النفيسي: نعم.. نعم.

أحمد منصور: كلهم ينتموا إلى مجتمع البادية؟

د. عبد الله النفيسي: لا، لا، لا، أنا لا أقصد بهذا، أنا أقصد إن البادية كانت -دائماً- تشكل الأغلبية في البرلمان الكويتي.

أحمد منصور: وأنت هنا تقصد بالبادية التجمع القبلي، يعني أنت -الآن- تعيش في قلب المدينة في الكويت، ومع ذلك أنت (مطير) تنتمي إلى قبيلة أو إلى مجتمع بادية في الأصل؟

د. عبد الله النفيسي: لا، كل الكويتيين في الأساس.. في الأساس ينتمون إلى قبائل، ولكن لما أتكلم عن البادية أنا أقصد المجموعات التي دخلت البرلمان منذ 62.

أحمد منصور [مقاطعاً]: إلى الآن.

د. عبد الله النفيسي [مستأنفاً]: حتى 96، ثلثي البرلمان كان -دائماً- من البادية.

أحمد منصور: يعني هم يشكلون الأغلبية، ويتوزعون على التيارات السياسية المختلفة؟

د. عبد الله النفيسي: نعم.. نعم.

أحمد منصور: لو أبقى في إطار الآن القوى السياسية التي هي محور حلقة اليوم، عندي السلف، عندي الحركة الدستورية، التيار الشيعي لم تتعرض له؟

د. عبد الله النفيسي: التيار الشيعي في الكويت نستطيع أن نقول بأنه ما قبل الثورة الإيرانية كان شكل، وبعد الثورة الإيرانية أصبح بشكل آخر.

أحمد منصور: ما هما الشكلان؟

د. عبد الله النفيسي: التيار الشيعي قبل الثورة الإسلامية في إيران كان تيار محافظ، ديني، تقليدي، هياب غير مقدام في طروحاته السياسية، أما بعد أن حصل ما حصل في إيران وأعلنت الدولة أنها ملتزمة بالمذهب الجعفري يعني أصبح التيار الشيعي في الكويت يجد سند معنوي قوي في أن يجهر بمكنوناته السياسية، ولذلك نلاحظ أن الشيعة بعد الثورة الإسلامية في إيران أصبح لهم يعني تواجد، فيه جسارة سياسية أكثر من السابق.

أحمد منصور: شكل هذا التواجد إيه؟!

د. عبد الله النفيسي: طبعاً شكل هذا التواجد إما في مجلس الأمة كنواب، في فترة من الفترات كان فيه الجمعية الثقافية اللي هي واجهة من واجهات

أحمد منصور [مقاطعاً]: وأعتقد لازالت واجهة إلى الآن؟!

د. عبد الله النفيسي [مستأنفاً]: لأ، الجمعية الثقافية حلت، كما حل نادي الاستقلال وهذا شيء يؤسف له، أنا بأعتقد بأن من حق الشيعة أن يكون لهم واجهتهم، ومن حق المنبر الديمقراطي أن يكون له واجهته، كما هو حق الحركة الدستورية في أن تكون (جمعية الإصلاح) واجهة له، يعني لكل مجموعة من هذه المجاميع يجب أن تكون له واجهته.

أحمد منصور: اسمح لي هنا أنا عندي إشكالية عايزين نفهمهان الدولة في الكويت لا تسمح بالأحزاب، ومع ذلك فكل هذه القوى تحت هذه اللافتات، المرشحون يعلنون أنفسهم، يتواجدون في البرلمان تحت هذه القوى، حتى حينما مثلوا في الحكومة، مثلوا أيضاً كممثلين لهذه القوى، نريد أن نفهم هذا الإشكال: كيف تحظر الحكومة الكويتية العمل الحزبي، ومع ذلك تسمح به وتتعامل مع الحزبيين؟

د. عبد الله النفيسي: هنا يجرنا الحديث –أخي أحمد- إلى الورطة الجغرافية اللي تتورط فيها الكويت، الكويت في مثلث جغرافي خطير، أضلاعه العراق والسعودية وإيران، ومحشورة الكويت –اللي مساحتها لا تتعدى 17 ألف كيلو متر مربع- محشورة في هذا المثلث، وهناك زخم تاريخي من العراق إلى الكويت، من السعودية إلى الكويت، من إيران إلى الكويت. لا بل إن التركيبة السكانية الكويتية لو بتتفحصها بشيء من الدراسة ستجد أن أصولها تمتد يا إما إلى العراق، يا إما إلى إيران، يا إما إلى السعودية، وفق ها المناشئ المختلفة للكويتيين ووفق المصلحة –أيضاً- الدولية متمثلة بالإدارة (بالإدارة) البريطانية حتى سنة 61، كان ضروري أن يكون فيه انفراج داخلي في الكويت، وبالتالي أنا بأعتقد إنه ما نراه –اليوم- في الكويت من تجربة نيابية لم يأت نتيجة لتوازن اجتماعي أو طبقي، أو خيار كويتي محض إزاء هذه التجربة أبداً، أنا بأعتقد وليد هذه التشكيلة من الظروف الزمانية والمكانية.

أحمد منصور: بس الظروف دي -ربما- أيضاً تناسب بعض الدول الخليجية الأخرى، لا سيما الدول الصغيرة: البحرين، قطر، الإمارات، عمان -ربما- نفس التركيبة التي تشير لها، نفس التواجد البريطاني اللي كان خرج من الكويت في 61 حتى تأخر خروجه من هذه الدول إلى بداية السبعينيات، لماذا -أيضاً- سعى إلى أن تكون هناك تجربة برلمانية سياسية مفتوحة في الكويت، ولم يسع إلى أن تكون هذه التجربة موجودة في باقي دول الخليج الأخرى؟

د. عبد الله النفيسي: لا هو سعى، ولكن كانت الحالة في الكويت أكثر إلحاحاً، يعني التجربة النيابية في الكويت جاءت بضغط بريطاني، مو -فقط- بضغط داخلي.

أحمد منصور: منذ بداية الاستقلال في 62؟

د. عبد الله النفيسي: قبل، يعني هناك كان في عدن كان فيه قاعدة عسكرية بريطانية، وأهل اليمن أهل الجنوب ثاروا في وجه البريطانيين، وقادوا في جبال رادفان ثورة مسلحة ضد بريطانيا، وهددوا بأنهم سيزحفون بالجبهة الشعبية للخليج العربي المحتل إلى الكويت، ولذلك الإنجليز طبعاً خبرتهم في المنطقة غير خبرة الأميركان، أنا باتصور الإنجليز هم أهل الخبرة في الخليج وليس الأميركان.

الإنجليز دائماً يسرعوا في حل المواضيع وحل الإشكالات، ولذلك مرنين، ذهبوا إلى الكويت، وذهبوا إلى الأسر الحاكمة في الخليج كلها، وقالوا لابد إن إحنا نبتكر طريقة أخرى للحفاظ على مصالحنا، مع الحفاظ على المطالب الشعبية، على أن تكون العملية محكومة استراتيجياً، وجاء إلى الكويت سنة 59، وسنة 60، وسنة 61 المبعوث البريطاني (وليام لوث) وتكلم مع الأمير الراحل عبد الله السالم، وألح عليه بضرورة الشروع بالتجربة النيابية. وكان هناك وفد –حتى- من الأسرة الحاكمة يعارض هذا التوجه، فصرفهم عبد الله سالم ملبياً المطلب البريطاني، وفي نفس الوقت ملبياً للمطالب الداخلية للكويتيين بضرورة الشروع بتجربة نيابية.

أحمد منصور: إحنا كده نستطيع أن نقول إن إحنا استطعنا أن نفهم التجربة الخاصة في الكويت، ولما الكويت -بشكل خاص- دون باقي دول الخليج، سؤالي الهام عن العلاقة ما بين التيارات الإسلامية التي أشرت إليها، العلاقة بين تيار الإخوان المسلمين أو الحركة الدستورية، وبين السلف، بين السلف وبين الشيعة الإسلاميين، بين هذه الأطراف الثلاثة؟

[موجز الأخبار]

أحمد منصور: لمشاهدينا الراغبين في المشاركة يمكنهم الاتصال بنا على الأرقام التالية: 888840، 888841، أما رقم فهو الفاكس 885999 مع إضافة كود الدوحة 00974. دكتور، كان سؤال هام حول طبيعة العلاقة بين السلف والإخوان أو بين السلف والحركة الدستورية في الكويت؟

د. عبد الله النفيسي: مثلما أخبرتك أخي أحمد، الحركة الدستورية في الكويت هي واجهة لتنظيم الإخوان المسلمين، الذي هو عضو أيضاً في التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وهذه الحركة هي حزب..

