إسرائيل.. إستراتيجية ما بعد الهزيمة «2»

نُشر المقال فى 11 أغسطس 2014

ثانيا: ستقوم إسرائيل بممارسة كل أشكال التعنت في المفاوضات وهذا ما اتضح خلال الهدنة وما بعدها وقد انتبهت كتائب القسام لهذه الألاعيب فأصدرت بيانها شديد اللهجة ليلة الجمعة ثم واصلت المعركة صباح الجمعة، ولم تكن الهدنة سوى مراوغة وإنقاذ لإسرائيل حتى يتنفس السكان الصهاينة الذين عاشوا فى الملاجئ طيلة شهر كامل لأول مرة فى تاريخ الكيان الصهيوني وحتى يقوم جيش الاحتلال بمداواة جرحاه ودفن قتلاه الذين ملأوا المستشفيات وثلاجات الموتى.
ولذلك سوف تسعى إسرائيل بكل ما تملك مع حلفائها الجدد للضغط على حماس والمقاومة والتعنت في كافة الشروط حتى لا تمكن المقاومة من تطوير أسلحتها ووسائل مقاومتها بعدما صدمت إسرائيل وصدم حلفاؤها من نجاح المقاومة رغم الحصار من تطوير قدراتها العسكرية بشكل أذهل الجميع.
ثالثا: إقامة حلف إسرئيلي- عربي من أعداء حماس والمقاومة ولعله شكل بالفعل وقد أشاد به نتانياهو علنا وقال إن هذا هو أكبر مكسب لإسرائيل من وراء هذه الحرب وقد ظهر أداء هذا الحلف واضحا من خلال الحرب وتستخدم إسرائيل من خلاله كل إمكانات الدول التي تريد إزالة حماس وكل الحركات الإسلامية والثورات العربية ليعملوا جميعا تحت قيادة نتانياهو مقابل أن تقوم الصهيونية العالمية بالحفاظ على أنظمتهم التي ليس لها أي ظهير شعبي وتعاني من مشكلات كثيرة، ولا يستبعد أن تستخدم هذه الدول أغطية إغاثية أو مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة لمحاولة الوصول والتعرف على ما حققته حماس من إنجازات عسكرية وإقامة شبكات تجسس كبيرة لمحاولة التعرف على الأنفاق أو الصواريخ أو تجنيد بعض من فشلت إسرائيل في تجنيدهم بعدما كشفت حماس شبكات إسرائيل التجسسية وتخلصت من معظمها ولعل إقامة محمد دحلان في إحدى هذه الدول وتقديمه استشارات لدول أخرى مع علاقاته الوثيقة بإسرائيل تعبر عن هذا الحلف وتشكيله ودوره.
رابعا: تصعيد الضغوط الدولية ضد حركة حماس والمقاومة عبر ما تقوم به الولايات المتحدة والدول الغربية من إعلان «إعادة الأعمار ورفع الحصار مقابل تجريد المقاومة من السلاح» ورغم رفض المقاومة للمساومة على سلاحها إلا أن هؤلاء سوف يحاولون استصدار قرارات من مجلس الأمن وغيره كما فعلوا من دول أخرى لمحاولة نزع سلاح المقاومة بالقوة لاسيما مع التحالف العربي الصهيوني الجديد.
خامسا: إبقاء قطاع غزة تحت الحصار المصري والمعارضة بشدة لأي محاولة لإعادة فتح مطار غزة أو تشغيل الميناء حتى ولو تحت إدارة دولية لأن هذا يعني أن يفقد النظام المصري الذي يتعاون مع إسرائيل بشكل مذهل حسب التعبير الإسرائيلي قدرته على مراقبة القطاع والتحكم فى المنفذ الوحيد المسموح لأهل غزة استخدامه لاسيما وأن النظام المصري يقوم باعتقال وتعذيب ومحاولة انتزاع المعلومات من كل من يثبت علاقته بكتائب الشهيد عز الدين القسام، لكن إصرار المقاومة على إعادة فتح الميناء والمطار ومدى قدرتها على فرض ذلك يمكن أن يبطل هذه المحاولات.
سادسا: ستحاول إسرائيل تمييع كل المواقف والتسويف في كل شيء بتعاون كبير من حلفائها من أجل حشد عربي ودولي يحقق لإسرائيل ما عجزت عنه عسكريا واستخدام كل الوسائل للضغط على المقاومة، لكن صمود المقاومة وظهرها الصلب من شعب غزة وتحرك الفلسطينيين في الضفة وفلسطين المحتلة وأنحاء العالم وتحرك الشعوب العربية للمساندة والدعم يمكن أن يكون الطريق الوحيد للإجهاز على إستراتيجية إسرائيل وحلفائها «والله من ورائهم محيط».
الوطن القطرية

للمزيد:

Total
0
Shares
السابق

إسرائيل واستراتيجية ما بعد الهزيمة «1»

التالي

لماذا دمر الصهاينة مساجد غزة؟!

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share