استراتيجية الموجة الثورية الثانية ضد الانقلاب

بدأت الموجة الثانية للثورة المصرية ضد الانقلاب والتي بدأت في الأسبوع الماضي مع عودة الدراسة للمدارس والجامعات بعد أطول إجازة منتصف عام في تاريخ مصر وقد مثل يوم الجمعة الماضي 14 مارس ذروتها في الشوارع عبر أكثر من ثلاثمائة تظاهرة ومسيرة ضخمة طافت المدن الكبرى في مصر من الاسكندرية شمالا وحتى أسوان جنوبا ومن العريش شرقا وحتى مرسى مطروح غربا وهي تؤكد أنها لن تتخلى عن مطالبها التي على رأسها إسقاط الانقلاب ومحاسبة قتلة الثوار. وقد لوحظ أن الموجة الثورية الثانية تنتهج استراتيجية جديدة تختلف عن استراتيجية الموجة الأولى التي بدأت في أعقاب الانقلاب وظلت قائمة طيلة أكثر من ثمانية أشهر.
حيث بدأت المراجعات للوسائل والأساليب والأخطاء خلال الفترة الماضية تأخذا مدى أكثر تطورا في ملامح الموجة الثانية التي أوضحها التحالف الوطني لدعم الشرعية من خلال أدبياته التي أصدرها مؤخرا والتي احتوت على روح ثورية جديدة وتوجيهات عامة مرنة للحشود الرافضة للانقلاب. فقد أكد التحالف الوطني لدعم الشرعية في أدبياته الأخيرة على «التتابع في التوقيت والحشد المؤثر والتأثير المركز وزيادة ارباك الباطل وخلخلته» وفي إطار المرونة قال التحالف «استمرار القيادة الميدانية للشباب والحراك اللامركزي مع تغيير التكتيكات المعتادة والصور الذهنية النمطية عن صناعة الحسم والالتزام بضوابط المقاومة السلمية المبدعة» وهنا تأكيد على دور الشباب وعدم المركزية وحرية اختيار الوسائل المبدعة، والتحرر من القيادة المركزية، ويبدو أن المرحلة القادمة سوف تشهد المزيد من العصيان المدني الذي كان تأثيره واضحا خلال الفترة الماضية حيث دعا التحالف إلى «تفعيل وسائل العصيان المدني وتوسيع مساحة الغضب وتحريض قطاعات جديدة على الانضمام للثورة» ولن يقف الأمر عند حد العمل داخل مصر بل هناك تفعيل للعمل خارجها عبر «تكثيف عمل الجماهير في الخارج لفضح الانقلاب وجرائمه وكسب مزيد من تعاطف الشعوب» وهذا يعني أن تجمعات المصريين في الخارج مع المتعاطفين معهم سوف يطورون أنشطتهم أمام سفارات الانقلاب والدول الداعمة لهم كما هو واضح من هذا البند، الذي يتواصل مع الداخل من خلال «الانتشار الأفقي والعرضي والثبات في مواجهة أي اعتداءات محتملة من قوات الانقلاب الإرهابية، وتطوير الحراك الثوري وقتا وحشدا بما يحقق الأهداف» وهذا يعني أن حجم التظاهرات وطريقة انتشارها والصمود في مواجهة الأمن الذي ظهرت بعض أشكاله في فرار قوات الأمن أمام المتظاهرين السلميين في بعض المناطق يعني أن أشكالا جديدة من المواجهة ستجري خلال الفترة القادمة التي ستشهد أيضا «صنع مفاجآت وإنهاك الباطل بالتتابع وعلى التوالي والتوازي بوسائل مبدعة تستفيد بتجارب اللاعنف» مع التركيز على السلمية هناك مفاجآت متروكة كلها للثوار الأرض في كل منطقة يقدرونها كما جاء في المخطط الاستراتيجي «الثوار على الأرض هم التحالف وهم القيادة وبالتالي فالإبداع الثوري الممنهج لا يحتاج إلى إعلان أو توجيه أو ارشاد» هذه من أهم بنود الاستراتيجية الجديدة حيث كانت الاستراتيجية بشكل عام قائمة على المركزية وانتظار القيادة الآن الوضع تغير إلى حد كبير وأصبح يقوم على قدرة المجموعات السلمية على ارهاق واجهاد الانقلابيين وتطوير الوسائل والأساليب المناسبة وفي نفس الوقت «الحذر من مخططات التحميس المفخخة وموجات الأحباط الممنهجة والإشاعات السوداء وأن تكون بوصلة الثوار مربوطة دائما بالله سبحانه وتعالى وبالميدان».
نكمل غدا
الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق
محمد محسوب

محمد محسوب (7) : مرسي فاز بالانتخابات لكنه لم يتول السُلطة

التالي

تكتيك الموجة الثورية الثانية ضد الانقلاب

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share