صحفي بريطاني يوجه اتهامات للسيسي

«إن الفريق اول عبد الفتاح السيسي واتباعه يقودون مصر الى مزيد من الاضطراب والفوضي، وان تعليق ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما بعض المساعدات العسكرية التي تقدمها بلاده الى الجيش المصري – وان جاء متأخرًا – يعتبر خطوة افضل من عدمها، ولكنه ليس كافيًا لوقف العنف المتصاعد في البلاد، فهي خطوة تمثل تحذيرًا لقادة السلطة الحالية».
كان هذا جزءا من مقال مطول كتبه الصحفي البريطاني جوناثان ستيل في صحيفة الجارديان البريطانية يوم الاحد الماضي 12 اكتوبر عن الاوضاع المأساوية في مصر والتي لخصها في ان وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي يقود مصر الى الفوضى ورغم الاستبداد الذي كان قائما في عهد مبارك الا ان ما قام به السيسي جعل ما كان يقوم به مبارك رحمة للمصريين، وقدم ستيل تصورا لما يمكن ان يؤول اليه وضع مصر في الايام المقبلة قائلا : «مصر لم تشهد مثل هذا القمع الوحشي منذ عقود، وان القمع الذي ينتهج بحق المعارضة ينذر بإغراق مصر في حالة من العنف الذي لا يمكن السيطرة عليه، وقد يأخذ شكلاً مختلفًا في قادم الايام»، وقارن ستيل بين ما كان عليه القمع في عهد مبارك وبما اصبح عليه في عهد السيسي قائلا : «ان السنوات الاخيرة من حكم الرئيس المصري حسني مبارك التي اتسمت بالقمع والقسوة تعتبر نعيمًا بالمقارنة بما هي عليه الحال في مصر هذه الايام، وذلك منذ الاطاحة بأول رئيس منتخب هو الرئيس محمد مرسي».
واضاف في مقارنته بين مبارك والسيسي قائلا : «مبارك يعتبر اكثر تسامحًا ازاء التظاهرات التي كانت تعارض حكمه، وكان يسمح للاخوان المسلمين بالترشح في الانتخابات البرلمانية بصفة مستقلين» ثم تساءل عن وضع مرسي باستنكار شديد قائلا : « هل يوجد بلد آخر غير مصر يحجز رئيسًا منتخبًا للشهر الثالث على التوالي دون ان يُسمح له بلقاء اسرته او محاميه؟ وهل يوجد بلد في العالم يطلق الرصاص الحي على المتظاهرين دون سابق انذار كما يجرى في مصر هذه الايام؟».
وتناول ستيل الحرب التي يشنها النظام على جماعة الاخوان المسلمين قائلا : « لم يكتف النظام الجديد في مصر في الحملة الشرسة التي يشنها على الاسلاميين، بحظر الجماعة ولكنه يتجه نحو حل الحزب السياسي التابع لها واستخدام الاعلام في تشويه سمعتها».
وانتقد ستيل موقف التيارات العلمانية وحزب النور السلفي والتيارات المؤيدة للانقلاب قائلا : « ان تلك التيارات ستصبح «فارغة» من الناحية السياسية اذا لم تُدِنْ بشكل علني الخطر الذي يشكله الجيش المصري اليوم على الحريات المدنية ».
هذا المقال ليس نادرا في الصحافة الغربية ولكنه واحد من عشرات مقالات الرأي التي تكتب كل يوم تنتقد الانقلاب في مصر وتدينه وتبين النتائج السيئة التي يقود لها مصر، وقد استشهدت بهذا المقال وكاتبه حتى يعلم الانقلابيون ومن يدعمهم ان صورتهم في الخارج عارية وواضحة لدى معظم المراقبين والكتاب والمحللين المهتمين بمصر والمنطقة .

الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق
ديفيد هيرست

ديفيد هيرست : تفاصيل الدور السعودي والإماراتي في محاربة ثورة 25 يناير وإسقاط الرئيس مرسي

التالي

التقارب الأميركي ـ الإيراني وخرائط المنطقة

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share