أحمد منصور [مقاطعاً]: وإن كانوا ينكرون ذلك، للتنويه فقط.

د. عبد الله النفيسي [مستأنفاً]: يعني.. نعم، الحركة هذه حزب سياسي، حزب سياسي يتخذ من التنظيم الهرمي مصدر له، فيه مكتب تنفيذي، وفيه مجلس شورى، وفيه الترتيب.. الهرمي لأي تنظيم، وهذه..

أحمد منصور [مقاطعاً]: تحت سمع وبصر الحكومة وإدراكها لكل شيء؟

د. عبد الله النفيسي [مستأنفاً]: نعم نعم، أحب أنبه أن فيه ثلاثة أشكال من نماذج التنظيم السياسي في العالم: فيه تنظيم هرمي، وفيه تنظيم عنقودي، وفيه تنظيم خيطي، وهذه النماذج تفرضها الحالة السياسية، وليس خيار ذاتي، فكلما كانت الحالة منفرجة كان التنظيم.

أحمد منصور [مقاطعاً]: هرمي، نعم.

د. عبد الله النفيسي [مستأنفاً]: هرمي، وكلما كان فيه شبه قمع ممكن يكون عنقودي، لكن إذا كان ثمة حركة من القمع الشديد من طرف النظام السياسي يكون التنظيم خيطي..

أحمد منصور [مقاطعاً]: يكون سري بحت يعني.

د. عبد الله النفيسي [مستأنفاً]: آه، يعني إذا اختفى واحد، أو هرب واحد خلاص لا تستطيع أي حكومة في الأرض أن تكشفه، لأن الاثنين لا يعرفون إلا اثنين، على أية حال الحركة الدستورية تنظيم سياسي، بينما السلف مو تنظيم سياسي، ولا هو تنظيم، هو مجموعة متدينين يلتزمون بالفتوى..

أحمد منصور [مقاطعاً]: رغم وجود واجهة لهم متمثلة في (جمعية إحياء التراث).

د. عبد الله النفيسي: نعم.. نعم، هذا صحيح.

أحمد منصور: والمجموعة العلمية التي انشقت مؤخراً وأسست الحركة السلفية العلمية؟

د. عبد الله النفيسي [مستأنفاً]: صح، الحركة السلفية العلمية، هذا صحيح، ولكن السلف –عموماً- ليسوا حزب سياسي، السلف..

أحمد منصور [مقاطعاً]: ولا عندهم مبدأ تنظيمي في العلاقات بينهم وبين بعض؟

د. عبد الله النفيسي: يعني إداري وليس تنظيمي سياسي، لأن الحركة التي تحوم حولها السلف هي الفتوى، وتد الحركة الفتوى، ولذلك -دائماً- ثمة شيخ يفتي والحركة تلتزم، هذه المجموعة تلتزم بالفتوى، بينما الحركة الدستورية حركة الوتد فيها ليس الشيخ، وليس الفتوى، نجد فيهم نجوم مال.. ناس من طبقة الوكلاء المستوردين، ويقيسوا مواقفهم بمقاييس سياسية، أعطيك مثل يعني موضوع المرأة وحقوق المرأة السياسية..

أحمد منصور [مقاطعاً]: سأتطرق ليها بالتفصيل معك بعد قليل.

د. عبد الله النفيسي [مستأنفاً]: يعني حبيت أبين إنه هذا نموذج من نماذج الفروقات بينهم، السلف فتوى صدرت والتزموا بها، بينما الحركة الدستورية بالرغم من صدور فتاوى حتى الآن الحركة الدستورية في الكويت لم تعلن رسمياً موقفها من مرسوم حقوق المرأة، ستجد نائب في مناطق البادية يقول كلام، ونائب في مناطق الحضر يقول كلام آخر، ورمز من رموز التحرك يقول كلام ثالث، ما في منظومة فكرية ملتزمة بالشرع -أساساً- في الحركة الدستورية..

أحمد منصور [مقاطعاً]: إزاي والمرجعية المفروض إنها مرجعية شرعية بالنسبة حتى للتيارات السياسية هذه؟

د. عبد الله النفيسي [مستأنفاً]: هذا المفروض، ولكن واقع الحال أن الحركة الدستورية تقارن المصلحة السياسية، وتقف عندها أكثر من وقوفها عند الفتوى.

أحمد منصور: طبيعة العلاقة بين السلف والإخوان في ظل هذا الأمر، ومع أثناء وجودي في الكويت لاحظت أن فيه بعض المناطق هناك مرشحين مضادين لبعض بين السلف..، هناك تنافس بينهم في بعض الدوائر الانتخابية؟

د. عبد الله النفيسي: نعم، هذا شيء طبيعي، هناك مناطق -نقدر نقول- سنية محضة، يتنافس فيها السلف والإخوان، وهناك.. مثل (الفيحة)، وهناك مناطق تعتبر شيعية محضة –تقريباً- يتنافس فيها الشيعة مثل (دائرة شرق)، وهناك مناطق مختلطة مثل: (البيان)، و(مشرف)، و(حولي) هذه مختلطة فيها شيعة وفيها سنة، ويتنافسون على أطروحات سياسية، وليست على أطروحات طائفية.

أحمد منصور: الآن العلاقة ما بين التيار الشيعي الإسلامي السياسي، وما بين الإخوان والسلف؟

د. عبد الله النفيسي: هنا لابد أن أصارحك القول بأن الحاجز الطائفي موجود، الحاجز الطائفي موجود في التعامل بين التنظيمات الشيعية المسيسة، والتنظيمات السنية المسيسة، لكن -الحمد الله- ما عندنا في الكويت تسنن أموي، وما عندنا تشيع ساساني، يعني عندنا شيء من التقابل والتلاقح في مواضيع السياسة مع بقاء الخلاف العقائدي بارزاً في التعامل.

أحمد منصور: قلت لي إن الإسلاميين كانوا يشكلوا -خلال البرلمانات الماضية- حوالي ثلث البرلمان تقريباً؟

د. عبد الله النفيسي: لا، مو الإسلاميين، كل المجموعات السياسية بما فيها المنبر الديمقراطي.

أحمد منصور: آه، طب الآن بالنسبة للإسلاميين عندنا ثلاث تيارات رئيسية -الآن- تعرضت لها الحركة الدستورية، السلفيين، الإسلاميين الشيعة، ما هو وزن كل تيار وثقله في المجتمع الكويتي وفي البرلمان في الكويت؟

د. عبد الله النفيسي: طبعاً، لازم هنا نبين نقطة، إنه –بالذات- الإخوان المسلمين –اللي الآن هي الحركة الدستورية- يعني كان لهم سابقة تاريخية في الكويت، سابقة تواجد، يعني منذ جمعية الإرشاد الإسلامي في الكويت التي تشكلت يمكن 53- 54، كان فيه نشاط للإخوان المسلمين في الكويت، ولذلك هذا النشاط تراكم وتوالد، وأعطى للإخوان المسلمين قاعدة شعبية، قد لا نقول بأن السلف عندهم هذه القاعدة، أو التنظيم السياسي الشيعي عنده ها القاعدة، السلف بدؤوا في الكويت في بدايات السبعينيات، وربما في منتصف السبعينيات مع قدوم المتخرجين من جامعة المدينة المنورة ومكة، وغيره وبدؤوا يبثوا الطرح السني الحنبلي في الكويت.

أحمد منصور: يعني نقدر نقول إن السلفيين في الكويت هم امتداد للسلفيين في السعودية، بالذات الجامعات الإسلامية الرئيسية؟

د. عبد الله النفيسي: أقول هذا بدون تحفظ.. أقول هذا بدون تحفظ.

