طرائف من كواليس غرفة الأخبار فى قناة الجزيرة

أحمد منصور

نُشر المقال فى 11 ديسمبر 2001

أخذت قناة الجزيرة الفضائية بعداً دولياً فى أعقاب أحدث الحادى عشر من سبتمبر 2001 تلك الأحداث التى غيرت  وجه  العالم ، وتحولت  غرفة الأخبار الصغيرة الحجم الكبيرة العمل والإنتاج فى المحطة إلى مزار لمحطات التلفزة والصحافة العالمية وكان السؤال الذى يطرحه الجميع دائماً من هذا المكان الصغير تخرج هذه  التغطيات  للأحداث الكبيرة ؟

لم يعد هناك موظف فى الجزيرة تقريباً لم تجر َمعه مقابلة من نوع ما.. غير أن هذه الأجواء كانت مليئة بالطرافة ، والملابسات ، والأسئلة العجيبة الغربية، التي تراوحت بين سطحية وسذاجة بلاحدود إلى أسئلة دقيقة وخبيثة ـ كما وصفها بعض الزملاء ـ  ومعدة بشكل جيد

الجزيرة تخترق الريادة الإعلامية

فمعظم القنوات التليفزيونية والصحف والمجلات  العالمية أرسلت وفوداً لتصوير المحطة التى هزت الريادة الإعلامية الغربية فى مجال الأخبار وإعداد تقارير عنها ، كما كان تفرد الجزيرة ببث التقارير عما يحدث داخل أفغانستان بعد الحملة العسكرية الأمريكية التى بدأت فى السابع من أكتوبر 2001 أثره البالغ حيث  أصبح كل مشاهد للتلفزيون فى أى ركن من أركان الدنيا يرى شعار قناة الجزيرة وإسمها يأتيه فى أعلى وأسفل الصورة التى تبثها محطته التى يشاهدها .

وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد قامت وفود إعلامية من المحطات التليفزيونية  والصحف العالمية التالية بعمل زيارات ميدانية لقناة الجزيرة خلال الأسابيع القليلة الماضية منها ، محطة أن بى سى نيوز الأمريكية ، تليفزيون أساهى اليابانى ، محطة تليفزيون سى بى إس الأمريكية ، محطة فوكس نيوز الأمريكية ، مقابلات عديدة وبرامج خاصة عن الجزيرة قدمتها محطة سى إن إن الأخبارية الأمريكية فى برامج لارى كنج لايف وكيو أند إيه وبرامج أخرى ، القناة الثانية الفرنسية والقناة الخامسة والتليفزيون العام الفرنسى والتليفزيون السويسرى زد دى إف والتلفزيون الألمانى تى فى ميونخ والقناة الرابعة البريطانية  ، والتلفزيون البلجيكى و الهولندى وتى فى ستار الهندى ، وتليفزيويون بى بى سى البريطانى وتلفيزيون راى الأيطالى ومن المحطات العربية قناة واحدة فقط رأيتها هى تليفزيون   إل بى سى اللبنانى ، ومحطات أخرى كثيرة يصعب حصرها فأحيانا كان فى اليوم الواحد ما يقرب من عشر محطات تقوم بعمل تقارير والتصوير على مدار اليوم ، علاوة على الصحف والمجلات وأهمها بارى ماتش الفرنسية وكريستيان ساينس مونتور الأمريكية والفايننشال تايمز البريطانية ووول ستريت جورنال الأمريكية والتايم والنيوزويك الأمريكيتين ، وصنداى تليجراف والديلى ميل البريطانيتان والنيويورك تايمز الأمريكية ووكالة سيجما للصور ومجلة شتيرن المصورة الألمانية  ، ومجلة الأيكونوميست الأقتصادية الدولية ، وغيرها كثير كثير هذا علاوة على المحطات الأذاعية الدولية ابتداء من محطات أمريكا الجنوبية وحتى اليابان.

