المجاعة تنهش في الشعب السوري

كأن ثلاثة أعوام من القتل والدمار والتخريب ليست كافية لنظام بشار الأسد لتدمير الإنسان والأرض والتاريخ والحياة في سوريا فلجأ إلى سلاح جديد هو سلاح التجويع حتى الموت لما يقرب من ربع مليون سوري محاصرين في مناطق حول العاصمة دمشق من قبل قوات النظام والشبيحة يواجهون خطر الموت جوعا حسب تقارير دولية كثيرة على رأسها تقرير لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا «الأسكوا» التي قالت إن «سوريا تواجه احتمالات المجاعة للمرة الأولى في تاريخها الحديث».
ولأن التقارير الدولية عادة ما تكون خجولة في عباراتها عمومية في أوصافها فإن ما تناقلته الصحافة العالمية وتقارير المنظمات الإنسانية هو شيء يفوق الخيال، فمعظم المناطق التي كان الجيش الحر قد تمكن من تحريرها في ريف دمشق وعلى رأسها معظمية الشام تخضع الآن لحصار خانق من قوات النظام والشبيحة حيث لا يسمح بدخول الطعام ولا تصلها الكهرباء أو الدواء أو الوقود ولا يوجد بها أي اتصالات وهي معزولة تماما عن العالم ويتعرض أهلها لأبشع عملية تجويع بعدما دمر النظام أكثر من 90 % من أبنيتها وقد بدأ الناس يأكلون أوراق الأشجار بعدما أكلوا اللحوم المحرمة وقد نشرت وكالة رويترز تقارير عديدة كما نشرت الصحافة العالمية ومنها الأندبندنت البريطانية قصصا عديدة عما وصل حال السوريين المحاصرين من النظام والذي قرر أن يتحدى كل الجوانب الإنسانية وأن يقتل هؤلاء جوعا بعدما قتل من قتل بالطائرات والدبابات و السلاح الكيماوي.
المجاعة لا تقع في أماكن بعيدة بل بعضها على أطراف دمشق مثل مخيم اليرموك الذي يقع جنوب العاصمة السورية والذي يقيم فيه عشرات الآلاف من الأسر الفلسطينية والذي يعيش حصارا خانقا منذ أكثر من مائة يوم حيث قامت السلطات بإغلاق كافة الطرق المؤدية للمخيم بسواتر ترابية وتركت أهله يموتون ببطء وقد نشرت مجلة «تايم» الأميركية تقريرا أكدت فيه إلى أن النظام يلجأ إلى سياسة «التجويع» في صراعه مع المعارضين له،وذلك بعدما وقعت الحكومة على اتفاقية تمتنع فيها عن استخدام الأسلحة الكيماوية بل تسليمها إلى القوى الغربية، وقد نقلت «تايم» في تقريرها أن دخول فصل الشتاء سيحول كثيرا من المناطق المحاصرة إلى جحيم بعدما توفي كثير من الناس بالفعل جراء الجوع وسوء التغذية، وقال تقرير نشر على موقع «قناة الحرة» أن المناطق المحاصرة تحيط بها القناصة بحيث إذا حاول أحد الخروج منها للبحث عن طعام فإنه عادة ما يتعرض للقنص إذا حاول الفرار من الموت جوعا، ورغم الفتاوى التي صدرت للأهالي بأكل القطط والكلاب والحمير إلا أنه لم يعد هناك قطط أو كلاب تؤكل كما أن أوراق الشجر قد تساقطت بفعل الخريف والشتاء، ويتداول بعض الناشطين قصصا مرعبة عما يعيشه أهل سوريا من محنة فاقت الوصف في وقت يجد النظام الدعم الكامل للبقاء بعد الاتفاقات التي عقدتها إيران مع الغرب وبعدما قام النظام بتسليم ما لديه من سلاح كيمائي وتعهده بأن تكون إسرائيل خطا أحمر في الصراع الدائر مع المعارضة.

الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

التحرش بالمعتقلات

التالي

صناعة الموت في بلادنا؟!!

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share