قصتان من ألمانيا لأهل مصر

قصتان حدثتا معي يومي السبت والأحد الماضيين، 22و23 أبريل ، فقد سافرت الى قرية بأطراف هامبورغ بشمال ألمانيا اسمها فيلهلمسبورغ لتغطية مؤتمر الشباب المسلم الذي ربما تكون قرأت تقريره فيما يصلك مني بالقائمة البريدية، وعند وصولي لمحطة القرية ظُهر السبت ركبت أول تاكسي بطابور التاكسيات المنتظرة للزبائن لينقلني لمكان المؤتمر ببلدية القرية التي يمثل الاتراك 70 % من سكانها.
وكان السائق تركيا ملتحيا بادرني على الفور بالسلام وبعد تحركه سألني عن بلدى فأجبته انني من مصر وأعيش في برلين فأخرج لي من جواره دعوة مطبوعة لمظاهرة حاشدة ستنظم بهامبورغ يوم السبت 26 مايو المقبل ضد انقلاب مصر وجرائمه فشكرت الرجل الذي حدثني انه لا يفوت ركوعا او سجودا إلا ودعا الله فيه على «مجرم الحرب الكذاب سي سي بأن يذله الله وينتقم منه ويخزيه ويفضحه ومن عاونه في سفكه لدماء المسلمين وظلمهم»، وأن ينصر الله الحق والاسلام ويرفع راياتهم في مصر، وان ينصر الاخوان جماعة الصبر والدعوة و الأبطال الصامدين حفظة الكتاب، و الجماعة التي خدمت الاسلام في كل مكان ولم يزد ما تحدثت به عن كلمات لأن الرجل واصل دعاءه الى ان وصلنا ، فنقدته أجره ونزلت من سيارته ودموعي تتساقط تأثرا من حديثه.
وفي اليوم التالي تكرر هذا الموقف معي بشكل مشابه، فعندما توجهت في الثانية عشرة ليلا بعد انتهاء المؤتمر لموقف التاكسي لينقلني حيث أسكن، كان السائق شابا لم تبين لي ملامح وجهه جنسيته، وبعد لحظات سألني عن سبب حضوري للقرية وان كان لي اقارب بها وذكرت له اني حضرت لمؤتمر فسألني ان كنت احمل درجة الدكتوراه فرددت بالنفي، وسألني عن بلدى فأجبته.. فسأل عن الذي يحدث في مصر فقلت له كارثة،فسألني عن الجهة التي اقف معها فقلت له انني ضد العسكر، فسألته عن جنسيته فذكر انه «عثماني » وتحدث عن انشغاله يوميا بمتابعة ما يجري في مصر بشكل مفصل، وذكر ان «هذا المجرم سيسي» لا يعرف ان موقف اردوغان مما يجرى في مصر هو نفس موقف الاتراك الذين لن يغفروا له لان انقلابه على الرئيس مرسي الحافظ للقرآن الكريم، وسجنه ذكرهم بانقلاب عسكر أتاتورك على «عدنان مندريس» وإعدامه بعد ان أعاد الأذان لتركيا، فقلت له «ماشاء الله عليك تبدو مهتما وملما بالسياسة» فرد بانفعال قائلا: يا أخي إن هذا ليس اهتماما بالسياسة وإنما موقف إما ( مع الحق أو الباطل – قالهما بالعربية – )، وأن ما يجري في مصر ينغص عليه عيشه وأنه لا يمكن إلا ان يكون في صف الشعب المصري «الذي ظلم كما لم يظلم احد بالعصر الحديث» وانه وزوجته وابنتيه يدعون لهم ولمصر بنصر وفرج قريب ويدعون على «أخو الدونمة بمصر» وأنه متأكد ان نهاية «سي سي لن تكون طبيعية وان الله سينتقم منه انتقاما لا مثيل له وسيذهب لمزبلة التاريخ مثل غيره».
القصتان ارسلهما لي احد الزملاء العاملين في قناة الجزيرة في اوروبا وقد نشرتهما كما وصلتاني ليعرف اهل مصر الشرفاء ان أناسا في اطراف الدنيا يقفون الى جوارهم ويؤازرونهم حتى يسقط الانقلاب وأعوانه «ويقولون متى هو؟ قل عسى ان يكون قريبا ».
الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

جرائم حكومة الببلاوي

التالي

محاولة اغتيال أحمد منصور ! (1)

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share