التصالح مع اللصوص (2)

كان فتحي سرور رئيس مجلس الشعب في عهد مبارك من أكبر الذين أفسدوا الحياة السياسية في مصر خلال العشرين عاما الأخيرة، وقد اختزلوا جرائمه كلها وحولوها لمجرد قضايا فساد مالي ونسوا الجريمة الأكبر وهي افساد الحياة السياسية والتشريعية في مصر واختزلوا سرقاته في 25 مليون جنيه فقط .
ربما قيمة ما أخذه في صفقة واحدة، وأخرجوه معززا مكرما من السجن والأدهى من ذلك أنه خرج على الفضائيات ليخرج للشعب كله لسانه ويقول لقد عدت من جديد منظرا للنظام الذي لم يسقط. في 20 ابريل 2011 قبض على فتحي سرور وقضى 8 ساعات في التحقيقات في مقر وزارة العدل بتهمة استغلال النفوذ وتضخم الثروة والتربح وواجهت النيابة سرور بتحريات مباحث الأموال العامة والرقابة الإدارية وأقوال الشهود التي اتهمته بالحصول على أموال ليست من حقه ولا تتناسب مع دخله أثناء عمله كوزير للتربية والتعليم أو رئيس لمجلس الشعب وحصوله على العديد من الهدايا العينية غالية الثمن وحسابات في البنوك وشقق فاخرة وفيلات هو وأبناؤه وحصول نجلتيه على أراض بمساحات شاسعة ما كان ممكنا له الحصول عليها لولا وظيفته العامة.
سرور لم يكن يعتقد أن يتم التضحية به لأنه باختصار شديد كان المشرع للجميع بمن فيهم الذين كانوا في السلطة آنذاك ليسرقوا وينهبوا ولم يكن يتوقع أن يتم القبض عليه فأصيب بالذهول رغم أن مبارك وولديه سبقاه للحبس هم و22 آخرون من رموز نظام مبارك آنذاك، بكى سرور ثلاث مرات أثناء التحقيق، وحينما حكم عليه بالحبس 15 يوما على ذمة القضية انهار ووقع على ركبتيه أثناء خروجه من مقر النيابة ليذهب الى السجن، وحاول مرافقوه حجبه بالملابس عن عشرات من المصورين الصحفيين الذين كانوا يقفون أمام وزارة العدل في ذلك الوقت، وقد كنت محظوظا لمشاهدتي المنظر لأني كان عندي موعد مع وزير العدل في الوزارة آنذاك، وسمعتهم يهتفون ضد سرور «ودوه ودوه وعلى طرة رحلوه، وعشان مصر تكون أبية يا اللا ارموه مع الحرامية » وقد رفض سرور في البداية أن يرتدي الكلابشات لكن الضابط المسؤول عن ترحيله للسجن قال له: أنت أستاذ قانون وتعرف أن هذا هو القانون » ولبس الكلابشات بعدما بكى، ثم ذهب لسجن طره وحوكم على مسؤوليته عن المشاركة في موقعة الجمل وقضايا أخرى لكنه خرج من كل القضايا هو وكل رجال مبارك مثل الشعرة من العجين، كما يقول المصريون، وفي النهاية تم اختزال كل القضايا في قضية الاستيلاء على 25 مليون جنيه فقط وسوف يعيدها ويتصالح وخرج معززا مكرما لكن المستشار ابراهيم الهنيدي رئيس جهاز الكسب غير المشروع قال في تصريحات نشرت يوم الأحد الماضي 2 فبراير ان فتحي سرور لم يتصالح مع الجهاز ولم يسدد شيئا عن اتهاماته بتحقيق ثروة غير مشروعة خلال توليه وزارة التربية والتعليم ورئاسة البرلمان طيلة عشرين عاما.
الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

التصالح مع اللصوص (1)

التالي

الحرب على الصحفيين في مصر

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share