إهانة الرئيس

الحاكم هو رمز الدولة فى كل الأنظمة به يصلح حال الناس أو يفسد، وله وضعه فى الدستور الذى يوجب احترامه مادام يقوم بمسئولياته وواجباته تجاه شعبه، ورغم أن وضع بعض الحكام فى دساتير دولهم يصل إلى مرحلة التقديس فإن المسلمين لهم قاعدة فى الحكم تقوم على مبدأ «أطيعونى ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لى عليكم» حتى لو وصل الناس إلى عصيان الحاكم فإنهم لا يهزأون به أو يتطاولون عليه أو على عائلته وأبنائه، وإنما كل شىء بالقانون والأصول على قاعدة «ولا تزر وازرة وزر أخرى»، لاسيما إذا كان الحاكم قد جاء بخيار الشعب ولم يفرض عليه فرضا مثل الحكام الذى اغتصبوا السلطة فى العالم العربى طوال العقود الماضية، لكن ما يحدث فى مصر الآن من قبل بعض فلول الإعلاميين تجاه الرئيس محمد مرسى الذى لم يمض فى منصبه سوى شهر واحد فاق كل أشكال الحماقة واللياقة ووصل إلى مرحلة السفاهة والتفاهة والسفالة والانحطاط، لم أصدق ما قرأته وما شاهدته من لقطات لبرامج تليفزيونية مليئة بالتطاول على رئيس الجمهورية دون أى مبررات أو مستندات، لكن مصادر الشتائم والسباب أغنت عن الأسباب، لأنها بطبيعتها آبار لا تنضح إلا بالقاذورات، وكلهم من أراذل الناس بعضهم من السفلة وآخرون من سفلة السفلة، وكل منهم تاريخه معروف فى الابتزاز والكذب والتدليس، وفى موازين البشر لا يساوى أحدهم جناح بعوضة، قضوا حياتهم فى التطاول على أعراض الناس وعلى شرفهم.. يا إلهى.. كان الأوجب بهؤلاء بعد الثورة وقد قضوا حياتهم فى نفاق الحاكم المخلوع الفاسد وأبنائه ونظامه أن يبحثوا عن مكان يختفون فيه عن عيون الناس، لا أن يطلوا على الشعب بهذه الصفاقة والحماقة، ما تركوا شريفا إلا ونالوا منه ولا وضيعا إلا ورفعوه، حديثهم هو الإفك والكذب، وكلامهم هو النفاق والذلة، يُستأجرون كالنائحة يؤدون أدوارهم لمن يدفعون لهم، ويظلون يكذبون ويكذبون ويكذبون حتى يصدقوا أكاذيبهم وللأسف يصدقهم بعض الناس، يضعون العناوين الكبيرة للمضامين الفارغة مثلهم، فى المقابل فإن الذين ينالهم الأذى لا يحركون ساكنا، لا أعرف عن ضعف؟ أم عن جبن؟ أم عن عجز؟ وفى هذا يصدق عليهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «عجبت لجلد الفاجر وعجز الثقة» وأكبر ما يؤلمنى هو العجز أوالصمت أو الضعف الذى يبدو من رئاسة الجمهورية تجاه أقوال وأفعال هؤلاء، وهنا نقول لرئيس الجمهورية أنت رئيس لمصر، ورمز لها اختارك أكثر من نصف الشعب فأصبحت وفق الدستور خيار الشعب، فيجب أن تحمى المنصب والموقع، وأن تتخلى عن هذا الحلم أو الضعف أو الصبر أو أيا ما كان المسمى يجب أن تفرض احترامك على الجميع بالدستور والقانون وهيبة الدولة، لو كنت رئيسا لحزب الحرية والعدالة فأنت حر فى الموقف الذى تتخذه ممن يتطاولون عليك أو يسبونك لكنك الآن رئيس مصر أكبر دولة عربية تتطلع إليها هامات الجميع، كيف يمكن للشعب أن يحترمك وللعرب أن يسيروا وراءك وأراذل الناس يتطاولون بسفالة عليك وأنت لا تردهم بالقانون أو الدستور؟ لقد عشت فترة حكم المخلوع كلها أنتقده وكنت كما أخبرنى أحد القادة الأمنيين على رأس الإعلاميين المكروهين من النظام، لكنى لم أسبه ولم أشتمه لأن المسلم ليس بطعان ولا لعان ولافاحش، كما أنك يا سيادة الرئيس منذ أن توليت منصبك وأنا أنتقدك وغيرى من الصحفيين والإعلاميين الشرفاء نقدا لاذعا لا يتجاوز الاحترام والأسس المهنية والأخلاقية، إننا ننتظر من رئيس الجمهورية أن يدافع عن شخص ومكانة ووضع رئيس مصر سواء كان محمد مرسى أو غيره، فالمصريون على مدار التاريخ يحترمون حكامهم وهذه هى المرة الأولى التى يختارون من يحكمهم فهل يصل الحال بنفر منهم إلى إهانته وسبه والتطاول عليه بهذا الشكل القبيح ويبقى الرئيس صامتا لا يدافع عن مكانة الرئيس وأن يفرض احترامه على الجميع بالدستور والقانون؟

Total
0
Shares
السابق

الخطاب الذى ينتظره الشعب المصرى

التالي

هجوم سيناء وتخاريف الجنرال

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share