شعب السيسي المختار ؟!! (1)

حسم السيسي أمره وأعلن أنه لا يستطيع أن يتأخر أو يتجاهل نداء الشعب له بالترشح للرئاسة وهذا يعني أن السيسي هو رئيس مصر القادم وأن الإجراءات الشكلية التي ستسبق توليه المنصب والتي سيشارك فيها بعض الممثلين والكومبارس لا تعدو أن تكون ضرورية لاستكمال مشهد الانقلاب الذي قام به في الثالث من يوليو الماضي وقد جاء إعلان السيسي رغم أنه لازال في منصبه العسكري وأعلنه وهو يرتدي بزته العسكرية وسط العسكر وطلاب الكليات العسكرية وهذه إشارة منه إلى أنه مرشح الجيش وأنه يسير على نفس النهج الذي سار عليه كنعان إيفرين حينما قام بانقلابه فى تركيا في شهر سبتمبر عام 1980 وتولى بعده الرئاسة حتى العام 1989.
وكذلك السيناريو الذي سار عليه برويز مشرف حينما قام بانقلابه على حكومة نواز شريف المنتخبة فى أكتوبر عام 1999 في باكستان وتولى الرئاسة في يونيو 2011 حتى أجبر على الاستقالة فى 18 أغسطس 2008 لكن كلا من كنعان إيفرين وبرويز مشرف يحاكمان بتهمة الخيانة الأول فى تركيا والثاني في باكستان وهذا هو الفصل الأخير من السيناريو الذي سيصل إليه السيسي عاجلا أو آجلا.
أما حينما أعلن السيسي أنه لا يستطيع أن يتجاهل نداء الشعب إنما قصد شعبه هو وليس الشعب المصري حيث نجح السيسي لأول مرة في تاريخ مصر من أن يفرق بين المرء وزوجه والأخ وأخيه والأب وابنه عبر حملة الخداع الكبرى والفتنة التي قادها خلال الأشهر الماضية، ورسَّخ معنى وجود شعبين في مصر بكل الوسائل بما فيها الأغنية الشهيرة «إحنا شعب وأنتم شعب» أما شعب السيسي المختار فإنه يتكون من فئات تملك كل عناصر القوة والخداع في مصر بينما شعب مصر الحقيقي فإنه لا يملك إلا إرادته والارتكان إلى قدرة الله.
ويتكون شعب السيسي المختار من:
أولا: القوات المسلحة:
وهذه درجات فى امتيازاتها ومكانتها من القائد الملهم وكلما زاد القرب من السيسي كلما كانت الامتيازات بلاحدود حيث يحظي المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالامتيازات الكبرى بلاحدود، يليه رجال المخابرات العسكرية بنفوذهم وسطوتهم على باقي قطاعات وضباط الجيش، كما أنها الجهة التي كان يرأسها السيسي قبل توليه منصب وزير الدفاع ويرأسها الآن صهره اللواء محمود حجازي، والتي حوّل السيسي دورها من جهاز معلومات يحمي القوات المسلحة إلى جهاز سياسي يدير شؤون البلاد ويعلو فوق سلطة المخابرات العامة وأمن الدولة وباقي الأجهزة الأمنية الأخرى، يلي جهاز المخابرات العسكرية جهاز المخابرات العامة ورغم أنه يخضع مباشرة لسلطة رئيس الجمهورية إلا أن السيسي بمجرد أن قام بانقلابه كان أول قرار أخذه هو إقالة مدير المخابرات العامة اللواء رأفت شحاتة الذي كان قد عينه الرئيس مرسي وعين اللواء محمد فريد التهامي رفيق دربه ومدير المخابرات الحربية الأسبق والذي أقاله مرسي بتهمة الفساد من جهاز الرقابة الإدارية ووصفته الصحف الغربية بأنه من أفسد جنرالات مصر على الإطلاق، يأتي بعد هؤلاء ضباط الحرس الجمهوري حيث يستخدم كل هؤلاء مناصبهم لتقديم الخدمات والإثراء السريع وتخطي كافة القوانين والنظم ليكونوا هم الطبقة المميزة تماما مثل المماليك في تاريخ مصر القديم.. البقية يوم السبت.

الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

 إيران تحاصر الجزيرة العربية

التالي

شعب السيسي المختار (2)

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share