استكمل رئيس الوزراء التونسي الأسبق الهادي البكوش ج9 من حواره مع الإعلامي أحمد منصور في برنامج شاهد على العصر الذي جرى بثه فى 13 يوليو 2014 الحديث عن تفاصيل هجوم القذافي على قفصة عام 1980 وحقيقة تورط بن علي في دعمه كما تناول تفاصيل الصراعات على خلافة بورقيبة
مقتطفات من حوار الهادي البكوش ج9
تحدث الهادي البكوش -رئيس الوزراء التونسي الأسبق- مع أحمد منصور عن استمرار الصراع الذي نشأ في تونس في فترة مرض “بورقيبة” حيث قام عدد من المسؤولين في الحزب بالهجوم الشديد على “محمد مزالي” وزير التعليم في ذلك الوقت لمواجهة صعوده المحتمل في الحزب كما تحدث عن دوره في وقف هذا الهجوم وما نتج عنه من فصل وزارة التعليم العالي عن وزارة التعليم.
المؤتمر العاشر للحزب الاشتراكي الدستوري
وفي شهادته التاسعة، كشف رئيس الوزراء التونسي الأسبق الهادي البكوش تفاصيل صراع الأجنحة بتونس في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات، وهو الصراع الذي أطاح بوجوه سياسية وجاء بأخرى.
واصل التونسي الراحل الحبيب بورقيبة في نهاية السبعينيات الإطاحة بالمناوئين له، وهذه المرة كان دور رئيس حكومته الهادي النويرة الذي أصيب نتيجة الضغوط بجلطة أخرجته من الحياة السياسية. كما أطاح بورقيبة بنتائج المؤتمر العاشر للحزب الاشتراكي الدستوري الذي عقد عام 1979 بحجة تدخل الجيش فيه.
وقال البكوش إن الحسن بلخوجة، وكان مقربا من بورقيبة وزوجته وسيلة بن عمار (طلقها لاحقا)- بإقناع بورقيبة بتدخل الجيش في المؤتمر، مما دفعه إلى إبعاد المشرفين على المؤتمر.
إبعاد البكوش إلى خارج تونس
وبموجب أوامر بورقيبة، تم إبعاد البكوش إلى خارج تونس، ووزير الدفاع عبد الله فرحات ترك منصبه في وزارة الدفاع، أما النويرة الذي فرضت عليه تلك القرارات -بحسب شهادة البكوش- فكانت ضربة قوية له، ووضع بين خيارين: إما الاستقالة أو الخضوع والسجن.
ويذكر أن البكوش -الذي عين عام 1978 مستشارا سياسيا للنويرة- كان قد أدخل السجن عام 1969 بتحريض من وسيلة، وفي عام 1974 نفاه بورقيبة إلى مدينة جندوبة التونسية لمدة سنتين، ومن 1979 إلى 1985 أبعده ست سنوات متتالية، من قنصل عام في ليون بفرنسا إلى سويسرا إلى الجزائر ليعود عام 1985.
ونتيجة الضغوط التي تعرض لها إثر أحداث 1978، خرج النويرة من الساحة السياسية التونسية بسبب الجلطة التي أصابته بداية عام 1980، حيث نقل إلى ليون للعلاج، لكنه لم يحظَ بالعناية من قبل الدولة التونسية، وكانت هناك محاولات لتشويه صورته وهو مريض.
استهداف القذافي للهادي نويره
وأضاف “البكوش” أن “الهادي نويرة” كان مستهدفا من “القذافي” نظرا لأنه كان يرى ان “الهادي نويرة” هو السبب الرئيسي في إيقاف الوحدة بين تونس وليبيا مما دفع “البكوش” الى الطلب من الامن الفرنسي في ليون ان يقوموا بحماية “نويرة” من محاولة اغتيال محتملة من “القذافي”.
