مصر الغنية.. لماذا تتسول؟

لا يعرف أحد حتى الآن حجم ما نهب من مصر خلال سنوات حكم مبارك سواء من الأموال أو الأراضى أو الخيرات الأخرى التى تذخر بها البلاد من الذهب إلى الغاز إلى النفط إلى المعادن الأخرى النفيسة التى لا يعلم الكثيرون عنها شيئا، حيث حبا الله أرض مصر بكل خيرات الدنيا حتى ترابها، وأعنى ما أقول حتى ترابها لأن الرمل المصرى هو أنقى وأفضل أنواع الرمال فى العالم وهو الأفضل فى صناعة الزجاج، ولازلت أذكر قبل عشر سنوات تقريبا حينما حدثنى أحد الأصدقاء عن واحدة من أكبر شركات تصنيع الزجاج فى العالم وهى شركة تركية سعت للحصول على الرمال المصرية مقابل القيام بالمساهمة فى تنمية مصر عبر إمدادها بكثير من أنواع التكنولوجيا وأهمها بناء مصنع للزجاج يدار بأحدث أنواع التكنولوجيا ويحول مصر إلى واحدة من أهم الدول فى صناعة وتصدير الزجاج، لكن اللصوص حينها رفضوا منح الوكالة للشخص الذى أتى بالشركة وقالوا للشركة إذا أردتم أن تعملوا فى مصر فنحن نحدد لكم الوكيل وليس أنتم، وذهبت الشركة مع آلاف الشركات الأخرى التى جاءت إلى مصر من أجل تنميتها، ولا يقف الأمر عند حد الزجاج بل الكريستال أيضا فكريستال عصفور الذى ينتشر فى كل أنحاء العالم ويحتل المرتبة الثانية وينافس على الأولى يستخرج من نوع من أنواع الرمال فى مصر، وأذكر أنى حينما ذهبت الصين أول مرة ذهبت إلى مدينة الأضواء والإنارة والكريستال فى الصين فوجدت الأماكن التى تبيع الثريات الفاخرة تكتب عليها «كريستال عصفور» فخرا بها، هذا الكريستال يستخرج من الرمال المصرية، لكن اللصوص الذين كانوا يحكمون دفعوا هذه الشركات إلى الهرب، فلم يعد سرا مثلا أن الشركة التى بنت جبل على فى دبى كانت وجهتها مصر حيث أرادت الشركات التى كانت تعمل فى «هونج كونج» أن تجد مكانا بديلا لتلك المستعمرة بعدما عودة هونج كونج للصين نهاية القرن الماضى، فاختارت «العين السخنة» فى مصر لتكون البديل وجاء اليابانيون ليتفاوضوا مع الحكومة المصرية، وكان حسب الله الكفراوى وزير الإسكان آنذاك قد أعد مشروعا لتنمية منطقة القناة كلها ويكون هذا المشروع على رأسها وروى لى الرجل فى أكثر من جلسة استماع معه كيف أجهض مبارك والفاسدون حوله المشروع وبدلا من أن تقيم الشركة المشروع فى مصر بحثت عن مكان آخر ووجدته، وضاعت على المصريين فرصة كبيرة فى التنمية، ومثال آخر منجم السكرى للذهب قصته قصة كبيرة هو الآخر وبحاجة إلى أن تقدم بشفافية للشعب ليعرف الشعب حجم ثرواته الحقيقية، مصر ليست شواطئ شرم الشيخ أو دفء أسوان أو جمال شواطئ سواحلها الشمالية فحسب فهذا هو أقل ما فيها، مصر غنية بثروات وغارقة فى خيرات كانت منهوبة من فئة محدودة لازالت تحاول أن تطمس حقيقة غناها وتظهرها كأنها دولة فقيرة ومصر ليست كذلك، مصر غنية بموقعها وشعبها وخيرات الله التى تعج بها أرضها وجبالها ونهرها وشواطئها، وقد قدم كثير من العلماء المصريين رؤى وتصورات ودراسات حقيقية حول هذه الخيرات، هل يعقل أن دولة بهذا الغنى تتسول من البنك الدولى؟

Total
0
Shares
السابق

مبارك الفاسد.. يستفز الشعب

التالي

سر الحملة على النائب العام المصرى

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share