انتخابات مصر .. وشهود الحق .. والزور

أول شيء تعلمناه في مهنة الصحافة أن الصحفي شاهد، والشاهد إما أن يكون شاهد زور أو شاهد عدل، وشاهد العدل باختصار شديد يجب أن يكون منحازا للحقيقة، لذلك فإن ما يقال عن الحياد الإعلامي هو أكذوبة كبرى، فالحياد يعني المساواة بين الجاني والضحية، بين القاتل والمقتول، بين الظالم والمظلوم.
ولكن الموضوعية تقتضي أن يقول الشاهد مايراه حينما يشاهد قاتلا يقول هذا قتل وحينما يشاهد سارقا يقول هذا سرق وحينما يرى ظالما يقول هذا ظالم، وحينما يشاهد تزويرا وتدليسا يقول هذا تدليس وتزوير وهذه هي مسميات الأشياء لخصها جون مكين رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي حينما زار مصر بعد الأنقلاب فقال : إن البطة يقال لها بطة وما حدث في مصر انقلاب لأنه ليس له اسم آخر، لذلك فإني هنا سوف أروي بعض شهادات الصحفيين الغربيين الذين تابعوا مسرحية الانتخابات الرئاسية في مصر وأترك للقارئ أن يقارن بينهم وبين شهود الزور الذين روجوا للأكاذيب على الفضائيات وعلى سبيل المثال لا الحصر، كان الصحفي البريطاني المخضرم روبرت فيسك مراسل صحيفة الأندبندنت البريطانية من الصحفيين الغربيين الذين تابعوا الانتخابات الرئاسية وكتب عدة تقارير في صحيفته متابعا ما كان يجري على أرض الواقع منها ما ذكره في عدد الخميس 29 مايو حيث انتقد التمديد ليوم ثالث وقال إنه كان «محاولة يائسة من جانب المشير عبد الفتاح السيسي لتوطيد ثقته المفرطة بنفسه وطموحه في أن ينتخب رئيسا بنسبة 60 % من أصوات الناخبين المصريين». وقال فيسك إنه قام بجولة ثلاث ساعات بالسيارة على عدد من مراكز الأقتراع وسط القاهرة خرج منها بـ«صورة سياسية كئيبة» للرجل الذي قال إن المصريين سيخرجون لكتابة تاريخهم وتخطيط مستقبلهم عبر اختياره رئيسا، وقبلها بيوم سخر فيسك من السيسي الذي لقبه بالأمبراطور قائلا في مقاله الذي نشره تحت عنوان «تتويج الأمبراطور» سيتوج نابليون، فبعد الإرهاب والموت والفوضى، من سيشعر بالحنق على تتويج الإمبراطور؟ ولماذا؟ مع أن الملصقات الانتخابية للمشير عبد الفتاح السيسي تصفه برئيس مصر، وكل ما تلاحظه في صورته، الباسم والسمين وربما قلنا الممل أنه ببدلة وبربطة عنق، وفي صورة أخرى يجلس مرتاحا على كرسي وثير، فمن قال إن هذا الإمبراطور لا يملأ مكانه؟».
صحيفة «واشنطن بوست» في افتتاحيتها لعددها الصادر يوم الخميس الماضي 25 مايو وصفت الانتخابات بالفاشلة، وأن سياسة أوباما في دعم السيسي قد تدفع مصر إلى مزيد من الاضطراب، واختتمت بالتنويه على أنه إذا تجاهلت إدارة أوباما الإشارات التحذيرية التي تعد هذه الانتخابات الفاشلة واحدة منها، فستجد نفسها إن عاجلا أو آجلا متعلقة بديكتاتور عربي محتقر جديد، وسيكون ذلك على حساب المصالح الأمنية التي يتحدث عنها أوباما، وفي عددها الصادر يوم السبت قالت الجارديان البريطانية أن «السيسي لم ينجح في إقناع الناخبين بالذهاب إلى صناديق الاقتراع على الرغم منه أنه استفاد كثيرا من موارد حكومية، وعلى نفس المنوال كتبت صحف وصحفيون في فرنسا وألمانيا ومعظم الدول الغربية كانوا شهود عدل بينما شهود الزور يملأون شاشات وصحف مصر.
الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق
الهادي البكوش

الهادي البكوش (3) : انفراد الحبيب بورقيبة بحكم تونس وعلاقته بالاستخبارات الأمريكية

التالي

نتائج الانتخابات التي قاطعها الشعب

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share