أحمد منصور
أحمد منصور من غرفة أخبار قناة الجزيرة

حتى أنه لم يعد هناك موظف فى الجزيرة تقريبا لم تجر معه مقابلة من نوع ما غير أن هذه الأجواء كانت مليئة بالطرافة ، والملابسات ، والأسئلة العجيبة الغربية التي تراوحت بين سطحية وسذاجة بلاحدود إلى أسئلة دقيقة وخبيثة ـ كما وصفها بعض الزملاء ـ  ومعدة بشكل جيد ، وقد سألت الأستاذ محمد جاسم العلى المدير العام والعضو المنتدب لقناة الجزيرة باعتباره أدلى بعشرات الحوارات للمحطات التليفزيونية والصحف العالمية عن أهم محاور الأسئلة فقال : كلهم يركزون على بن لادن وأسباب تفرد الجزيرة بتغطية الحرب فى أفغانستان وأسباب تواجد الجزيرة وحدها هناك وقد أجبت على كل هذه الأسئلة بسهولة فحينما حصلنا على ترخيص لفتح مكتب للجزيرة عام ثمانية وتسعين حصلت فى نفس الوقت محطات أخرى على تراخيص منها محطات غربية لكنها لم تفتتح مكاتبها بسبب عدم وجود أحداث ساخنة وقوية على الساحة الأفغانية آنذاك ، وفتحنا نحن مكتبنا ولا شك أنه كان مكلفا لناً وكان وجودنا وحدنا مشجعا حيث كنا ننفرد ببعض الأخبار والصور ونقوم ببيعها إلى المحطات العالمية ، لكننا فى النهاية أصبحنا المصدر الرئيسى للخبر والأمر من الناحية المهنية أحيانا يكون بحاجة إلى تضحية ، لم نكن نتوقع هذه الأحداث دون شك ، لكن وجودنا هناك من البداية هو الذى جعلنا نتفرد .

أى محطة غربية كانت تتمنى أن تكون داخل أفغانستان وأن تنفرد مثلنا بتقديم ما نقدم 

أما اتهاماتهم لنا بأننا قناة بن لادن فنحن نرد عليهم بسهولة ونقول لهم وهل كانت سى إن إن قناة صدام حسين أثناء حرب الخليج الثانية حينما كانت تتفرد بنشر خطاباته وكانت المصدر الرئيسى للأحداث آنذاك ، وهل حينما يقوم مراسلوا سى إن إن والمحطات الغربية الأخرى بارتداء زى الأماكن التى يذهبون إليها أنهم أصبحوا بوقا باسمهم فـ “كريستيان أمان بور ” حينما ذهبت إلى طهران لمحاورة الرئيس الإيرانى محمد خاتمى ارتدت الشادور الأيرانى فهل معنى ذلك أنها أصبحت ناطقة باسم الحكومة الأيرانية، كذلك حينما يرتدى مراسلونا زى الأفغان هل معنى ذلك أنهم أصبحوا ناطقون باسم طالبان ، كما أن أى محطة غربية كانت تتمنى أن تكون داخل أفغانستان وأن تنفرد مثلنا بتقديم ما نقدم  وهم يلحون على حكومة طالبان ليل نهار الآن بأن تسمح لهم بالدخول ، وبالتالى فهو ليس سوى الحسد والشعور بأن احتكارهم للأخبار طوال العقود الماضية قد انتهى من خلال هذه الأحداث وأنه أصبحت هناك قناة عربية تنافسهم بل أصحبت مصدرا بالنسبة لهم لذا فإن الكثيرون منهم يعرضون علينا الدخول فى مجالات تعاون عديدة  .

تفوق الجزيرة

أما إبراهيم هلال رئيس تحرير غرفة الأخبار فيقول : يتميز الصحفيون الغربيون وأقصد الأوروبيين والأمريكيين منهم  بعمق أسئلتهم وإن شئت خبثها وإيحاءاتها ، وعدم صفائها ، فهم دائما يضعون ألغاماً فى الأسئلة ، وقضية تفوق  الجزيرة عليهم سببت لهم دون شك قلقا وحرجاً كبيراً  لذلك فإنهم يسعون لألصاق الأتهامات بها تماما كما كانت تتهم الجزيرة من قبل بأنها مدعومة من العراق وتارة بأنها مدعومة من الموساد  أما الآن فإنهم يتهمونها بأنها مدعومة من طالبان وبن لادن لمجرد أننا تفوقنا عليهم فى تغطية هذه المنطقة التى كانت متاحة لهم من قبل مثلنا لكنهم لم يستغلوها.

