حقيقة المبادرة المصرية؟!!

نُشر المقال فى 17 يوليو 2014

المبادرات السياسية أو العسكرية أو حتى الأقتصادية لحلول الأزمات لها أعرافها ووسائلها وطرق طرحها لكن ما حدث بشأن ما يسمى بالمبادرة المصرية كان فريدا وغير مسبوق ، ومليئا بعلامات الاستفهام والتساؤلات حيث فاحت رائحة الكذب من البداية حينما أبلغ وزير الخارجية المصري سامح شكري وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم بالقاهرة لبحث مسألة غزة يوم الاثنين الماضي 14 يوليو.
أن القاهرة عرضت المبادرة على الفصائل الفلسطينية وأنها وافقت عليها. ثم تكشفت الحقائق بعد ذلك و اتضح أن الفصائل لم تعلم شيئا عن المبادرة إلا من وسائل الإعلام و أن أول من تحدث عن المبادرة المصرية كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية مساء الاثنين وبعد الإعلان عنها مباشرة كما أن الفصائل الفلسطينية لاسيما حماس والجهاد الإسلامي لم تتلق أي عرض رسمي مصري وإنما سمعت عنها من وسائل الإعلام ثم اتضح أنها مجرد طلب لوقف إطلاق النار وفتح للمعابر وعموميات ثم يتم الحديث عن باقي الأمور بعد ذلك دون حفظ لحقوق الشعب الفلسطيني المحاصر أو تطرق للاستحقاقات التي تضمنها اتفاق وقف إطلاق النار في العام 2012 لاسيما ما يتعلق بفتح المعابر أو فك الحصار أو الإفراج عن الأسرى ولم يكن العرض المصري كما قال نتانياهو بعدما أعلن قبوله بعد إعلانه بدقائق سوى أنه سيحقق أمل إسرائيل بإتاحة المجال لنزع سلاح حماس ، ولا ندري أي حركة مقاومة بلادها محتلة ومحاصرة تلك التي تقبل أن ينزع سلاحها دون مقابل سوى ما يسمى وقف إطلاق النار ، ويأتي ترحيب الإسرائيليين بما يسمى بالمبادرة بعد دقائق من إعلانها ودفع أنصار إسرائيل ومؤيديها لتأييدها من أجل الضغط على حركات المقاومة حتى تقبل بها ليؤكد أن المبادرة صنيعة إسرائيلية وأن النظام المصري تولى تسويقها ، وهذا ما أكدت عليه عدة مصادر وتحليلات بأن المبادرة ليست سوى صياغة إسرائيلية تم تسليمها لمدير المخابرات المصرية محمد التهامي الذي تصفه صحيفة نيويورك تايمز بالجنرال الفاسد خلال زيارة سرية قام بها إلى إسرائيل في 11 يوليو الماضي وتم الاتفاق أن يتم إعلانها من القاهرة حينما تعطي إسرائيل الضوء الأخضر بذلك ، ولما أصبحت إسرائيل وحكومتها في وضع لا تحسد عليه من صواريخ المقاومة واختراقاتها عبر الطائرات دون طيار ومحطات التلفزة و الهاتف وشبكات الانترنت الإسرائيلية أعطت إسرائيل الضوء الأخضر للنظام المصري وتم تمديد اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر حتى تم الإعلان في مصر عنها ثم أعلن نتانياهو مباشرة عن قبولها ، وبالتالي فهي ليست سوى مؤامرة على المقاومة الفلسطينية شارك فيها الطرف الذي من المفترض أن يحمي شعب فلسطين لا أن يتآمر عليه ، وكان رد كتائب القسام مباشرا عليها من أنها لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به ، وأنها ليست سوى خيانة واستسلام ، غير أن فصائل المقاومة التي لم يتم التعامل معها رسميا من النظام المصري كانت عند المسؤولية وأعلنت أنها ستدرسها ثم أعلنت رفضها بعزة وإباء رغم الآثار السيئة للرفض ، لكن مصادر مختلفة نشرت أن النظام المصري وإسرائيل قدما هذه المبادرة لقطع الطريق على مبادرة متكاملة نجحت كل من قطر وتركيا بالاشتراك مع فصائل المقاومة في إقناع الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل لقبولها تقوم على هدنة طويلة الأجل مع كسر الحصار المفروض على غزة وإقامة ميناء بحري بإدارة دولية بعيدا عن حصار النظام المصري ، ولعل هذا كان سببا في توجه أمير قطر لتركيا بعد تسويق ما يسمى بالمبادرة المصرية ، لكن الوضع المزري لإسرائيل سيجبرها على القبول بما ترفضه وصبر المقاومة وتحملها سيجعلها في النهاية تحقق أمل الشعب في فك الحصار والدخول في هدنة طويلة الأجل مع إسرائيل .
الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

بلطجة القضاة في مصر ؟ !!

التالي

الصهاينة العرب!

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share