تحالف أطفال الشوارع والبلاك بلوك

أصبحت جماعات البلاك بلوك وأطفال الشوارع هما الذراع الضاربة لمعظم التظاهرات الفوضوية التى تجرى فى مصر ضد الحكومة والنظام، وجماعات البلاك بلوك سبق أن أشرت فى مقال سابق إلى جذورها التى تتعلق بتأسيسها من قبل الموساد الإسرائيلى حتى تكون ذراعا للتمرد ضد الحكومات الغربية فى أوروبا والغرب ثم امتدت الفكرة لتنتشر فى دول كثيرة من العالم وهى تضم الشباب الغاضب والناقم على المجتمع والحكومات فى هذه الأقطار.

وقد نشرت تقارير عديدة عن أن جماعة البلاك بلوك فى مصر قد تم تأسيسها فى الأشهر الأولى لقيام الثورة المصرية من خلال عمليات الاختراق التى تمت فى هذه المرحلة لأجهزة استخبارات كثيرة فى ظل غياب الدولة المصرية وانتشار ما يسمى بجماعات المجتمع المدنى، حيث تم اختيار بعض الشباب الناقم والغاضب ليكونوا نواة لهذه الحركة، وتم تسفيرهم إلى لبنان وصربيا وبعضهم إلى صحراء النقب فى إسرائيل للتدريب على تجنيد الشباب الغاضب وإدماجه فى حركة البلاك بلوك، وقد نجحت الأيدى الخفية فى تجنيد مئات الشباب فى جماعات البلاك بلوك فى معظم محافظات مصر سواء بمعرفتهم بمن يقف وراء الحركة وأهدافها أو لأسباب شخصية تتعلق بغضبهم على النظام ونقمتهم عليه أو ظروفهم الاجتماعية.

أما أطفال الشوارع، فإنهم نتاج لنظام مبارك الفاسد على مدى ثلاثة عقود، ورغم أن منظمة اليونيسيف تشير إلى أن أعداد أطفال الشوارع فى مصر هى ما بين ستمائة ألف إلى ثمانمائة ألف طفل إلا أن دراسات اجتماعية أشارت إلى أن أعدادهم وصلت إلى مليون طفل (أى جيش كامل من الغاضبين على المجتمع والناقمين على النظام أيا كان هذا النظام، وأيا كان من يحكم) ويتسم معظم هؤلاء بالعدوانية وعدم الانتماء للمجتمع، ولأن مؤسسات الرعاية الاجتماعية فى مصر التى يبلغ عددها 73 مؤسسة فشلت فى استيعاب هؤلاء، فقد تحولوا إلى أداة للتخريب لصالح من يدفع ومن يجيد استخدامهم، ويبدو أن المخربين الذين يستهدفون أمن مصر واستقرارها قد قسموا جيوش الفوضى هذه إلى عدة أقسام، تحالف يضم البلاك بلوك وجانبا من أطفال الشوارع وهؤلاء يعملون طوال الوقت فى محيط فندق سميراميس والسفارة الأمريكية والمنطقة السياحية الحيوية لتدمير السياحة والاستقرار.

وجانب يضم أطفال الشوارع مع البلاك بلوك مع البلطجية مع جانب من عمال اليومية، وهؤلاء يدخلون فى إطار المواجهات الأخطر التى يتم استخدام السلاح فيها، علاوة على المولوتوف، وغالبا ما سيشكل هذا الجيش الذراع الضاربة فى التظاهرات التى يجرى الإعداد لها فى 30 يونيو الجارى وهذا الجيش الفوضوى الذى يزيد مجموعه على مليون مصرى يتم دعمه من جهات كثيرة ومعظمه يحركه المال والنقمة على المجتمع والنظام، إن هذا الشعب الذى ضحى من أجل أن تنجح ثورته فى 25 يناير يتم خداعه الآن من قبل مجموعة من أصحاب الأهواء الشخصية والمنافع المادية الذين لا يملكون سلطة حقيقية على الشارع لكنهم يأملون من خلال الفوضى وجيش الفوضى الغاضب أن يحققوا ما عجزوا عن تحقيقه من خلال صناديق الانتخابات لكن وعى الشعب سوف يفشلهم فى 30 يونيو كما أفشلهم فى محاولاتهم اليائسة طيلة الشهور الماضية منذ أغسطس الماضى وحتى الآن.

Total
0
Shares
السابق

فرحة مبارك ورجاله

التالي
أحمد الإبراهيمي

أحمد طالب الإبراهيمي (4) : فشل شارل ديغول في القضاء على الثورة الجزائرية

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share