تاجر الموت الذي سيحكم الهند ! (2)

سألت مراسلة وكالة رويترز «تاجر الموت» خلال الحملة الانتخابية عن المجزرة التي ارتكبها الهندوس المتطرفون في عام 2002 ضد المسلمين تحت رعايته وذهب ضحيتها أكثر من ألفي مسلم وتم تهجير عشرات الآلاف من بيوتهم من أحمد أباد عاصمة ولاية كوجرات التي كان يحكمها فقال «انه يشعر بالحزن (ازاء تلك المجزرة) شأن راكب في مقعد خلفي لسيارة دهست جرواً».
هذه هي قيمة ألفي مسلم عند هذا الهندوسي المتطرف الذي سيصبح رئيسا للحكومة الهندية أنهم مثل الكلاب وأن ما جرى لهم لا يساوي سوى الحزن على كلب دهسته سيارة.
وقد رفض بعد هذه المقابلة التي أثارت ضجة أن يجري مقابلات صحفية أخرى مع وسائل الإعلام.
وقد ذكرت مراسلة «لونوفيل أبسرفتوار» الوضع قائلة:
لا احد في أحمد أباد يجرؤ على انتقاد مودي والصحفيون يخشون السجن والصحف تخشى مقاطعة المعلنين والمجموعات الصناعية لها. وقد سجنت الراقصة مليكة سارابهاي إثر وصفها مودي بـ «مهندس التطهير الاثني في 2002». واغتيل منافسه في الحزب نفسه في وضح النهار. «مودي هو رئيس يليق بكوريا الشمالية».
هناك جريمة أخرى كبرى بحق المسلمين ارتكبها نارندرا مودي في 6 ديسمبر عام 1992 حينما قاد أكثر من خمسة عشر ألف هندوسي متطرف في مدينة أيوديا التي تقع في ولاية أتر برديش التي تقع شمال الهند، وقاموا بهدم مسجد بابري الذي بناه مؤسس الامبراطورية المغولية ظهير الدين بابر في القرن السادس عشر الميلادي حيث كانت مملكته المسلمة تسيطر على أجزاء واسعة من شبه القارة الهندية وأفغانستان ومناطق أخرى مدعين أن مسجد بابري بني على هضبة راماكوت التي بني عليها المعبد الذي ولد فيه إله الهندوس راما، وهي أسطوره شبيهة بأسطورة الهيكل لدى اليهود، وكان هدم المسجد وحرقه يجرى أمام العالم كله وأمام شاشات التلفزة، وقد ولدت بعد هذا الحادث نجومية هذه المنظمة الهندوسية المتطرفة التي يقودها مودي «بهاراتيا جاناتا» مما جعل الهندوس يصوتون لها بكثافة في الانتخابات التي جرت في عام 1998، ثم يمنحونها الأصوات بشكل كبير في الانتخابات التي جرت قبل أيام متخلين عن حزب المؤتمر التاريخي الذي تقوده عائلة غاندي ويتبنى النظام العلماني القائم على التنوع الثقافي والديني والعرقي للهند، مما يعني أن الهند سوف تدخل مرحلة جديدة من الصراع الديني في ظل المخاوف التي تنتاب المسلمين من وصول حزب بهاراتيا جاناتا وزعيمه الدموي «مهندس التطهير العرقي» و«تاجر الموت» للسلطة.
لقد تبدل المشهد السياسي في الهند بشكل مثير واصبح مودي زعيما سياسيا لدولة كبيرة هي الهند بعدما كان طوال أكثر من عشرين عاما يوصف بأنه عنصري دموي قاتل، ورغم أن المسلمين الذين يشكلون 16% من سكان الهند وصفوا قبل وصول مودي للسلطة ووفق تقرير حكومي رسمي هندي صدر في عام 2006 أنهم يعاملون على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية فلنا أن نتخيل ما يمكن أن يحدث لمسلمي الهند في ظل رئيس حكومة يعتبرهم كالكلاب، ومتهم بقتل وتصفية الآلاف منهم، بل إن منظمة «آر إس إس» وهي الجناح العسكري لحزب بهارتيا جاناتا التي ينتمي إليها مودي تصف المسلمين في أدبياتها بـ «الأفاعي السامة الهادئة»!
يبدوا أننا على أعتاب مآس جديدة لمسلمي الهند؟
الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

تاجر الموت الذي سيحكم الهند ! (1)

التالي

خليفة حفتر … المغامر .. المقامر ؟!

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share