التغطية على انجازات مصر فى الخارج

غطت التظاهرات المناوئة للإعلان الدستورى والدستور المصرى الجديد منذ اندلاعها قبل حوالى أسبوعين على الإنجازات التى حققتها مصر فى عهدها الجديد على صعيد السياسة الخارجية والوضع الإقليمى المتأزم والمتعلق بشكل مباشر بالأمن القومى المصرى الذى فرط فيه النظام السابق، ففى الوقت الذى تسعى فيه أطراف مختلفة لإشعال الوضع الداخلى فى مصر كانت مصر تحقق واحداً من أهم إنجازاتها الخارجية منذ عقود، حينما كانت الضامن للاتفاق الذى أبرمته الفصائل الفلسطينية فى غزة مع إسرائيل، وهو الأول من نوعه منذ اتفاقات كامب ديفيد. حيث كانت هذه الاتفاقات دائماً ما تجرى بضامن خارجى، لكنها المرة الأولى التى تتحمل فيها مصر مسئولية حدودها الشرقية بشكل كامل وتحاسب إسرائيل كما تحاسب حكومة غزة عن أى اختراق لبنود الاتفاق، وتحقق من خلال ذلك لأمنها القومى وللشعب الفلسطينى المحاصر منذ سنوات فى غزة انفراجة ترفع عنه الحصار والغبن، ويكفى أن مدى الصيد لغزة امتد إلى ستة أميال بحرية بدلاً من ميل واحد من قبل، مما أدى إلى إغراق أسواق غزة بالأسماك وإخراج سكانها من هذا الحصار الظالم الذى حرمهم لسنوات من هذه النعمة، كما أن تحويل معبر رفح إلى معبر عام للسكان والبضائع سوف يقضى على الأنفاق السرية ويضع كل شىء يمر تحت سمع وبصر الأجهزة الأمنية المصرية ويجعل سيطرتها كاملة ويقضى على السوق السوداء التى أثرى منها كثير من المسئولين المصريين الفاسدين الذين كانوا يتقاسمون مع أصحاب الأنفاق الأموالَ، وتدخل هذه الأموال إلى الخزينة المصرية بدلاً من دخولها فى جيوب المسئولين الفاسدين من قبل. والأهم من كل ذلك هو الدخول فى مفاوضات من أجل هدنة طويلة الأمد تمهد لإعادة بناء غزة واستقرار مصر كذلك حتى أجل تتفرغ فيها للتنمية الداخلية والنهوض الاقتصادى. أما الإنجاز الآخر المهم فهو المتعلق بسوريا العمق الاستراتيجى الأعمق لمصر حيث كانت الشام على مدار التاريخ هى الطريق الذى دخل منه الغزاة إلى مصر، لذلك كانت المساعى لكل من حكم مصر على مدار التاريخ وحتى جمال عبدالناصر -وإن أخطأ فى التطبيق- تأمين الشام وجعلها تحت الحكم أو الولاية المصرية لتأمين عمقها الاستراتيجى من الشرق، لذلك جاء اختيار المعارضة السورية فى تحالفها الجديد لتكون القاهرة مقراً لها إنجازاً آخر لنصرة الشعب السورى الذى انتفض ضد النظام العلوى الفاسد، وهذا يضفى بُعداً إقليمياً وتاريخياً للدور المصرى فى نصرة الثورة السورية ودعمها، كما أن مصر فتحت أذرعها للسوريين الهاربين من نظام الأسد الذين أصبحوا يشكلون ثقلاً كبيراً فى مصر، حيث يسمح لهم بالدخول دون تأشيرات ويقيمون مثل العراقيين من قبل فى مناطق متعددة فى قلب القاهرة، وغيرها من المدن الأخرى، وهذا جانب إنسانى له أثره على الشعب السورى بعد زوال النظام، يعيد مصر لمكانتها كمحضن للعرب جميعاً. أما الإنجاز الثالث المهم فهو الذى حققته زيارة رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان إلى مصر والاتفاقيات التى وقعت بين مصر وتركيا والتى تجعل مصر مدخلاً لتركيا إلى أفريقيا وتركيا مدخلاً لمصر إلى أوروبا، وهذه الاتفاقيات حال تفعيلها ستفتح مجالاً واسعاً لفرص العمل والنمو الاقتصادى. إن نجاح مصر فى تجاوز عقبَتَى الدستور وانتخابات مجلس النواب سيعنى الاستقرار والدخول فى دورة العمل والإنتاج فى كافة المجالات، أما استمرار التظاهرات والتغطية على الإنجازات فإنهما يصبان فى غير مصلحة الشعب والثورة المصرية حتى وإن خلصت نوايا القائمين بها.

Total
0
Shares
السابق

ماذا حدث للرئيس مرسى يوم الجمعة الماضى (1)

التالي
أحمد بنّور

أحمد بنّور ج4 : فشل تجربة الاشتراكية البورقيبية فى تونس

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share