التواطؤ في نهب الغاز المصري (1)

في العام 1999 منحت الهيئة العامة للبترول في مصر شركة رويال دتش شل البريطانية أكبر امتياز تنقي ببحري بمساحة 500 ألفا و41 كيلو متر وذلك بالاشتراك مع شركة بتروناس كاريجالي الماليزية والشركة المصرية القابضة للغاز الطبيعي، وتمتد مساحة هذا الامتياز من شمال الدلتا وحتى السفح الجنوبي لجبل اراتوستينس الذي يقع في البحر المتوسط والذي تعود ملكيته لمصر منذ اكتشافه على يد عالم مصري من علماء مكتبة الإسكندرية منذ ألفي عام وسمي الجبل باسمه وكل علماء الجيولوجيا في العالم يعرفون ذلك
ورغم أن قانون البحار يمنع أي دولة تتداخل مياهها الإقليمية مع دول أخرى أن تقسم حدودها البحرية الا باجتماع هذه الدول وتوقيع اتفاقية مشتركة بينهم ولأن مياه شرق المتوسط تشترك فيها كل من مصر وفلسطين وقبرص ولبنان وسوريا وتركيا علاوة على اسرائيل، فإنه لا يحق لأي من هذه الدول أن تقوم بتوقيع اتفاقية ثنائية بل يجب أن تجلس هذه الدول مجتمعة وتقسم الحدود، لكن المفاجأة أن مصر انفردت بترسيم حدودها البحرية مع قبرص في شهر فبراير من العام 2003، وتضمنت هذه الحدود البحرية ثماني نقاط احداثية، وثبت أن الذين وقعوا عن الجانب المصري ليسوا خبراء في القانون البحري أو المساحة البحرية ولا ندري لماذا وقعوا اتفاقية ثنائية بما يخالف قانون البحار ويجعلها باطلة، لكن اتضح أن هذه الاتفاقية التي قام الانقلابيون في 12 ديسمبر الماضي 2013 بالتوقيع النهائي عليها كانت لصالح اسرائيل لأنها منحت جبل اراتوستينس المصري الى اسرائيل وبدأت اسرائيل بالفعل الحفر في سفح الجبل على عمق 2000 متر من سطح البحر، أما شركة شل التي أخذت الامتياز من مصر في الحفر في هذه المنطقة فقد أعلنت في فبراير من العام 2004 اكتشافها بئرين للغاز ولكن على عمق كبير في شمال شرق البحر المتوسط وأعلنت الشركة أنها ستبدأ المرحلة الثانية من الحفر وسوف تستمر أربعة أعوام وهي تهدف الى تحويل هذه الآبار الى آبار منتجة، لكن أخبار شركة شل اختفت لمدة سبع سنوات وفي نوفمبر من العام 2005 أرسلت شركة شل الى مصر رئيسا جديدا للشركة هو الماليزي زين الرحيم الذي أخذ يقلص من عمليات الشركة في مصر حتى أن شل لم تقم بأي عمليات تنقيب جديدة أو اضافية في بلوك نيميد ومع غيبوبة شل أعلنت شركتا أفنير ودلك الإسرائيليتان بالاشتراك مع شركة نوبل انرجي عن اكتشاف حقل لفياثان للغاز في سفح جبل اراتوستينس الذي تملكه مصر منذ ألفي عام وذلك باحتياطي يبلغ 16 تريليون قدم مكعبة من الغاز، وهذا الحقل يسد حاجة إسرائيل بثلث احتياجاتها من الغاز، وبقيت حكومة مبارك صامتة وكأن شيئا لم يحدث، وفي يناير 2011 خرج الرئيس القبرصي ديمتريس خريستوفياس ببشرى سارة لشعبه بأن قبرص أصبحت واحدة من أغنى دول العالم بالغاز حيث اكتشفت أيضا في سفح نفس الجبل الذي تعود ملكيته لمصر في البحر التوسط أكبر احتياطيات من الغاز في العالم وهو حقل أفروديت، الذي يقدر ما فيه بحوالي 27 تريليون قدم مكعبة من الغاز تقدر قيمته بحوالي 120 مليار دولار.
نكمل غداً

الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق
محمد محسوب

محمد محسوب ج2 : توافق إقليمي لإجهاض ثورة 25 يناير..وأزمة التعديلات الدستورية

التالي

التواطؤ في نهب الغاز المصري (2)

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share