أوروبا تتجاهل جرائم السيسي

الزيارة التي قامت بها الممثلة العليا للشؤون الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاترين اشتون للقاهرة يومي 10 و11 ابريل الجاري كشفت عن حقيقة الموقف الاوروبي مما حدث في مصر خلال الايام الاخيرة من رئاسة مرسي لمصر والاسابيع الاولى من انقلاب السيسي عليه، فقد التقت اشتون خلال زيارتها الاخيرة قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي المرشح للانتخابات الرئاسية دون غيره من المرشحين وقالت له «ان الاتحاد الاوروبي سيتابع العملية الانتخابية بكل اهتمام ونحن نعلم ان ترشحكم للرئاسة ليس سعيا للسلطة وانما شعور بالمسؤولية».
هكذا ظهرت حقيقة اوروبا وموقفها مما جرى في مصر حيث اكدت اشتون من خلال الزيارات المتتالية الدعم الاوروبي الكامل للانقلاب الذي قام به السيسي على الرئيس المنتخب محمد مرسي، وقد عبرت اشتون صراحة عن ذلك بعد الانقلاب مباشرة حيث التقت بوفد يمثل التحالف لدعم الشرعية واكد لي الدكتور محمد محسوب ان اشتون قالت لهم بوضوح تام بان عليهم ان يقبلوا الواقع الذي فرضه السيسي عبر انقلابه، والآن عادت اشتون الى مصر لتؤكد للسيسي دعم اوروبا له رئيسا متجاهلة كل الجرائم التي ارتكبها وانه قام بانقلاب عسكري ضد رئيس منتخب بشكل ديمقراطي مما يؤكد ان كل ما تنادي به اوروبا من حقوق انسان وديمقراطية وغيرها هي مجرد شعارات جوفاء لا تتعلق بالعالم العربي وانما هي للاوروبيين فقط.
وقد اكدت اشتون خلال لقائها مع عمرو موسي على ان »الاتحاد الاوروبي يدعم خارطة الطريق » التي وضعها العسكر بعد انقلابهم على الرئيس المنتخب وهذا يؤكد دعم الانقلاب العسكري من قبل الاتحاد الاوروبي بل واكدت اشتون على دعم الاتحاد الاوروبي للجرائم التي ارتكبها ويرتكبها السيسي بحق شعب مصر منذ قام بانقلابه حينما قالت «ان مصر لا تقف وحدها في مواجهة الارهاب» ولا ندري اي ارهاب هذا الذي تتحدث عنه اشتون ؟ وهل هناك ارهاب يجري في مصر سوى الارهاب الذي يمارسه النظام الانقلابي ضد الشعب المصري مستخدما كل ادوات البطش والارهاب وتجاوز القوانين وكل الاعراف القانونية الدولية، لقد قتل وجرح من المصريين على يد السيسي وجنوده ما يقرب من خمسين الف مصري وهناك حسب التقديرات شبه الرسمية من المنظمات الحقوقية حوالي خمسة وعشرين الف معتقل بخلاف ما يقرب من مائة الف اعتقلوا وافرج عنهم معظمهم على ذمة قضايا، وهناك ممارسات غير انسانية ادانتها المنظمات الحقوقية الغربية ومنها منظمات اوروبية وهناك تقارير صحفية اعدها صحفيون اوروبيون بنزاهة ومصداقية تدين تلك الجرائم التي ارتكبت وترتكب ضد الشعب المصري منذ انقلاب السيسي على الرئيس المنتخب في 3 يوليو الماضي.
ومع ذلك تأتي السيدة اشتون لتقول بوضوح في زيارتها الاخيرة «ان الاتحاد الاوروبي مستمر في دعم مصر » وتضيف في كلامها للسيسي خلال لقائها به «الاتحاد الاوروبي سيتابع العملية الانتخابية بكل اهتمام و نحن نعلم ان ترشحكم للرئاسة ليس سعيا للسلطة وانما شعور بالمسؤولية وهذا دائما ما يصنع نماذج سياسية افضل للشعوب «اي نموذج افضل للشعب المصري هذا الذي يأتي به انقلاب عسكري؟، ان هذا الخداع والتدليس والتواطؤ من الاتحاد الاوروبي يعني ان الاتحاد الاوروبي شريك في كل الجرائم التي ارتكبت في حق الشعب المصري وانه داعم رئيسي للانقلاب وكل خطواته».
الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

فتيات في سجون الانقلاب!

التالي
يوسف ندا

يوسف ندا : مستقبل الإخوان المسلمين بعد الانقلاب العسكري

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share