حسن مالك يشترى مصر؟!

اتصلت على صديقى رجل الأعمال حسن مالك وقلت له مداعبا: «حتى تجارة اللحوم أصبحت تسيطر عليها يا أبومعاذ؟»، ضحك من قلبه طويلا ثم قال لى: «هل وصلك الخبر؟»، قلت له: «بل الأخبار؛ كل يوم ينشر عنك خبر جديد عن مجال جديد من التجارة أو الصناعة تسيطر عليه فى مصر أنت أو خيرت الشاطر، والحقيقة أن ما ينشر عنكما الآن لا يدعو للضحك، وإنما لوقفة جادة وحازمة لأنها حملة تشويه مرتبة ومنظمة تقف وراءها قوى وأنظمة وجهات داخلية وخارجية، وهى امتداد لحملة التشويه المنظمة التى بدأت مع انتخابات مجلس الشعب ثم الانتخابات الرئاسية، التى ذكر من بين ما ذكر فيها أن الإخوان المسلمين سيقومون ببيع قناة السويس، والآن هناك حملة ضد رجال الأعمال الإخوان أنهم سيحلون محل رجال الأعمال الفاسدين من رموز النظام السابق، ويجب أن تدرك أن تأثيرها على المدى البعيد إن لم تتحركوا لإيقافها سيكون خطيرا، كيف تقبل أن ينشر عنك أنك وخيرت الشاطر ورجال أعمال آخرين كونتم شركة برأسمال 800 مليون دولار من أجل السيطرة على تجارة اللحوم فى مصر وخارجها، وقد خرجت القصة من مصر لتنشر فى الكويت وربما دول أخرى غدا؟! كيف تقبل أن ينشر عنك أنك اشتريت أحد البنوك المصرية وأنت لم تفعل ذلك والناس تصدق ما ينشر؟ خبر آخر يقول إنك اشتريت شركة لافارج للأسمنت أكبر شركة أسمنت فرنسية تعمل فى مصر، وإنك مع رجال أعمال آخرين من الإخوان المسلمين تقومون بإجبار رجال الأعمال على بيع مصانعهم لكم تحت التهديد والوعيد والابتزاز والخبر حولكم لبلطجية! وخبر مفبرك آخر أنك تقوم بتهريب الأموال إلى الجيش السورى الحر عبر يخت تملكه وتوصل لهم الأموال فى عرض البحر! وخبر آخر نشر يوم الخميس على صدر صحيفة فاشلة تمول بأموال الشعب المصرى يقول إنك استحوذت على أربعة مليارات جنيه من خلال احتكارك مشروع نظافة مصر الذى تقوم به 1200 شركة نظافة على مستوى الجمهورية منها عشر شركات أجنبية، وإن الرئيس محمد مرسى اعتمد لك العطاء وسوف يرسو عليك، وخبر آخر أن الجمعية المصرية لتنمية الأعمال «ابدأ» التى أسستها وتضم رجال أعمال مصريين من كافة المشارب هدفك الرئيسى من ورائها هو السيطرة والهيمنة على أربع وزارات رئيسية هى وزارات الاقتصاد والصناعة والمالية والتجارة، وأنك تدير هذه الوزارات الآن من خلال هذه الجمعية التى هى جمعية مهنية تقوم على تدريب الشباب مهنيا وتدعم المشروعات الصغيرة وتؤهل الشباب فى مجال الأعمال، وحسب معرفتى بالجمعية فإنها جمعية مهنية تعمل فى مجال خدمة الناس، حولتها الصحافة الصفراء إلى قوة ضاربة تدير الوزارات، والأمر تعدى حدود مصر إلى خارجها حيث تنشر هذه الأخبار على نطاق واسع». لنا أن نتخيل أن هذه الأخبار نشرت على خريطة عدد من الصحف خلال أسبوعين بشكل دقيق ومنظم، وما ينشر عن حسن مالك ينشر مثله عن خيرت الشاطر وعن رجال أعمال آخرين من الإخوان، والذى صدمنى هو أنهم جميعا يتعاملون بسخرية وسلبية مع هذه الأكاذيب، أنا شخصيا لى تجربة سابقة امتدت منذ بداية عملى فى قناة الجزيرة قبل ما يقرب من ستة عشر عاما ولا زالت، اعتمدت فيها سياسة أن من ينال منى لا أنال منه بل أسحقه لا سيما من هؤلاء الصحفيين المرتزقة والمأجورين، وحينما نالتنى صحيفة «الأهرام» بالتشويه قبل عدة سنوات ذهبت إلى واحد من أكبر مكاتب المحاماة فى مصر وقلت له: «أريد أن آخذ حقى من صحيفة الأهرام»، وأخذته بالقانون، أقول لحسن مالك وخيرت الشاطر، وكل مصرى شريف يجد خبرا مكذوبا أو تشويها لصورته فى الصحف الصفراء والمأجورة: «اذهبوا إلى المحاكم وخذوا حقكم بالقانون»، فالحملة لن تتوقف لأن الجهات التى تقف وراءها تعرف ماذا تفعل وماذا تريد، وليس هناك إلا الردع بالقانون. فهل يذهب حسن مالك وخيرت الشاطر وغيرهما إلى المحاكم أم يستمرون فى سياسة الصمت التى ربما تقود إلى عواقب وخيمة فى تشويه الصورة والسمعة على المديين البعيد والقريب؟

Total
0
Shares
السابق

لحية رئيس الحكومة

التالي

فوضى فى القصر الرئاسى

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share