أقوى الحلفاء وأعظم الأصدقاء

الكلمات الترحيبية التي ألقاها كل من الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بالرئيس الأميركي باراك أوباما بعد وصوله إلى مطار اللد في مستهل زيارته لإسرائيل أمس الأربعاء 20 مارس كانت أكثر من دافئة، بل كانت حميمية إلى حد كبير، وحملت رسائل كثيرة وعميقة إلى دول المنطقة وإلى دول الثورات العربية بشكل خاص تؤكد فيها أن العلاقة التي تربط إسرائيل بالولايات المتحدة أكبر من أن تتأثر بما يدور في المنطقة من تغيرات حتى لو كانت ثورات تفرز حكاما وحكومات تجعل إسرائيل عدوا أساسيا لها، وترسل رسائل لهذه الدول مفادها أن إسرائيل هي الامتداد الطبيعي للولايات المتحدة ومصالحها في المنطقة وأن من يفكر في المساس بأمن إسرائيل فإنما يفكر بالمساس بأمن الولايات المتحدة، بشكل مباشر وأن العلاقة التي تربط البلدين هي علاقة أبدية كما وصفها الرئيس أوباما، وأن إسرائيل بالنسبة للولايات المتحدة هي «أقوى الحلفاء وأعظم الأصدقاء» وقد أوجز أوباما الموقع والمكانة التي تتمتع بها إسرائيل فقال «إنها تقع في قلب المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة الأميركية» وهذا يعني أن كل الدول العربية التي تعتبر نفسها حليفة للولايات المتحدة هي دول واهمة فالحليف الوحيد بمفهوم الحليف هو إسرائيل، أما هذه الدول فليست سوى مناطق مصالح للولايات المتحدة، وحينما تتعارض مصالح هذه الدول مع مصالح إسرائيل فإن مصالح إسرائيل هي التي تقدم على الجميع، وقد أكد أوباما على هذا المفهوم في خطابه حينما قال «إن العلاقة المتينة التي تربط الولايات المتحدة مع إسرائيل غير قابلة للانفصام».
زيارة أوباما لإسرائيل جاءت من أجل تنسيق المواقف بين البلدين فيما يتعلق بالمصالح المشتركة حول عدة قضايا آنية تمر بها المنطقة من أهمها، ملف إيران النووي وإثناء إسرائيل عن التفكير في توجيه أية ضربة عسكرية لإيران يمكن أن تدخل المنطقة في دوامة غير محتملة، لكن رغم التهديدات الأميركية لإيران فإنه من الصعب بل من المستحيل أن تقدم إسرائيل على هذه الخطوة دون دعم أميركي وكل ما تقوم به في هذا الإطار لا يعدو كونه تهديدات لا صلة لها بالواقع، فالمسافة البعيدة بين البلدين واختراق حدود عدة دول من بينها العراق الحليف المقرب لإيران، والدعم اللوجستي الهائل لعملية مثل هذه، والحسابات المعقدة لرد الفعل الإيراني كل هذه أمور تجعل من هذا الملف ملفا دعائيا أكبر منه ملفا واقعيا، لكنه مطروح للنقاش بين أوباما والإسرائيليين، الأمر الآخر الهام هو ضرب أية خطوة للمصالحة بين فتح وحماس، لأن المصالحة لا تصب في صالح إسرائيل أو الولايات المتحدة، الأمر الثالث الهام هو سوريا وما يجري فيها، فالولايات المتحدة لن تدعم أي خطوة من شأنها أن تقوض أمن إسرائيل أو تؤثر عليه، لذلك تمارس الولايات المتحدة ضغوطا هائلة على المقاومة السورية حتى لا يكون هناك واقع يمكن أن يكون له تأثيره السلبي على إسرائيل وأمنها ولم يكن بعيدا ضغوط الولايات المتحدة حتى تمنع إعلان حكومة تدير المناطق المحررة في شمال سوريا، لكن السوريين خطوا هذه الخطوة بما يخالف المصالح الأميركية والإسرائيلية لذلك لن يمنع هذا الأمر الولايات المتحدة من عرقلة دور هذه الحكومة، كما أن الولايات المتحدة تحول دون وصول أسلحة مميزة إلى المقاومة من أجل حسم المعركة وتسعى لإطالة أمد المعركة من أجل إنهاك كل الأطراف بما يجعل إسرائيل بمنأى عن أي استهداف سوري على الأقل في هذه المرحلة.
أوباما جاء ليجدد التزامه بأمن إسرائيل لذا قام فور انتهاء مراسم استقباله بزيارة مشروع القبة الحديدية الذي تموله الولايات المتحدة، كما سيوجه خطابا لليهود من قاعة المؤتمرات بالقدس يعلن فيه التزامه وتعهده بأمن إسرائيل، كما سيلتقي نتانياهو بعد إعلان تشكيل حكومته ليقدم لها الدعم التام، وسوف يزور المتحف الوطني الإسرائيلي ويضع إكليلا من الزهور على قبر مؤسس الصهيونية تيودرهرتزل ورئيس الوزراء اسحاق رابين، ولن يفوته تكريم ضحايا المحرقة من اليهود، وبعد كل هذا سوف يذهب للأردن عدة ساعات ليلتقي ملك الأردن.. إنها زيارة تجديد العهد والالتزام الكامل تجاه «أقوى الحلفاء وأعظم الأصدقاء».

الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

إسرائيل تعلن الحرب على قناة السويس

التالي

عبدالله أوجلان.. بعد ثلاثين عاما من الحرب

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share