تدمير الحياة علي الأرض 2 من 2

” يشهد العالم إعتباراً من النصف الثانى من هذا القرن تغيرات مناخية ستهز العالم على الصعيدين الاقتصادى والسياسى . حيث ستؤدى ظاهرة الإحتباس الحرارى إلى إختلال بيئى كببر. فالمدن الساحلية مثل البندقية ، والاسكندرية ، ودمياط ، وبورسعيد ، والدول الساحلية ذات الأراضى المنخفضة عن سطح البحر مثل البنجلاديش ، وسيرلانكا ، واندونسيا ، وفيتنام ، وتونس ، وسيراليون ، والصومال ، وموزمبيق واراضى الدلتات مثل دلتا المسيسبى بفلوريدا ودلتا النيل بمصر وكثير من الجزر بالمحيطات الهادى ، والاطلسى ، والهندى – سوف نتعرض لغرق مساحات شاسعة مع ارتفاع مستويات البحار. أما المناطق القريبة من خط الاستواء قد تصبح صحارى يستحيل السكنى فيها ” هذه السطور مقدمة لآخر دراسة أجراها البروفيسور خالد عبد القادر عودة رئيس الفريق الجيولوجي المصري الذي كلف بإعداد دراسة عن مستقبل مصر الجيولوجي ، الدراسة تقع فى 66 صفحة ، وكلها تحمل أرقاما مرعبة عما يمكن أن يئول إليه ليس وضع مصر وحدها وإنما وضع كثير من دول العالم بسبب ما ترتكبه الدول الكبري من تسخين لكوكب الأرض ، وقد أكد البنك الدولي فى دراسة تحليلية مقارنة نشرها فى شهر فبراير الماضي علي ما أورده البروفيسور عودة فى دراسته ، حيث قال البنك الدولي في دراسته ” إن مصر ستكون من بين البلدان الخمسة الأكثر تأثرا في العالم من ذوبان الجليد وارتفاع مستوي البحار ، لو ارتفع البحر مترا واحدا فإن 10% من سكان مصر سيتأثرون ، و12,5 % من رقعتها الزراعية سوف تغرق ” وقد نشرت صحيفة الأهرام المصرية دراسة مشابهة فى 8 سبتمبر الماضي كان عنوانها مخيفا وهو ” انهيار الدلتا فى مصر ” ، وعملية ذوبان الثلوج الآن أصبحت مخيفة ، فقد نشرت وكالة الفضاء الأوروبية تقريرا فى 16 سبتمبر الماضي قالت فيه إن مليون كيلوا مترا مربعا من الثلوج في القطب المتجمد الشمالي قد زالت ، وتوقع العلماء أن يخلوا القطب المتجمد الشمالي من الثلوج بحلول العام 2040 لكن دراسة أخري لمركز المعلومات الأمريكي حول الجليد نشرت فى 12 سبتمبر الماضي أشارت إلي أن 20% من مساحة الثلوج فى المحيط المتجمد الشمالي قد اختفت خلال العامين الماضيين فقط ، وأن هذا يمكن أن يؤدي إلي اختفاء المحيط المتجمد الشمالي فى العام 2030 وليس 2040 كما سبق وأن ذكرت وكالة الفضاء الأوروبية ، وهذا معناه ارتفاع مستوي البحار وغرق الأماكن التى أشرنا إليها آنفا ، وهناك مهمة كبري تقوم بها الثلوج التى تذوب الآن هي أنها كانت تمتص كميات كبيرة من غاز ثاني أوكسيد الكربون من الجو وذوبانها يعني أن تتحول الكرة الأرضية إلي أرض ملتهبة ، وقد بدأت الأرض بالفعل تلتهب فى أماكن كانت تعتبر ملاذ الناس فى الصيف ، فقد شهدت الدول الأوروبية ارتفاعا غير مسبوق فى درجات الحرارة هذا العام خلال أشهر الصيف حيث وصلت درجات الحراراة إلي 45 درجة مئوية في كثير من الدول الأوروبية ، ووقعت عشرات الحرائق التى التهمت كثيرا من الغابات وحتى بعض القري ، وفي العالم العربي شهدت سوريا وتونس والأردن ارتفاعا غير مسبوق فى درجات الحرارة والرطوبة ، أما في مصر فقد حذرت وزارة الصحة المصريين من التعرض لأشعة الشمس المباشرة ، حتى لا يتضرروا من الأشعة فوق البنفسجية ، وكانت حرارة الهواء كفيلة بزيادة عدد الأعاصير وقيامها بضرب أماكن لم تضربها من قبل مثل إعصار جونو الذي ضرب سواحل عمان وإيران ، وخلف دمارا هائلا ، كما بلغ عدد الفيضانات الخطيرة التى سجلتها الأمم المتحدة حتى منتصف أغسطس الماضي 70 فيضانا ضربت السودان وإثيوبيا وميانمار والفلبين وفيئتنام وإندونيسيا والصين والهند وبنجلاديش ونيبال وباكستان وأفغانستان وكلومبيا ودولا أخري ، أما بريطانيا فقد شهدت أسوأ فيضانات في تاريخها منذ ستين عاما ، ووصفت فياضانات السودان بأنها الأسوأ فى تاريخها ، الأخطر من ذلك أن 40% من أنواع الكائنات الحية تنقرض من علي سطح الأرض ، كما أن كثيرا من الأمراض الجديدة بدأت تتفشي ، علاوة علي زياد ةالأمراض السارية مثل الأسهال والحمي والتيفود وهناك ثلاثة مليارات إنسان أي أكثر من نصف سكان الأرض مهددون بنقص المياه ، لكن هل هذه الصورة المرعبة لها حل ؟
الحل هو في التزام الولايات المتحدة والدول الكبري بالمعايير التى تحد من تلوث الكوكب ، لكن نيكولاس شتيرن كبير الخبراء الأقتصاديين السابق في البنك الدولي كان أكثر دقة من خلال تقرير أعده للحكومة البريطانية فى شهر نوفمبر من العام 2006 قال فيه إن إنفاق واحد في المائة فقط من الناتج العالمي للحفاظ علي البيئة يمكن أن يؤدي إلي استمرار النمو مع توفير بيئة نظيفة ، لكن الأستمرار فى تدمير الكوكب علاوة علي الخراب الذي أشرنا إليه آنفا فإنه سوف يؤدي إلي تقليص الأقتصاد العالمي بنسبة 20% فهل سيستمر أنصار الربح السريع فى تدمير الكوكب والحياة عليه أم أن هناك من سوف يجبرهم علي الوقوف عند حدهم حتى تستمر الحياة علي الأرض .

للإطلاع : تدمير الحياة علي الكرة الأرضية 1 من 2

Total
0
Shares
السابق

تدمير الحياة علي الأرض 1 من 2

التالي

تتويج مسيرة الفشل

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share