بعد تأكيد كل من غرفة عمليات ثوار ليبيا ولجنة مكافحة الجريمة ان أيا منهما غير متورط أو مسؤول عن عملية اختطاف رئيس الحكومة الليبية على زيدان يوم الجمعة الماضي 10 اكتوبر 2013 فقد اصبح المشهد اكثر غموضا وفتح الباب امام كثير من التساؤلات حول عملية الاختطاف التي انتهت بسلام ودون أن يصاب رئيس الحكومة بأذى، وكذلك الجماعات المسلحة التي تحظى بغطاء شرعي والمسؤولة عن امن طرابلس، فقد جددت غرفة عمليات ثوار ليبيا يوم السبت عدم مسؤوليتها عن اختطاف زيدان من مقر اقامته في أحد فنادق العاصمة طرابلس، وجاء النفي على لسان شعبان هدية رئيس الغرفة واكد على أنه اتصل مع زيدان واوضح له الأمر،
وقال هدية في تصريح مقتضب تم بثه على موقع الغرفة على شبكة التواصل الاجتماعي «فيس بوك» «ان السيد زيدان قال لي لابد أن بعضهم اخترقوا الغرفة» وكانت الاتهامات التي وجهت للغرفة التي تخضع سلطتها لرئيس المؤتمر الوطني الليبي وليس لرئيس الحكومة قد جاءت على لسان زيدان الذي قال إن الذين اختطفوه ابلغوه أنهم تابعون لغرفة عمليات ثوار ليبيا، وقد رأى البعض أن زيدان ربما اراد النكاية في الغرفة التي لا تتبعه وان عملية الاختطاف ليست سوى لعبة من اجل حل تلك التجمعات العسكرية التي استوعبت قطاعات كبيرة من الثوار الليبيين وادمجتهم تحت سيطرة وزارتي الدفاع والداخلية والمؤتمر الوطني، وكانت السلطات قد اعتقلت مواطنا ليبيا يدعى عبد الرؤوف المناعي كان قد اقام دعوى قضائية ضد رئيس الحكومة على زيدان معترضا على اقامته في فندق «قطاع خاص» وانه سعي لعقد مؤتمر صحفي لبيان فحوى شكوته ضد زيدان لكنه منع وتم اعتقاله بعد الحادثة، اما لجنة مكافحة الجريمة التي اتهمت هي الأخرى بالمشاركة في اعتقال زيدان فقد قامت باعتقال الناطق الرسمي باسمها عبد الحكيم البلعزي الذي كان قد صرح بأن زيدان اعتقل للتحقيق معه في اتهامات تتعلق بمخالفات مالية وادارية تقدم بها عبد الرؤوف المناعي، وهذا يعني أن البلعزي قام بتصرفه بعيدا عن قيادة اللجنة.
من ناحيته اتهم زيدان خصومه في المؤتمر الوطني اعلى سلطة في البلاد بالتآمر عليه واختطافه ووصف ما جرى بانه «اذا لم تكن محاولة لاختطاف الحكومة فانها محاولة لاختطاف الحكومة» وتعاني حكومة زيدان من خلافات حادة داخلها لاسيما بين زيدان وشركائه في الحكومة من الإخوان المسلمين الذين استقال ابرزهم في الحكومة الدكتور عوض البرعصي نائب رئيس الوزراء متهما زيدان بالانفراد بالقرارات وعدم منح نوابه اية صلاحيات أو اطلاعهم على ما يقوم به، وقد زاد الوضع تازما بعد زيارة على زيدان لمصر وتاييده لحكومة الإنقلابيين، وفيما يشير مراقبون إلى أن عملية الاختطاف كانت تصرفا فرديا من قبل مجموعات صغيرة مسلحة غضبت من التقارير التي اشارت إلى أن زيدان كان على علم مسبق بالغارة الأميركية التي ادت لاعتقال أبو أنس الليبي ونقله للولايات المتحدة للتحقيق معه .
الوطن القطرية