تدمير الحياة علي الأرض 1 من 2

في ظل الأزمات السياسية الدولية والحروب القائمة فى العراق وأفغانستان ودول أخري ، تلك الحروب والأزمات التى سببها النظام الأحادي القطب الذي تقوده الولايات المتحدة فإن هناك جريمة كبري ترتكب بحق الأنسانية كلها وتتصاعد وتيرتها يوما بعد يوم وبشكل متسارع دون أن تلقي الأهتمام الكافي ألا وهي جريمة تلويث كوكب الأرض وزيادة الأنبعاث الحراري ، مما أدي إلي تغيير المناخ علي الكوكب ومن ثم تهديد حياة عشرات الملايين من الناس بل تهديد كثير من الجزر ودلتا الأنهار وبعض الدول بالزوال ، وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية التى ترفض التوقيع علي كافة الأتفاقيات التى تحد من عملية تلويث الأرض ، هي المسئول الأول عن كثير من الكوارث التى تصيب دول العالم جراء تغيير المناخ ، حيث أنها الملوث الأول للأجواء بغاز ثاني أوكسيد الكربون بنسبة 39,4% تليها روسيا بفارق كبير نسبته 5,9 % ثم اليابان 4,9 % ثم ألمانيا بنسية 3,2% ثم كندا بنسبة 2,3% ثم باقي دول العالم تباعا والعجيب أن الأدارة الأمريكية ترفض أي اتهامات بهذا الشأن وقد نشرت بي بي سي علي موقعها علي شبكة الأنترنت تقريرا في 14 سبتمبر الجاري قالت فيه ” إنه يوجد فى البيت الأبيض من ليس مقتنعا بنظريات التغير المناخي ، إلا أن البروفيسور جون ماربرغر أحد مستشاري الرئيس بوش أعلن ـ أخيرا ـ أن البشرية تتحمل بنسبة 90% المسئولية عن التغير المناخي وأن تراكم ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي يزيد من حرارة الأرض ومن ثم ستزداد درجات الحرارة أكثر فأكثر حتى تصبح الحياة علي الأرض مستحيلة ” لكن مستشار بوش لم يشر إلي أن الولايات المتحدة هي الملوث الأول والأكبر للكون بغاز ثاني أوكسيد الكربون وإنما حمل البشرية المسئولية ، لكن العضو الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا ورئيس لجنة المراقبة والتحقيق فى الكونجرس الأمريكي هنري واكسمان ، كان أكثر جرأة من مستشار بوش جون ماربرغر حيث أتهم في شهر يناير الماضي إدارة بوش بأنها ” تقوم بتضليل الشعب الأمريكي والرأي العام حول الأبحاث المتعلقة بالأنبعاث الحراري وأنها تتدخل فى نتائج الأبحاث وتشكك فيها طبقا لمعايير سياسية ” .
وكانت المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل التى تبدي اهتماما بالتغيرات المناخية رغم مشاركة بلادها في جريمة تلويث الكون واحتلالها المرتبة الرابعة في نسبة انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون قد دعت في مستهل زيارة رسمية قامت بها للصين فى 27 أغسطس الماضي الحكومة الصينية إلي بذل جهد أكبر للحفاظ علي المناخ إلا أن رئيس وزراء الصين رد عليها قائلا ” أن الصين ربما شاركت فى تغيير المناخ خلال العقود الثلاثة الماضية ، لكن الغرب لوث الأجواء بنموه السريع طوال مائتي عام ” لكنه لم يعلن استعداد بلاده للتوقف وإنما أكد علي الأستمرار فى برنامج النمو الأقتصادي حتى لو كان علي حساب باقي البشر فقال ” الصينيون شأنهم شأن كل الناس يتمنون رؤية سماء زرقاء ، وتلال خضراء ، ومياه صافية ، لكن الصين تعمل جاهدة لتمنية اقتصادها ” ، وهكذا فإن الدول الكبري تتبادل الأتهامات دون أن يكون لديها أدني استعداد للقيام بخطوات عملية للحد من انبعاث ثاني أوكسيد الكربون وتسخين الكوكب والتسبب فى الكم الهائل من الكوارث التى تزداد عاما بعد عام ، فقد أعلن يفو دي بوبر الأمين العام للجنة الدولية للتغيير المناخي بالأمم المتحدة فى تصريحات أدلي بها فى فيينا فى 29 أغسطس الماضي عن ” صعوبة إبرام اتفاق دولي حول التغيير المناخي في العام 2009 وذلك بسبب عدم جدية الدول المسئولة عن التلوث ” ، وهذا معناه زيادة عدد الكوارث التى يعيشها العالم ، فقد وصف العام 2007 بأنه عام الأعاصير والفياضانات والكوارث حيث أعلنت الأمم المتحدة في تقرير نشرته فى أغسطس الماضي أن عدد الكوارث التى ضربت العالم ارتفع من 200 كارثة سنويا حتى العام 2005 ليصل فى العام 2007 إلي 400 كارثة رغم أننا كنا فى منتصفه ، وتترواح هذه الكوارث بين الأعاصير والزوابع والفيضانات والحرائق والجفاف وزيادة درجات الحرارة مما أدي إلي أضرار بالغة تخطت المناطق الفقيرة التى كانت ما تكون المتضرر الأول ووصلت إلي بعض الدول الغنية المتسببة في تخريب الكون وهذا ما سوف نتابع أثاره فى الأسبوع القادم .

Total
0
Shares
السابق

بعيداً عن الإنسانية : أسرار الاهتمام الأمريكي البريطاني بدرافور

التالي

تدمير الحياة علي الأرض 2 من 2

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share