الكتاب الأسود للإعلاميين العاملين مع نظام بن علي (2)

تضم قائمة المستفيدين من نظام بن علي الذين كانوا يعملون لحسابه شخصيات كثيرة من داخل تونس ومن خارجها طالما ظهر كثير منهم على الفضائيات العربية وبعضهم كان يتمتع ليس باحترام ولكن كان ينظر إليه على أنه أكاديمي مستقل على الأقل اتضح أن هؤلاء جميعا كانوا يقبضون الأموال والهدايا وبعضهم حصل على الأوسمة من نظام بن علي ومن المصريين الذين زين الكتاب أسماءهم أسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام السابق وعصام كامل وسوسن أبوحسين ومحمد أكرم وأعتقد أنه لم يصدر عن أي من هؤلاء تكذيب لما نشر حتى الآن لسبب بسيط هو أن وثائق إيصالات الأموال والمبالغ موجودة لدى الرئاسة التونسية وقد تضمنها الكتاب بشكل مفصل
والغريب أن كثيرا من هؤلاء كانوا يضعون أسماءهم على مقالات أعدت من قبل السلطات التونسية لنشرها حيث تستخدم أسماؤهم فقط لتلميع بن علي وقد تضمن الكتاب الأسود قائمة بالصحف والمجلات العربية التي كان يتقاضى القائمون عليها مبالغ سنوية كما تضمن قائمة كبيرة بالفضائيات أو المؤسسات التي أقيمت في الغرب وكان أصحابها يتقاضون عشرات أو مئات الالاف من الدولارات كل حسب قيمته على سبيل المثال كان مصطفى بكري يتقاضى 15 ألف دولار في العام من خلال صحيفة «الأسبوع» بينما كانت الأهرام تتقاضى 35 ألف دولار أما الكرامة التي كان يصدرها حمدين صباحي فكانت تتقاضى 10 آلاف دولار أما دار الصياد اللبنانية فكانت تتقاضى 110 آلاف دولار في العام وميدل إيست أون لاين 50 ألف دولار أما أفريك مجازين التي كان يعتقد أنها مجلة مهنية فكانت تتقاضى من نظام بن علي 236 ألف دولار في العام أما الفضائيات فإن فضائية الهاشمي الحامدي المستقلة فكانت تتقاضى 300 ألف دولار في العام ونيوTV اللبنانية كانت تتقاضى 150 ألف دولار في العام والمنار المملوكة لحزب الله كانت تتقاضى من نظام بن علي الديكتاتوري المستبد 100 ألف دولار في العام وNBN التي يملكها نبيه بري كانت تتقاضى 75 ألف دولار في العام وكثيرا ما تكون هذه المبالغ تحت عنوان أنها للدعاية، وقد أصابتني صدمة حينما اطلعت على الكتب التي ألفت تمجيدا وتعظيما في زين العابدين بن علي ذلك اللص راسب الثانوية العامة المخبر الذي تحول إلى رئيس دولة بكل اللغات تمتدح في تجربة بن علي حتى أني وجدت عصام كامل مدير تحرير صحيفة الأحرار المصرية والصحفية سوسن أبوحسين نائبة رئيس تحرير مجلة أكتوبر المصرية قد ألفا كتابا في العام 2005 اسمه المعجزة التونسية، وهناك شخص نكرة اسمه الدكتور عبد العزيز شبيل لا أدري ماهي جنسيته كتب في العام 2003 كتابا عنوانه «الثقافة في فكر الرئيس بن علي» ولا أعرف أن بن علي كان عنده ثقافة أصلا فضلا عن أن يكون له فكر، والأمر لم يقف عند العرب بل تم استئجار صحفيين وكتاب من أميركا وروسيا وفرنسا ودول أخرى عديدة للكتابة عن فكر بن علي وثقافة بن علي وأفكار بن علي، منها كاتب أميركي اسمه أندرو برووس كتب كتابا نشر في العام 2009 بالانجليزية اسمه «تونس ـ قصة نجاح» وهكذا يجد الإنسان نفسه يكاد يخرج ما في بطنه كلما قرأ عن تلك الشخصيات المستأجرة لشخص لا قيمة له يعبث بثروات البلاد ومقدراتها، الكتاب مليء بأسماء العشرات أو شئت المئات من المنتفعين، أما الرشاوى المقننة المسماة الإشهارات أو الإعلانات الموزعة على الصحف فكل صحيفة وحجم ولائها ومدحها للرئيس الملهم وزوجته.

Total
0
Shares
السابق
أحمد المستيري

أحمد المستيري ج3 : حرب الحبيب بورقيبه على الهوية الإسلامية

التالي

الدور السياسي للطلبة

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share