أما الصحفيون الذين ينتمون إلى أمريكا الجنوبية ومنطقة شرق أسيا فمن الواضح أن خبرتهم بالمنطقة سطحية للغاية وهكذا أسئلتهم ، فقد اتصل بى صحفى يابانى وطلب منى بأدب جم عنوان البريد الإلكترونى للملا عمر ، وآخر طلب هاتف بن لادن ، أو بريده الإلكترونى ، فهؤلاء تشعر أنهم مغيبون عن الأحداث ، ولايعرفون شيئا عن أفغانستان ولا ما يدور فيها ، الأمريكيون والغربيون مثلا يقولون لنا لماذا لا تقولون فى نشرات أخباركم أن بن لادن إرهابى ، فنقول لهم وأنتم لماذا لا تقولون عن شارون أنه إرهابى مع أنه مجرّم  من محكمة إسرائيلية ، كما أن مهمتنا هى  أننا ننقل الخبر دون أن نقوم بتوصيف الناس كما يتم توصيفهم من الأجهزة المختلفة ، يقولون لنا لماذا تضعون كلمات بن لادن كما هى ، فنقول لهم ولو أنكم حصلتم عليها كاملة لوضعتموها كما هى كما أن كل محطاتكم التى  تنقل عنا تضعها كما هى .

الزميلة ديمة الخطيب فلأنها تتقن الأسبانية فكل المحطات الإذاعية والتلفزيونية والصحفيين الذين يتحدثون الأسبانية سواء من أسبانيا أو من أمريكا الجنوبية كلهم كانوا يتصلون عليها وتقول : لا أدرى كيف وزعوا رقم هاتفى على بعضهم بسرعة عجيبة ، وعلى مدار الساعة وحتى وأنا فى البيت أجدهم يتصلون بى  حتى أن أهلى انزعجوا كثيرا من كثرة اتصالاتهم ، ومن الطرائف العجيبة أنى كنت أشارك فى برنامج على الهواء مع تليفزيون إحدى دول أمريكا الجنوبية ثم سألنى المذيع : حينما نطالع غرفة الأخبار فى قناة الجزيرة أثناء النشرات نلاحظ أن الموظفين الذين يظهرون فى خلفية الصورة يرتدون إما ألبسة بيضاء ـ إشارة للزملاء القطريين ـ أو يرتدون ملابس أوروبية هل الزى يحدد رتبة الموظف ودرجته لديكم  وأن الموظفين الذين يرتدون ملابس بيضاء رتبتهم أعلى من الموظفين الذين يرتدون ملابس عادية ؟ تقول ديمة الخطيب لم أتمالك نفسى من الضحك ، وأفهمتهم أن هذه ليست سوى مجرد أزياء وملابس وطنية.

لكن الغريب أن الجميع كان يسعى لعمل أى رابط بين العاملين فى الجزيرة وحركة طالبان وأسامة بن لادن

العمامة المريبة

وقد حدث معى موقف مشابه لهذا الذى حدث مع ديمة  فأثناء وضعى للمسات الأخيرة لترتيبات إ حدى حلقات بلاحدود وكنت أجلس على مكتبى فى غرفة الأخبار ، جاءت مراسلة للتلفزيون الفرنسى لإعداد تقرير عن الجزيرة وعادة ما نكون نحن المذيعون الهدف الأول لهؤلاء  لكن هذه المذيعة الفرنسية تركت الجميع وتوجهت إلى جارى الزميل السودانى فوزى بشرى صاحب التقارير الأخبارية المميزة ، والذي كان يرتدى الزى الوطنى السوادانى ويضع على رأسه عمامة كبيرة وعلى صدره وشاحا علاوة على الجلباب السودانى الأبيض المميز  ، وكنت أداعب فوزى دائما حينما أجده يرتدى هذه العمامة الكبيرة وأقول له إن المراسلين الأجانب الذين يأتون لعمل تقارير عن المحطة ربما يتوهمون أن هذه العمامة الكبيرة تحوى الطبق اللاقط الذى تلتقط عليه الجزيرة رسائل بن لادن ، ويبدو أن هذه المراسلة قد جذبتها تلك العمامة أكثر من بدل المذيعين ورابطات عنقهم ، ثم سألته من أين أنت  ؟ فقال لها من السوادان ، قالت هل معنى ذلك أنك تتحدث اللغة السودانية ، غرق فوزى فى الضحك وغرقت معه وكذلك محمد كريشان وأبو الظرفاء فى قناة الجزيرة أحمد الشولى ، ثم سألته عن العمامة الكبيرة التى على رأسه  فقلت له ألم أقل لك أن هذه العمامة مريبة .

