تكتيك الموجة الثورية الثانية ضد الانقلاب

الاستراتيجية التي وضعها التحالف الوطني لدعم الشرعية للموجة الثورية الثانية ضد الانقلاب والتي تحدثنا عنها أمس 18 مارس تضمنت في سياقها العام إطارا لتكتيك التنفيذ لكن هذا التكتيك تم توضيحه في ضوء الواقع والمستهدف في هذه المرحلة كما جاء في أدبيات التحالف المنشورة قبل أيام «ليس من هدف هذه الموجة إسقاط الانقلاب دفعة واحدة، لكنها تهدف إلى دفعه إلى حافة الهاوية بصورة أكثر، فالمعركة معركة نقاط».
هذا التكتيك من قبل من يوجهون الثورة يستحق التحية لأنه عكس رؤية واقعية وليس عاطفية وتكنيك مواجهة محسوبة وليس مواجهات مندفعة كما كان يحدث من قبل، ومن ثم فعلى الذين يتحدثون بعاطفة في الفضائيات عن أن الانقلاب سوف يسقط خلال أيام عليهم أن يكفوا ويدركوا أن المعركة ليست معركة يوم وليلة وهناك من يفهمها ويقدر تكنيك التعامل معها، الأمر الثاني الهام هو تأكيد التحالف على أنه وحده لن يستطيع إسقاط الانقلاب وأن أعدادا كبيرة من الشعب المصري شعرت الآن بالخديعة وشعرت بالخيانة ممن قاموا بالانقلاب من ثم يجب أن تتاح لهم الفرصة لكي يكونوا في الصفوف ضد الانقلاب وقد عبر عن ذلك بعبارات واضحة جاء فيها «نهدف إلى انضمام الحركات والتجمعات والجبهات السياسية والثورية والعمالية والنقابية والمهنية والفقراء لهذه الموجة وتوحيد الجهود لإقرار العيش الكريم والعدالة الاجتماعية والديمقراطية والكرامة الإنسانية» تحت شعار «الشارع لنا .. معا للخلاص «برؤية منطلقة من شعار التحالف الثوري» ثورة واحدة دم واحد قاتل واحد.
لعل هذا الاستراتيجية وهذا التكنيك من أهم ما صدر في تصوري عن التحالف الوطني لدعم الشرعية الذي تشكل في مصر فور قيام الانقلاب ولعب دورا هاما في مواجهة الانقلاب طوال الأشهر الثمانية الماضية، لكن كان يعوزه ما تمت الإشارة إليه في تلك البيانات التي صدرت خلال الأيام القليلة الماضية لتدشن رؤية مميزة للانطلاقة الثانية للثورة المصرية غير أن أهم ما جاء في الأدبيات هو ما لم أتحدث عنه حتى الآن والذي يمثل خطوة متقدمة كنت أعتقد أنها ستتأخر لكن التحالف أصبح على وعي بها وهي الموقف من الرئيس محمد مرسي حيث قال التحالف «وبخصوص الأسئلة الكثيرة حول الرئيس نؤكد على الآتي مع الرجوع للاستراتيجية العامة للتحالف. تمسكنا بالشرعية الدستورية تمسكا ثوريا لا سياسيا حزبيا، والاختلاف مع الرئيس المنتخب المختطف الرئيس محمد مرسي سواء بشخصه أو إدارته هو من الأمور الطبيعية التي تدخل في نطاق الخلاف الحزبي والبشري لكن لا دخل للثورة بها، فتمكين الديمقراطية هي تمكين لأحد مكتسبات الثورة وتمكين الرئيس الشرعي المختطف من أداء مهامه هو تمكين للإرادة الشعبية التى قامت من أجلها الثورة» وهذا الكلام يعني أن أمر عودة مرسي للحكم مطروح للنقاش ليس مع الانقلابيين ولكن داخل صفوف الثورة ولكن يمكن لمرسي أن يعود ليفوّض سلطاته ويمكنه تفويضها الآن إن شاء إلى غطاء ثوري واسع.
الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

استراتيجية الموجة الثورية الثانية ضد الانقلاب

التالي
عبد الفتاح مورو

عبد الفتاح مورو ج 1 من بلا حدود : أخطاء الحركات الإسلامية فى الحكم

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share