النظام الفاشي الجديد في مصر

تقوم صناعة الأنظمة الفاشية الاستبدادية على اختزال الأوطان في شخص واحد يكون هو المهيمن والمخلص الذي يرى ما لا يراه الآخرون، وقد لخصها فرعون في قوله تعالى «إني أرى ما لاترون» هذا ما ظهر به السيسي في حواره التليفزيوني الذي أعلن من خلاله عن برنامجه الفارغ من المضمون والمعنى والذي أكدت حملته بعده أنه لن يطرح برنامجا خشية الجدل وهذا أمر غريب وغير مسبوق.
وهذا ما قاله وأكد عليه طوال الحوار أنه يرى ما لا يرى الآخرون ومن ثم على الجميع أن يغمض عينيه ويسير خلف القائد الملهم قائد مجازر رابعة والنهضة والمنصة والحرس وغيرها، ويهز السفهاء رؤوسهم موافقين ومروجين للرجل الذي قضى من حياته أربعين عاما ينفذ الأوامر ممن فوقه ويلقي الأوامر على من تحته دون أي إبداع أو خيال أو فهم، وكل رصيده العسكري أنه قتل وجرح من المصريين ربما أكثر مما قتل منهم الاسرائيليون هذا العسكري حوله المنتفعون والسفلة وسفلة السفلة لأنه المخلص الذي يرى ما لايرون ومن ثم تم اختزال مصر وتاريخها وحضارتها في عبد الفتاح السيسي.
إن ما يجري الآن في مصر من ترويج وصناعة لنظام فاشي استبدادي جديد وتلميع وتمجيد وتأليه لعبد الفتاح السيسي قاتل الشعب مرتكب الجرائم ضد الانسانية وتقديمه للناس على أنه المخلص هو جريمة لا تقل عن الجرائم التي ارتكبت في حق مصر وشعبها منذ انقلاب الثالث من يوليو وحتى الآن، فهؤلاء الحمقى والأفاقون يصنعون طاغية أحمق قصير الرؤية والنظر سوف يهوي بمصر وأهلها إلى أسفل سافلين، فهو في البداية والنهاية عسكري أحمق ضيق الأفق والنفس مثله مثل كل العسكر الذي حكموا ودمروا بلادهم خلال العقود الماضية، وهل قامت ثورة 25 يناير حتى تخلص مصر من حكم العسكر ثم تأتي بعسكري في غباء السيسي وضيق أفقه وكثرة جرائمه لتنصبه رئيسا لمصر؟ وأي مصري هذا الذي يذهب إلى صندوق الاقتراع لينتخب رئيسا اغتصب سلطة الشعب التي جاءت بمرسي وفرش طريقه للرئاسة بالدماء والأشلاء والسجون والمعتقلات؟ ماهذا النظام الذي يمكن أن يقيمه هذا الدموي الفاشل؟
مشكلة العسكر الذين جاء بهم الغرب عبر الانقلابات العسكرية ليحكموا بلادهم بعد الحرب العالمية الثانية أن ولاءهم لا يكون لبلادهم ولا لشعوبهم وإنما للغرب الذي رعاهم ودعمهم ولذلك فإن عيونهم جميعا على الغرب وهذا ما أكد عليه السيسي في حواره، كما أن هؤلاء لا ينظرون إلى الشعوب ولا يعطونها أي قيمة وقد أكد السيسي على ذلك حينما قال إن شعب مصر بحاجة إلى 25 عاما أخرى حتى يقيم الديمقراطية ويتعلمها، الشعب الذي خرج في خمسة استحقاقات واستفتاءات بعد الثورة وبهر العالم في إقدامه ونسبة تصويته وأدائه الذي سبق به شعوبا عريقة الديمقراطية شعب جاهل في رأي السيسي لأنه قرر أن يبعد العسكر عن السلطة.. إذا نجح السيسي رئيسا فإن مصر على أبواب أيام سوداء قاتمة من حاكم جاهل أحمق لا يعرف إلا الدماء وأن يقول لكل من يتحدث بكلمة لا تعجبه «لن أسمح لك».. إنها الفاشية الجديدة في مصر.
الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق
محمد محسوب

محمد محسوب ج15 : تظاهرات 30 يونيو وإرهاصات انقلاب 3 يوليو

التالي

طلاب مصر يصنعون التاريخ

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share