وتابع “البكوش” حديثه عن الخلاف بين “القذافي” و”نويرة” الذي بلغ ذروته في الهجوم على القفصة الذي رتب له “القذافي” بالتعاون مع بعض المسؤولين الجزائريين وكيف فشل الهجوم بعد تدخل الجيش الفرنسي والمغربي وأضاف “البكوش” أن “بن علي” لم يكن له دور في الهجوم الا انه يعتبر مسؤولا بصفته مدير الأمن
تورط بن علي فى هجوم قفصة
وبشأن أحداث خطة الهجوم على قفصة في 27يناير 1980، أكد رئيس الوزراء التونسي الأسبق أن العملية تمت بترتيب جزائري ليبي، حيث وافق الرئيس الجزائري الراحل الهواري بومدين (قبل وفاته عام 1978) القذافي على “تنظيم عملية لزعزعة النظام التونسي وإن أمكن تغييره”.
وفي تفاصيل العملية، يؤكد البكوش أن القذافي أرسل عشرات من المعارضين التونسيين (27 شخصا) إلى قفصة للقيام بالمهمة، وتمكنوا من الهجوم على ثكنة كان بداخلها جنود متربصون، وقتلوا بعضهم، وكانت خطتهم أن تكون قفصة هي البداية، لكن الجيش والأمن التونسي استطاعا أن يقوما برد فعل سريع.
ويضيف البكوش أن وفاة بومدين ومجيء الشاذلي بن جديد خليفة له أفشلا العملية المسلحة في قفصة، حيث أمر بن جديد باتخاذ “كل الإجراءات لإيقافها بعد أن بلغه الأمر”، ليبقى القذافي وحده يدير المجموعة التي تم إيقافها لاحقا.
وكانت لبومدين والقذافي مآخذ على تونس -بحسب البكوش- فالأول كان معارضا للوحدة بين تونس وليبيا التي عقدت عام 1974، والثاني كان غاضبا من رئيس الحكومة التونسية وقتها النويرة لإحباطه هذه الوحدة.
وحسب ضيف “شاهد على العصر”، فقد أخذت القضية بعدا دوليا، حيث أعطت كل من فرنسا والمغرب تعليمات صارمة لتقديم كل المدد لتونس، وحتى أميركا أعربت وقتها عن استعدادها لمواجهة التدخل الليبي في تونس.
وعن دور مدير الأمن زين العابدين بن علي (الرئيس التونسي المخلوع) في أحداث قفصة، استبعد البكوش تورطه في العملية بقوله “في رأيي وحسب علمي لا علاقة لبن علي بالقذافي خلال هذه الفترة، ولا علاقة له بالجزائر أيضا”. وأضاف “كان ذلك ضعفا من جهاز الأمن وليس تواطؤا”.
فهرس موضوعات حوار الهادي البكوش ج9
00:00 مقدمة
01:38 سر الهجوم الشديد على محمد مزالي -وزير التعليم- من عدد من رجال الحزب الدستوري
03:49 دور البكوش في إنهاء الهجوم على مزالي
04:55 تبني مزالي قضية تعريب التعليم مع رفض بورقيبة
06:31 إنشاء وزارة التعليم العالي وتعيين عبد العزيز بن ضياء كأول وزير للتعليم العالي
11:56 إعداد المؤتمر العاشر للحزب الجمهوري على أعلى مستوى لتنصيب الهادي خليفة لبورقيبة
15:04 أهم ما يتم اقراره في مؤتمرات الحزب وكيفية تمرير القرارات داخل الحزب الدستوري
17:27 حقيقة تدخل الجيش في المؤتمر وتحويل المؤتمر لثكنة عسكرية
21:33 من الذي أقنع بورقيبة بقيام الجيش بالتدخل في قرارات المؤتمر
22:43 قرارات بورقيبة بعد مؤتمر الحزب وإبعاد البكوش خارج تونس
26:12 مرض الهادي نويرة وإهماله من المسؤولين في تونس ومحاولات تشويهه
34:42 دور البكوش في تأمين الهادي نويرة في فرنسا من محاولات محتملة لاغتياله من القذافي
36:28 سبب الخلاف بين القذافي والهادي نويرة
38:47 الاتفاق بين بومدين رئيس الجزائر والقذافي على خطة للهجوم على قفصة
39:59 اعتماد القذافي على بعض العناصر التونسية المتواجدة في ليبيا في الهجوم على القفصة
41:37 تفاصيل صد هجوم القفصة من الجيش التونسي بالتعاون مع الجيش الفرنسي والمغربي
46:22 هل تورط زين العابدين بن علي في هجوم القفصة وما علاقته بالقذافي في هذه الفترة
.