جبهة الإنقاذ تتفتت و تتلاشى

حملت جبهة الإنقاذ بذور فشلها فى اليوم الذى ولدت فيه وفى المؤتمر الصحفى الشهير الأول لقادتها الذى تأخر عدة ساعات ثم ظهروا فيه يتخطفون الميكروفون من بعضهم البعض ولن ينسى الجميع الدكتور البرادعى وهو يمد يده يحاول نزع الميكروفون من عمرو موسى وهو يلح قائلا: «ادينى الميكروفون بقى يا عمرو بيه»، ومع الحماس الذى كان باديا لديهم لكن أنى لهم أن ينجحوا فى شىء وهم شركاء متشاكسون ولم يعرف عن أى منهم أنه حقق نجاحا سياسيا أو مهنيا يذكر فى عمله ولن ينسى أحد ما قام به البرادعى تجاه العراق رغم الذاكرة السمكية لشعوبنا، وسرعان ما بدأت اجتماعاتهم ولقاءاتهم ومؤتمراتهم تظهر باهتة بأشخاص باهتين، حتى ظهر أحمد شفيق الخاسر فى الانتخابات الرئاسية وآخر رئيس حكومة للمخلوع مبارك فى الحلقة الأخيرة من حواره مع صحيفة الحياة اللندنية فى الأسبوع الماضى قائلا إن «تصرفات غريبة» تصدر من قادة جبهة الإنقاذ مضيفا «صرحت سابقا بأنه طالما هدفنا واحد وطرق الوصول إليه متعارضة فأكون مخطئا برفض التحالف معهم، لكننى فوجئت «باستعباط» ومغالطة للنفس وهجوم ليس له مثيل بعد هذا الكلام» وواصل شفيق وصلة الردح لجبهة الإنقاذ وقادتها قائلا: «قالوا إننى فلول.. أين كنتم عندما كنت فلولا؟ ليتكم كنتم فلولا لكان أفضل لكم من السجن والبيزنس الممنوع وتجارة العملة، ليس هناك أمر مشرف فى تاريخكم لنناقشه ولا فى تاريخ كل من يتكلمون» انتهت وصلة الردح من شفيق لقادة الجبهة، الذين انزووا حيث عاد البرادعى لرحلاته إلى أوروبا، أما عمرو موسى فحينما أعلن عن التعديل الوزارى لم يترك طريقا أو وسيطا يمكن أن يوصله إلى الرئيس مرسى أو أى من صناع القرار لم يسلكه أو بابا لم يطرقه فالرجل كل ما يريده هو أن يكون شيئا إلى جوار من يحكم، وقد اعترف فى مداخلة تليفزيونية يوم الأربعاء الماضى 15 مايو بأن «جبهة الإنقاذ تعانى من وجود خلافات داخلها فى طريقة إدارة الأمور علاوة على حملات التشويه التى تتعرض لها الجبهة» وحول الدراسة التى نشرت وأكدت أن ثلثى الشعب المصرى لا يعرفون شيئا عن جبهة الإنقاذ قال عمرو بيه «إن هذه الإحصائية معناها رسالة أن المواطنين يحتاجون مننا جهدا أكبر». أما رئيس حزب الوفد السيد البدوى الذى يعتبر أحد الممولين الرئيسيين لجبهة الإنقاذ وأحد قادتها فقد دعا لاجتماع عاجل لقيادات الجبهة من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه مع شعور بالإحباط لدى الشباب الذين التفوا حول هذه القيادات ظنا منهم أنها يمكن أن تشكل رؤية لإنقاذ البلاد، وحتى الآن لم تشكل جبهة الإنقاذ رؤية سياسية موحدة تجاه أى موقف ولم يعد يأبه أحد بما يمكن أن ينتج عنها من قرارات أو آراء فى ظل أن ثلثى الشعب المصرى لا يعرف عنها شيئا ولا يهمه أمرها ولا يتابع مواقفها أو آراءها، وهذا يعنى أنه لا توجد معارضة أو حتى شبه معارضة فى مصر، إنهم خليط من المنتفعين، لا يجمعهم إلا حب الميكروفون والكاميرات والمصالح الشخصية، لكن مصر بحاجة إلى رجال فى المعارضة كما هى بحاجة إلى رجال فى سدة الحكم.

Total
0
Shares
السابق

المبادرة المصرية للوقاية من الفساد (2)

التالي

صناعة البلطجة فى مصر

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share