أحمد منصور: أمال الخلاف الموجود بين السلفيين -الآن- انقسامهم إلى قسمين في الكويت، يعود إلى إيه ؟

د. عبد الله النفيسي: هي مسألة مشيخات،وليس خلاف منهجي..

أحمد منصور [مقاطعاً]: يعني أيضاً في إطار الفتوى التي أنت تصر على أنها المرجع الرئيسي بالنسبة للسلفيين.

د. عبد الله النفيسي: نعم.. نعم.

أحمد منصور: معنى ذلك -أيضاً- من خلال ما طرحت إن البعد التاريخي بالنسبة للإخوان، أو حركة الدستورية يجعل لهم تأثير وتواجد أكبر من الحركتين الأخريين اللي هما السلفيين والشيعة؟

د. عبد الله النفيسي: نعم.

أحمد منصور: لو خدنا نسبة وتناسب نسبهم كام -دكتور- مقابلة بعضهم إلى بعض؟

د. عبد الله النفيسي: لأ، الإخوان المسلمين يعني قاعدتهم التنظيمية والاجتماعية أعرض بكثير من السلفيين، وعندهم مقدرة على..

أحمد منصور: المناورة.

د. عبد الله النفيسي[مستأنفاً]: المناورة، ومقدرة على الطفو فوق عالم السياسة أكثر من السلفيين، ومن هنا عندهم شبكة من العلاقات الشعبية -ربما- ومؤسسات حتى مالية ليس عند السلف.

أحمد منصور: كان لك رباطك التنظيمي بهم في الثمانينات، وكنت عضواً في برلمان 85 ممثلاً للإخوان أيضاً، لو طلبت منك -بإيجاز- تتحدث عن تجربتك البرلمانية 85 في البرلمان الذي تم حله في الثالث من يوليو عام 86، بإيجاز كعضو إسلامي سابق في البرلمان؟

د. عبد الله النفيسي: أكبر درس عرفته يتلخص في النقاط التالية: أن النجاح في الانتخابات شيء، والنجاح داخل مجلس الأمة شيء آخر..

أحمد منصور [مقاطعاً]: كيف؟

د. عبد الله النفيسي [مستأنفاً]: يعني من السهولة أنك تخاطب الجمهور، ومن السهولة أن تحصل على ثقة الجمهور، ومن السهولة أن تحرك الجمهور، لكن لا تنتهي المسائل عند هذا الحال، أو عند هذا الحاجز، عندما تدخل إلى مجلس الأمة لن تتعامل مع الجمهور، ستتعامل مع طرفين الحكومة اللي بيدها السيف والمنسف، الثروة والنفوذ، وستتعامل مع نواب من شتى الأطياف السياسية، النجاح يقاس هنا وليس في الانتخابات، هاي نقطة. النقطة الثانية اللي أدركتها إنه هذه المؤسسة من المعيب أن الواحد يربط حياته فيها، لأنها أصبحت مثل الدكانة..

أحمد منصور [مقاطعاً]: تقصد البرلمان هنا؟

د. عبد الله النفيسي: آه نعم.

أحمد منصور: بهذا الشكل؟!

د. عبد الله النفيسي [مستأنفاً]: نعم، أصبحت مثل الدكانة.

أحمد منصور: فيه قسوة في الحكم شديدة يا دكتور؟

د. عبد الله النفيسي: لا أبداً، إحنا بدأنا تجربتنا النيابية في الكويت 62، الآن إحنا سنة 99، 62 بدأنا 67 فيه تزوير انتخابات.. تزوير!!

أحمد منصور [مقاطعاً]: بيحصل في كل الدول العربية دكتور؟!

د. عبد الله النفيسي [مستأنفاً]: لأ تزوير .. جاء ضباط الداخلية ويشيلون الصناديق أمام الناس، وذهبوا لفرزها في الخارج وعادوا .. حتى الذين نجحوا في انتخابات 67 عدد كبير منهم رفضوا هذا، القصد من كلامي أنه هذه المؤسسة ليس لها طبيعة الاستمرارية، أغلقت سنة 76 بحل غير دستوري، وأغلقت سنة 86 بحل غير دستوري، وأغلقت سنة 96.

أحمد منصور [مقاطعاً]: بحل دستوري.

د. عبد الله النفيسي [مستأنفاً]: عفواً 99 بحل دستوري، ولكن لظروف دولية وليس لخيار داخلي.

فأنا شايف هذا التعرج في حياة المؤسسة النيابية في الكويت يجعل إن الواحد يخاطر في حياته وفي طاقته بأنه يجتهد لينجح ويضع البرامج، ثم بعد ذلك تأتي الحكومة وتغلق هذه المؤسسة لأسباب خاصة بها لا علاقة لها بأداء المجلس.

أحمد منصور: دكتور، أنت كده بتظهر إن التجربة البرلمانية الكويتية كلها كأنها لا قيمة لها؟

د. عبد الله النفيسي: لا أبداً، أنا لم أقل ذلك، أنت تسألني عن تجربتي الشخصية..

أحمد منصور [مقاطعاً]: تجربتك الشخصية في الإطار العام أيضاً، وكأن الآخرين يضيعون أوقاتهم؟

د. عبد الله النفيسي [مستأنفاً]: أنا أضيع وقتي.

أحمد منصور [مقاطعاً]: بالنسبة لك أنت شخصياً.

د. عبد الله النفيسي: نعم.

أحمد منصور: وكذلك هذا اتهام للآخرين الذين يخوضون هذه التجربة؟

د. عبد الله النفيسي: لا.. لا، لم أتهم -ربما- هناك كثير من الأشخاص يرغبون في هذه التجربة، ويجدون في هذه التجربة ثمرة، أنا -شخصياً- من خلال تجربتي الشخصية أجد أن هذه مؤسسة ما لم تستقر فهي مضيعة للوقت، لأنها دكانة تقفلها الحكومة متى شاءت، وتفتحها متى شاءت.

أحمد منصور: طيب، أنت قلت كلام يعتبر كلام خطير قبل الموجز، وهو عن أن التجربة البرلمانية أو الديمقراطية في الكويت هي جاءت بتأثير بريطاني بالدرجة الأولى، ولم تأت كإلحاح داخلي أو مطلب داخلي..؟

د. عبد الله النفيسي: لأ فيه إلحاح داخلي، ولكن ليس هو هذا الفاصل في الأمر، كان فيه نوع من الإلحاح البريطاني على الكويت للشروع بالتجربة النيابية، وهذه وثائق وزارة الخارجية البريطانية، كلها موجودة –الآن- في (لندن) في (public record office) مكتب الوثائق البريطانية يعضد هذا.

أحمد منصور: الآن الولايات المتحدة تكاد تطلب من دول الخليج نفس المطلب البريطاني، والدول التي لا تقيم ديمقراطيات على أن تنهج النهج الديمقراطي، وتبدأ تغير من الأشكال الموجودة فيها، أليست الديمقراطية بالشكل الغربي تعتبر سلاح ذو حدين يمكن ألا يخدم مصالح هذه الدول التي تلح على تواجد الديمقراطية في تلك المناطق؟

د. عبد الله النفيسي: ومن قال لك أن الأميركان أو الإنجليز يريدون ديمقراطية في الخليج؟! يريدون تجربة نيابية محكومة استراتيجياً بمصالحهم الاستراتيجية في المنطقة.

أحمد منصور: كيف، ومن المفترض أن الشخصيات التي ستكون في البرلمانات ستعبر عن مصالح دولها، وليس عن مصالح الأميركان؟

د. عبد الله النفيسي: الديمقراطية –يا أحمد- لها اشتراطات موضوعية وفنية لا تتسع لها الحالة الخليجية الحالية، حتى في الكويت الوضع ليس ديمقراطي، بس هناك تجربة نيابية، التجربة النيابية شيء والديمقراطية شيء آخر، الديمقراطية تشترط تداول السلطة وهذا شيء غير موجود، لا بالكويت، ولا بغير الكويت

بالخليج. صح أو لأ؟

أحمد منصور: نعم.

د. عبد الله النفيسي: الديمقراطية تشترط أنه كل المواطنين الحاصلين على الجنسية أن يصوتوا ويشاركوا في التصويت…

أحمد منصور[مقاطعاً]: هذه سأطرحها معك فيما بعد.

