من جرائم الـ«سى آى إيه» «3»

وتفرد كاتى أوبراين فصلا خاصا فى كتابها عن الخفايا القذرة لعملية «إيران – كونترا» والقبض على رئيس بنما عميل الـ«سى أى إيه» السابق نورييجا فتقول: «قبل وفاة رئيس الـ«سى أى إيه» الأسبق وليام كاسى كنت فى العاصمة واشنطن للحصول على إيجاز بشأن عملية «لعبة القوقعة». كانت قضية «إيران – كونترا» قد أثيرت فى ذلك الوقت وكان نورييجا قد أصبح مصدر إحراج لإدارة ريجان بوش والحاجة إلى إقناعه بأن ينأى بنفسه عن العمل فى أنشطة الولايات المتحدة الإجرامية السرية قد وصلت إلى نقطة حرجة، لقد كان نورييجا جزءا صعبا من عملية تسلح كونترا نيكاراجوا إضافة إلى كونه محورا دوليا فى عمليات تهريب الكوكايين التى تستغل لتمويل الميزانيات السوداء لمشاريع فائقة السرية مثل مشروع «مونارك» لبرمجة العقل». وتفرد كاثى أوبراين فصولا متتابعة عن الدور الذى قامت به فى عمليات تجارة المخدرات والكوكايين وأفلام الدعارة التى كانت تتم بتكليف مباشر من البيت الأبيض ومن كبار المسئولين فيه تحت ستار تمويل تنمية الدول الفقيرة فى أمريكا الجنوبية مثل المكسيك من أجل ترسيخ دعائم «النظام العالمى الجديد»، فتقول عن مهمة كلفت بها فى عهد الرئيس ريجان من نائب الرئيس جورج بوش الأب آنذاك لتسليم رسالة إلى نائب الرئيس المكسيكى ساليناس: «إن الرئيس ريجان والرئيس المكسيكى دى لامدريد ونائب الرئيس بوش ونائب الرئيس المكسيكى ساليناس كانوا جميعا متفقين على توسيع وإنماء اقتصاد جيراننا الجنوبيين فى النظام العالمى الجديد، من خلال التجارة الحرة للمخدرات والأطفال وأفلام الدعارة، لقد قال لى نائب الرئيس بوش إن هذه الأنشطة هى الوسيلة الوحيدة المتوفرة لإنماء الاقتصاد المكسيكى سريعا وتحريره من الفقر «غير أن أسوأ ما فى الكتاب وكله يتحدث عن أمور سيئة وعمليات قذرة هو حديث أوبراين عن طفلتها كيلى التى حملت بها وولدتها بطلب من الـ«سى آى إيه» وبدأوا عملية التحكم بعقلها منذ ولادتها حتى إنها حينما كانت طفلة فى الثالثة والنصف من عمرها كانت تُجبر على ممارسة الجنس مع كبار المسئولين فى البيت الأبيض كما أنها قامت بتصوير أفلام جنسية للأطفال من أجل تمويل العمليات السرية للحكومة الأمريكية وكانت الطفلة تنفذ ما يطلب منها مثل الآلة حتى إنها كانت تنزف وتتألم بينما يستمتع المجرمون بها دون أى شعور وتقول كاثى أوبراين إنها وقفت وابنتها فى عرض فى البيت الأبيض باعتبارهما جاريتين كان فيه «الرئيس ريجان ونائب الرئيس جورج بوش ووزير الدفاع ديك تشينى وبدا أن ريجان يحدق فى كيلى وفى شعرها الأشقر الطويل الذى يتدلى من الخلف على فستانها الأزرق.. . وقال «إنها فاتنة جدا، طفلة نموذجية» لكن الذئاب نهشوا الطفلة ذات الثلاث سنوات ونصف وقالت أمها: «وبسبب الممارسات الجنسية التى تعرضت لها.. تجاوزت حرارتها الحد الطبيعى كما تقيأت ولم تعد قادرة على الحركة وأحست بصداع شديد دام أكثر من ثلاثة أيام» ثم تتحدث أوبراين بتفصيلات عن طفلتها التى ظلوا يفعلون بها الأفاعيل حتى بلغ عمرها ثمانى سنوات ثم هربت مع أمها وهى تعيش الآن شبه ميتة من كثرة الأمراض المصابة بها ومن فقدان ذاكرة عميق بسبب الممارسات الإجرامية التى مورست عليها منذ ولادتها والتحكم بها، ويفرد الكتاب فصلا كبيرا عن النضال الذى قام به مارك فيليبس مع أوبراين من أجل إيصال هذه المعلومات إلى لجنة استماع فى الكونجرس ورغم نجاحهما فى ذلك، حيث استمعت لجنة فى الكونجرس إلى شهادة كاثى أوبراين مدعمة بالوثائق فإن أوبراين فشلت فى مقاضاة الحكومة الأمريكية وبعدما قدمت سبعين ألف وثيقة للقضاء قال القاضى أندى شوكهوف الذى نظر القضية وحده بهدوء فى محكمة أحداث ناشفيل فى ولاية تنيسى الأمريكية عام 1991: «إن القوانين لا تطبق فى هذه الحالة لأسباب تتعلق بالأمن القومى» هذه هى الولايات المتحدة وهذه بعض جرائم الكبار والحكام والـ«سى آى إيه» بها، وكلها جرائم بشعة تطوى وتصنف تحت مصلحة الأمن القومى، لكن هذا لم يمنع بعض القضاة فى إيطاليا من محاكمة مجرمى الـ«سى آى إيه».

Total
0
Shares
السابق

من جرائم الـ«سى آى إيه» (2)

التالي

إدانة السى آى إيه 1

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share