محمود مكى قارئ البيان الأول للثورة المصرية

لا أعرف إذا كان الرئيس محمد مرسى حينما فاجأ الجميع بقراراته التاريخية يوم الأحد 12 أغسطس والتى أطاح فيها برؤوس العسكر واختار المستشار محمود مكى نائب رئيس محكمة النقض نائباً لرئيس الجمهورية ليؤكد مدنية الدولة المصرية ونهاية حكم العسكر يعرف طبيعة الدور الذى قام به المستشار مكى فى ثورة الخامس والعشرين من يناير، أم أنه اعتمد فى السيرة الذاتية التى وضعت بين يديه عن تاريخ المستشار مكى المشرف فى كشف التزوير الذى شارك فيه بعض القضاة فى انتخابات العام 2005 وتصديه للنظام آنذاك مما أدى إلى تحويله للتحقيق مع المستشار هشام البسطويسى، فكانا من أبرز القضاة الذين حملوا راية استقلال القضاء فى تاريخه الحديث، أم أنه وجد ضمن السيرة الذاتية شيئا عن طبيعة الدور الذى لعبه المستشار مكى مع قضاة شرفاء آخرين خلال الثورة كان من أبرزهم المستشار زكريا عبدالعزيز والمستشار محمود الخضيرى والمستشار محمد فؤاد جاد الله نائب مجلس الدولة الذى كان أول من عينه مرسى ضمن فريقه الرئاسى مستشارا للشئون القانونية والعلاقات الدولية وغيرهم، لكنى هنا للحقيقة والتاريخ حينما سمعت خبر تعيين المستشار محمود مكى نائبا لرئيس الجمهورية تذكرت هذا الموقف التاريخى الذى يجب أن أسجله للرجل والذى ربما لا يعرفه كثير من الناس. هذا الموقف التاريخى يتلخص فى أن المستشار محمود مكى هو الذى قرأ البيان الأول لثورة الخامس والعشرين من يناير من على المنصة الرئيسية فى ميدان التحرير فى الحادى عشر من فبراير من العام 2011، ثم قرأه المستشار محمد فؤاد جاد الله على شاشة قناة الجزيرة بعدما عاد المستشار مكى للإسكندرية بعد قراءة البيان، ثم قرأه أحمد نجيب باللغة الإنجليزية أمام وسائل الإعلام الغربية، ولأنى كنت أحد السبعة الذين كتبوا البيان ثم أشرفت من وراء الكواليس على ترويجه إعلاميا وتعديل صياغته وطباعته واختيار من يلقيه من على المنصة ثم أمام وسائل الإعلام ومن يذهب بنسخة منه للمجلس العسكرى، فإنى تعجبت أن تشاء أقدار الله أن يصبح قارئ البيان من على المنصة نائبا لرئيس الجمهورية ومن قرأه على شاشة قناة الجزيرة وتناقلته وسائل الإعلام العالمية مستشارا للرئيس للشئون القانونية والعلاقات الدولية، ولهذا فإنى سوف أسرد القصة كاملة للتاريخ كأحد الشهود عليها والمشاركين فيها، وربما أعترف بذلك للمرة الأولى لأننى حرصت على التوارى دائما والابتعاد عن الحديث عن أى دور لى فى الثورة التى كانت ثورة الشعب المصرى كله، رغم بعض التسريبات التى كان آخرها ما ذكره المرشح الرئاسى السابق أحمد شفيق فى حوار تليفزيونى له خلال الانتخابات الأخيرة عن أن بيتى المجاور لبيته فى القاهرة الجديدة كان مقرا لاجتماعات عقدتها كثير من فصائل الثوار التى أطاحت بحكومته وهذه حقيقة لا أنكرها بل ربما أكشف فيما بعد تفاصيل المخبرين الذين كان يرسلهم شفيق لأخذ أرقام السيارات والتجسس على الحضور الذين كانوا يجتمعون فى بيتى خلال فترة رئاسة شفيق للوزارة وكنت أقول لهم مداعبا إما أن نطيح بشفيق وحكومته أو نذهب كلنا لسجن طرة وقد أطاح الشعب بشفيق بعد ذلك مرتين بحكومته وبترشحه رئيسا، وهدفى من نشر قصة البيان ودور المستشار مكى فى الثورة هو الرد على بعض المرجفين والمهرطقين على الفضائيات بعد إعلان اختياره نائبا للرئيس بقولهم إن الرجل ليس له علاقة بالسياسة وإنما هو رجل قانون وليس له إلا موقف واحد يتعلق بما حدث فى العام 2005 ثم انقطعت علاقته بالعمل العام وسافر للعمل فى الخارج، وللتاريخ أقول وأكرر إن المستشار محمود مكى الذى تم اختياره نائبا لرئيس الجمهورية هو قارئ البيان الأول للثورة من على المنصة الرئيسية فى ميدان التحرير، وأود هنا أن أؤكد أننى لم ألتق المستشار محمود مكى فى حياتى قبل معرفتى به فى ميدان التحرير ولم ألتق به بعد ذلك وكل معرفتى به ثائرا من الثوار فى الميدان بل وقارئا لبيان الثورة الأول، وسوف أبدأ من الغد بالإدلاء بشهادتى حول قصة بيان الثورة الأول كما شاهدتها وعشتها وشاركت فيها.

Total
0
Shares
السابق

القرارات الثورية للرئيس محمد مرسي

التالي
محمد المقريف

محمد المقريف (1) : مستقبل ليبيا ومهام المؤتمر الوطني الليبي

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share