د. عبد الله النفيسي [مستأنفاً]: في الكويت الأمر غير متحصل، ولا هو حاصل في دول مجلس التعاون الخليجي، الأميركان والبريطانيين يريدون شكل من أشكال التنفيث السياسي المحكوم سياسياً،بمعنى إنه “قل ما شئت، وأفعل أنا ما أشاء” يعني الديمقراطية المقصود بها ديمقراطية القول والتعبير، وليست ديمقراطية الفعل والمؤسسة.. قل ما شئت وأفعل ما أشاء..

أحمد منصور [مقاطعاً]: وهذا هو السر في الهجوم الكاسح على الحكومة في الكويت، من كل .. حتى من بعض المرشحين الحكوميين، وكلما زاد الهجوم كلما زاد التصفيق من المرشحين، وكلما زاد الثناء عليهم؟

د. عبد الله النفيسي: لأن الناس تبين لهم أنه التجربة النيابية في الكويت تتحكم فيها ها المعادلة “قل ما شئت يا ناس، وأنا كحكومة أفعل ما أشاء”.

أحمد منصور: طبيعة العلاقة إيه ما بين الإسلاميين وما بين الحكومة في الكويت، في بعض الأحيان يتم الضغط على الإسلاميين، وفي بعض الأحيان يتم إشراك الإسلاميين في الحكومة، في بعض الأحيان تكون هناك كثرة من الإسلاميين في البرلمان، في بعض الأحيان يكون هناك تقليص، وهناك يقال أن هناك صندوق ورصد مالي -الآن- لتقليص نفوذ الإسلاميين في البرلمان القادم الذي من المقرر أن يتم انتخابه في الثالث من يوليو القادم، ما تفسيرك لهذا الأمر؟

د. عبد الله النفيسي: لا. أبداً، الإسلاميين في الكويت كأي مجموعة أخرى، يعني استطاعت الحكومة –في وقت من الأوقات- أن توظفها في إطار المشروع الرسمي، أنا لا أعتقد أن هناك مجموعة سياسية في الكويت تستطيع أنها تحدد اتجاهات وخيارات النظام السياسي في الكويت، ليس عندنا قوى سياسية، عندنا مجموعات سياسية تختلف في مرئياتها ومنظوراتها عن الحكومة، لكنها لا تختلف مع النظام، وهذا ينسحب على الإسلاميين وغيرهم. ولذلك القول بأن هناك محاولة من الحكومة لتقليص الإسلاميين، الإسلاميين وغير الإسلاميين في الكويت -في تصوري- لا يستطيعون أن يضعوا رأسهم برأس الحكومة في تحديد خيارات النظام، أو تحديد اتجاهات النظام.

أحمد منصور: أنا عندي بعض النقاط لازالت في هذا المحور، ولكن المشاهدين -من بداية الحلقة- اسمح لي أن أشرك بعضهم معنا، الأخت نورا العتيبي من

الكويت، اتفضلي يا نورا.

نورا العتيبي: آلو، السلام عليكم

أحمد منصور: وعليكم السلام.

نورا العتيبي: لو سمحت بغيت أكلم الدكتور عبد الله النفيسي إذا ممكن.

أحمد منصور: اتفضلي.

نورا العتيبي: بقى أنت يا دكتور عبد الله أنت إيش لون تقول إنك كويتي وتسمح لنفسك أن تطلع على قناة (الجزيرة) اللي سمحت لنفسك..

أحمد منصور [مقاطعاً]: يا أخت نورا لو سمحت يا أخت نورا، إحنا.. الآن نحن نتناول موضوع الانتخابات الكويتية، إذا لديك سؤال في قضية الانتخابات الكويتية أرجو أن تسأليه، أما ما يتعلق بظهور الدكتور النفيسي فلا أدري نحن -الآن- نقدم صورة للعالم عن الكويت، وأنتم تريدون ألا يظهر أحد، وألا يتكلم أحد عن الكويت؟!

نورا العتيبي: خوي، لأنكم أنتم سمعتم..

أحمد منصور [مقاطعاً]: اسمحي لي يا أخت نورا، اسمحي لي يا أخت نورا نحن موضوعنا عن الانتخابات، أرجو إذا كان لديك سؤال في هذا الإطار أن تتفضلي به، وإلا قطعت الخط عنك، شكراً ليك مع السلامة، زياد أحمد من

السعودية.. أخ زياد.

زياد أحمد: آلو.

أحمد منصور: اتفضل يا أخ زياد.

زياد أحمد: مساء الخير.

أحمد منصور: اتفضل.

زياد أحمد: دكتور عبد الله النفيسي، أوجه لك تحية…، في تعليقك على الحركة السلفية في الكويت ما هي النظرة المستقبلية اللي يشوفها الدكتور عبد الله النفيسي بالنسبة للحركة السلفية -بالتحديد- في الكويت، شكراً؟

أحمد منصور: اتفضل.

د. عبد الله النفيسي: أنا بأعتقد إنه الحركة السلفية في الكويت حركة واعدة، ويوم بعد يوم بتكسب مصداقية وبتكسب جمهور، وأنا لا أقيس نجاح الحركة في موضوع الانتخابات إطلاقاً، بل أنا ألح، ليس -فقط- على السلف، بل حتى على الحركة الدستورية إنه يقللوا كثير من اهتمامهم في موضوعات الانتخابات، ويعودوا إلى الاهتمام بموضوع الدعوة الإسلامية في المنطقة، وارتداد الدعوة الإسلامية إلى عمل سياسي محض يؤثر على مستقبل الدعوة الإسلامية في الخليج والجزيرة، ولا بد من الاهتمام بموضوع الدعوة أيضاً، لأنه أنا شايف إنه الاهتمام في موضوع الانتخابات أهمل كثير موضوع الدعوة الإسلامية.

والشيء الجميل في الحركة السلفية إنها بتركز على الدعوة أكثر من تركيزها على السياسة، ولذلك أنا أرى أن ثمة مستقبل واعد للحركة السلفية في إقليم الخليج والجزيرة.

أحمد منصور: عندي مبارك الحشاش من الكويت يقول: إن لقاء الدكتور النفيسي مع (الجزيرة).. يأمل أن يكون بداية صفحة جديدة بعد تعكير صفو (الجزيرة) ودولة الكويت، ويسأل عن فئة (البدون) ورؤيتك لحل هذه المشكلة؟

د. عبد الله النفيسي: مسألة (البدون) طرحت منذ بداية السبعينيات في الكويت، وشكلت لجنة مركزية من طرف الحكومة للبحث في هذا الموضوع، وقسمت هذه الفئة إلى شرائح: اللي وجدوا في الكويت قبل التاريخ الفلاني، وبعد التاريخ الفلاني، وفيما أعلم –والله أعلم- أنه مجموعة منهم تم تجنيسهم، وأنا -من زاوية إسلامية- أقول بأنه لابد من تجنيس الباقين والاستعجال في ذلك.

أحمد منصور: دكتور، مع كلامك عن الإسلاميين والعلاقة بين الإسلاميين والحكومة، من الملاحظ -في الفترة الأخيرة- وجود توتر أو نبرة عالية للتوتر بين الإسلاميين والحكومة، إلام ترجع هذا التوتر الذي حدث مؤخراً، والذي وصل إلى حد أن الحكومة تريد أن تصدر بعض القوانين التي تحد من النشاط الخيري -على وجه الخصوص- ونشاط الجمعيات الإسلامية؟

د. عبد الله النفيسي: هناك إلحاح أمريكي على إقليم الخليج والجزيرة، وعلى دول مجلس التعاون الخليجي بأنه -لا أظن أن هذا الإلحاح مبرر- أن كثير من الأموال التي تخرج من إقليم الخليج والجزيرة تمول حركات بعضها إسلامية صرفة، وتتسرب بعض هذه الأموال إلى بعض التنظيمات التي تسميها الإدارة الأميركية بالتنظيمات الإرهابية. من هذا الباب نشطت الإدارة الأميركية بتنبيه دول مجلس التعاون الخليجي بتجفيف الأموال هذه من محفظة التنظيمات الإسلامية، من هذا الباب -في تصوري- تتحرك ليس -فقط- الحكومة الكويتية، بل حكومات أخرى لا أود أن أذكرها هنا في قناة (الجزيرة) حتى لا تتوتر العلاقات بين (الجزيرة) وهذه الحكومات.

