فتيات في سجون الانقلاب!

ظلت المرأة المصرية خطاً أحمر في كل الأحداث التي تجري في مصر طوال العقود الماضية، وكانت الرجولة تقتضي الابتعاد دائما عن التماس المباشر مع النساء لأن هذا من مقتضيات الرجولة والمروءة والنخوة والشهامة والإنسانية لكن جنود الانقلاب تجاوزوا كل هذه الأعراف وأسقطوا كل هذه القيم منذ بداية الثورة ورأينا ورأى العالم على شاشات التلفزة الجنود الذين يجب أن يكون مكانهم مواجهة العدو وحماية حدود البلاد وهم يتجاوزون كل الحدود ويجرون إحدى الفتيات بعدما قاموا بتعريتها في ميدان التحرير.
واستنكر العالم هذه الجريمة التي كانت بداية لانتهاكات أكبر قام بها الانقلابيون حيث لم يتورعوا بعد الانقلاب الآثم في 3 يوليو أن يتعاملوا بهمجية منقطعة النظير مع النساء فقد قام القناصة في رابعة والنهضة باستهداف العشرات من الفتيات والنساء الذين سقطوا شهداء أو جرحى، كما قاموا باعتقال المئات من النساء من التظاهرات وقاموا بإطلاق النار عليهن فاستشهد وجرح العشرات ورأى العالم كيف للجنود البواسل وهم يطبقون على رقاب فتيات صغيرات في جامعات القاهرة والأزهر والمنصورة، وغيرها من جامعات مصر.
وخرجت بعض الفتيات بعد سجن قصير وتحدثن عن الانتهاكات الفاضحة التي تعرضن لها والتي لا يقوم الصهاينة بمثلها في سجونهم للمعتقلات الفلسطينيات لأنهم يعلمون أن المرأة المسلمة وعرضها خط أحمر لكن جنود السيسي تجاوزوا كل الحدود ووضعوا الفتيات الصغيرات سواء في أقسام الشرطة أو السجون مع المعتقلات الجنائيات مما أصابهن بالصدمة.
وقد كان الحكم الذي صدر على فتيات حركة سبعة الصبح في الاسكندرية فضيحة عالمية بكل المقاييس، لكن هناك عشرات الأحكام الأخرى التي صدرت ضد فتيات وسيدات بتهمة المشاركة في التظاهرات أو تعليق دبوس رابعة مثلما حدث مع الطبيبة في مستشفى ميت غمر.
لكن عدم وجود وسائل إعلام للتصوير وعدم اهتمام الانقلابيين بالرد على الاتهامات أو المناشدات الدولية للإفراج عن الفتيات المعتقلات أو التعامل معهن بطريقة إنسانية جعل تلك القضايا تتوارى إلى النسيان أو الإهمال لاسيما قضية فتيات جامعة المنصورة الثلاث، أبرار عصمت العناني من مواليد عام 1995 وطالبة بكلية التجارة ويسرا إبراهيم الخطيب من مواليد عام 1992 تخرجت من كلية التربية ومنة الله مصطفى البليهي وهي أصغرهن من مواليد عام 1995 وطالبة بالسنة الأولى بكلية الآداب وقد اعتقلن 12 نوفمبر من العام الماضي 2013.
وتقول عائلاتهن إنهن يتعرضن لكل أنواع الإهانة حيث يتم التجديد الدائم لهن بالسجن كلما انقضت المدة وتهمتهن الانتماء لجماعة إرهابية وباقي القائمة المعروفة من الاتهامات التي يمكن أن تؤدي إلى الحكم عليهن بالسجن المؤبد كما تقول منظمة العفو الدولية في تقرير أصدرته في 8 فبراير الماضي حيث طالبت بالإفراج الفوري ودون شروط على الفتيات الثلاث وأكدت المنظمة في بيانها أن الفتيات الثلاث لا يسمح لأهلن بالزيارة إلا مرة في الأسبوع ولمدة خمس دقائق فقط وأن التهم الموجهة إليهن هي التهم التي توجه لكل من يعارض النظام الانقلابي في مصر.
الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق
محمد محسوب

محمد محسوب ج 11 : تآمر العسكر على دستور 2012 .. ورضوخ الإخوان وتمزق الثوار

التالي

أوروبا تتجاهل جرائم السيسي

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share