كشف الضابط المشارك في محاولة انقلاب الصخيرات أحمد المرزوقي ج7 من حواره مع أحمد منصور في برنامج شاهد على العصر، الذي جرى بثه فى 5 مايو 2009، تفاصيل معاناتهم مع مختلف الحشرات داخل زنازين سجن تازمامارت و قصة وفاة أول سجين جراء التعذيب والإهمال ودفنه دون غسل أو كفن
مقتطفات من حوار أحمد المرزوقي ج7
قصص الموت فى سجن تازمامارت
روى أحمد المرزوقي أحد الناجين من سجن تازمامارت تفاصيل مخيفة حول اعتقالهم في ذلك السجن الذي شبهه بالقبور ، وقال إن فصل الصيف كان بمثابة الجحيم بعينه بحيث لا تدخل لهم نسمه هواء حتى أنهم كانوا يحاولون استنشاق الهواء من خلال ثقوب صغيرة تطل على دهليز.
شتاء تزمامارت
وقال المرزوقي كان الشتاء يدوم ثمانية أشهر، وحتى تلك الفترة التنقلية ما بين الصيف والشتاء كانت قصيرة جدا بحيث أنه في وقت قصير تنقلب الزنزانة إلى فرن من كثرة الحرارة المفرطة التي تفوق 44 درجة في الظل، ، وأضاف كنا نختنق اختناقا داخل الزنازين، وهنا كانت مأساة أخرى هي مأساة الروائح الكريهة، كانت الزنزانة تعج بمختلف أنواع الحشرات الزاحفة والطائرة، مثل الصراصير التي كانت تكسو الجدران، طبقات من الصراصير يعني شيء فظيع، وذات يوم اشتكينا من الصراصير فجيء بالدواء وأخذوا يرشون الدواء علينا وعلى الصراصير واختنقنا، كان البعض على وشك الهلاك.
وأضاف لما انتهينا من الصراصير ماذا وقع؟ فإذا بنا نفاجأ بأكثر من الصراصير وهو البق، واكتشفنا -وهذه على العلماء أن يتحققوا منها- اكتشفنا أن الصراصير تأكل البق، لما ذهبت الصراصير جاء البق والبق يعني يستحيل التعايش معه، إضافة إلى الفئران والأفاعي.
وتابع أحمد المرزوقي: بخصوص العقرب، لسعت العقارب الكثير من المرات السجناء وأنا شخصيا لسعتني عقرب وكنت على وشك الموت يعني أحسست بألم فظيع، لما فتح علي الباب في الصباح طلبت من الحارس، أحد الحراس كان من أخبث الحراس اسمه بغازي قلت له اعطني عود ثقاب أبحث عن العقرب فهو قهقه ضاحكا وقال العقرب مسكين ماذا فعل العقرب؟ إن لم تؤذه لا يؤذك أنت الذي ابتدأت بأذيته، وذهب.
رسائل مهربة
ونقل المحاور رسالة من الرسائل التي كانت تهرب من السجن، من معتقل إلى عائلته قال فيها “صحتي متزعزعة، فقدت أسناني، معدتي التهبت، أتبول أكثر من 12 مرة في اليوم، الأكزيما تقرض جسمي بكامله. كن مطمئنا أنا لا أخشى الموت، ما أطلبه هو أن يأتي مترفقا وفق ضوابط الإسلام”.
مومياوات متحركة
وكتب آخر “تصور أننا تحولنا إلى مومياءات متحركة بوزن 45 كيلوغراما، الوجه هنا موحش بشعر طويل ولحية نجزها بطرف قطعة من توتياء مسنونة أما الأظافر فنقرضها كيفما اتفق بأسناننا، بالنسبة لمن أسعدهم الحظ ببقائها. غدا ثلاثة أرباع فرسان العذاب تعساء ونصف مجانين برأس أجرد حل به الصلع في الثلاثين من العمر. 18 عاما لم يزر تزمامات طبيب أو ممرض ولم يعط أي دواء للسجناء، المرضى كلهم شبان في قمة اللياقة البدنية سابقا غير أن السجن حطم أجسامهم”.
وفاة أول سجين جراء التعذيب والإهمال
وأوضح المرزوقي أن الموت بدأ يهاجمهم فسقط أول ضحية داخل السجن وهو الطيار محمد الشمسي، تلاه عدد كبير مما نهش المرض أجسادهم.
وأكد المرزوقي أن بعض الضباط أصابه الجنون من الأهوال التي كان يراها، كالملازم المرحوم عبد السلام حيفي وآخرين وميمون الفاغوري الذي كان الوقع عليه صعبا جدا وزاد الأمر تفاقما عندما سمع بموت ما يزيد على سبعة من أصدقائه في العنبر الثاني.
لغز الأفارقة في تزمامارت
وكشف أحمد المرزوقي أنه في العام 1978. جاء أناس بينهم مجموعة من الأفارقة إلى تزمامرت، عددهم 16 أسيراً، وجرى نقلهم إلى العنبر الأول، و المدير ارتأى أن يرحل نصف المعتقلين في العنبرإلى العنبر الثاني، المعروف بعنبر الموت.
فهرس موضوعات حوار أحمد المرزوقي ج7
0:00 جحيم الصيف في تازمامارت
1:39 الرائحة الكريهة داخل الزنازين
4:05 العقارب والافاعي داخل الزنازين
5:28 الأمراض تنهش أجساد المعتقلين
7:30 الموت يلاحق المعتقلين
8:03 موت الطيار محمد الشمسي في سجن تازمامارت
9:49 الوجبات في سجن تازمامارت بعد سجن أحمد خربوش
14:22 كيفية معرفة الأيام والتواريخ
15:20 حفظ المعتقلين للقرآن في فترة السبعينات
15:28 دور الحارس العربي الويز في رع معنويات المعتقلين
18:30 كيف مات الشمسي
19:27 تعامل الحراس مع الموتي في السجن
20:23 ايوب سجن تازمامارت محمد الغالو
28:24 دور الراشدي بن عيسى في التخفيف عن الغالو قبل وفاته
29:30 فظاعات الموت داخل العنابر
32:42 إصابة بعض المعتقلين بالجنون ومظاهر الجنون
40:50 لغز الأفارقة الذين جاؤوا إلى تزمامارت
44:53 أسباب دخول الصديق المولودي في تازمامارت