أحمد منصور: كفاية علينا!!

د. عبد الله النفيسي: كفاية عليكم، من هذا الباب أنا أقول: ثمة تحركات رسمية في الكويت وفق هذا الخط لضبط العمل الخيري وفق منظورات حكومية أكثر منها منظورات شعبية، مع أن العمل الخيري الكويتي اللي بتقوم به المجموعات الإسلامية سواء حركة دستورية، أو السلف، أو غيرها من أفراد، أنا باتصور عنوان شرف للكويت وللخليج.

أحمد منصور: معنى ذلك أن الضغط سيأتي، وسيتم التقليص -فعلاً- طالما أنه مطلب أمريكي؟

د. عبد الله النفيسي: أنا أتصور إنه الأميركان حريصين –اليوم- على شيئين في الخليج: تفكيك الحالة الإسلامية في الجزيرة العربية تفكيكها تماماً يعني، والشيء الثاني إعادة صياغة للمجتمعات الخليجية والجزيرة، لأنه الأميركان جايين هنا وناويين يمكثون، ومكثهم هذا مقدمة لمجيء الإسرائيليين وغيرهم إلى المنطقة، وهذه الحالة الإسلامية هي المعيق الأساسي للأميركان وغيرهم، ولذلك ثمة استراتيجية أمريكية بضرورة تفكيك هذه الحالة الإسلامية، سواء مثلت بالحركة الدستورية، أو السلف، أو غيرها من التنظيمات الإسلامية.

ولذلك أنا شايف -في بحر السنوات القادمة هذه- سوف تضيق الدائرة على كافة الإسلاميين، بشتى راياتهم، ومسمياتهم في إقليم الخليج والجزيرة.

أحمد منصور: كلام خطير يا دكتور، غسان شلهوب من ساحل العاج، اتفضل يا غسان.

غسان شلهوب: آلو.

أحمد منصور: حياك الله، اتفضل يا سيدي.

غسان شلهوب: السلام عليكم.

أحمد منصور: عليكم السلام.

غسان شلهوب: أنا لبناني، وشيعي من جنوب لبنان.

أحمد منصور: حياك الله يا سيدي.

غسان شلهوب: من بلدة قانا بالظبط.

أحمد منصور: أهلاً بيك.

غسان شلهوب: وهذه أول مرة أسمع كلام واضح يفسر عن حرية -نوعاً ما من الحرية- لجميع التيارات الإسلامية أو غير الإسلامية في دولة عربية بالخليج العربي، وهذا شيء جيد، نتمنى أن يعم جميع الخليج العربي وكل الدول العربية -عامة- نوعاً ما من الديمقراطية مهما كانت التيارات، صح كلام الدكتور كتير منطقي بطريقته لشرح الموضوع عن الانتخابات الكويتية، ويشكر على هذا الموضوع لأنه بيوضح أشياء كثيرة.

أحمد منصور [مقاطعاً]: شكراً ليك، هل لديك سؤال يا غسان؟ لديك سؤال؟

غسان شلهوب: أنا لي شكر لكم على هذا الموضوع ككل، لأنه يوضح أشياء أنا لا أعلمها عن الكويت، اليوم تعلمتها، كشيعة بالدول العربية -إجمالاً- نعتبر

مضطهدين، واليوم أسمع أنه في الكويت تيار شيعي باستطاعته أن يتكلم، نحن مسلمين ككل المسلمين، ولقد أبرزنا هذا في لبنان، في جنوب لبنان وخاصة في وجه العدو الإسرائيلي، اللي هو عدو جميع العرب والإسلاميين ككل، ليس لبنان لوحده أو سوريا أو فلسطين.

أحمد منصور: شكراً ليك يا غسان، وأود أن أزيدك -أيضاً- بأنه كان من المقرر أن يكون ضيفنا للأسبوع القادم أحد ممثلي التيار الإسلامي الشيعي في الكويت، ولكنه للأسف اعتذر متضامناً مع الموجة التي تشن ضد (الجزيرة)، يعسوب الأحناف من الولايات المتحدة الأميركية، اتفضل يا يعسوب.

يعسوب الأحناف: السلام عليكم.

أحمد منصور: وعليكم السلام ورحمة الله.

يعسوب الأحناف: أولاً -قبل الحديث- أحيي قناة (الجزيرة)، وأشكر جزيل الشكر إلى الأستاذ أحمد منصور.

أحمد منصور: حياك الله يا سيدي.

يعسوب الأحناف: ولاسيما استضافته الباحث الضليع الدكتور عبد الله النفيسي.

أحمد منصور: حياك الله يا سيدي.

يعسوب الأحناف: حيث أن عبد الله النفيسي باحث موضوعي يقرأ.. قراءة النص قراءته صحيحة، وله بحوثات قيمة، منها “دور الشيعة في تكوين الدولة الحديثة بالعراق”، مداخلتي -هنا- نص.. قراءة في نص امرأة، تقول المفكرة الإسلامية العراقية الشهيدة آمنة بنت الهدى..

أحمد منصور [مقاطعاً]: يا سيد يعسوب، نحن نتكلم عن الانتخابات الكويتية، أرجو إذا كان سؤالك في إطار.. أرجو إذا كان سؤالك..

يعسوب الأحناف [مستأنفاً]: نعم.. نعم سأختصر.. تقول المفكرة: أن الحركات التحررية التي يقودها الرجل تدعو إلى تحرير المرأة فمن هو الذي استعبدها؟ وأن المرأة أدرى بمشاكلها قبل الرجل، التساؤل كيف تقرأ الحركات التحررية أو التيارات الإسلامية هذا الموقف، وشكراً؟

أحمد منصور: أشكرك شكراً جزيلاً، وهذا –دكتور- يدفعنا إلى فتح ملف المرأة الكويتية، وموقف الحركات الإسلامية من المرسوم بقانون الذي أصدره أمير الكويت فيما يتعلق بمنح المرأة الكويتية الحق في الترشيح والانتخاب ابتداءً من الانتخابات البرلمانية القادمة، الحركات الإسلامية على اختلاف توجهها في الكويت تقف موقف الرفض، ما عدا الشيعة الذين يطالبون –منذ مدة- بمنح المرأة حقها السياسي، أسباب رفض الإسلاميين إيه لمشاركة المرأة في الانتخابات البرلمانية؟

د. عبد الله النفيسي: لأن، هذه مسألة تحتاج إلى توضيح أخي أحمد.

أحمد منصور: اتفضل.

د. عبد الله النفيسي: المجموعة الإسلامية الوحيدة التي أعلنت موقفها إزاء المرسوم فيما يتعلق بحقوق المرأة السياسية هي مجموعة السلف، السلف لأنهم يلتزمون بالفتوى، التزموا بالفتوى القائلة بحرمة مشاركة المرأة انتخاباً وترشيحاً، السلف بس.

الحركة الدستورية الإسلامية حتى الآن -اللي هي واجهة لتنظيم الإخوان المسلمين- حتى الآن لم تعلن موقفها رسمياً، وببيان رسمي من الحركة إزاء هذا المرسوم، وهذا أكبر دليل على إنه هذه الحركة لا تنتظمها منظومة فكرية واحدة تحسم الموقف، فنائب في البادية يقول كلام، ونائب في الحضر يقول كلام آخر، ونائب آخر صامت حتى الآن لم يقل كلمة لا مع ولا ضد، ورئيس جمعية الإصلاح الكويتي قال كلاماً في الإذاعة ثم أخذ يفسره، ويفسره، ويفسره، حتى أضاع معناه، فالحركة الدستورية -حتى الآن- لم تعلن موقفها.

أحمد منصور: طالما ناس سياسيين!!

د. عبد الله النفيسي: طالما ناس سياسيين، ولذلك أنا أقول: الحركة الدستورية هذه تنظيم سياسي ليس ملتزم بالفتوى الإسلامية بقدر ما هو ملتزم بالمصالح السياسية، أنا عندي..

