فوز رئاسي مخيب للآمال

صدمت بنتيجة الانتخابات الرئاسية في الجزائر التي أعلنها وزير الداخلية الجزائري الطيب بلعيز يوم الجمعة الماضي والتي أكد فيها فوز الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة بولاية رئاسية رابعة جامعا أصواتا نسبتها 81,53 % حيث صوت لبوتفليقة 8,3 مليون ناخب من أصل 11,3, مليون أما منافسه الرئيسي علي بن فليس الذي توقع المراقبون فوزه حال إجراء انتخابات حرة نزيهة فقد حصل على 1,2 مليون صوت، والصدمة وخيبة الأمل التي أصابتني جاءت من هؤلاء الجاحدين الذين لم يصوتوا للرئيس بوتفليقة وصوتوا لمنافسيه الثلاثة وعلى رأسهم بن فليس الذي اتهم القوى التي تسيطر على مقاليد البلاد بتزوير النتيجة.
كان من المفترض أن يحصل بوتفليقة المقعد الذي لا يتحرك فيه شيء والذي لم يظهر في أي دعاية انتخابية مباشرة أو غير مباشرة وشاهده الشعب وهو يدلي بصوته مقعدا على كرسي وحينما ظهر مع وزير الخارجية الاسباني قبيل الانتخابات كان غير قادر حتى الهمس، توقعت أن يحصل على 99,999 % من أصوات الناخبين الجزائريين وليس على النسبة المتدنية التي حصل عليها، فالرجل الذي جاء به العسكر من المنفى ليحكموا به الجزائر عام 1999 والمريض منذ العام 2005، والذي يلازم الفراش معظم الوقت منذ أكثر من عام يريد أن يبقى رئيسا للأبد وربما لا يريد هو بل يريد الذين جاؤوا به من المنفي أن يبقى رئيسا للأبد لأنهم لم يتوافقوا على رئيس يخلفه حتى الآن ولأن وجوده هو الذي يمكنهم من ترتيب الأوراق التي لم يرتبوها بعد رغم أن كثيرين يعتبرونه في عداد الموتى منذ أن أصيب بالجلطة في العام الماضي، وشأن بوتفليقة في هذا تماما شأن حافظ الأسد الذي لازالت لافتات ترفع في ميادين بعض المدن التي يسيطر عليها النظام في سوريا ترفع صوره ومكتوب عليها «حافظ الأسد رئيسنا إلى الأبد» رغم أن الرجل مات منذ خمسة عشر عاما، ومع فوز بوتفليقة بهذه النتيجة المتدنية لفترة رئاسية رابعة لم يعد أمامه سوى أن يغير الدستور الجزائري مثلما فعل الرئيس التونسي الأسبق المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة الذي مل من الترشح والنجاح بنسبة 99,999 % وقرر تعديل الدستور ليبقى رئيسا إلى الأبد وكانت علله وأمراضه وهو في السابعة والثمانين من العمر ليست أقل من علل وأمراض توتفليقة الذي لم يتجاوز السابعة والسبعين وظل بورقيبة يقضي في مستشفيات أوروبا منذ إصابته بالجلطة في العام 1967أكثر مما يقضيه في تونس ومع ذلك ظل يحكم وهو مريض طريح الفراش غالب الوقت من العام 1967 وحتى أطاح به وزير داخليته الذي كان يثق فيه زين العابدين بن علي في العام 1987 أي عشرين عاما، الأمر في الجزائر مختلف فالذين يستفيدون من وجود بوتفليقة وبقائه رئيسا رغم أنه لم يعد يعلم شيئا عن أمور الجزائر إلا ما ينقل له كثر، ولأن الأعمار بيد الله فإن بوتفليقة يمكن أن يعيش مائة عام كما عاش بورقيبة ويحكم عشرين عاما من فراش المرض كما حكم بورقيبة أو يتفوق عليه بأكثر من ذلك، ومن المؤكد أن الجاحدين الذين لم ينتخبوه هذه المرة سيعدلون موقفهم في الانتخابات القادمة ليفوز بالخمس تسعات.
إن ما يحدث في العالم العربي لا يحدث في غيره من دول العالم ففي كل دولة مهزلة من نوع ما لكن مهزلة الرئاسة و الحكم في الجزائر لها طابع خاص.
الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق
محمد محسوب

محمد محسوب ج12 : تردد مرسى أعاد الدولة العميقة إلى السلطة

التالي

الحج إلى الكنيسة المصرية

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share