الذين يرفضون دعوة الرئيس

لا أدرى لماذا يصر الرئيس محمد مرسى على دعوة قادة أحزاب المعارضة من آن لآخر للتباحث معهم فيما يسمى بالقضايا الوطنية، وآخرها الدعوة التى وجهها لهم للاجتماع معه يوم الإثنين الماضى 3يونيو للتباحث حول سد النهضة والآثار التى يمكن أن يخلفها على مصر والحلول الممكنة لمعالجة الأمر.

لم يلب الدعوة أى من زعماء أحزاب المعارضة أو ما يسمى بجبهة الإنقاذ لأن مشروعهم ليس الإنقاذ وإنما الأغراق.. إغراق مصر فى أوحال الأزمات والتظاهرات والاحتجاجات والاعتراضات على كل شىء حتى إنهم لم يخفوا شماتتهم فيما فعلته إثيوبيا ويتمنى بعضهم الخراب لمصر فى كل خطوة، وتعلل كل منهم عن غيابه بعلة كانت على غرار العذر الذى هو أقبح من الذنب.

والمشكلة فى الحقيقة ليست فيهم ولكن فى إصرار الرئيس أن يدعوهم رغم أنهم لم يلبوا دعوات سابقة له من قبل مما يعنى أنهم لا يحترمون الدعوة أو الداعى، ومن ثم يجب على الرئيس أن يحترم نفسه والمنصب الذى يمثله والشعب الذى اختاره، ويكف عن توجيه مثل هذه الدعوات التى تقلل من قيمة رئيس مصر وموقعه.

كما أن الرئيس يعلم أن هؤلاء ليسوا زعماء معارضة فاعلين وليس لهم جمهور على الأرض يؤثرون فيه، وأقصى ما استطاع أحدهم جمعه بعدما نادى فى الآفاق كان خمسة آلاف شخص تجمعوا حوله فى ميدان عابدين ثم انصرفوا، وأن التحرك الفاعل لبعضهم ــ وأؤكد لبعضهم ــ  ليس سوى حشد البلطجية وقطاع الطرق المأجورين،  كما أن بعضهم ليسوا سوى ديناصورات سياسية انتهى عصرها من قديم، ولا أثر لها ولا وجود إلا فى خيالاتها وتصريحاتها العنترية التى انتهت فى العصر الديناصورى ما قبل الثورة.

 نريد من الرئيس مرسى الذى انتخبه الشعب المصرى أن يكون رئيسا لمصر كما ينبغى، بمعنى أنه إذا كان يريد الرأى والحكمة والمشورة فعليه أن يجمع أصحاب الرأى والمشورة من أصحاب العلم والمعرفة وخبراء القانون الدولى والسياسة والعالمين ببواطن إفريقيا وخبراء المياه والطاقة المصريين وحتى غير المصريين وهم كثر وذلك حتى يأخذ مشورتهم ورأيهم ثم يأخذ قراره وهكذا يفعل رؤساء الدول.

لكننا لم نر رئيس الوزراء التركى يجمع زعماء المعارضة ليشاروهم فى أزمة بل يشن عليهم حربا فى خطاباته، أو الرئيس الأمريكى يجتمع بزعماء الحزب الجمهورى حتى يشاورهم بل ينتقدهم، أو الرئيس الفرنسى أو أى رئيس آخر يجتمع بالمعارضة ليشاورها لأنه هو الذى يحكم والناس اختاروه حتى يتخطى بهم الأزمات بخبراء الأمة وعلمائها وسياسييها وليس برموز مفككة لمعارضة مهلهلة تظهر دون خجل الشماتة فى كل ما تتعرض له مصر من أزمات.

يا سيادة الرئيس إنس المعارضة المفككة وزعمائها المهلهلين وركز على الشعب فهو الذى اختارك وهو الذى سيحاسبك ويحاسب جماعتك من خلال صناديق الاقتراع فى الانتخابات القادمة وأداؤك إما أن يدفع الشعب للثقة بهم ليحققوا الأغلبية ويشكلوا الحكومة التى ينتظرها الشعب أو يبحث عن غيرهم وغيرك حتى يخرجوا مصر مما هى فيه.

Total
0
Shares
السابق

الدستورية تشل الحياة التشريعية والسياسية فى مصر

التالي

المنظمات المشبوهة فى مصر

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share