أحمد منصور: هل يعيبه هذا يا دكتور؟

د. عبد الله النفيسي: طبعاً.. طبعاً، يعني واحد يرفع راية الدعوة الإسلامية يلتزم بالفتوى، يعني إحنا عندنا في الكويت جهتين: إدارة الفتوى في وزارة الأوقاف، وعندي الفتوى هنا نص الفتوى بأنها لا تجيز، لا تجيز لا انتخاب ولا ترشيح المرأة..

أحمد منصور[مقاطعاً]: لكن هذه أيضاً قضية خلافية يا سيدي.

د. عبد الله النفيسي[مستأنفاً]: دقيقة واحدة.. أدري.. دقيقة واحدة، هاي إدارة الفتوى، وعندنا جهة أخرى اللي هي اللجنة العليا اللي يرأسها الدكتور خالد المذكور -أيضاً- فيها فتاوى تقول بأنها لا تجيز، المفروض واحد يرفع الدعوة الإسلامية يلتزم بالفتوى، أنا شايف إنه السلف أكثر التزاماً بمقتضيات الموقف الإسلامي من الحركة الدستورية، أما الشيعة فلهم موقف آخر في الموضوع لأسباب يجب أن إحنا نعرفها..

أحمد منصور [مقاطعاً]: ما هي؟

د. عبد الله النفيسي [مستأنفاً]: ما هي.. يعني لو تذهب إلى الجمهورية الإسلامية في إيران ستجد إن المرأة منتشرة في كل التراتب الإداري في الحكومة…

أحمد منصور [مقاطعاً]: لأن طبيعة المجتمع الإيراني إن المرأة لها النفوذ والسطوة حتى داخل البيت.

د. عبد الله النفيسي: لأ، ليس هذا، (معصومة ابتكار) نائبة (خاتمي)، (فائزة رافسنجاني) نائبة في.

أحمد منصور [مقاطعاً]: البرلمان.

د. عبد الله النفيسي [مستأنفاً]: البرلمان، وغيرها وغيرها، سبب وحيد يخلينا نحيي هاي التجربة، إنه هاي التجربة لها مرجعيتها الإسلامية، وملتزمة بهذه المرجعية، يعني لو تروح إلى المجلس الإيراني وتقعد وتشوف النائبات هناك، تشوفهم ملتزمات بهذه المرجعية، لكن ما يدعى إليه هنا في الخليج لا تحكمه مرجعية..

أحمد منصور [مقاطعاً]: لكن أيضاً الشعب هناك حصل على فتاوى؟!

د. عبد الله النفيسي [مستأنفاً]: إنما النموذج الغربي.. إنما النموذج الغربي هو النموذج المطروح للمرأة في الخليج امتداداً من الكويت إلي السلطنة.

أحمد منصور: وهذا هو سبب الرفض الإسلامي ربما..

د. عبد الله النفيسي [مقاطعاً]: ما في شك، ما في شك، يعني لو كانت ثمة مرجعية يلتزم بها المجتمع السني العربي في الضفة الغربية من الخليج، لو كان فيه مرجع أو مرجعية إسلامية يلتزم بها هذا المجتمع، إحنا كنا نحيي الموضوع، لكن ليس ثمة مرجعية عند السنة العرب، بينما موجودة -هذه المرجعية- عند الشيعة، ولذلك الشيعة يقدرون يضبطون الحقوق السياسية للمرأة وفق المنظور الشرعي الجعفري، لكن إحنا ما نقدر نضبطها.. ما نقدر نضبطها ليش لأن السنة العرب ما عندهم مرجعية دينية يلتزمون بها كشأن الحالة عند الشيعة.

أحمد منصور: كلام خطير أيضاً، مساعد الظفيري من الكويت، ويبدو أن مشاهدينا في الكويت يرفضون مقاطعة (الجزيرة)، وهناك أكثر من كويتي على الهاتف، أخ مساعد اتفضل.

مساعد الظفيري: يعطيك العافية أخ أحمد.

أحمد منصور: حياك الله يا سيدي.

مساعد الظفيري: مساكم بالخير دكتور عبد الله.

د. عبد الله النفيسي: الله يمسيك بالخير.

مساعد الظفيري: طبعاً يعطيكم العافية، بس إحنا سمعنا إنه المفروض يشارك عضو مجلس الأمة السابق مبارك الدويلة في هاي الحلقة، لكن حسب ما قرأنا في الصحف من تصريح للسيد مبارك الدويلة هاي إنه اعتذر عن المشاركة بهاي الحلقة بناءً على -يمكن نسميه- اتصال من شخص يمكن نسميه تافه تهجم على الذات الأميرية، ومثل هاي الاتصالات من أشخاص تافهين أعتقد إن ما تمنعنا من المشاركة، ونحن نقدر للدكتور عبد الله تواجده في هاي الحلقة، وإن كانت -مثل هذه- المداخلات التافهة تمنعنا من المشاركة فلابد من إعادة النظر في ديمقراطيتنا، هاي نقطة أخ أحمد النقطة الثانية..

أحمد منصور: شكراً ليك عليها أخ مساعد اتفضل.

مساعد الظفيري: الله يسلمك، طبعاً قناة (الجزيرة) -سواء اتفقنا أو اختلفنا- فهي لها عدد كبير من المشاهدين داخل الأقطار العربية وخارجها، ولذلك لابد من كسب هذه القناة -أنا أرى- لصالحنا ولصالح قضايانا العادلة في الكويت من خلال التواجد بكثرة والمشاركة في جميع البرامج هاي، هذه إشارة أخرى، عندي سؤال أوجهه للدكتور عبد الله النفيسي..

أحمد منصور: اتفضل.

مساعد الظفيري: طبعاً نشكرك أولاً بشدة على تواجدك في قناة (الجزيرة)، وهي خطوة جريئة ومدروسة منك، بالتواجد في ها البرنامج، عندي سؤال اللي هو ما هو رأيك في الدعوات التي وجهت من قبل بعض الكتاب والمثقفين لمقاطعة قناة (الجزيرة) وعدم المشاركة في برامجها؟ والله يعطيكم العافية.

أحمد منصور: ربما يكون خارج الموضوع، ولكن أنا بأشكرك جداً يا أخ مساعد على ما أبديته، حتى التي اتصلت هي تشاهد (الجزيرة)، وتدين الدكتور عبد الله أنه يجلس ويتحدث فيها، وهي لم تدن نفسها أنها تشاهد (الجزيرة)، بل أنها تحرص على مشاهدتها هي وآخرين، موضوع (الجزيرة) والكويت –ربما- يكون خارج موضوعنا، وأود أن أشير إلى أن ما أعلنه النائب مبارك الدويلة يعود إليه شخصياً.

نحن ملتزمون -تجاه مشاهدينا- بأن نقدم لهم رؤية عن القضايا الأساسية في العالم العربي دون اعتماد على أفراد، وإنما نحن نحرص على انتقاء الأشخاص الذين يقومون بهذه المهمة، ويعملون على تثقيف المشاهد العربي، وأكرر الشكر للدكتور النفيسي الذي تحدى الكثير من الصعاب، ويشارك معنا -الآن- في هذه الحلقة، ناصر الحبيل من الكويت، اتفضل يا أخ ناصر.

ناصر الحبيل: آلو.

أحمد منصور: حياك الله يا سيدي.

ناصر الحبيل: السلام عليكم.

أحمد منصور: عليكم السلام.

ناصر الحبيل: يعطيكم العافية.

أحمد منصور: حياك الله.

ناصر الحبيل: أنا عندي سؤال للدكتور عبد الله.

أحمد منصور: اتفضل يا سيدي.

ناصر الحبيل: ما تلاحظ معي أن دخول المرأة مجلس الأمة الحكومة (…) علشان تكبر قاعدتها الانتخابية (…) بالمجلس؟ هذا سؤال، والسؤال الثاني: إيش لون

يمكن حل (… الخارجية) للعمل السياسي في الكويت؟ شكراً.

أحمد منصور: شكراً اتفضل يا دكتور.

