ماذا حدث للرئيس مرسي يوم الجمعة الماضي ؟ (3)

لم يتحرك الرئيس من مكانه أو يلتفت وراءه لكن بعض حراسه وقف على منتصف ركبتيه وآخرون وقفوا موجهين أنظارهم إلى موقع الجلبة في الخلف في نفس الوقت قام مؤيدون للرئيس مرسي بالرد على الذين هاجموا الإمام وتداخلت الأصوات.. وساد هرج ومرج في المسجد لم يستطع صوت الخطيب الذي خاطب المصلين الالتزام بوجودهم في المسجد وأن ما تحدث به هو شرع الله أن يسكتهم ، ولما استمرت الأصوات بين الطرفين في الارتفاع لم يجد الإمام بدا من إنهاء الخطبة وإقامة الصلاة، وبعد الصلاة قام حرس الرئيس بعمل طوق حوله وهذا أمر طبيعي بينما استمر المؤيدون و المعارضون لما ورد في خطبة الرئيس برفع الأصوات، هنا قام الرئيس وقرر أن يتحدث إلى المصلين، وبمجرد أن أمسك الميكروفون هلل وكبر كثير من المصلين في المسجد وارتفعت أصواتهم فناشد الرئيس الحضور بالهدوء، وقال «قبل أن أتحدث أرجو أن يأتي الإخوة المعترضون هنا أريد أن أتحدث إليهم وأعرف أسباب اعتراضهم، وأقنعهم بما قمت وأقوم به»، رفع أحد أحد المعترضين يده من الجهة اليسرى للرئيس وكان شابا طويلا عريض المنكبين، بينما رفع اثنان كان شرر الغضب يتطاير من أعينهما يديهما من الناحية اليمنى، طلب الرئيس من الحرس أن يسمحوا للثلاثة بالدخول إليه، سلم عليه الأول وعانقه ووقف إلى جواره بينما جلس الأثنان الآخران إلى يمينه، وبدأ الرئيس حديثه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال «أود أن أؤكد على أن مؤسسة القضاء في مصر مؤسسة شامخة لها احترامها وتقديرها.. هنا ضج المسجد بالهتاف».. وأكمل الرئيس قائلا: أنا لا أعرف إمام المسجد ولم أره من قبل، وهو شيخ فاضل، وما تحدث به عن تاريخ القضاء في الإسلام هو حقائق لا يمكن لأحد إنكارها غير أنه جانبه الصواب في نهاية الحديث حينما أراد أن يقرن ما حدث في تاريخ الأسلام بواقعنا اليوم فالزمان تغير، والقضاء أصبح علما وقوانين وتشريعات وسلطة لها نظامها المختلف… هنا ضج المسجد بالهتاف وبدأت ملامح الغضب على الغاضبين تنتهي بل إن الشاب الذي كان يقف إلى جوار الرئيس أصبح مبتسما حتى نهاية الكلمة كأنه ينتظر التقاط الصور له، وأكمل الرئيس قائلا : إن ما تحدثت به من قبل أؤكد عليه هنا هو أني لاحظت أن سلطة القضاء التى يجب أن تكون مستقلة يحاول البعض أن يدفعها إلى أتون السياسة وأن تنحاز إلى طرف ضد طرف لذلك أصدرت الإعلان الدستوري حتى أجنب سلطة القضاء الدخول في أتون السياسة، وحتى أحمي مصر وثورتها من الفراغ السياسي والفوضى، لأن دور القضاء هو الحكم بالتشريعات التي بين أيديهم وليس التشريع، وإلى أن يصدر دستور دائم يفصل بين السلطات خلال أيام وحتى أحافظ على مكاسب الثورة أصدرت الإعلان الدستوري. أنهى الرئيس كلمته بينما ضج المسجد بالهتاف والتأييد ودخل الرئيس في نقاش جانبي مع المعترضين ولم يتركهم إلا وقد عانقوه وشكروه، إن ما حدث هو موقف تاريخي لم يحدث من أي رئيس مصري من قبل والجميع يعرف ماذا كان مصير من يعترض على الرئيس قبل ذلك أو يتطاول عليه، هذه هي القصة الحقيقية لما حدث يوم الجمعة الماضي وما نشر غير ذلك أكاذيب لا أصل لها.. انتهت.
الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

ماذا حدث للرئيس مرسى يوم الجمعة الماضى ؟ (2)

التالي

هزيمة الزند وشركاه

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share