إسرائيل واستراتيجية ما بعد الهزيمة «1»

نُشر المقال فى 10 أغسطس 2014

احتفلت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» وشعب غزة يوم الخميس الماضي 7 أغسطس بالانتصار على الكيان الصهيوني في واحدة من أكبر معارك العزة للعرب في التاريخ الحديث، وأكدت مصادر كثيرة، منها مصادر إعلامية صهيونية وكتاب ومعلقون وعسكريون صهاينة سابقون أكدوا جميعا أن العدو الصهيوني تلقى هيمة ساحقة بامتياز على يد المقاومة الفلسطينية في غزة.
وقد تابع العالم أجمع بنيامين نتانياهو رئيس حكومة الكيان الصهيوني وهو ضائع طيلة شهر كامل ومتخبط في قراراته واختياراته، فقد أذهلت حركات المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس الصهاينة قبل غيرهم وهي تمسك بزمام المبادرة من بداية المعركة إلى نهايتها ولنا أن نتخيل صمود شعب غزة مع مقاومته طيلة شهر كامل أمام واحدة من أكبر القوى العسكرية المتقدمة في العالم، حيث يوضع الجيش الإسرائيلي في المرتبة الخامسة عالميا من حيث القوة والتدريب والتسليح، هذه القوة الخامسة عالميا هي التي لم تصمد أمامها جيوش دول عربية سوى أيام في هزائم سابقة جعلت من إسرائيل أسطورة عسكرية، واتضح من خلال هذه الحرب أن هذه الأسطورة لم تكن سوى أسطورة فارغة وجوفاء وأن السبب في وجود هذا الكيان منذ قيامه على أنقاض فلسطين عام 1948 وحتى الآن هو الخيانة في صفوف العرب بل والتعاون مع الكيان الصهيوني وأعتقد أن إسرائيل بعد هذه الهزيمة الساحقة التي كلفتها ماديا حسب صحيفة «إسرائيل اليوم» في عددها الصادر يوم الأربعاء 6 أغسطس، 16 مليار شيكل أي حوالي خمسة مليارات دولار، بينما قالت محطة سي إن إن الإخبارية الأميركية إن المبلغ وصل إلى ستة مليارات دولار وما زال يتصاعد، أما التكاليف العسكرية فهي ما يقرب من ألف جندي بين قتيل وجريح حسب المصادر الإسرائيلية، أما مصادر المقاومة فتقديراتها أكبر من ذلك بكثير، لكن النتائج والخسائر غير المرئية من إلغاء عقود عسكرية للسلاح والتدريب وغيرها ومن رعب سيبقي في مخيلة السكان لن يزول ومن تأثير على مجتمع يقوم على هجرة اليهود له من شتات الأرض بل وزيادة نسبة الهجرة المعاكسة إلى خارج الكيان الصهيوني هذه كلها نتائج هائلة ولأن كل قيادات الحركة الصهيونية على مستوى العالم سوف تتداعى بعد هذه الحرب التي تعتبر الأكثر خسارة في تاريخ إسرائيل من كل النواحي وذلك من أجل وضع استراتيجية شاملة يحافظون بها على هذا الكيان الاستيطاني الهش ويحاولون تحويل هذه الهزيمة إلى نصر وأعتقد أن هذه الاستراتيجية سوف تعتمد على عدة محاور منها:
أولا: الضغط على السلطة الفلسطينية لتوسيع نطاق التعاون الأمني والاستخباراتي مع الكيان الصهيوني، بعدما اتضح أن حركة حماس نجحت في تنظيف قطاع غزة إلى حد ما من الخونة والعملاء بعد طرد دحلان والمئات من رجال الأمن الوقائي الذين كانوا يتعاونون بشكل مباشر مع إسرائيل وسوف تحاول إسرائيل بكل الوسائل تجنيد عملاء جدد في قطاع غزة بعد فشلها الاستخباراتي الذريع في معرفة إعدادات كتائب عز الدين القسام ومفاجآتها الهائلة للمعركة، لاسيما بعدما اتضح أن القسام قد أقامت مدينة تحت الأرض لم تعرف إسرائيل ولا حلفاؤها بكل إمكاناتهم وأقمارهم الاصطناعية وتقدمهم التكنولوجي مداخلها أو مخارجها، لاسيما بعدما اتضح أن عشرات الأنفاق التي حفرتها كتائب الشهيد عز الدين القسام تفتح داخل الكيان الصهيوني بل وداخل وحدات عسكرية ومستوطنات.
(نكمل غداً)
الوطن القطرية

للمزيد:

Total
0
Shares
السابق

الهروب الإسرائيلي من غزة

التالي

إسرائيل.. إستراتيجية ما بعد الهزيمة «2»

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share