د. عبد الله النفيسي: أنا كنت مستشار في مجلس الأمة منذ كام سنة ما بين 92 ، إلى 96 واستقبلنا خلال الفترة هذه يمكن ثلاث أو أربع وفود من الكونجرس الأميركي، وبفعل كوني مستشار في مجلس الأمة قابلت هذه الوفود، لاحظت كل هذه الوفود الأميركية التي جاءت من الكونجرس الأميركي كانت تلح علينا في كل لقاء بضرورة إشراك المرأة الكويتية في مجلس الأمة، وبأنه لابد أن تعطى حق الانتخاب وحق الترشيح، وفي كل لقاء كنت أنا أيضا أجاوبهم بالآتي: إنه هاي المسألة خاصة بينا، إحنا نحسمها، ولا تحتاج إلى قرار أمريكي. أنا بافسر هذا الإلحاح الأميركي الذي لم يكتف بمجلس الأمة، بل -أيضاً- وصل إلى الحكومة الكويتية، أنا بافسر التحرك الأخير من الحكومة الكويتية أنه استجابة للمطلب الأميركي

أحمد منصور [مقاطعاً]: وليس لأي شيء داخلي.

د. عبد الله النفيسي [مستأنفاً]: أكثر من الاستجابة لمطلب داخلي، حيث لم يعرف عن الحكومة الكويتية هذا الحرص الشديد على إشراك المرأة في العمل السياسي، وفجأة.. وفجأة نفاجأ بأنه بعض الرسميين الكويتيين يتكلمون عن حقوق المرأة السياسية، وكأن الواحد منهم تحول إلى نوال السعداوي، أنا باتصور إنه هاي النقطة ضروري نضعها في الاعتبار، لماذا يلح الأميركان على الكويت بوفودهم اللي استقبلناها في مجلس الأمة، لماذا يلحون على ها النقطة لماذا؟

أحمد منصور [مقاطعاً]: لماذا؟

د. عبد الله النفيسي [مستأنفاً]: أنا هذا الشيء يعني.. هذا الشيء لمسته، لماذا لا أعرف، لكن الذي أعرفه أن ثمة ضغط من طرف هذه الوفود على الحكومة الكويتية، والحكومة…

أحمد منصور[مقاطعاً]: يعني أنت تعيد القرار -أيضاً- إلى استجابة لمطلب أمريكي أكثر منه لشيء آخر بعد 37 عاماً من التجربة البرلمانية لم يكن للمرأة فيها أي دور في المشاركة، فجأة وفي غياب مجلس الأمة يصدر مرسوم بقانون؟

د. عبد الله النفيسي: نعم، نعم، وهذا قرار غريب.

أحمد منصور: ألا ترى أن ذلك أيضاً يشكل..

د. عبد الله النفيسي [مستأنفاً]: وإذا كانت الحكومة الكويتية حريصة على مشاركة المرأة في التجربة النيابية، لماذا أجلت العملية إلى 2003م؟ لماذا لم تبدأ بانتخابات 3/7 صح أو لأ؟! إذا كانت حريصة لهذه الدرجة، لكن أنا باتصور هي استجابة لمطلب أمريكي وإلحاح أمريكي.

أحمد منصور: أحمد زكي من الكويت، اتفضل يا أحمد.

أحمد زكي: مساك الله بالخير يا دكتور عبد الله.

د. عبد الله النفيسي: مساك الله بالنور.

أحمد زكي: أنا باتكلم من دولة الكويت، وبالنسبة لعرض حضرتك إن الحكومة الأميركية والبريطانية هي اللي ضغطت على الكويت حتى يكون هناك مجلس للتشريع ومجلس أمة، وبخصوص هذا الموضوع وأن الكويت بتضغط في هذه النواحي، وإن فيه ضغوط أمريكية على الحكومة، أو على التوجه اللي موجود في الكويت حتى تنفذ هذه المواضيع.

سعادتك كنت عضو في مجلس الأمة بتاع 85، وكان فيه ضغط من الحكومة الأميركية لاستئجار جزيرة (واربة) و(بوبيان)، ورفضت الحكومة الكويتية رفضاً قاطعاً هذا الأمر، ولكن السؤال هنا: من أتي بالأميركان إلى دولة الكويت؟ ما هو السبب الذي جعل القوات الأميركية تأتي إلى الكويت؟ أليس غزو صدام (الكلب) الذي..

أحمد منصور [مقاطعاً]: يا أخ أحمد لا نسمح لك بأن تتطاول على أحد بهذه الطريقة، وأن تحترم الفرصة التي منحناها لك للظهور على الهواء، هذا البرنامج لإبداء الآراء، وليس للتطاول على أحد، لا نسمح لك، أرجو قطع الخط عنه، لأنك تجاوزت حدودك، خالد يوسف من الإمارات.. أخ خالد.

خالد يوسف: السلام عليكم ورحمة الله.

أحمد منصور: وعليكم السلام.

خالد يوسف: يقول الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- “لم يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة” فهذا الحديث مع احترامنا للحكومة الكويتية الرشيدة، وحديث ثاني يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- “أطع الأمير وإن جلد ظهرك وسلب مالك ولو تأمر عليكم عبد حبشي” نحن لا نريد التطاول على أي حاكم، احترام الحكام هذا واجب علينا واجب شرعي، وهذا الزبير ما أدري مين العراقي اللي تطاول على سمو أمير الكويت يجب أن يعاقب، ونحن نحترم كل الحكام العرب -خاصة الخليجيين- وجزاكم الله ألف خير، ويرحم الله شيخنا. علامة الجزيرة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- الذي قال: “لا يجوز ولاية المرأة” والسلام عليكم.

أحمد منصور: شكراً لك يا خلد، شكراً لك، دكتور بالنسبة لطبيعة الخطاب السياسي الإسلامي الكويتي من الملاحظ -دائماً- أنه خطاب -ربما- يكون فيه نوع من الاختلاف قليلاً -لا نقول الشذوذ- عن طبيعة الخطاب الإسلامي بشكل عام، إلام ترجع ذلك؟

د. عبد الله النفيسي: الإسلام المطروح في شريط النفط –ابتداءً من الكويت وصولاً إلى مسقط- إسلام مشبع بالخليجية أكثر منه مشبع بالالتزام بالمرجعية الإسلامية، ولذلك أنا شايف إنه الإسلاميين، -في العموم- في الخليج والجزيرة، خليجيين وجزيريين أكثر من كونهم إسلاميين، يحاولون المواءمة بين متطلبات الإسلام كمرجعية، ومتطلبات المجتمعات اللي بتعيش حالة نقلة من القبلية إلى الدولة.

وأنا شايف إنه -للأسف- عدد كبير من الإسلاميين في الخليج والجزيرة يغلبون المرجعية الخليجية الجزيرية أكثر من تغليبهم للمرجعية الإسلامية المفترضة، وأشعر بأن الحركات الإسلامية في الأقطار المركزية مثل مصر، ومثل سوريا، ومثل السودان وغيرها من الأقطار المركزية، هذه فيها جماعات، وفيها تنظيمات إسلامية تلتزم بالمرجعية الإسلامية الصرفة أكثر من هذه الخلطة التوفيقية في الخليج والجزيرة.

أحمد منصور: دكتور المرتضى بن زايد -من صنعاء من اليمن- يثني على أدائك، ويقول: نتمنى وجود عقلاء شجعان في الأمة كالدكتور النفيسي، ويقول: أنه يلاحظ على بعض الحركات الإسلامية ثقل ظلها، والتشنج، والتركيز على الفتوى في الأداء، هل.. وبث الفرقة، فهل الإسلاميين في الكويت خلاف هؤلاء؟ وهل تستطيع إقناعهم برأي غير رأي شيخهم؟

د. عبد الله النفيسي: ما عدا حركة أو مجموعة السلف ما عدا مجموعة السلف، اللي بتلتزم بالفتوى، التنظيمات الإسلامية في الكويت في الأعم.. في الأعم ليست لديها شيوخ بالمعنى التقليدي للكلمة اللي يقصدها الأخ في الفاكس، ولذلك الكويت يعني حتى الطرح السياسي فيه متأثر بالحقيقة الجغرافية الكويتية، اللي هي إنه الكويت منطقة (ترانزيت) للسلع وللأفكار وللعمل السياسي، ولذلك بنلاحظ مرونة غير عادية لدى الكويتيين حتى في موضوع الطرح المرجعي والطرح الإسلامي.

