عام من الأزمات والفوضى

لم يكن العام الماضى وهو العام الأول من حكم الرئيس محمد مرسى لمصر سوى عام من الأزمات والفوضى بامتياز،  فلم يحظ الرجل بأى فترة هدوء تمكنه من فعل شىء إن كان لديه ما يفعله،  24 مليونية أى نصف اسابيع العام دعوات لمليونيات وأكثر من 8000 إضراب واحتجاج فى أنحاء البلاد، علاوة على قطع الطرق والبلطجة وأعمال الفوضى، والأحكام القضائية التى أفرجت عن معظم رجال النظام السابق،  وأزمة الوقود وطوابير السيارات التى تقف أمام محطات البنزين لأسباب لم يعد أحد يفهمها فى ظل تأكيد الحكومة أنها تضخ أكثر من احتياجات الناس.

هناك أخطاء كبيرة ارتكبها الرئيس مرسى لم يكن اعترافه ببعضها فى خطابه الذى ألقاه يوم الأربعاء الماضى 26 يونيو كافيا، فالعام الماضى تميز بالميوعة فى إدارة الدولة وفقدان الرؤية فى توجيه الأحداث وحل الأزمات ومواجهة الفوضى، الميوعة كانت كبيرة فى مواجهة الذين تظاهروا أمام القصر الرئاسى فى أول أيام حكم مرسى ثم حولوا محيطة إلى مزبلة ثم حاولوا اقتحامه بل وحرقوا مكاتب الأمن الداخلية فيه ولم يتم ردعهم رغم أن القصر هو رمز الدولة وليس بيت مرسى أو مكتبه.

الميوعة كانت كبيرة فى مواجهة المخططات الأعلامية المنظمة والأكاذيب والتلفيقات التى كانت تطال أمن الدولة واستقرارها فضلا عن أعراض الناس وكلها كانت تفت فى عضد الدولة وتصب فى مصلحة النظام السابق ورجاله حتى عادوا بقوة يديرون جانبا كبيرا من المشهد من خلال الأعلام الذى يمتلكون معظم وسائله، الميوعة فى مواجهة موظفى الدولة ومسئوليها الذين يقودون عملية التخريب والتفكيك فى المجتمع ويديرون منظومة الدولة العميقة ورجال التنظيم السرى الطليعى والمرتبطين بالخارج الذين يعلمون من أجل عدم الأستقرار فى البلاد،.

كان مرسى يهدد ولا يفعل ومن هدد ولم يفعل فقد الهيبة والاحترام، ولا يسود ملك دون جند،  ولا يصنع استقرار دون حزم وعقوبة، ومن عجز عن تنفيذ العقوبة لم يكن له سلطان على الناس، ما هو عدد المرات التى ظهر فيها الرئيس مرسى يهدد ويشير بإصبعه وما هو عدد القرارات الحازمة التى اتخذها ضد من يخربون فى البلاد ويثيرون الفوضى، ولماذا لم يشكل جهاز مكافحة البلطجة والفوضى منذ مجيئه للسلطة لاسيما وأنها فكرة سبق أن تقدم بها أحد ضباط الشرطة قبل عامين.

وحتى نكون منصفين فإننا لا ننفى وجود إنجازات حقيقية جرت على أرض مصر خلال العام المنصرم، لكن هناك مشكلتين كبيرتين فى هذه الأنجازات الأولى هى عجز الرئاسة عن تسويق إنجازاتها والثانية أن هناك أولويات كان يجب أن تسبق أى إنجاز وهى أولوية الأمن، فالأمن كان يجب أن يكون هو الهدف الأول وإذا كان جهاز الشرطة عاجزا عن تحقيقه كان يجب البحث عن أجهزة إضافية أو بديلة تقوم بتحقيق الأمن فى المجتمع،  لأن أى مجتمع بلا أمن هو مجتمع بلا إنجازات أيا كانت الإنجازات الأخرى التى يمكن للرئاسة أن تتحدث عنها. حتى الرئيس بدا عاجزا فى خطابه عن تسويق إنجازه وساقها بشكل أفقدها قيمتها، لقد كان العام الأول من حكم الرئيس مرسى عاما من الأزمات والفوضى بامتياز.

Total
0
Shares
السابق

من يَمَنى محب إلى الشعب المصرى

التالي

ثورة البلطجية

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share