زيارة غرفة الأخبار

لكن الغريب أن الجميع كان يسعى لعمل أى رابط بين العاملين فى الجزيرة وحركة طالبان وأسامة بن لادن ، مثل التركيز على أصحاب اللحى مع أن اللحية عادة لدى الكثيرين من أهل الخليج  حتى أن أحد الشباب القطريين من مديرى الإستوديو كان محل ملاحقة من أكثر من محطة  تليفزيونية بسبب لحيته الطويلة وزيه القطرى ، وجاءت مصورة من مجلة شتيرن الألمانية فقضت ما يزيد على ثلاثة أيام فى غرفة الأخبار لم تترك موظفا دون أن تلتقط له أكثر من صورة خاصة أصحاب الأزياء والملابس العربية وأعتقد جازما أنها سوف تستخدمها للتعليق والكتابة عليها بطريقتها الخاصة .

أما أطرف  الأسئلة التى كان البعض يسأل عنها  فكانت عن الإتفاق الموقع بين قناة الجزيرة وأسامة بن لادن وتنظيم القاعدة ، وقد رأيت الزميل أحمد الشولى يحاول جاهدا إقناع أحد المذيعين فى إذاعة كندية  بأن الحديث عن وجود مثل هذه الإتفاقات هو وهم ودرب من الجنون ،وقد ورطته مرة مع أحدى الأذاعات الأوربية حينما سألونى نفس السؤال فقلت لهم سوف أناديكم الشخص المسئول عن هذه الإتفاقات ،  وكان أطرف الأسئلة من إذاعة أسبانية للزميلة ديمة الخطيب حيث سألها المذيع عن كيفية وصول الأشرطة الخاصة بـ بن لادن إلى مكتب الجزيرة فأخبرته أن أشرطة بن لادن تصل إلى مكتب الجزيرة فى كابل وأننا ليس لدينا أى علم بكيفية أو مكان تصويرها ، فقال لها : معنى ذلك أنها تصل إليكم فى مظروف أصفر مكتوب عليه خاص لقناة الجزيرة ، فقالت له ديمة : الحقيقة أنا لا أدرى ماهو لون المظروف هل هو أصفر أو أبيض ، وهل تصل إلى مكتب كابل عبر بريد طالبان أو عبر الدى إتش إل لكنها فى النهاية تصل إلى المكتب ، وحينما نشرت الجزيرة فى بداية الأحداث صورة رسالة من بن لادن وصلت عبر الفاكس وعليها توقيعه وتداولتها آنذاك وسائل الإعلام العالمية ، جاء أكثر من وفد تليفزيونى لتصوير جهاز الفاكس الذى وصلت عليه الرسالة ، وآخرون كانوا يسألون عن إسم المصور التليفزيونى الذى سجل شريط بن لادن  .

و أذكر أن مدير مكتب تليفزيون راى الأيطالى فى الشرق الأوسط جاء وأعد تقريرا عن الجزيرة وطلب منى أن يقوم بتصوير عملية الإعداد لبرنامج بلاحدود الذى أعده وأقدمه  ، وأن يأتى إلى بيتى ليقوم بعمل حوار معى وتصوير مكتبتى الخاصة فلم أمانع ، وأثناء الحوار سألنى : بما أن قطر هى جزء من المملكة العربية السعودية فلماذا تتميز بسياسة مختلفة عن باقى الدولة ؟ طلبت منه أن يكرر السؤال لأنى بصراحة فوجئت به  فكرره ، فاعتذرت له بأدب وقلت له إن قطر دولة مستقلة ، وهى إحدى دول مجلس التعاون الخليجى وليست جزءا من السعودية ، صمت الرجل  قليلا لكنه كشف جانبا من جوانب عدم توفر معلومات صحيحة لدى معظم الصحفيين الغربيين عن العالم العربى .

