مرسى وشفيق .. السجن … أو كرسى الرئاسة؟!!

مع اقتراب ساعة الحسم لاختيار رئيس مصر القادم، دخلت المواجهة بين المرشحين أحمد شفيق ومحمد مرسى مرحلة «كسر العظم»، وتجاوزت حدود المنافسة السياسية إلى الصراع الذى له ما بعده، أحمد شفيق آخر رئيس حكومة فى عهد المخلوع حسنى مبارك الذى أعلن فى بداية الدعاية لجولة الإعادة أنه لا مانع لديه من تعيين رئيس حكومة من الإخوان المسلمين، الحزب الأكبر فى مجلس الشعب، غير خطابه بشكل جذرى وأصبح يعتبر الإخوان المسلمين العدو اللدود، حيث شن عليهم هجوما قاسيا فى مؤتمره الصحفى الذى عقده يوم الأحد الماضى 10 يونيو 2012وأكمل هجومه فى حواراته التليفزيونية وبيانات أصدرتها حملته كان من بينها اتهامهم بأنهم الذين ارتكبوا الجرائم التى وقعت يوم موقعة الجمل حيث كان شفيق رئيسا للحكومة كما اتهمهم بممارسة «الدعاية السوداء» ضده، ويصرون على «الحرق والتلفيق ونشر الشائعات» ويريدون بيع قناة السويس، كما اتهمهم باستخدام المساجد لبث الدعاية السوداء ضده، كل هذا وهو كما قال عن نفسه «مرشح واقف بطوله». شفيق الذى لديه ماكينة إعلامية متفوقة بشكل كبير على ماكينة الإخوان، كان يقرأ من الأوراق كل كلمة، ولم يحاول الارتجال خوفا من الخروج عن النص المكتوب له، ويبدو أنه خشى من فقرة من الفقرات فقال حينما كاد يقرؤها «هفوت الحتة دى» وسط تأكيدات أنه استقدم خبراء أجانب دفع لهم مبالغ طائلة متخصصين فى الحملات الانتخابية وهم الذين لعبوا الدور الأساسى فى تقدمه بهذا الشكل الملحوظ، فقرروا استخدام فزاعة الإخوان لاستقطاب جموع الشعب حول شفيق، علاوة على أجهزة الدولة التى تقف بكل إمكاناتها خلف شفيق على اعتبار أنه امتداد لهم. الإخوان المسلمين بدوا مرتبكين حينما باغتهم شفيق بالهجوم الكاسح والحاد عليهم ووقعوا فى خطيئة موقف الدفاع، وكأن اتهامات شفيق لهم حقيقية وليست تكتيكا إعلاميا وانتخابيا يتم اللجوء إليه فى الغرب، وكان هذا التكتيك «تكسير العظام» واضحا بين ساركوزى وأولاند فى جولة الإعادة، لكنهم سرعان ما استجمعوا قوتهم وشنوا هجوما كبيرا مضادا عليه، وأصدروا بيانات وعقدوا مؤتمرات اتهموا خلالها شفيق باختلاق الأكاذيب وتضليل الرأى العام ووصفوا أسلوبه بأنه «أسلوب المفلسين» الذين لا يحترمون القيم والأخلاق وشرف الخصومة، واستنكروا اتهام شفيق لهم بأنهم هم الذين قتلوا الثوار فى موقعة الجمل خلال الثورة، وقالوا إن الشعب يعلم أن قيادات الحزب الوطنى المنحل هى التى ارتكبت الجريمة بينما كان شفيق رئيسا للحكومة، ولم يتخذ أى إجراء لوقفها، ثم قلبوا عليه الطاولة واتهموه صراحة بأنه ضالع فى الجريمة، كما شن مرشحهم محمد مرسى هجمات قوية ضد أحمد شفيق أيضا وقال «إذا لبست الثعالب والضباع لبس الطيور فلا يخيل على الناس أبدا وإن الذئب هو الذئب …». ما يحدث الآن بين مرسى وشفيق ليس هو المعركة الحقيقية بين الطرفين، لكن المعركة الحقيقية ستكون بعد فوز أى من المرشحين بالرئاسة، فإذا فاز شفيق سينتقم من الإخوان ويمزقهم كل ممزق ومعه كل أجهزة الدولة التى تعادى الإخوان منذ ستين عاما، وشفيق قال بالنص «لن أقبل أن يضيع حقى، ليس حقى فى تولى الرئاسة ولكنى أتعرض للظلم نتيجة تصرفات خاطئة»، كما أنه تعهد ببذل كل جهد من أجل ما سماه «حماية مصر من الإخوان»، وهذا يعنى أن الإخوان سيعودون لمرحلة الصراع مع النظام والاستنزاف والقضايا الملفقة والأحكام الجائرة، والسجون والمعتقلات، لا سيما أن الضباط الذين كانوا يلفقون القضايا وما بعدها ما زالوا فى مواقعهم ومناصبهم، وكذلك كل الأجهزة تعمل على قدم وساق كما كانت تفعل من قبل، كل ما سوف يتغير هو أن مبارك قد ذهب وجاء شفيق. أما إذا فاز مرسى، فإن ملفات شفيق المكدسة فى مكتب النائب العام سوف تفتح الواحد تلو الآخر، علاوة على الملفات الأخرى التى توجد وراء الكواليس له ولرموز النظام السابق، وهذا يعنى أن شفيق سيحل ضيفا على رئيسه مبارك وأصدقائه الوزراء المحبوسين فى سجن طرة، لذلك فإنه ليس أمام شفيق إلا كرسى الرئاسة أو السجن، وليس أمام مرسى والإخوان إلا السجن أو كرسى الرئاسة، أما الشعب المصرى فهو الذى سيصدر حكمه فى جولة الإعادة يوم السبت وإنا لمنتظرون؟!

Total
0
Shares
السابق

معركة النواب والقضاة!!

التالي

!الثورة إلى نقطة الصفر

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share