نتائج الانتخابات التي قاطعها الشعب

«الانتخابات التي ارادها السيسي الغطاء الشرعي لديكتاتوريته، انقلبت لتصبح الفضيحة التي لايمكن اخفاؤها » هذا ما ذكرته مجلة «ايكونوميست» البريطانية الاقتصادية التي توصف بأنها واحدة من اكثر المجلات رصانة في افتتاحية عددها الصادر يوم السبت 31 مايو تحت عنوان «السير نحو الاتجاه الخطأ».
اما مجلة «التايم» الاميركية فقد اعتبرت في عددها الاخير ان الانتخابات «قوضت صورة السيسي كمنقذ وحرمته من الشرعية التي كان يرغب فيها» واكدت على ان «الشعب المصري لم يمنحه التفويض الذي كان يرغب فيه، وان انتخابات 2012 ستظل هي الانتخابات التي اعترف الشعب المصري بها والتي حظيت باقبال هائل من افراد الشعب».
هذا التوصيف من اثنتين من اهم المجلات السياسية الدولية يعكس الرؤية الحقيقية للمثقفين والمحللين والصحفيين الغربيين مما يجري في مصر فقد كانت فضيحة شاهدها العالم على شاشات التلفزة وهو يختلف بشكل جذري عن المواقف السياسية الرسمية التي اقرت الانقلاب من البداية ودعمته حتى تزوير نتائج الانتخابات عبر وفود المراقبين التي اوفدت لتكمل شهادة الزور على هذه المهزلة، لكن هذه الاشارات والتحليلات التي قدمتها الصحافة الغربية اتفقت تماما مع الصور التي نقلتها الفضائيات المصرية و العالمية للجان الانتخابية وهي خاوية وخالية حتى ان احد التقارير رصد ما يقرب من الف لجنة انتخابية من بين عدد اللجان الذي يزيد قليلا عن 13 الف لجنة لم يدخلها احد على الاطلاق وتم تصوير عشرات الصور للموظفين والمندوبين وهم يغطون في النوم العميق، لذلك نحن امام حالة فريدة حيث كانت اللجان خاوية لكن الصناديق كانت ممتلئة وهو سر من اسرار الانتخابات في مصر، في اليوم الاول تحدثت وسائل اعلام الانقلاب عن ان الحضور بين 5 و7 % وسط البكاء والعويل والتهديد والوعيد للناخبين المقاطعين وفي نهاية اليوم الثاني خرج بعضهم على شاشات فضائيات الانقلاب واكدوا على ان النسبة لم تزد عن 10 % فجأة في اليوم الثالث الذي كان اكثر الايام التي خلت فيها اللجان من الناخبين، ارتفعت نسبة التصويت الى 47 % وكأن الجن والشياطين هم الذين كانوا ينتخبون، ومن الفضائح الكثيرة التي نشرت ان بعض اللجان الانتخابية لا يزيد عدد ناخبيها عن الفين فتم رصد اربعة آلاف صوت في الصناديق، وهذا يعني ان التزوير كان مفضوحا ولم يكن على مستوى التزوير الاحترافي الذي كان يجري خلال العقود الماضية، مراكز دراسات تابعت الانتخابات عبر مئات المتطوعين وعشرات الباحثين ورصدت النسب شبه الحقيقية للحضور وقد تراوحت بين 7 % و12 % من عدد الناخبين الذين يبلغون 55 مليون ناخب اي ان الحضور في حدهم الاقصى على مستوى مصر كلها لم يتجاوز 6 ملايين ومع ذلك ملأت الصناديق بحوالي 24 مليون صوت اي ضعف الحضور بأربع مرات على اعلى تقدير وست مرات على اقل تقدير، ولنا ان نتخيل الفارق الهائل بين النسب والارقام التي ستعلنها الحقيقة والتي ستعتمد داخليا وخارجيا في اكبر عملية تدليس سياسي تجري امام كاميرات التليفزيون والارقام الحقيقية التي شاهدها الناس ورصدها المراقبون، لكن مايجري ليس سوى استكمال للمشهد الاول حينما خرج الجنرال ليعلن عزل أول رئيس منتخب في تاريخ مصر ثم بدأت فصول المسرحية في العرض.
الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

انتخابات مصر .. وشهود الحق .. والزور

التالي

السيسي في قبضة الدولة العميقة

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share