أحمد منصور: دكتور، فيه تشنج -الآن- في الخطاب ما بين الإسلاميين وبين الليبراليين، أو اليساريين، خلال الأسبوع الماضي كان ضيفنا السيد عبد الله النيباري، وكانت الطليعة –في نفس اليوم- قد شنت هجوماً على الإخوان، أصدر الإخوان أو الحركة الدستورية بياناً، واليوم هناك أيضاً أو أمس هناك بيان من الليبراليين، والخطاب بين الإسلاميين والليبراليين فيه نوع من الحدة، ونوع من الاتهامات المتبادلة بشكل كبير، ما طبيعة هذا الخطاب؟

د. عبد الله النفيسي: أبداً، نحن نعيش مرحلة انتخابات، وفي كل مرحلة انتخابية يحصل هذا التبادل للاتهامات بين الإخوان والمنبر الديمقراطي، بين الإخوان وغيرها من القوى، بين النواب ونواب، بين الحكومة ومجموع المرشحين، هذه مرحلة مؤقتة لابد أن نتمتع فيها بسعة نفسية، وبشيء من البرود، وبشيء من الاستيعاب، وهذا ما يحصل -اليوم- بين الحركة الدستورية والمنبر الديمقراطي، وهذا الشيء ليس غير عادي بينهم في المراحل الانتخابية، ولكن سرعان ما ينتهي وسرعان ما يتوقف.

أحمد منصور: طبيعة الخطاب بين الإسلاميين وبين الحكومة في الكويت؟

د. عبد الله النفيسي: طبيعة موالاة، نعم، طبيعة موالاة، وطبيعة…

أحمد منصور [مقاطعاً]: الحكومة وليس النظام يا دكتور؟

د. عبد الله النفيسي [مستأنفاً]: لا.. لا، الحكومة، وطبيعة ود، وطبيعة كسب لهذا الود، يعني فيه حركات وتنظيمات كثيرة إسلامية في الكويت تتسابق على ود الحكومة، وهذا شيء يجرح في مصداقيتها.

أحمد منصور: بهجت حسين من (المجر)، اتفضل يا بهجت.

بهجت حسين: مساء الخير أستاذ أحمد.

أحمد منصور: مساك الله بالخير يا سيدي، حياك الله.

بهجت حسين: ومساء الخير دكتور عبد الله.

د. عبد الله النفيسي: مساك الله بالخير.

بهجت حسين: أشكر قناة (الجزيرة) أن التقينا بالدكتور عبد الله، وأطلع الجالية العربية المقيمين خارج بلدانهم على الواقع الموجود لدى دول الخليج، على الضغط الأميركاني أو البريطاني على التدخل في شؤوننا الداخلية، وأشكر الدكتور عبد الله إنه أطلعنا على أمور كنا نجهلها جهل كامل، والآن عرفنا إنه.. أو الأمور اللي بتحصل في أمورنا الداخلية، وتهجمنا على بعض كأحزاب أو منظمات أو تيارات ضمن مجلس نيابي يترأسها الدولة أو الدستور أو النظام، فهذا دستورنا ونظامنا، إن إحنا بنحل مشاكلنا الداخلية بين بعضنا البعض، وأرجو من كافة النواب في مجلس الأمة الكويتي أن يكون قرارهم واحد، وكلمتهم واحدة، ضمن نطاق قانونهم ودستورهم، وعدم السماح لأي دولة تداخل في شؤونهم الداخلية كانت..

أحمد منصور [مقاطعاً]: شكراً لك يا بهجت، شكراً جزيلاً لك، الوقت -للأسف- هدى أحمد من الكويت، اتفضلي يا هدى.

هدى أحمد: السلام عليكم.

أحمد منصور: وعليكم السلام.

هدى أحمد: لو سمحت بأسأل الدكتور عبد الله النفيسي ما رأيه في حقوق المرأة السياسية، وهل موافق أو غير موافق؟ هل هو يقصد مرجعية الإسلامية على السفور والحجاب هذا قصده؟

والسؤال الثاني: أبغي أسأل هو ينتمي إلى أي حركة في الكويت؟ يعني هل السلف، إخوان، ليبراليين؟ ولو كان هو مسؤول في الحكومة ماذا كان سوف يعمل يعني ؟

أحمد منصور: أنت عايزة حلقة كاملة يا هدى، ولكن برضه الدكتور يوجز لك الإجابة على أسئلتك: حقوق المرأة السياسية، والمرجعية الإسلامية، ما هي رؤيتك وتصورك لها؟ هل أنت مؤيد أم معارض لمنح المرأة حقوقها السياسية في الكويت؟

د. عبد الله النفيسي: في ظل الوضعية الحالية، وفي ظل التفلت الاجتماعي الحاصل في الكويت، وفي ظل تصاعد المجون، وتصاعد التهتك اللي حاصل في الكويت، وفي ظل انتشار المخدرات الطاغي اللي حاصل -اليوم- في الكويت، وفي ظل اتهام بعض الشخصيات المتنفذة في الكويت بتسويق وترويج المخدرات، وفي ظل الهجمة الثقافية المهيمنة الأميركية في الكويت، في ظل هذا الوضع أنا لا أرتاح لمزيد من الفلتان، أنا أقبل بحرية وحقوق المرأة السياسية وفق مرجعية إسلامية..

أحمد منصور [مقاطعاً]: يعني ممكن يوضع ضوابط لهذا الأمر؟

د. عبد الله النفيسي [مستأنفاً]: أنا با تصور .. نحن نعيش في الكويت حالة استثنائية يا أحمد –خاصة- بعد الغزو، وفي ظل تآكل الاحتياطي، وتآكل الإرادة، وتآكل الإدارة، وتآكل القرار، والضياع اللي عايشين فيه الناس، الضياع الثقافي، والفكري، والروحي، وضياع الإرادة عند الحكومة، والهيمنة الخارجية نتيجة للوضع العسكري الاستراتيجي الأميركي اللي تولد بعد الغزو، نحن لسنا في حالة تسمح لمزيد من التفكك، والحقوق السياسية للمرأة لو طبقت اليوم في الكويت وفق الحالة ها الاجتماعية المتهتكة اللي عايشينها في الكويت سوف تزداد الانهيارات الأسرية، والانهيارات الأخلاقية، والانهيارات الثقافية في الكويت.

أحمد منصور: تسأل -سؤالنا الأخير- عن توجهك السياسي؟

د. عبد الله النفيسي: لأ، أنا لا أنتمي –حالياً- لأي طيف سياسي في الكويت، وإن كنت وإن كنت أتجاوب –قلبياً- مع الحركات الإسلامية في العموم يعني.

أحمد منصور: شكراً جزيلاً دكتور عبد الله النفيسي (أستاذ العلوم السياسية والمحلل السياسي الكويتي)، كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم، وأود أن ألفت عنايتكم إلى أن هذا البرنامج لخدمتكم، وبالتالي فمن ثم يجب على الإخوة الذين يقوموا بالمداخلات أن يكونوا موضوعيين في مداخلاتهم، وأن يبتعدوا عن تجريح الشخصيات والهيئات المختلفة.

في الحلقة القادمة -إن شاء الله- نتناول الشق الأهم والأخير في الانتخابات الكويتية، ونتحدث عن أساليب الكويتيين المتفردة والمتميزة في الترشيح والانتخاب، وطبيعة العلاقة بين الناخب والمرشح، والعلاقة المتوترة -دائماً- بين الحكومة ومجلس الأمة.

وأود أن أنبه إلى أن كلا من السيد مبارك الدويلة (ممثل الحركة الدستورية الإسلامية) والسيد عبد المحسن جمال (ممثل التيار السياسي الشيعي) قد اعتذرا عن المشاركة معنا، لكننا -مع ذلك- سوف نقدم للمشاهد العربي أفضل مما كان -إن شاء الله- أفضل مما كان كل منهما سيقدمه، في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج، وهذا أحمد منصور يحييكم بلا حدود، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

Total
0
Shares
السابق

د .عبد الله النفيسي : الانتخابات البرلمانية في الكويت (1)

التالي
مشهور حديثة الجازي

مشهور حديثة الجازي (3) : تعريب الجيش الأردني وطرد جلوب

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share