تظاهرات الثلاثاء بين أسطنبول وأنقرة

على العكس تماما مما كان يحدث فى ميدان تقسيم فى اسطنبول يوم الثلاثاء الماضى 11 يونيو من مواجهات بين قوات الشرطة والمتظاهرين طوال اليوم استمرت حتى وقت متأخر من الليل حيث استخدمت الشرطة العشرات من قنابل الغاز فى مواجهة مئات المتظاهرين من أجل إخلاء الميدان من المتظاهرين، فقد كانت الأجواء شبه احتفالية كرنفالية منذ المساء وحتى وقت متأخر من الليل فى حديقة كولو أى البجعة  فى العاصمة التركية أنقرة حيث يوجد اعتصام تضامنى مع المعتصمين فى حديقة جيزى فى اسطنبول.

وقد بدأت الأحتفالات التى كان معظم القائمين بها من الشباب بعد الغروب واستمرت إلى وقت متأخر من الليل ولأن الفندق الذى كنت أقيم فيه بالقرب منها فقد كنت مجبرا على حضورها حتى وأنا فى غرفتى فى الفندق، حيث بدأت الأعداد فى الازدياد على وقع الطبول وأبواق آلات النفخ ورغم اتفاع عدد المتظاهرين فى الليل إلا أن شارع تونالى حلمى الذى يعتبر قلب المدينة القديمة بقى مفتوحا للسيارات، لكن هذه التظاهرة السلمية لم تكن هى الوحيدة فى أنقرة بل كانت هناك احتجاجات أخرى فى شارعى كيندى وتونس استخدمت فيها الشرطة الغاز المسيل للدموع بسبب اعتداء المتظاهرين على الشرطة.

وبدا سلوك الحكومة التركية واضحا تجاه التظاهرات كما رأيتها فى كل من اسطنبول وأنقرة، هو أن كل التظاهرات السلمية تترك ليعبر القائمون عليها عما يريدون بالوسائل التى يرونها مناسبة ما لم ينتهجوا التخريب والتدمير للمتلكات العامة والخاصة ويقومون بمهاجمة الشرطة، وقد قالت السلطات بشكل واضح للمتظاهرين إن التظاهر حق مشروع والاعتصام كذلك ومنحتهم حق الاعتصام فى حديقة جيزى فى اسطنبول وحديقة كولو فى أنقرة، والأكثر من ذلك هو أن رئيس الحكومة رجب الطيب أردوغان رئيس الحكومة طلب من المحتجين اختيار عشرين شخصية منهم علاوة على ممثلين وفنانين أتراك سوف يلتقى بهم مساء الأربعاء 12 يونيو فى أنقرة، ليبحث فى مطالبهم، وكنت قد التقيت فى مقر حزب العدالة والتنمية التركى فى العاصمة أنقرة يوم الثلاثاء 11 يونيو مع نائب رئيس الحزب والمرشح لخلافة أردوغان فى رئاسة الحكومة البروفيسور نعمان كورتولموش، وشرح لى بشكل مطول أبعاد التظاهرات والاحتجاجات وموقف الحكومة والحزب منها، وكيف أن القائمين عليها يستهدفون شخص رئيس الحكومة رجب الطيب أردوغان بهدف إفشال مخطط أردوغان والحزب للسنوات العشر القادمة.

وقال كورتولموش إن تظاهرات جيزى وميدان تقسيم وأنقرة ليس لها قيادات واضحة لذا فإن أردوغان سوف يلتقى بممثلين عن كل تجمع، وكل من له مطالب مشروعة سوف يتم الاستماع إليه أما كل من يخرب فسوف يقبض عليه ويحاكم، إن التظاهرات بدأت سلمية من قبل دعاة البيئة لكنها اختطفت بعد ذلك من قبل ست مجموعات لها أهداف مختلفة تقوم على تخريب السياسة والاقتصاد ودعوة الجيش للعودة مرة أخرى، وعرقلة الانتخابات القادمة وعرقلة الصلح مع الأكراد، ودور تركيا فى الأزمة السورية، والفريق الأخطر هو فريق الفوائد الربوية من ملاك البنوك الذى يحققون الأموال الطائلة من دماء الشعب دون جهد يذكر.

Total
0
Shares
السابق

شماتة إسرائيل والغرب فى تركيا

التالي

التمرد خارج الصندوق

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share