مواقف طريفة

ومع كثرة المواقف الطريفة فإنها عادة ما تكون سببا فى التهوين على الزملاء من عناء وضغط العمل ، لكن أكثر هذه المواقف طرافة على الأطلاق كانت من وفد تليفزيون أساهى اليابانى فقد جاؤوا لعمل تقرير عن الجزيرة ، وكان ترتيبهم مع الزميل عمر هشام بيك رئيس قسم التنسيق الأخبارى ، والرواية كما رواها لى عمر بعد حدوثها بدقائق حينما ذهبت لسؤاله من أى تليفزيون هؤلاء فقال لى : تعال لأروى لك هذه الطُرفة المثيرة للضحك ، إنهم من محطة  تليفزيون أساهى وحينما جاؤوا تقدم مسئولهم هذا وهو يحمل بين يديه مغلفا وكذلك رفيقه من خلفه يحمل مغلفا آخر ، حيث سلم على بالأسلوب اليابانى الذى يتميز بالأدب الجم ثم قال لى : لقد علمنا أنه من العادات العربية أننا إذا دخلنا على أحد أن نحمل معنا هدية له فقال عمر : بصراحة شديدة سال لعابى على تخيل ماهية الهدية  التى يحملها داخل هذا المغلف وذهبت إلى مايمكن أن يتخيل ومالا يتخيل من أحدث الأجهزة اليابانية الحديثة  سواء من المحمول الذى يحوى كاميرا أو جهاز كمبيوتر صغير أو ما إلى ذلك وارتسمت ابتسامة عريضة على وجهى وأنا أصافحه بحراره و أتلقى منه المغلف وأشكره بشدة  وحينما فتحت المغلف  قليلا وأنا متشوق إلى مافيه إذا بى أجد بداخله تمرا ، لكنى قبل أن يتسرب إلى نفسى الشعور بالأحباط أو خيبة الأمل نظرت بشوق وأمل  إلى المغلف الآخر الذى يحمله زميله وقلت لابد أن الهدية الثمينة  فى هذا المغلف الآخر الذى يبدو أنه كان كبيرا ، فارتسمت الإبتسامة العريضة على وجهى مرة أخرى  وأنا أمد يدى بحرارة لأتسلم المغلف الثانى ، حيث فوجئت بما لم يخطر على بال أحد ، قلت له ماذا وجدت لعبة أم دمية ؟ ، قال : ياليت ، لقد وجدت بداخل المغلف الثانى بطيخة ، قلت له متعجبا بطيخة ؟ ! قال نعم  وهاهى تحت المكتب.

لم أتمالك نفسى من الضحك ، وكانت هذه الطرفة مدعاة للدعابة طيلة أسبوع كامل فى غرفة الأخبار ، وقد توجها صاحب البطيخة حينما رأيته بعد عدة أيام وهو يحتفل على طريقته بإنهاء تقريره عبر توزيع بعض قطع الشيكولاته الخاصة بالأطفال  على الزملاء ، فشعرت أن الرجل مقصده طيب  حتى لو قدم البطيخة تحية وتقدير لقناة الجزيرة  ، لكن الطريف أن كل الزملاء الذين عرفوا قصة البطيخة ذهبوا إلى عمر هشام  يقولون له : أين حقنا فى البطيخة اليابانية ؟ حيث زعم بعضهم كعادة رواة الأخبار ، أن البطيخة من نوع خاص وهى مربعة وليست مستديرة ، وأنهم جاؤوا بها معهم من اليابان ومن ثم فإن لها مذاقا خاصا  يختلف عن البطيخ فى بلادنا .

إن جو التوتر الذى يخيم على العمل فى غرفة الأخبار لاسيما حينما يرد خبر عاجل يجعل العاملين فى توتر وقلق دائم  ولا تبقى هناك إلا مثل هذه الدعابات لتخفف كثيراً من العناء ومن الضغوط ومن التوتر ، حتى يستطيع الجميع أن يواصل العمل بحب له ولزملائه ولييق الشعار دائما  ابتسم تبتسم لك الحياة .

Total
0
Shares
السابق
يوسف ندا

يوسف ندا : الحملة الأميركية على البنوك والمؤسسات المالية الإسلامية

التالي
عارف عبد الرزاق

عارف عبدالرزاق (3) : علاقة العراق بانقلابات سوريا ..و حلف بغداد

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share