شريان الحياة الرئيسي لنظام الأسد

بنى حافظ الاسد استراتيجية نظامه الطائفي على عدة ركائز داخلية وخارجية جعلها هي الشريان الذي يمد حياة النظام بالحياة اطول وقت ممكن مهما تعرض للاضطرابات الداخلية، ولذلك حينما قتل ابنه باسل الذي كان يعده لخلافته في الحكم في حادث سيارة عام 1994، سعى مباشرة لاعداد ابنه بشار الذي كان يدرس الطب في بريطانيا حتى يخلفه.
وحتى يكسر حدة الصراع السني العلوي تعمد ان يزوجه سنية ابنة لطبيب سوري معروف كان يقيم في بريطانيا، كما سعى الاسد طوال سنوات حكمه التي قاربت الثلاثين لتركيز دعائم حكمه على ابناء طائفته من العلويين الذين منحهم الوظائف العليا في كل مؤسسات الدولة مع محاولة استقطاب الطوائف والاقليات الاخرى والاعتماد عليهم لترسيخ حكمه وعلى رأسهم الدروز والمسيحيون وغيرهم وحتى يقضي على اية محاولة من السنة للتفكير في الانتقاضة ضده لم يتورع ان يدمر مدينة حماة بالطائرات وان يقتل ما يزيد على اربعين ألفا من ابنائها حينما انتفضوا عام 1982كما اقام السجون في كل مكان وارتكب بها المجازر حيث لايزال هناك 25 الفا مفقودين منذ حكم الاسد الاب، ومن اهم الركائز التي سعى لتوريثها لابنه هو ان يسير على نفس النهج الذي سلكه هو، لذلك حينما تحدث بشار عن الديمقراطية في بداية حكمه هاج عليه العلويون وابناء الطائفة والمستفيدون من النظام وقالوا له ان الديمقراطية معناها سقوط الحكم العلوي لصالح الاغلبية السنية، فصمت بشار بعدها وسار على نهج والده يقود سوريا بالحديد والنار، هذا على الصعيد الداخلي.
أما على الصعيد الخارجي فقد اقام الاسد الاب ومن بعده الاسد الابن علاقة استراتيجية قوية مع كل من الاتحاد السوفياتي وايران ومنح كلا منهما امتيازات غير محدودة في سوريا لا يمكن ان يحظيا بها في اية دولة اخرى، فقد كان ولازال رئيس الحرس الثوري الايراني هو الآمر الناهي في القيادة العسكرية في البلاد، واذكر اني في حوار اجريته مع العلامة حسن فضل الله قبيل وفاته قال لي ان الاسد فتح لهم سوريا لنشر المذهب الشيعي هناك، ورغم أن فضل الله اكد على ان هذا كان يتم في مناطق العلويين الا ان العلويين اختلطوا في كثير من المدن بالسنة وربما لا يقال الامر الا للتقية لكن الاسد فتح سوريا للشيعة حتى ينشروا فيها مذهبهم وهي ذات الاغلبية السنية، وتشيع عائلة الاسد ان اصولها شيعية ايرانية لذلك فان العلاقات بين ايران وآل الاسد هي علاقة عقائدية عائلية استراتيجية في ظل امداد سوريا لشريان ايران الرئيسي في المنطقة وهو حزب الله بكل شيء حتى ان حزب الله وضع كل امكاناته تحت تصرف النظام والدفاع عنه وعدم السماح بسقوطه كما قال حسن نصر الله، ومن المعروف ان امكانات حزب الله العسكرية والقتالية توازي حجم دولة، بل ان امكاناته اكبر من امكانات الدولة اللبنانية، لذلك يشكل قوة داعمة رئيسية للنظام السوري وشريان حياة رئيسيا لبقائه.

الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

لعبة الأمم بين عبد الناصر والسيسي (3)

التالي
يزيد صايغ

يزيد صايغ (1) : هبوط القدرة العسكرية للجيش المصري

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share