عمر سليمان يعود إلى المخابرات

هذا الخبر الذي بثه التليفزيون الاسرائيلي فى 14 فبراير 2011 أي بعد خلع حسني مبارك وعمر سليمان مباشرة يفسر معظم الاحداث التي وقعت فى مصر منذ ذلك الوقت وحتى ترشيح عمر سليمان نفسه لرئاسة مصر، فى ذلك الوقت تم تداول معلومات على نطاق واسع ان عمر سليمان لم يذهب الى بيته، مع تأكيدات بأن العداء الشخصي بين عمر سليمان و المشير طنطاوي لن يعيد سليمان للواجهة، غير ان الوضع تغير بعد الزيارة التي قام بها اللواء محمد العصار مساعد وزير الدفاع والمسؤول عن ملف التسليح في الجيش المصري فى شهر يوليو الماضي الى الولايات المتحدة،وقد علمت من اكثر من مصدر بعدها انه تم اعادة عمر سليمان الى مكتبه كمستشار لمدير المخابرات العامة لاسيما وانه قضى اكثر من ثلث عمر جهاز المخابرات العامة مديرا له، ومن المعروف ان المخابرات العامة اسسها زكريا محيي الدين عضو مجلس قيادة ثورة يوليو منتصف الخمسينيات بمساعدة السي آي ايه، لكن الاتهامات وجهت ـ ولا تزال ـ لعمر سليمان بانه فتح ابواب جهاز المخابرات على مصاريعها بعد ذلك للاميركيين والاسرائيليين حيث وصلت علاقاته بالاسرائيليين الى مراحل شخصية حميمة وكان اكثر مدير مخابرات فى العالم يتردد على اسرائيل، ومنذ ان تولى مهام منصبه عام 1993، نجح في اقامة اتصالات دائمة مع معظم قادة الاجهزة الاستخبارية الاسرائيلية، كالموساد، والمخابرات الداخلية «الشاباك »، وشعبة الاستخبارات العسكرية، وحينما عينه مبارك نائبا له قالت عنه «الجيروزاليم بوست» الاسرائيلية :«انه رجل اسرائيل الاول في مصر وصانع امجاد النظام… تأخرت خطوة تعيينه نائبا لمبارك ثلاثين عاما»اما دان ميردور وزير الشؤون الاستخباراتية في الحكومة الاسرائيلية فقد عبر عن سعادة اسرائيل بهذا التعيين قائلا في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية بتاريخ 30-1-2011 : «رغم التوقعات السوداوية التي تسود لدينا، فإن الامل الوحيد الذي نتعلق به هو ان تؤول الامور في النهاية الى عمر سليمان، ان تجربة العلاقة بيننا وبين هذا الرجل تجعلنا نؤمن ان العلاقات بيننا وبين مصر في عهده ستكون اكثر رسوخاً مما كانت عليه في عهد مبارك ».
اما الاميركان فقد كانوا يرتبطون بعلاقات اوثق مع عمر سليمان كشفت جانبا منها الباحثة الاميركية الكاتبة في مجلة «نيويوركر»«جين ماير في كتابها» الجانب القاتم حيث ذكرت ان : «المخابرات المركزية تتخذ – «عمر سليمان»شريكا لها في تنفيذ «المهمات غير العادية»خصوصا في تنفيذ برنامجها السري لملاحقة واصطياد «الارهابيين الاسلاميين»من جميع انحاء العالم وجلبهم الى مصر وتكليف «سليمان»شخصيا بانتزاع اعترافات منهم عن طريق التعذيب الشديد غير المصرح به على الاراضي الاميركية وفقا لقوانينها الشكلية ».
في هذا الاطار عبر صديق مبارك و سليمان الحميم بنيامين بن إليعازر الذي وصف مبارك بانه «كنز استراتيجي»لاسرائيل، عن الرغبة الملحة بان يصبح عمر سليمان رئيسا لمصر فقال في حوار لراديو جيش اسرائيل بث مساء 9 ابريل الماضي 2012، ان مدير المخابرات المصرية العامة السابق، اللواء متقاعد عمر سليمان، هو «المرشح الافضل لرئاسة مصر من حيث مصالح اسرائيل»، وفجأة ظهر علينا عمر سليمان قبيل اغلاق باب الترشيح ليعلن عن ترشحه لكن يبدو ان المشير طنطاوي الذي يكن كراهية لا بأس بها لعمر سليمان كره ان يؤدي التحية او يسلم السلطة لصديقه اللدود، فأبعده.
لم يخرج عمر سليمان لينفي ايا من هذه المعلومات التي نشرها اصدقاؤه الاميركان والاسرائيليون عنه، وما يقال عن سليمان يقال عن معظم اركان نظام مبارك، وما يزعجنا هو اننا لم نقرأ او نسمع ان ايا من عسكر اسرائيل قدم اي خدمة لمصر مثل التي قدمها هؤلاء لاسرائيل ولم تخرج علينا صحيفة مصرية اومسؤول مصري واحد ليشيد بأي جنرال او حتى عسكري اسرائيلي ويدعي انه يمثل كنزا استراتيجيا او حتى نحاسيا لمصر، الى اين اوصل هؤلاء مصر وكيف سيدون التاريخ هذه الصفحات ؟ لاسيما وان هؤلاء لا يزالون يشكلون اركان السلطة في مصر ؟

الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

كشف المستور

التالي

عسكرنا.. وعسكر إسرائيل؟!

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share