تضليل رئيس الجمهورية!

نُشر المقال فى 21 سبتمبر 2014

«المخابرات العامة المصرية لم تعط شيئا حقيقيا لمستر مرسي- قولا واحدا وفاصلا- طوال فترة حكمه.. لأننا كنا نعلم منذ بداية التسعينيات أنه خائن».
هذا الكلام الخطير أدلى به اللواء ثروت جودة الوكيل السابق لجهاز المخابرات العامة في مصر، خلال حوار أدلى به لصحيفة الوطن المصرية وثيقة الصلة بالنظام الانقلابي يوم الأربعاء الماضي 17 سبتمبر.
من أخطر ما جاء في حوار اللواء ثروت جودة الذي يبدو أنه تعرض للتوبيخ بعد المعلومات التي نشرها أنه قال للواء رأفت شحاتة الذي كان أول رئيس للجهاز يعين من داخله «قلت للواء رأفت شحاتة وقت أن تولى مسؤولية الجهاز أن يصلي ركعتين ويستغفر الله وينسى القسم الذي حلفه أمام مرسي منذ توليه الجهاز، لأن هذا الحلفان مش بتاعنا»، وحينما سئل عن مدى أحقية الجهاز الذي يتبع رئيس الجمهورية مباشرة في حجب المعلومات عن الرئيس المنتخب قال جودة: «حينما يتعامل الجهاز مع رئيس الدولة أيا كان فهو يتعامل معه في إطار صنع القرار».. مستر مرسي لم يكن يريد صنع قرار، وكان عايز «أنجر فتة» ويقعد ياكل مش أكتر من كدة، وتساءل: هل هناك رئيس دولة يذهب لزيارة إلى أي دولة في العالم دون أن يخبر جهاز المخابرات والخارجية في بلده لكي ترتب له أمور الزيارة؟ مرسي لم يفعلها طوال فترة حكمه، وكان شخصا مشكوكا في ولائه لمصر منذ البداية، مرسي كان محبوسا في وادي النطرون قبل ثورة 25 يناير ليه؟ مش تخابر؟ تخابر».. وتابع وكيل المخابرات قائلا «مرسي العياط تخابر مع أميركا وتركيا وحماس قبل أن يصبح رئيسا لمصر، ودخل السجن بتهمة التخابر قبل أن يهرب منه في قضية اقتحام السجون أثناء أحداث 25 يناير» وادعى ثروت جودة أن مرسي متهم في 8 قضايا تجسس لكن السيسي صاحب القلب الرحيم دمجها فقط فى قضيتين وأن مرسي حاول أخونة الجهاز خلال فترة وجوده في السلطة.
وحينما سئل جودة حول أن عدم تعاون المخابرات مع مرسي وتضليلها له يعتبر تآمرا عليه قال «المخابرات لم تتآمر على مرسي، بل مرسي هو الذي تآمر على مصر منذ وقت مبكر».
خطورة ما جاء في هذا الحوار أنه أثبت أن جهاز المخابرات العامة قد خان رئيس الجمهورية المنتخب من قبل الشعب، وضلله طوال فترة حكمه.
كما أن هذا الكلام الخطير الذي يدين جهاز المخابرات وكل العاملين فيه، يبدو أنه أصابهم بالغضب والصدمة بسبب فضيحتهم المبكرة من أحد زملائهم، مما جعل اللواء جودة يتراجع عما قاله عبر صفحته على «فيس بوك» مما دفع الصحيفة إلى تهديده بنشر التسجيل الصوتي، وقالت الصحيفة إنها عرفت من مصادر مطلعة أن اللواء جودة تلقى اتصالات هاتفية من بعض الجهات السيادية التي وجهت له اللوم على ما جاء في الحوار من تصريحات وصفتها بمنتهى الخطورة، مما دفعه لتغيير موقفه من الحوار.
نحن أمام كارثة تاريخية تتعلق بتضليل جهاز المخابرات العامة وتآمره على رئيس الجمهورية المنتخب باعتراف أحد كبار ضباطه، فمن الذي يجب أن يحاكم في مصر الآن؟.
الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

الشركة المساهمة للحرب على «داعش»

التالي

نكبة صنعاء وأثرها على المنطقة

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share