إيران ترسم خرائط المنطقة؟! (2)

نُشر المقال فى 1 اكتوبر 2014

«سيد اليمن هو السيد عبد الملك الحوثي وبالتالي هو سيكون سيد الجزيرة العربية، وعندما يكون هو سيد اليمن وسيد الجزيرة العربية بينما عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود كان يقول: «فقر اليمن في عزكم وعز اليمن في فقركم» ، وذلك عندما بنى الدولة السعودية في 1923 .. والآن المعادلة انقلبت.
الآن العزيز أصبح هو اليمني والفقير أصبح هو السعودي، ليس بالمال والأسلحة والارتباطات الدولية وإنما في صناعة الجغرافيا السياسية وفي صناعة التاريخ.
الآن نحن في حالة تحول حصلت حرب عالمية ثالثة، الذي غير خريطة الأكوان هو الصمود الشعبي السوري والجيش العربي السوري وحزب الله والإيرانيون في الشام، عندما منعوا سقوط بوابات الشام في الثالث من سبتمبر 2013.. نحن سلاطين البحر الأبيض المتوسط الجدد، نحن سلاطين الخليج الجدد نحن محور المقاومة طهران، دمشق، الضاحية، بغداد، صنعاء، نحن سنصنع خريطة المنطقة وسلاطين البحر الأحمر أيضا» .
هذا الكلام بنصه ووضوحه ونصاعته وعدم وجود أي مجال لتأويله أو تفسيره بغير مقصده تحدث به محمد صادق الحسيني الذي كان لسنوات طويلة ناطقا بلسان الحكومة الإيرانية على القنوات العربية وقد أدلى به قبل أيام في حوار تليفزيوني ليؤكد للجميع ما يتحدث به الإيرانيون علنا الآن على ساحات المنابر السياسية والدينية ووسائل إعلامهم داخل إيران وخارجها، وهو تأكيد على أن العرب السنة قد خرجوا من كل الأحلاف والمعادلات مع الولايات المتحدة والغرب، وأصبحت إيران حسب كلام رئيس الحكومة البريطانية هي الحليف الرئيسي في صناعة الخرائط وتشكيل الحكومات في المنطقة وفي الجزيرة العربية على وجه الخصوص، أما حديث المسؤولين الإيرانيين عن العاصمة العربية الرابعة وهي صنعاء بعد سقوط بيروت ودمشق وبغداد بدعم وتواطؤ أميركي غربي، فهو معناه أن العداد لن يتوقف وأن سيناريو الذين كانوا يعيشون آمنين في بيوتهم مثل أهالي بغداد وصنعاء ثم وجدوا الشيعة في بغداد والحوثيون في صنعاء يحكمونهم بين يوم وليلة- وأؤكد بدعم أميركي غربي- هذا السيناريو قد يتكرر في دول أخرى لاسيما أن شهية الإيرانيين أصبحت مفتوحة لالتهام المنطقة وكما قال المتحدث باسمهم هم سادة المنطقة وهم من سوف يرسمون خرائطها، وقد فهم رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام الدرس سريعاً بشكل عاجل فسارع يوم الاثنين بالطلب من الرئيس الإيراني حسن روحاني المساعدة في انتخاب رئيس جديد للبنان، وقال تمام سلام في حديث لصحيفة «النهار اللبنانية»: «إن لبنان في مواجهة مع الإرهاب وإن الأولوية لديه هي انتخاب رئيس للجمهورية، ورغم أن حزب الله هو الذي يحكم لبنان فعلياً منذ اقتحام بيروت والسيطرة على مفاصلها، وشل أي حكومة لا تتوافق معه، فإن الخطوة المقبلة هي تغيير الدستور اللبناني بحيث يصبح رئيس لبنان شيعياً بدلاً من أن يكون مارونياً وذلك لحل المعضلة الدائمة في اختيار الرئيس، وطالما أن تمام سلام استنجد بروحاني لاختيار رئيس جديد فإننا ننتظر من الذي سوف يعينه روحاني رئيساً للبنان.
الوطن القطرية

للمزيد:

Total
0
Shares
السابق

إيران ترسم خرائط المنطقة؟! (1)

التالي

لماذا تتحالف أميركا مع إيران ضد العرب؟! (1)

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share