إسرائيل تعلن الحرب على قناة السويس

في الوقت الذي تفكر فيه مصر بتنمية محور قناة السويس الذي كان أحد المشروعات التي أعدها وزير الإسكان الأسبق حسب الله الكفراوي حينما تولى الوزارة في العام 1977 أي قبل أكثر من خمسة وثلاثين عاما، ولم يتم القيام بأي خطوات في الأمر بسبب النظام الفاسد لمبارك ومن حوله، فإن إسرائيل تسعى جاهدة الآن لإجهاض المشروع المصري بل ونيل الحصة الأكبر من الخدمات التي تقدمها قناة السويس، من خلال حربها الجديدة ضد مصر، فإذا كانت إسرائيل لا تستطيع الآن القيام بهجوم عسكري ضد مصر لاعتبارات كثيرة، إلا أن حربها الخفية وغير المعلنة ضد مصر والشعب المصري لم تتوقف، سواء من خلال بث الأمراض في المياه والمزروعات وحتى مرض الإيدز حيث ترسل المريضات اليهوديات لنشره بين المصريين من ضعاف النفوس، أو نشر العملات المزيفة التي تغرق بها الأسواق المصرية أو المخدرات، أو التجسس الذي لم يتوقف أو تجارة السلاح، لذا قررت إسرائيل أن تدخل على خط المواجهة المباشرة مع مصر بإنشاء قناة موازية لقناة السويس تستقطب بها إسرائيل نصف السفن التي تعبر القناة وتوفر لها ما لم توفره مصر أو الذي تسعى لتوفيره من خلال تنمية محور القناة.
منذ سنوات طويلة وإسرائيل تسرب معلومات عن مشروع «قناة بن غوريون» لكن الخبراء كانوا يستبعدون المشروع لأسباب تقنية وأخرى تتعلق بجغرافية المنطقة التي يمكن أن تمر بها القناة، لكن يبدو أن إسرائيل كانت تعمل على قدم وساق من أجل إنجاز مشروعها الذي يربط بين ميناء إيلات على خليج العقبة والبحر المتوسط، ومشروع إسرائيل سيكون منافسا بشكل رئيسي لقناة السويس من عدة نواح، أولا من حيث العرض فنظام المرور في قناة السويس لا يسمح إلا بمرور سفينة واحدة من اتجاه واحد، لذا تتجه القوافل مرة من البحر المتوسط إلى الأحمر وأخرى من الأحمر إلى المتوسط، لكن إسرائيل قررت أن تكون قناتها ذات ممرين بحيث لا تتوقف السفن، كما أنها ستكون أعمق من قناة السويس بعشرة أمتار حيث سيكون عمقها خمسين مترا بينما عمق قناة السويس أربعون فقط، كما سيكون عرض القناة الإسرائيلية أكبر بحيث يسمح لسفينة عملاقة عرضها مائة وعشرة أمتار بالمرور، كما أنها ستوفر الخدمات السياحية من فنادق ومطاعم ونواد ليلية علاوة على الدعم اللوجستي من تموين وخدمات تحتاجها السفن التي تمر والتي تكون بحاجة إلى خدمات وجذب سياحي لم توفره مصر على قناة السويس.
إسرائيل انتهت من دراسات الجدوى للمشروع الذي قالت إن بناءه سوف يستغرق ثلاث سنوات فقط، وبتمويل يصل إلى أربعة عشر مليار دولار سوف تقدمها بنوك أميركية بفائدة منخفضة إلى إسرائيل لا تتجاوز 1 %، ويشارك في البناء مائة وخمسون ألف عامل سوف تجلبهم إسرائيل من جنوب شرق آسيا ودول أخرى، وقد قدمت إسرائيل إغراءات للأردن للمشاركة في المشروع من خلال قيامها بضخ المياه عبر المشروع إلى البحر الميت بحيث تستفيد الأردن من بناء مشروعات سياحية جديدة بعد انخفاض منسوب المياه في البحر الميت بشكل يهدد المشروعات السياحية القائمة عليه لاسيما من ناحية الأردن.
وتقول الدراسات الإسرائيلية إن القناة التي لن تتكلف سوى أربعة عشر مليار دولار بتمويل أميركي وفائدة محدودة سوف تدر سنويا على إسرائيل ما لا يقل عن أربعة مليارات دولار سوف تقتطع من الدخل الذي تحققه قناة السويس لمصر والذي يبلغ ثمانية مليارات دولار سنويا مما يعني أن مصر سوف تخسر أربعة مليارات دولار سنويا من دخلها بسبب الحرب الإسرائيلية على قناة السويس.
التقارير تقول إن مصر أعلنت غضبها من المشروع الإسرائيلي لكن إسرائيل لم تهتم بالغضب المصري، لا يستطيع أحد أن يلوم إسرائيل على أي حرب تعلنها أو أي اغتصاب لحقوق الآخرين تقوم به لأنها دولة قامت على اغتصاب دولة أخرى هي فلسطين وعلى اغتصاب حقوق العرب كلما استطاعت، من ثم يجب ألا نتباكى على ما سوف تقوم به إسرائيل بل يجب أن نعرف ماهو الدور الذي يجب أن نقوم به حتى لا نجعل إسرائيل تنتصر في هذه الحرب.


الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق
ديفيد هيرست

ديفيد هيرست : أخطاء الإخوان المسلمين في الحكم .. وتحديات الثورة المصرية

التالي

أقوى الحلفاء وأعظم الأصدقاء

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share