يكشف الكاتب الإسرائيلي آلون مزراحي، في تغريدة على حسابه على موقع x في 25إبريل 2024، عدداً من الصفات و الأبعاد النفسية لشخصية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومنها أنه غبي ومختل وجاهل ومعتل إجتماعياً، ومخادع مصاب بجنون العظمة، ويوضح خططه وأهدافه والنتائج المترتبة عليها،
آلون مزراحي
ما هو هدف نتنياهو من كل هذا؟
سألني هذا السؤال عدد من الأشخاص كل على حدة، فإليك أفضل إجابة على هذا السؤال.
أولا: عليك أن تتذكر أن نتنياهو ليس فقط مختلًا يخلو تماما من المشاعر الإنسانية الطبيعية، ولكنه أيضا مفكر ضحل جدا وشخص غبي بشكل عام. ليس لديه سوى موهبة واحدة وهي الخداع والكذب. يتم تضخيم هذه الموهبة بشكل كبير من خلال البلاهة المتأصلة التي لا يمكن إصلاحها في الثقافة السياسية الأمريكية، إلى جانب نزعة تفوق العرق الأبيض، والغرائز الاستعمارية، واليهودية الصهيونية الرومانسية، وعقدة الشعور بالذنب الغربي.
تذكروا أيضا: نتنياهو جبان، لذلك فهو لا يبادر أبدا إلى إجراء كبير وحاسم بشكل علني ومباشر. سلاحه هو الاستنزاف والتدهور المستمر البطيء الذي يؤدي إلى ظهور الأشياء وكأنها تنفجر من تلقاء نفسها.
أهداف نتنياهو من الحرب على غزة
لنتنياهو في هذا هدف ثلاثي:
- جعل معاداة السامية قوة جارفة.
الجزء الأول والأكثر أهمية هو جعل إسرائيل واليهود مكروهين قدر الإمكان في جميع أنحاء العالم. قد يبدو هذا غير بديهي، لكنه مع ذلك صحيح. فعندما تصبح إسرائيل واليهود مكروهين، ومعرضين للخطر، وتسيطر عليهم مخاوف وجودية، فإن انتصار معسكر جنون العظمة اليهودي (نتنياهو، وأيباك، ورابطة مكافحة التشهير، وما إلى ذلك) يكون مضمونا. ومن خلال إبقاء اليهود خائفين ولا يفكرون -يتمتع هذا المعسكر بسلطة مطلقة على الشؤون اليهودية داخليًا وخارجيًا – علماً أن نتنياهو يحرص على التحدث باسم اليهود في أوقات الاضطرابات الكبيرة. وهذا يضعه في دائرة الضوء وفي الموقف الذي يتوق إليه هذا النرجسي المعتل اجتماعيًا. - إنهاء فلسطين.
أما الشق الثاني فهو الحل النهائي للمشكلة الفلسطينية، الذي يؤرق إسرائيل ويدمر حياتها وسمعتها، ويشكل سحابة لا تطاق فوق رأسها. لقد دفع نتنياهو الأمور ببطء نحو واقع لا تبدو عنده الإجراءات الجذرية مبررة فحسب، بل ضرورية للغاية. إن سيطرته الكاملة على النظام السياسي الأمريكي تمنحه الوهم بأنه قادر على دفع هذه الأجندة حتى يتمكن من تدمير وإبادة وتطهير الكثير من الفلسطينيين عرقيًا، وستصبح فلسطين هدفًا سياسيًا مستحيلًا (سيتم إبقاء بعض الفلسطينيين على قيد الحياة ليكونوا بمثابة دعائم لإسرائيل). - المجال الحيوي.
أما الجزء الثالث فهو توسيع نفوذ إسرائيل وإخضاع الشرق الأوسط برمته للحكم الإسرائيلي الأمريكي المباشر. وسوف يشمل ذلك أجزاء من لبنان، والأردن، وسوريا (وفي وقت لاحق، بمجرد إضعافها بالقدر الكافي، ربما أجزاء من مصر أيضا). وهذا يتطلب القضاء على إيران كمعارضة للهيمنة الإقليمية الغربية الإسرائيلية الكاملة.
إن نتيجة اعتلال نتنياهو النفسي سوف تكون تدمير إسرائيل
آلون مزراحي
بحلول هذه المرحلة، أنا متأكد من أن الولايات المتحدة تعرف خطة نتنياهو، كما أصورها هنا، وهي تؤيدها بالكامل. ولهذا السبب فإنهم يسيرون بتناغم تام مع تصرفات نتنياهو: فهم يساعدونه على غليان الأمور ببطء، حتى يتمكنوا من تقديم هذه الخطة كمعركة دفاعية ضد التطرف والإرهاب وما إلى ذلك.
خطة نتنياهو ستفشل تماما. ذلك لأنه غبي ومصاب بجنون العظمة. فهو غير قادر على تقييم الأمور بشكل واقعي. وهو لا يأخذ في الاعتبار المعارضة الداخلية لخطته في الغرب (موجة التظاهرات الحالية ما هي إلا قمة جبل الجليد. وقريباً سوف ينحدر الغرب إلى الفوضى المجتمعية). كما أنه لا يقّدر بشكل صحيح قوة محور المقاومة، ومدى تصميم الصين وروسيا والجنوب العالمي على إنهاء الاستعمار الأمريكي العالمي. وأخيرا، ليس لديه أي فكرة عن مدى إرهاق المجتمع الإسرائيلي وكسره.
وهو يخطئ في حساباته لأنه غبي، ومصاب بجنون العظمة، ومنعزل، ليس ذلك فقط، ولكن لأنه أيضاً يتصور أن كل الأميركيين يمكن خداعهم بسهولة، أو أنهم أغبياء مسيحيون ساذجون، أو في أفضل الأحوال، خراف خائفة يمكن السيطرة عليها بسهولة من خلال التهديدات بتدمير الاقتصاد وسمعتها.
ومن عجيب المفارقات هنا أن كل من يرغب في تدمير إسرائيل (وإنهاء الاستعمار الغربي) ينبغي له أن يهتف له، بينما يتعين على كل من يدعم إسرائيل أن يبذل قصارى جهده لإزاحته
آلون مزراحي
إن نتيجة اعتلال نتنياهو النفسي سوف تكون تدمير إسرائيل، وربما ما يعادل ثورة أميركية ثانية. ومن عجيب المفارقات هنا أن كل من يرغب في تدمير إسرائيل (وإنهاء الاستعمار الغربي) ينبغي له أن يهتف له، بينما يتعين على كل من يدعم إسرائيل أن يبذل قصارى جهده لإزاحته.
بعد هذه الكارثة التي تلوح في الأفق، لن يكون أحد صهيونيا.
