التحرش بالمعتقلات

مع مواكبة الأحكام التي صدرت بحق 21 فتاة من حركة «سبعة الصبح» في الاسكندرية بالسجن أحد عشر عاما وشهرا مع إيداع سبع منهن دون السن القانونية أحد دور الرعاية الاجتماعية لمدة غير محددة، تفجرت في مصر قضية أخرى ذهبت في زحمة الأخبار وهي مطالبة حركة المقاومة حماس للسلطات المصرية بفتح تحقيق جدي في قضايا التحرش الجنسي التي تعرضت لها لاجئات فلسطينيات وسوريات معتقلات في السجون المصرية عقب فرارهن ولجوئهن إلى مصر جراء الحرب الدائرة في سوريا.
وقد أصدرت حركة حماس على لسان عضو المكتب السياسي بها عزت الرشق بيانا في الأول من ديسمبر الجاري طالبت فيه السلطات المصرية بتوضيح الأنباء التي تتحدث عن حالات تحرش جنسي وانتهاك أعراض اللاجئات الفلسطينيات والسوريات المعتقلات في السجون المصرية وتناقلت مصادر صحفية وقانونية خلال الأيام الماضية تقارير تفيد بأن هذه الحوادث تتفشى بشكل كبير بين اللاجئات المعتقلات من بين أكثر من ثلاثمائة لاجئ ولاجئة تعتقلهم السلطات المصرية في القاهرة والاسكندرية، وقد تساءل الرشق في بيانه قائلا «بأي عقل وأي قلب تعتقل السلطات المصرية عوائل فلسطينية هربت من نيران الحرب في سوريا بتهمة محاولة الهروب من مصر عبر البحر إلى أوروبا بحثا عن الأمن والحياة الكريمة التي افتقدوها في مصر، فهم لم يطيقوا نار الحرب في سوريا ولا المعاملة المهينة في مصر» وقد طالب الرشق بالتحقيق ومحاسبة كل من يثبت تورطه بجريمة هلك عرض حرائرنا في السجون المصرية.
هذا الموضوع فتح بقوة ملف المعتقلات في مصر بشكل عام سواء السوريات أو الفلسطينيات أو المصريات بالأساس، فلم ينس أحد ما سمي بكشوف العذرية التي كانت تجري طوال الشهور التي أعقبت الثورة لكل من يتم اعتقالهن من الفتيات المصريات اللائي شاركن في الثورة المصرية وقد خرج أكثر من مسؤول لينفي ثم خرج آخرون ليؤكدوا أن القانون يفرض مثل هذه الكشوف التي فيها انتهاك صريح لأعراض الفتيات ولولا جرأة إحدى الفتيات ورفعها القضية لما عرف أحد القصة، ولم ينس أحد صورة الفتاة التي تم تعريتها في ميدان التحرير على يد الأشاوس خلال فض تظاهرات محمد محمود، وما يتم التقاطه من صور هو شيء نادر مقارنة بما يحدث ولا تكون هناك كاميرات لتصويره والأمر يعود في الأساس إلى الثقافة والعقيدة التي يتم ترسيخها في نفوس رجال الأمن والشرطة وحتى قوات الجيش التي تتعامل بشكل مباشر مع الجمهور مثل الشرطة العسكرية التي ثبت أنها قامت بتجاوزات كبيرة خلال السنوات الثلاث الماضية وصلت إلى حد التعذيب
الأمر الذي لم يلتفت إلى كثير من المراقبين ولم يحظ باهتمام في وسائل الإعلام هو عدد المعتقلات المصريات بعد فض أحداث رابعة والنهضة والتي صدرت أحكام بحق بعضهن بالسجن لسنوات عديدة بسبب مشاركتهن في تظاهرات أو ضبطهن وهن يحملن في سيارتهن شعارات رابعة أو صور الرئيس محمد مرسي أو أي شيء يدل على أنهن ضد الانقلاب وكل هؤلاء تعرضن لما تعرضت له المعتقلات الفلسطينيات والسوريات لأن عقيدة رجال الشرطة واحدة.

الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق
أحمد المستيري

أحمد المستيري (1) : مظاهر الاحتلال الفرنسي لتونس.. ومجازر الشرق الجزائري

التالي

المجاعة تنهش في الشعب السوري

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share